{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحقيبة السوداء..
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
الحقيبة السوداء..


الحقيبة السوداء..

أعمل موظف تافه في دائرة تافهة في مديرية أكثر تفاهة في وزارة لا مدى لتفاهتها تتبع حكومة قمة في التفاهة.و التفاهة ليست تحصيلا لتفاهة هذا التسلسل , بل لأن الدولة التي تتبنى هذه الحكومة مسيرة من رجال الأمن و لو أستقال جميع العاملين في الحكومة في يوم واحد لما أهتزت قصبة من قصبات تلك الدولة العتيدة.....لكفائة رجال الأمن.

و لتظهر تلك الوزارة مدى أهتمامها بموظفيها فأنها أعتادت أن تقيم لهم دورات تأهيل و تدريب و رفع مستوى داخلية و خارجية.ليبقى الجميع على أهبة الأستعداد لخدمة الوطن.طبعا واوي مثلي لن يكون له أكثر من دورة داخلية بائسة لا تسمن و لا تغني عن جوع.لأن الدورات الخارجية عليها العين و اليد و الرجل فالملتحق بها يقبض بالدولار و يسافر على "الفرست كلاس" و "يندفس" في أوتيلات متعددة النجوم.و غالبا ما يعود أكثر حمرنة مما كان علية.
قبل مدة أقامت أحدى الهيئات التابعة لجامعة الدول العربية دورة تدريبية.و هذا النوع من الدورات لا بأس بسخائة و لو أنها تقام داخليا في أحدى قاعات المدينة .تنافس و "ترافس" الجميع للحصول على ترشيح لهذه الدورة و لدهشتي الشديدة أستدعاني المدير ذلك الصباح و مديرنا حاصل على دكتوراة من الأتحاد السوفيتي السابق و يدير المديرية بمزاج مراقب الدوام و قبضة ستالين.

جلس المدير خلف مكتبة و اتخذ وضعية القائد المقبل على حرب سينتصر فيها.زرع على وجهه عبوس جاد, و زرع على رأسة اذني حمار و قال لي:

-شوف يا واوي أنا ثقتي فيك كبيري كتير و من منطلق هذه الثقة رشحتك لهذه الدورة فلا تخيب رجائي.
الصراحة أحترت من حمرنة كهذه لأن الكل يعرف من ضمنهم مديرنا الستاليني أن ملتحقي الدورات التدريبية يذهبون في الصباح و يعودون بعد الظهر و في نهاية الدورة يقبضون التعويض..فاي رجاء سأخيب لهذا التعس
قلت له :
-ولوو أستاز...الواوي بيبيض وشك..
رد و قد احمر وجهه زهوا..
-عفارم..هيك بدي ياك..

في اليوم التالي ألتحقت بالدورة كنا أثنا عشر متدربا و ثلاث متدربات احداهن حامل تبدو في شهورها الأخيرة و الثانية محجبة حجابا شديدا كأنه قماط الرضيع.و الثالثة رغم ان مظهرها يبدو كعاهرة و لكنها خالية من اي جاذبية أو جمال.كان حظي في منتهى السوء...فقد جلست الى جانبي السيدة الحامل..أنزويت في مقعدي و انكمشت الى نفسي و قد احسست ان تنفسي سيضايقها و لكن السيدة لم تمهلني..أقتربت بجسدها ناحيتي و سألتني...
-من أي وزارة..الأستاز
الأستازطبعا هو شخصي البائس...قلت لها باقتضاب
- من وزارة ال....
-تشرفنا...ردت..ثم زاد أقتربنا و خبا صوتها بما يشبة الهسيس..قائلة..
- دخلك...كم هو تعويض هذة الدورة...قلبت شفتي كناية عدم معرفتي التسعيرة.ابتعدت الحامل بجسدها..فسمحت لنفسي بشفط شيء من الهواء..و لكن السيدة لم تمهلني كثيرا فقد بدات بالتأوه..و الشكوى..

- الدكتور قلي لازم تمشي كتير....شوبعمل..جوزي "أبو مكَنى" مشغول..مو فاضي و أنا ما بقدر ..أمشي لحالي..بخاف يصرلي شي...

