{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الحقيبة السوداء..
بعد أنتهاء اليوم الأول للدورة , أصبت بارتباك و حرج شديدين فأنا لست معتادا على حمل الحقائب و خاصة هذا النوع ذو الشكل الأنيق و الجلد الفاخر اللامع. فخيل لي أنها تعطي لحاملها شكل و مظهرا مختلفا. و قد تعطية شعور من يحلق شاربه بعد زمن طويل من أعتياد الناس علية.
و ربما يمنح حمل حقائب من هذا النوع شعورا بالأهمية,و قد حصل هذا لي بعد أن أمسكت بها بيميني و انتصبت واقفا..سرت عدة خطوات..أحسست أحساسا غريبا..جعل أنفي يشمخ الى أعللى و صدري ينتفخ الى الأمام..تقدمت خطوة خطوتين أزدادت خطواتي ثقة و ثقلا و حضورا تابعت المسير.....صرت شخصا آخر.
أصبحت هذة الحقيبة جزءا من شخصيتي لم تعد تفارقني ابدا ,أنتهت الدورة و لم أنسى هدية محرزة لمديري "حتى لا يخيب املة" و لكن علاقتي بالحقيبة لم تنته أعجبني الشعور الذي منحتني اياه..و زاد شعوري أتساعا و عمقا بعد أن تغيرت معاملة الناس معي و قد اصبح الجميع يناديني "بالأستاز" و عيونهم معلقة بالحقيبة.صرت اذهب الى البقال لأشتري خضار و فواكة و بيميني الحقيبة ,أذهب الى دوائر حكومية لأقضي مصلح أدارية و الحقيبة معي كانت أموري تسير بسلاسة و يسر و كأن الحقيبة حجاب كاهن مكشوف عنه الحجاب.
كنت اضع فيها كل شيء و نادرا ما يخرج منها شيء و قد ظننت في البداية أنها ستحل مشكلة تشتت أوراقي..و بعثرة اشيائي و لكن شيئا من هذا لم يحصل,ما زلت أنسى اين اضع أوراقي الهامة, فقدت خلاصة السجل العدلي "لا حكم عليه" و قد انفقت يوما كاملا للحصول عليه,فقدت دفتر خدمة العلم,و لم اذكرة ألا عندما طلبت للسوق الأحتياطي و عندما راجعتهم بدون الدفتر,بصراحة أحترموني الى أبعد الحدود و أجلسوني على كرسي و اجلسوا حقيبتي على كرسي آخر و عاملوني كأستاز حقيقي و استخرجوا لي دفترا جديدا و لكنهم أرسلوا لي بعد يومين كتابا يفيد بألغاء السوق الأحتياطي.و قد كنت جهزت نفسي و كفكفت دموع والدتي و قد ظنت بأني ذاهب لقتال "العلوج"الذين سيهجمون.فرحت لأني لن اساق و فرحت بدفر العلم الجديد و لكني اضعته مرة أخرى بعد يومين لا أكثر.
مر الآن عام كامل بعد تحولي الى رجل الحقيبة بصراحة بدأت الحقيبة تنتبج و تنتفخ.اصبحت حملا ثقيلا,فترقص فرحة بين يميني و شمالي..و بدأ سؤال كبير يعتمل في رأسي ماذا يوجد بهذه الحقيبة حتى تبدو بهذا الشكل المبعجر..تغير شكلها و خفت لمعتها...و لم تعد تغلق بشكل محكم..قررت أن اقوم بعملية فرز و تنظيف لمحتويات الحقيبة..و قد قدرت أنها بعد عام فلا بد من وقفة لمراجعة ما تحملة.
