.. وكونه طبعا قد امتد من التفاتي الى كونه .. فبدوني ليس الا طيفا يبل صدى نفسه بترديدات سرابية.. رأيت فيه امرا شد ذواتي .. فهو شعور عارم بالتفوق .. ظمأ قديم قديم للفرادة .. حبا لا ينطفئ .. او هكذا يخيل الى الرائي ... على انه بكل صلافة كان لا يرعوي عن الهدر امام نفسه بكلمات لا يفهمها الا العلى .. يرددها بعدهم النساك اغنية .. نعم .. انا تنين حارق .. انا الحج والمقصد .. انا المنتهى والمعاد ... انا من اشتمل الافق حاكما لليل املا للنهار .. انا اناشيد السمو ايها الغفلة .. ولكنني النير .. وهيهات للعبد ان ينال مني حظوة .. كان كالدائرة المضيئة بلهب من بعيد .. تجذب رعاة التيه .. لكن من رعاف القلب تصدر الصرخة .. ان شد الشوق للتماس ..
صاح بي وانا بين يديه يداعبني ذات اليمين وذات اليسار .. حبس قلبي الملتهب بوجل امام لانهائيته الصماء .. فرمت ظلا في سماته السامقة الصامتة اتقي بها حرا .. اجد بها وطنا .. هدفا .. سببا .. غبطة .. الفة .. حرقة خجلا .. دمعة املا .. ولكن ما هذا الضباب .. الضباب يلفني يلونه الرمادي المبحر في ذاتي .. اكاد اكونه .. صحت .. انقذوني ... لم يجب حتى السراب .. الرمادي اخذ يمتقع .. ويلفني .. يلفني .. اكاد اختنق .. اشعر بالاضمحلال .. اللانهائية الصماء تكاد تبتلعني .. لاخرج صخرة صلبة ترنو علوا .. نضجا .. تنعم فكرا نظرا .. تنطلق كطيور في قفص اللانهائية الصماء ..
ما هو ذا .. امتداد لذاك الاله الضاحك سرا في عليائه .. ولكن هل انا بشر ... لطالما طمحت ان اكون اله .. لولا بطني وما تحتها .. لطالما رنوت الى الكمال .. لولا ذاك الماء الذي جبل فخرجت كعفن .. انا فطر كوني .. اسمعوني .. صحت وانا في غياهب الاضمحلال في لانهائيته الصماء تلك .. يكاد يشبعني به .. حتى لارتضي واتشرف ان اكون بقايا طعام ما بين اللثة والنواجذ .. كيف لا .. فاضمحلالي راحتي بين يديه .. وظلامه نعاسي براحة في احضانه الحانية .. هل اغمض العين ؟؟
يتبع
04-07-2005, 03:48 AM
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان
Gramsci
المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
... ولكن هل اشفار عيوني حينها تكون مطبقة ؟؟ هل اكون متبدلا.. متنقلا .. متزينا بابهى حلل ذاتي ومبادئي لاكون انظف .. هل ارمي ما اسود منها .. واصابه عفن من عفني بعيدا متبرئا.. مستعل منبهر بذاتي لذاتي بها تلك اللانهائية الصماء.. هل اجد قبسا من ذلك الوعد الذي اجتررته طفلا ..... وحلمته فتيا .... وعجزته شابا .... فلاظهر النوم.. لاتظاهره .. لاغمض هذه الاشفار .. لامارس العمى هواية والشلل .. فلاستمر مستمنيا للابتسامة التي تطوقني كصبر كالجبل .. هو ثمن .. ولكل شئ ثمن .. اتركوني ابيع ما جنيت ... ربما قد يجد من يرى فيه حسنا ...
آه لذاتي تلك التي تأخذ مني كل مأخذ .. اتركيني وارحلي عني ما عاد لي عليك من اصطبار .. هو جميل ولا بخس فيه .. هو سمو .. وعلو ونضج .. وقوة ... لا ... ليست استار ... حزن؟؟!! .. ُلعنت .. اتعلمين انك في جلجلة عمري
مصيرك الصلب .. هذه الرعشات التي ارى ليست جراح تفيض انها كبرياء تائهة في الظلمات .. انها انفاس امتدت لها تلك اليد القادرة لتنتشلها الى حيث رغدها هي .. حيث فجرها والطريق .. كلامك جراح تفتق ما رتق ... اتركيني لراحتي مع من في اللانهائية الصماء .. عجبا وتضحكين ............