أزداد أنكماشي في مقعدي..و هززت رأسي..بلا معنى..مما شجعها على المتابعة:
- بس قوم على حيلي..بحس هوننن..".و ادارت ظهرها لتؤشر باصبعها على نقطة اسفل ظهرها"هون..متل السكين عم تنغرس..

لم استطع تمالك نفسي عند هذه النقطة...و قلت لها:
- لأ..السيد أبو مكَنى ما عندو حق..لازم يمشيكي..
نظرت ألي مبحلقة..و قالت بما يشبة الصراخ.
- مشغول...مشغول,,ما بيقدر يفضى دقيقة واحدة..
- و ماذا يعمل أخي ابو مكَنى بلا ضغرة.....سألتها بلهفة
أقتربت مني الى أبعد حد حتى شممت رائحة عرقها النتن..و همست
- مخابرات....جوزي ضابط بالمخابرات...
أقشعر بدني من هول هذه الوظيفة....فأبتلعت ريقي الناشف اصلا و تحسست قذالي..و ذبت الى ابعد مدى في مقعدي..و قلت مشفقا..
- الله يعينو..على هالشغلة...و ياخد بيدك..

دخل مشرفوا الدورة ,رجال مهذبون ببذلات رسمية أنيقة و صلعات لامعة متشابة...أعطونا أوراقا و اقلاما و دفاتر...تكفي لمدة عام.....ثم اعطوا كل متدرب..حقيبة جلدية سوداء.

يتبع....
02-24-2005, 07:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #2
الحقيبة السوداء..



بعد أنتهاء اليوم الأول للدورة , أصبت بارتباك و حرج شديدين فأنا لست معتادا على حمل الحقائب و خاصة هذا النوع ذو الشكل الأنيق و الجلد الفاخر اللامع. فخيل لي أنها تعطي لحاملها شكل و مظهرا مختلفا. و قد تعطية شعور من يحلق شاربه بعد زمن طويل من أعتياد الناس علية.

و ربما يمنح حمل حقائب من هذا النوع شعورا بالأهمية,و قد حصل هذا لي بعد أن أمسكت بها بيميني و انتصبت واقفا..سرت عدة خطوات..أحسست أحساسا غريبا..جعل أنفي يشمخ الى أعللى و صدري ينتفخ الى الأمام..تقدمت خطوة خطوتين أزدادت خطواتي ثقة و ثقلا و حضورا تابعت المسير.....صرت شخصا آخر.

أصبحت هذة الحقيبة جزءا من شخصيتي لم تعد تفارقني ابدا ,أنتهت الدورة و لم أنسى هدية محرزة لمديري "حتى لا يخيب املة" و لكن علاقتي بالحقيبة لم تنته أعجبني الشعور الذي منحتني اياه..و زاد شعوري أتساعا و عمقا بعد أن تغيرت معاملة الناس معي و قد اصبح الجميع يناديني "بالأستاز" و عيونهم معلقة بالحقيبة.صرت اذهب الى البقال لأشتري خضار و فواكة و بيميني الحقيبة ,أذهب الى دوائر حكومية لأقضي مصلح أدارية و الحقيبة معي كانت أموري تسير بسلاسة و يسر و كأن الحقيبة حجاب كاهن مكشوف عنه الحجاب.

كنت اضع فيها كل شيء و نادرا ما يخرج منها شيء و قد ظننت في البداية أنها ستحل مشكلة تشتت أوراقي..و بعثرة اشيائي و لكن شيئا من هذا لم يحصل,ما زلت أنسى اين اضع أوراقي الهامة, فقدت خلاصة السجل العدلي "لا حكم عليه" و قد انفقت يوما كاملا للحصول عليه,فقدت دفتر خدمة العلم,و لم اذكرة ألا عندما طلبت للسوق الأحتياطي و عندما راجعتهم بدون الدفتر,بصراحة أحترموني الى أبعد الحدود و أجلسوني على كرسي و اجلسوا حقيبتي على كرسي آخر و عاملوني كأستاز حقيقي و استخرجوا لي دفترا جديدا و لكنهم أرسلوا لي بعد يومين كتابا يفيد بألغاء السوق الأحتياطي.و قد كنت جهزت نفسي و كفكفت دموع والدتي و قد ظنت بأني ذاهب لقتال "العلوج"الذين سيهجمون.فرحت لأني لن اساق و فرحت بدفر العلم الجديد و لكني اضعته مرة أخرى بعد يومين لا أكثر.