مساء الخميس الماضي.. و ضعت كأس شاي خمير امامي و فتحت الحقيبة و بدأت أخرج محتوياتها شيئا فشيئا..و قد وجدت مايلي:
1-أوراق بيضاء كثيرة لا معنى لوجودها
2-طلبات أجازة مرفوضة من المدير الستاليني
3-قصاصات جرائد و مجلات كنت ظننت أني سأرجع لها و لم أفعل ابدا
4-كتاب تجاري رخيص عنوانه تعلم الأنكليزية في خمسة ايام أشتريته بعد أن قدمت طلب هجرة الى السفارة الكندية و لم ارجع لأعرف الجواب و لم أفتحة قط
5-النص الكامل لأتفاقية الشراكة السورية الأوربية.
6-خلاصة سجل عدلي "لا حكم علية" بتاريخ قديم
7-دفتري خدمة علم باسمي
8-دعوة من المحكمة العسكرية للشهادة في قضية السيد اياد الطويل و هو سائق يعمل في نفس المديرية. ضبط و هو يسرق ستائر مكتب المدير القديمة, و كانت اللجنه قررت أتلافها.
9-ثلاثة ازرار لإكمام القميص و زر للجهة الأمامية للبنطلون
10-مصاصة مته
11-ثلاث صور جنسية الأولي و الثانية لسيدتين, بصدر عار منفوخ بالسيلكون و الثالثة لسيدة عارية كليا تدير ظهرها. المميز وجود غمازتين في أعلى مؤخرتها و هذا سر أحتفاظي بها.
12- تذكرة الهوية الشخصية للسيدة الحامل زميلتي في الدورة و زوجة ضابط المخابرات...!!!!
يتبع...
|
|
02-27-2005, 03:14 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الحقيبة السوداء..
كان أبو مكنى رجل ضخما طويلا جدا, و عريضا جدا, بدون ترهل أو زيادات دهنية رأسة مهولة, كثيف الشعر, يشبه الى حد بعيد صوف الخروف, شديد السواد و الخشونه ,رجلا مخيفا بالفعل.و قد كنت أعتقد أن كباررجال المخابرات يلزمهم الذكاء و ليس ضخامة الأبدان.؟؟!!
لم يدخل أبو مكنى الغرفة ظل واقفا بالباب محدقا بالمشهد الذي يراه بعيون مفتوحة محمرة و مبحلقة,ثم صرخ بأعلى صوته أسماعيل.... بلمح البصر دخل رجل آخر الغرفة, و بأحترام شديد خاطب أبو مكنى
- أمرك سيدي
رد أبو مكنى دون أن يرفع بصره عني
- جيبو
قبض أسماعيل على يدي بشدة و أنتزعني من مكاني, لم أقاوم و الأصح لم أستطيع المقاومة, فقد أحسست ببرودة في جسدي و تهالك لساني حين حاولت الكلام,فقد كان المشهد عصيا على التفسير و قد يتطلب شرحة العودة الى الوراء عام كامل لأسترجاع زمالة الدورة التدريبية و الهوية و الحقيبة السوداء,ولم أعتقد أن أبو مكنى في وضع يسمح له بالأستماع الى قصة بهذه الكآبة, فأسلمت نفسي الى أسماعيل ,الذي أقتادني الى سيارة أمام باب الوزارة و أنطلق مسرعا.
الصمت ...هو العنوان المناسب للمكان الذي أخذني أليه أسماعيل و لشدة سكونه تحسبة قبرا.لا شيء يصدر أصواتا هنا الأبواب تفتح و تقفل دون أية ضجة أو صرصرة أقفال الرجال يتبادلون الحديث بالأشارة حركات باليدين أو الأصابع أو العيون و يكون أكبر أمر مقضيا.عندما أدخلني أسماعيل الى غرفة فيها مكتب كبير قديم يجلس أليه رجل في منتهى الدمامة, و أمامة عدة المته.أشار له أسماعيل الى دفتر على مكتبة هز الرجل الدميم رأسه و تابع شفط المته فيما أخذني أسماعيل بعيدا الى خارج الغرفة لندخل أخرى.تركني أسماعيل في الغرفة الجديدة و خرج.
