الرجـــال المذنــبـــــون

الواقع أن ظروف المرأة المسلمة تغيرت في السبعين سنة الماضية إلى الأفضل ، فقد تنادى المثقفون دفاعا عن حقوق المرأة المصادرة ، فزادت نسبة تعليم الفتاة مع زيادة الوعي، ووصلت المرأة الآن لكافة المراكز الاجتماعية من مسؤولية إدارة المدارس إلى منصة القضاء و قيادة الطائرات المدنية والحربية ، إلى رئاسة الحكومة. لكن كل ذلك - إذا ما وضعنا في الاعتبار النسبة العددية بين الذكور و الإناث وغير ذلك من الاعتبارات - يبدو كالأمر الشاذ الذي يؤكد القاعدة ، و زادت القاعدة تأكيدا حركة تقهقر الزي النسائي إلى مرحلة الحجاب السخيف الذي يدعو للسخرية والنقاب الشنيع الذي يدعو للغثيان، والتي بدأت مع بداية السبعينات من القرن الماضي، لذا نجد البعض يتهم الدين الإسلامي باضطهاد المرأة ، لما يشاهدونها فيه ويسمعونه عنها. فلننظر من أين وكيف جاءت بعض هذه المظاهر التي تشين المرأة المسلمة و العربية بالتبعية لأن الأغلبية العربية تدين بالإسلام.
...............
يقول قانون حمو رابي البابلي و السابق لعصر التوراة ، منذ ثلاثة آلاف و نصف الألف تقريبا، يدفع العريس المهر الذي يحدده والد العروس بالذهب والفضة و الأبقار. وأن رب العائلة له الحق أن يفعل ببناته ما يشاء و ذلك يعني أن يزوجهن أو يبيعهن للمعابد أو يتزوجهن بنفسه.
وإن كان الرجال المسلمين يشمئزون تقززا من هذا القانون المتوحش، فليذكروا أنهم يستمدون منه حقهم في عقد قران بناتهم الآن على رجال لا يعرفنهم قط، أما القرآن فقد ربط شرعية الزواج بموافقة المرأة وليس إرغامها و إلا اعتبر الزواج نفسه باطلا، أي مجرد حالة اغتصاب تتسم بغض البصر، في مقابل بعض الأبقار في أغلب الأحوال.
..............
قال حمو رابي: الزنى عقوبته القتل بالنسبة للمرأة، أما الرجل فلا عقاب عليه إلا إذا ارتكب ذلك الإثم مع امرأة متزوجة.
وقد تلقف الرجال المسلمون ذلك القانون بدون تردد وأخفوا منه عقاب الرجل كلية، و جعلوه مصدر العدل الوحيد، أما القرآن فقد اعتبر الإثم مشتركا، والعقاب مشتركا، فالنصوص الربانية لا ترتكب الظلم قط، ولكن الرجال يسيئون الفهم بتعمد.
.............
تغطية وجه المرأة، ولفها داخل عباءة مستحكمة، عادة أخرى ذكرها التاريخ أول مرة في مدينة ( موهنجو دورو ) و كانت تقع في منطقة الباكستان الحالية منذ ستة آلاف عام، ثم وصلت إلى بابل في بداية الألف الرابع قبل الميلاد، و كانت مقتصرة على المتزوجة، و عندما عاد ( دارا) الفارسي إلى عاصمته ( سوسا ) بعد إخضاعه بابل ، حمل معه تلك العادة لكي يميز بها النساء الأسيرات، ثم حمل الفرس فكرة الحجاب إلى مصر ، و منها إلى شمال إفريقيا، و كان البربر مستعدين لتقليد أي شيء يأتي من الشرق، خصوصا فيما يخص المرأة، وعندما جاء القرآن كان ( الحجاب والحذر ) شيئين معروفين في مدن المنطقة كلها، ولم يأمر القرآن بأن تغطي وجهها ولكن الحاكم بأمر الله ، وهو سلطان فاطمي، أمر بذلك معلنا عودته إلى تقاليد البربر المعروفة في المغرب الذي جاء منه الفاطميون. ومُسخت النساء إلى خيمات قبيحة متحركة لآخر مرة، ولم يفعل القرآن ذلك بل فعله الحاكم بأمر الله، وهو سلطان مجنون كان يصدر أوامره بطريقة محيرة، مثلا أمر أصحاب الحوانيت أن يناموا بالنهار و يعملوا بالليل ، وأمر النساء أن يغطين وجوههن..وغير ذلك كثير، ثم شعر ببعض الإكتئاب فركب حماره و انطلق إلى الصحراء ولم يعد بعد!!. من هذا الرجل و أمثاله استمدينا طريقة معاملتنا لأمهاتنا و أمهات أولادنا لأجيال طويلة وما نزال.
قيل : من السهل أن تؤمن بكذبة سمعتها ألف مرة من أن تؤمن بحقيقة لم تسمع عنها قط.
............
ليس ثمة عادة قبيحة واحدة تركها الرجال تسقط عن المرأة سوى عادة وأد البنات و إن كان الكثيرون ما زالوا يمارسونها بطريقة أخرى. إننا مطالبون بأن نعلن براءة (الديانات) من ذنوب الرجال تجاه المرأة، فالمؤمنون مثلا ، رغم أن القرآن كان بين أيديهم إلا أنهم لم يتمعنوا، وفضلوا تحريف تعاليمه لمصلحتهم بالذات، مفترضين في أنفسهم القدرة على تنظيم الأمور تنظيما أكثر جودة، وكانت النتيجة قواعد و أعرافا غير خالية كليا من الأخطاء السيئة.
.............
أقول : أن الحجر علي المرأة لا يعني حمايتها بقدر ما يعنى أنها فاسقة بدونه.أحييكم

Awarfie · 09-23-2008, 01:45 AM

قبسات جميلة ، يا فخري :97:

[movedown]:Asmurf:[/movedown]

فخري الليبي · 09-23-2008, 01:48 AM

شكري يا عزيزي على اهتمامك بالتعقيب ، و إن كنت اود أن يعرض الزملاء أرائهم المختلفة بالذات لكي نفحصأراءنا من زاوية مغايرة,

كل الود والتقدير

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	جولة في شعر غريب، البحر و الحجاب ...وأعين الرجال	نادرة	1	656	08-30-2008, 01:47 PM آخر رد: نادرة