مر الآن عام كامل بعد تحولي الى رجل الحقيبة بصراحة بدأت الحقيبة تنتبج و تنتفخ.اصبحت حملا ثقيلا,فترقص فرحة بين يميني و شمالي..و بدأ سؤال كبير يعتمل في رأسي ماذا يوجد بهذه الحقيبة حتى تبدو بهذا الشكل المبعجر..تغير شكلها و خفت لمعتها...و لم تعد تغلق بشكل محكم..قررت أن اقوم بعملية فرز و تنظيف لمحتويات الحقيبة..و قد قدرت أنها بعد عام فلا بد من وقفة لمراجعة ما تحملة.

مساء الخميس الماضي.. و ضعت كأس شاي خمير امامي و فتحت الحقيبة و بدأت أخرج محتوياتها شيئا فشيئا..و قد وجدت مايلي:

1-أوراق بيضاء كثيرة لا معنى لوجودها
2-طلبات أجازة مرفوضة من المدير الستاليني
3-قصاصات جرائد و مجلات كنت ظننت أني سأرجع لها و لم أفعل ابدا
4-كتاب تجاري رخيص عنوانه تعلم الأنكليزية في خمسة ايام أشتريته بعد أن قدمت طلب هجرة الى السفارة الكندية و لم ارجع لأعرف الجواب و لم أفتحة قط
5-النص الكامل لأتفاقية الشراكة السورية الأوربية.
6-خلاصة سجل عدلي "لا حكم علية" بتاريخ قديم
7-دفتري خدمة علم باسمي
8-دعوة من المحكمة العسكرية للشهادة في قضية السيد اياد الطويل و هو سائق يعمل في نفس المديرية. ضبط و هو يسرق ستائر مكتب المدير القديمة, و كانت اللجنه قررت أتلافها.
9-ثلاثة ازرار لإكمام القميص و زر للجهة الأمامية للبنطلون
10-مصاصة مته
11-ثلاث صور جنسية الأولي و الثانية لسيدتين, بصدر عار منفوخ بالسيلكون و الثالثة لسيدة عارية كليا تدير ظهرها. المميز وجود غمازتين في أعلى مؤخرتها و هذا سر أحتفاظي بها.
12- تذكرة الهوية الشخصية للسيدة الحامل زميلتي في الدورة و زوجة ضابط المخابرات...!!!!
يتبع...


02-27-2005, 03:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #3
الحقيبة السوداء..



أمسكت تذكرة الهوية الشخصية للسيدة الحامل في يدي و قلبتها رأسا على عقب و عدت بذاكرتي الى الخلف مستعيدا ما كان.ثمة علاقة نشأت بيني و بين السيدة الحامل كانت جريئة جدا أو هكذا قدرت كانت تحدثني عن تفاصيل دقيقة في حياتها و بدون أن أطلب منها تنطلق في منولوج طويل معددة مشاكلها التافهة و الهامة بذات الحماس لم يبدو عليها أنها مهتمة برد مني بقدر ما كانت مهتمة بأن تسرد ما تريد فقد كانت تتكلم بلا توقف.وقد وصل الأمر الى حد أنني صرت "أمشي" معها في فترات الراحة بين المحاضرات.
عرفت منها أن أبنها "علي" كسول جدا في المدرسة و اينتها الكبرى" نسرين" شديدة الذكاء و تضع نظرات علىعينيها و عرفت أن غسالتها الكهربائية تعاني من ماس كهربائي لم يفلح كل جنود زوجها اصلاحه كما عرفت أن زوجها يمارس معها الجنس خلال ثلاث دقائق ثم يعود الى سباته العميق.كان حديث هذه السيدة في منتهى البراءة و البساطة و لا تقصد منه ألا مجرد الحديث أو الشعور بأن هناك شخص ما يستمع و بالمصادفة كان هذا الشخص هو الواوي.