كانت الغرفة خالية من أي شيء جدران عارية.سقف عالي دون أية نوافذ أو مخارج للهواء أرضية نظيفة لامعة.لا تشبه هذه الغرفة الزنازين الضيقة التي سمعنا عنها , لم أسمع أصوات التعذيب و الضرب التي يقال عنها كثيرا حتى أنني لم أسمع أي صوت على الأطلاق.كومت نفسي في زاوية الغرفة و قد زاد الصمت المريب من كمية الخوف التي أعترتني و رغم كبر الغرفة و نظافتها و لكني شعرت بالأنقباض منها و لم تبدو مريحة ابدا. فراغها و صمتها و نظافتها تثير أكثر من شبهة.أزداد تكوري الى نفسي و أردت أن أغيب كليا في الزاوية.
الصمت كان العنوان الكبير عند دخولي و لكن بعد عدة ساعات أعتدت علية و حسبت نفسي أصما و لكن غولا آخر هو البطىء بدأ يراودني عن نفسي الثواني رابضة أمامي بتحد تخرج لسانها ساخرة و لا تريد أن تنصرف.تملكتني الحيرة و القلق و لم أعرف ماذا أفعل,أتخذت وضعيات جلوس ووقوف عديدة مللتها كلها.و بدأ وساوس أكثر حدة تناوشني و تتطلب أجوبة شافية..ماذا سيفعل بي أبو مكنى فقد يكون الآن قد ذبح زوجته و سيفتح الباب في أية لحظة ليجهز علي بنفس الساطور .كيف يشعر الذبيح هل يموت فورا لا أظن ذلك لا بد له أن يتخبط قليلا كما تفعل الدجاجة قبل أن يسلمها.لم أذبح في حياتي دجاجة فكيف ساقني القدر لأكون دجاجة تحسست مذبحي و طردت تلك الصورة من أمامي محاولا أستدعاء طريقة أكثر وداعة و هدوء.و لكن بدني أقشعر عندما فكرت أن أبو مكنى بدلا من ذبحي فقد يقطعني الى قطع صغيرة مبتدأ بالعضو الذي جلله بالعار ضممت ساقي بعنف و تكورت على نفسي أكثر عندما هاجمني ذلك المشهد.
مرت في رأسي كل صنوف التعذيب التي سمعت بها أو قرأت عنها من الضرب بالعصي و الخراطيم المطاطية و التعليق بالسلاسل و الكي بالنار الى تقليع الأظافر و نتف الشعر.و الربط الى أجهزة معدنية تكسر الظهر أو تخلل المفاصل.ثم أخترعت في مخيلتي أجهزة أخرى تقلع العيون أو تثقب العظام و تخيلت نفسي أمر عليها واحدا واحدا,و أنا أقدر كمية الألم التي يزرعة كل جهاز .لم أقو على التفكير بأي شيء آخر مسح من ذاكرتي كل ما مر في حياتي,و بقيت معلقا الى مشاهد التعذيب العنيفة و التساؤل عن الطريقة التي سيقتلني فيها الغول المسمى أبو مكنى.
لم أعرف كم مضى علي من الوقت في هذه الغرفة و لكن الظلام بدأ يشتد فيها مما يعني أن الشمس قد غربي أو كادت .و فجأة فتح الباب..أخرجت نفسي من وساوسي و بحلقت لأرى من سيدخل.أطل أسماعيل و أشار ألي بأصبعة تقدمت نحوه قبض على ذراعي دون أن يقول كلمة واحدة سرت بجوارة وديعا طيعا.صعد بعض الأدراج و توقف أما أحد الأبواب الكثيرة المتشابهة.طرق الباب بأدب ثم فتحة و دفعني الى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفي دون أن يدخل.تقدمت خطوة و رفعت رأسي كان أبو مكنى يجلس في صدر الغرقة على مكتب ضخم أنيق.
يتبع
|
|
03-03-2005, 01:19 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|