نجد في الرابط التالي ملاحظات لاحد الباحثين في صحف البحر الميت التي تم اكتشافها في سنة 1947. وهذه الصحف كتبها مصلحين يهود قبل مائة عام قبل الميلاد
http://byubroadcasting.org/deadsea/book/ch...pter5/sec8.html
يقول الباحث انهم وجدوا بعض الصحف تشير الى ان اليهود في ذلك الوقت كانوا ينتظرون النبي الذي تنبأ به موسى في سفر التثنية، الاسفار 18، الاية: 18 و 19.
ويقول الباحث ان النبي المنتظر لا يتصف بانه مسيح على الاطلاق. والمسيح كما يعرّفه اليهود، هو الملك أو الكاهن الممسوح بالزيت. النبي المنتظر لا يمسح بالزيت، وهو الذي تنطبق عليه النبؤة في سفر التثنية، طبقا لما قالوا. وهذا استدلال طبيعي لان النبي موسى لم يمسح بالزيت، ولم يلقب بالمسيح قط في حياته كلها.
بعد مرور مائة عام، نجد في انجيل يوحنا ان اليهود لا زالوا ينتظرون ذلك النبي. ففي الاية 1:21، سأل اليهود يوحنا المعمدان (النبي يحي) ثلاثة اسئلة:
1. هل أنت المسيح
2. هل انت إلياس
3. هل أنت النبي
أجاب يوحنا المعمدان بالنفي لكل الاسئله. ولكن المسيح عيسى ابن مريم قال ان يوحنا المعمدان هو إلياس (متّى 17:10 - 17:13). ربما عندما سألوه تلك الاسئلة لم تنزل عليه النبؤة بعد.
ولكن من هو النبي؟ هل هو نفس النبي العظيم الذي كان ينتظره اليهود قبل مائة عام من هذه الحادثه؟
يجيبنا أحد مفسري الكتاب المقدس بالايجاب. نعم، لقد كانوا يستعلمون عن نبي عظيم آخر، وليس عن المسيح.
They are inquiring about some great prophet, and not about Christ
http://bible.crosswalk.com/Commentaries/Ge...apter=1#Joh1_21
ونجد أيضا في انجيل يوحنا، في الباب السابع، الاية 37 - 41، ان المسيح عليه السلام وقف في يوم العيد وخطب في اليهود، وقال: من عطش فليأتي إليّ ويشرب. ألم يقل الكتاب، من آمن بي تجري في داخله أنهار ماء حي. فلما سمع الجمع هذا الكلام، قال بعضهم: هذا هو النبي حقا. وقال آخرون: هذا هو المسيح!
واضح ان هناك اختلاف في الرأي. يا ترى ما هو سبب الخلاف؟
لانجد ما يسبب الاختلاف الا العبارة "من آمن بي [بالله] تجري في داخله أنهار ماء حي"
وجد بعض القوم هذه العلامة من علامات المسيح، ونظر اليها آخرون كعلامة من علامات النبي الذي تحدث عنه موسى عليه السلام. ربما تكون العلامة موجودة في الاثنين، النبي والمسيح. المسيح قصد نفسه، واختلف القوم في تفسير القول.
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: "...رأيت الماء ينبع من تحت اصابع رسول الله" - رواه البخاري
عن سالم بن أبي أجعد رضي الله عنه قال: "وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في قدر، فرأيت الماء يتدفق من بين أصابعه كأنه ينبوع" - رواه البخاري
عن عبدالله رضي الله عنه قال: "...رأيت الماء ينبع من بين اصابع رسول الله" - رواه البخاري
وهذه هي انهار الماء الحي التي اختلف القوم فيها.
ونجد أيضا في انجيل يوحنا في الاصحاح السادس، الاية 1 الى 14. ان المسيح عليه السلام أكثر طعام قليل حتى أشبع خمسة آلاف شخص. فلما رأى الناس هذه العلامة قالوا: "هذا هو النبي الآتي الى العالم." والذي جعلهم يقولون ذلك هو معجزة إكثار الطعام. فالنبي القادم الى العالم ستكون فيه هذه العلامه.
في غزوة الخندق، أكثر رسول الله (ص) طعاما قليلا ليكفي كل المحاربين. ويقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه، لم يبقى رجل الا اكل حتى شبع، ولا زال الاناء يفيض بما فيه. -- رواه البخاري
وفي حديث آخر يرويه مسلم عن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر طعاما قليلا ليكفي أكثر من مائة وثلاثين رجل.
ولقد تواترت الاحاديث في في نبع الماء من اصابعه صلى الله عليه وسلم. وتواترت أيضا في اكثاره للطعام. وما ذكرناه هنا فقط أمثلة على ذلك.
وهو أيضا النبي الذي بعثه الله بشيرا ونذيرا للعالمين. وقال القوم: "هذا هو النبي الاتي الى العالم" (يوحنا 6:14). اعتقدوا ان المسيح هو النبي الذي تحدث عنه موسى. بينما المسيح لم يقل انه مرسل الى العالم كافة: "ما أرسلت الا الى الخراف الضالة من بني اسرائيل" (متّي 15:24). "ورسولا الى بني اسرائيل..." (آل عمران 49)
يا ترى اذا لم يكن ذلك النبي هو محمد، فهل صرف الله النظر عن ارساله أم ماذا؟ ربما يقول البعض بذلك، وربما يحاول غيرهم تحوير الحديث ليوافق هواه. أما نحن فنأخذ الحديث على ظاهره. بدون فلسفه، وبدون إلتفاف على النص.
اليهود كانوا ينتظرون نبيا مثل موسى. على مر العصور والاجيال كما ثبت ذلك في اكتشافات صحف قمران في البحر الميت، والتي كتبت قبل 700 سنة قبل بعثة محمد. وكما ثبت أيضا في الانجيل. ولمّا تبين لهم ان الرسول هو محمد كفروا به "...وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" (البقرة 89). وتجاهلوا كل النبؤات الواردة في شأنه كانهم لم يقرأوها ولم يسمعوا بها، "ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لايعلمون" (البقرة 101). وهم في حقيقة الامر يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، "الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون" (البقرة 146)