القصة الأكثر تأثيرا كانت تضييق الزوج رجل المخابرات الهمام عليها و معاملتها معاملتة المتهمين و قد كانت تخضع لتحقيقات طويلة حول زملائها في العمل و علاقاتها معهم فيما يبدو أنها شكوك أكثر منها غيرة,و حقيقة لم يبدو على "أم مكنى" أي نوع من أنواع السلوك الخاطىء فيما يخص زوجها و قد كانت في أحاديثها الكثيرة عنه تجد له الأعذار و التبريرات و تبدأ كل خبر عنه بلازمة "يسلملي" حتى اصبحت يسلملي هي رمزة الخاص فأذا قالت "راح يسلملي" فمعناها أن أبو مكنى هو الذي راح... و في أحدى المرات أسرت مرة بأنه كل حياتها و لن تبدلة حتى بالممثل جمال سليمان و ذكرت جمال سليمان بالأسم و قد أوحى لي ذكرها للأسم بأنها معجبة به و قد تبدل زوجها به لو أتيحت لها الفرصة....بصراحة كنت كثير الدهشة من هذا التمازج الغريب بين هذه السيدة المنطلقة ببساطتها و ذلك الزوج المتأثر بعالمة المظلم.
و ضعت هوية السيدة "أم مكنى" في حقيبتي السوداء التي اخذت شكلا جديدا بعد أن اخرجت منها كل الأوراق غير المهمة و من حسن الحظ أن جميع ما كان في الحقيبة غير مهم فعادت فارغة كاليوم الذي استلمتها فية.شددت قامتي و دخلت الى الوزارة حيث تعمل السيدة.بفضل الحقيبة أجتزت البوابات التي تمنع دخول المراجعين و الزوار قبل الحادية عشرة.قرعت باب حجرتها و دخلت.
كانت السيدة "أم مكنى" تجلس وحيدة في صدر الغرفة رائحة عرقها العطنة تملأ المكان.أطلقت آه مرحبة عندما رأتني و قادتني فورا الى كرسي صغير الى جوار طاولتها سالتني و لم تنتظر جوابي لتنطلق تحدثني عن رئيسة قسمها التي أحيلت الى التقاعد و أنها على وشك أن تصبح رئيسة قسم و أكدت بأنها جديرة بالمنصب و لا دخل لعلاقات "أبو مكنى"بالأمر .كنت أهز رأسي منتظرا أي سانحة لأسلمها هويتها و أفر هاربا قبل أن تبدأ قصة جديدة.
و ضعت أم مكنى كوب الشاي الذي صنعته دون أن تتوقف عن الكلام قائلة "تذوق هذا الشاي المزود بالقرفة"و أشارت بيدها الثانية الى علبة السكر و لكن أشارتها أخطأت الأتجاه فأصطدمت بالكوب الساخن ليندلق كلة على ساقي شعرت بجحيم الشاي يسلقني فوقفت محاولا ابعاد ما علق بثيابي,صرخت "أم مكنى" صرخة اسف و تناولت محرمة ورقية و ركعت على ركبتيها أمامي محاولة تنظيف ما يمكن تنظيفة.في هذه اللحظة بالذات فتح الباب فجأة مكشرا عن طود رهيب يسدة نظر الرجل الى السيدة الراكعة على كبتيها أمامي و يدها على.......ثم نقل نظراته ألي , أخذني الرعب و الهلع من هول هذا الرجل و لم استعيد نفسي ألا على صرخة "أم مكنى"
-أبو مكنى....شو عم تساوي هون...

يتبع
03-01-2005, 05:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #4
الحقيبة السوداء..