ولكن ما هذا ؟؟ ... هل هو ذا الاغماض الذي وعدت ... يا ايتها اللانهائية الصماء .. يا كل الانفاس الكريهة التي تحيطني واجلس فيها متلاطما بين الظلمة والظن .. هل هذا هو الانسكاب السيال الذي به انقذفت فيك مضمحلا ... انقذيني من ثورتي .. بت مستنزفا حتى الفراغ .. بت بصيرا حتى الاحتراق .. متأملا سأبقى في اضمحلالي .. فليحيط بي جندك .. وليأخذ بتلابيب لحظاتي المنهرقة من بين الانامل قوارب مجدك ... فما سأبيع سيكون اعظم ... ولكن هل فعلا ابيع ؟؟
يتبع
04-07-2005, 04:42 AM
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان
Gramsci
المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
تساؤل انبثق في لجة الرمادي .. ايهما احبني اكثر؟؟ اهو الذي اتقن فن الاحلام كمثلي .. ام من اتقن صناعة كشفها ككوابيس ؟؟ ايهما هيكل القلب الذي اقدمه بكيس من الفضة ؟؟ .. السيادة والتسلط ؟؟.. ليست الا لبوسا للعبيد .. النزق والتحدي ؟؟ ... ما هي غير اوهام الضعيف الخمول .. جنون روح برسم البيع .. احتضار حلم على عتبات الخلاص .. هل من مشتري؟؟
هو خيار .. الحق خيار .. والجمال .. الاخلاق خيار والفضيلة .. الانسانية خيار .. كل بخياره محق ... وويحا لمن يقبع في غياهب الرمادي، فالنصيب هو الاضمحلال في الجنون التوحدي المطبق ..
لكن مهلا ... اليس الرمادي هو سفور الوجه بلا نقاب .. اليس خيار الجثث العفنة المنزوية على اعتاب المفترقات ... اليس صلاة الشفق .. وترنيمة المغيب ... اليس سخرية الحزن الحارقة وضحكته الصادحة على من يحب ... لُعنت ايها الوجود .... لانك لم تدثر الرمادي اللاهث في لانهائيتك الصماء ..
احزن على من حلم كمثلي .. واحزن على من رفع نقاب الاحلام لتتبدى كوابيس .. واستمر في الاضمحلال ... اشفار العيون تعاند بغير جدوى الاغماض .. واللانهائية الصماء تلفني ... اصرخ بصمت .. فتردد الصدى ذاتي المصلوبة بسخرية لاذعة .. صوت ضحكتها الهستيري يصمني ... هل من سامع ؟؟؟
يتبع
04-07-2005, 03:31 PM
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان
Gramsci
المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
عاد ذلك الهاجس يتملكني .."ماذا لو" .. كلمة صنعت التاريخ .. سحقت آلاف الارواح التائهة الظمأى على معينها السرابي .."ماذا لو" .. حمى اصابت النفوس التائقة للتبدل .. احرقتهم .. كرهوا دمامة الرمادي المستكين .. الرمادي المثبط .. ذلك اللزج المائع .. طفقوا يضربون .. والوقود تلك الكلمة الساحرة ... تلك الارملة السوداء التي ما انفكت تفترس ضحاياها في سكرة اللذة .. وهم يحبرون.. "ماذا لو" اعادت لاشفار عيني المثقلة نورا .. لكن هذه الـ"ماذا لو" ستستتبع اختيار .. ستستتبع حقا خاصا مفصلا على مقياسي .. ستستتبع ارادة وتبدل .. ثمنها قد يكون الرأس هدية من الكبرياء الزائف للنطع والسيف ..
اين انا من هذا فلاغمض هاتين بحثا عن سفر آخر .. بحثا عن وطن آخر .. عن هم وصبر .. ها هي اللانهائية الابدية الصماء تفتح لي ذراعيها كأم رؤوم .. ذرات نفسي تتنازعني .. هل بات الحلم حقيقة .. انا الذي آليت على نفسي ان لا احلم الا بما يمكن ان احقق .. كي لا احقق .. لانني ان حققت قد احلم بما لا يمكنني تحقيقه ابدا ..
لماذا عادت الـ"ماذا لو" .. ما هي قصتها .. ما لها تتنازعني كرغبة مدمن .. ما الذي يمكن ان اؤكده ان لم ولن اثق بشئ .. هل سأسمح لنفسي بمحاولة ؟؟؟........ لّعنت يا ذاتي على صليبك .... فلتخرس ضحكتك الساخرة الهستيرية المصمة ... هل احاول ؟؟