كان أبو مكنى رجل ضخما طويلا جدا, و عريضا جدا, بدون ترهل أو زيادات دهنية رأسة مهولة, كثيف الشعر, يشبه الى حد بعيد صوف الخروف, شديد السواد و الخشونه ,رجلا مخيفا بالفعل.و قد كنت أعتقد أن كباررجال المخابرات يلزمهم الذكاء و ليس ضخامة الأبدان.؟؟!!

لم يدخل أبو مكنى الغرفة ظل واقفا بالباب محدقا بالمشهد الذي يراه بعيون مفتوحة محمرة و مبحلقة,ثم صرخ بأعلى صوته أسماعيل.... بلمح البصر دخل رجل آخر الغرفة, و بأحترام شديد خاطب أبو مكنى
- أمرك سيدي
رد أبو مكنى دون أن يرفع بصره عني
- جيبو
قبض أسماعيل على يدي بشدة و أنتزعني من مكاني, لم أقاوم و الأصح لم أستطيع المقاومة, فقد أحسست ببرودة في جسدي و تهالك لساني حين حاولت الكلام,فقد كان المشهد عصيا على التفسير و قد يتطلب شرحة العودة الى الوراء عام كامل لأسترجاع زمالة الدورة التدريبية و الهوية و الحقيبة السوداء,ولم أعتقد أن أبو مكنى في وضع يسمح له بالأستماع الى قصة بهذه الكآبة, فأسلمت نفسي الى أسماعيل ,الذي أقتادني الى سيارة أمام باب الوزارة و أنطلق مسرعا.

الصمت ...هو العنوان المناسب للمكان الذي أخذني أليه أسماعيل و لشدة سكونه تحسبة قبرا.لا شيء يصدر أصواتا هنا الأبواب تفتح و تقفل دون أية ضجة أو صرصرة أقفال الرجال يتبادلون الحديث بالأشارة حركات باليدين أو الأصابع أو العيون و يكون أكبر أمر مقضيا.عندما أدخلني أسماعيل الى غرفة فيها مكتب كبير قديم يجلس أليه رجل في منتهى الدمامة, و أمامة عدة المته.أشار له أسماعيل الى دفتر على مكتبة هز الرجل الدميم رأسه و تابع شفط المته فيما أخذني أسماعيل بعيدا الى خارج الغرفة لندخل أخرى.تركني أسماعيل في الغرفة الجديدة و خرج.

كانت الغرفة خالية من أي شيء جدران عارية.سقف عالي دون أية نوافذ أو مخارج للهواء أرضية نظيفة لامعة.لا تشبه هذه الغرفة الزنازين الضيقة التي سمعنا عنها , لم أسمع أصوات التعذيب و الضرب التي يقال عنها كثيرا حتى أنني لم أسمع أي صوت على الأطلاق.كومت نفسي في زاوية الغرفة و قد زاد الصمت المريب من كمية الخوف التي أعترتني و رغم كبر الغرفة و نظافتها و لكني شعرت بالأنقباض منها و لم تبدو مريحة ابدا. فراغها و صمتها و نظافتها تثير أكثر من شبهة.أزداد تكوري الى نفسي و أردت أن أغيب كليا في الزاوية.

الصمت كان العنوان الكبير عند دخولي و لكن بعد عدة ساعات أعتدت علية و حسبت نفسي أصما و لكن غولا آخر هو البطىء بدأ يراودني عن نفسي الثواني رابضة أمامي بتحد تخرج لسانها ساخرة و لا تريد أن تنصرف.تملكتني الحيرة و القلق و لم أعرف ماذا أفعل,أتخذت وضعيات جلوس ووقوف عديدة مللتها كلها.و بدأ وساوس أكثر حدة تناوشني و تتطلب أجوبة شافية..ماذا سيفعل بي أبو مكنى فقد يكون الآن قد ذبح زوجته و سيفتح الباب في أية لحظة ليجهز علي بنفس الساطور .كيف يشعر الذبيح هل يموت فورا لا أظن ذلك لا بد له أن يتخبط قليلا كما تفعل الدجاجة قبل أن يسلمها.لم أذبح في حياتي دجاجة فكيف ساقني القدر لأكون دجاجة تحسست مذبحي و طردت تلك الصورة من أمامي محاولا أستدعاء طريقة أكثر وداعة و هدوء.و لكن بدني أقشعر عندما فكرت أن أبو مكنى بدلا من ذبحي فقد يقطعني الى قطع صغيرة مبتدأ بالعضو الذي جلله بالعار ضممت ساقي بعنف و تكورت على نفسي أكثر عندما هاجمني ذلك المشهد.

مرت في رأسي كل صنوف التعذيب التي سمعت بها أو قرأت عنها من الضرب بالعصي و الخراطيم المطاطية و التعليق بالسلاسل و الكي بالنار الى تقليع الأظافر و نتف الشعر.و الربط الى أجهزة معدنية تكسر الظهر أو تخلل المفاصل.ثم أخترعت في مخيلتي أجهزة أخرى تقلع العيون أو تثقب العظام و تخيلت نفسي أمر عليها واحدا واحدا,و أنا أقدر كمية الألم التي يزرعة كل جهاز .لم أقو على التفكير بأي شيء آخر مسح من ذاكرتي كل ما مر في حياتي,و بقيت معلقا الى مشاهد التعذيب العنيفة و التساؤل عن الطريقة التي سيقتلني فيها الغول المسمى أبو مكنى.

لم أعرف كم مضى علي من الوقت في هذه الغرفة و لكن الظلام بدأ يشتد فيها مما يعني أن الشمس قد غربي أو كادت .و فجأة فتح الباب..أخرجت نفسي من وساوسي و بحلقت لأرى من سيدخل.أطل أسماعيل و أشار ألي بأصبعة تقدمت نحوه قبض على ذراعي دون أن يقول كلمة واحدة سرت بجوارة وديعا طيعا.صعد بعض الأدراج و توقف أما أحد الأبواب الكثيرة المتشابهة.طرق الباب بأدب ثم فتحة و دفعني الى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفي دون أن يدخل.تقدمت خطوة و رفعت رأسي كان أبو مكنى يجلس في صدر الغرقة على مكتب ضخم أنيق.

يتبع
03-03-2005, 01:19 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
دوريمي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 215
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #5
الحقيبة السوداء..
شيّقة ومميزة قصة هذه الحقيبة السوداء ... وحاملها !

بانتظار التكملة (f)
03-04-2005, 11:50 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن الشام غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 893
الانضمام: Sep 2004
مشاركة: #6
الحقيبة السوداء..
متابع .. ومتشوق ..

(f)
03-04-2005, 08:55 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #7
الحقيبة السوداء..
جقللللللللللللللل

وينك؟

لك لا تكون مع رنا؟
03-06-2005, 10:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الصفراوي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 232
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #8
الحقيبة السوداء..
أنا أبو مكنى
ولك يا ابني ياجقل ما قلتلك خلص انسى الموضوع
ولك الله لا يخليني اذا بخليك
03-06-2005, 12:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #9
الحقيبة السوداء..

تحية..
أشكر زملائي متابعي حقيبتي السوداء..

دوريمي : متابعتك تجعلني أكثر حرصا..سعيد بوجودك

ابن الشام:أشكرك ما زال لدي المزيد فالحقيبة السوداء...طافحة

دينا: حدا شافني جبت سيرة رنا....ما في غيري و غير أم مكنى

الصفراوي : أنت تعرف يا أبو مكنى أنني الآن بعيد المنال....لذلك سأفضح أوراقك...ورقة ورقة كله موجود داخل الحقيبة السوداء...


أتابع...

وجدت نفسي وجها لوجة مع أبو مكنى لم يبدو مكترثا بي فقد كان يتشاغل باوراق أمامة ينظر فيها و يقلبها.اطال النظر في أوراقه و أعتقد أنه فعل ذلك قصدا ليشعرني بأهميته و تفاهتي.فتشاغلت أنا الآخر بعد أصابعي ثم تمعنت جدران الغرفة و سجاد الأرضية.الى أن رفع أبو مكنى رأسة و نظر مباشرة في عيني دون أن يبدو عليه أي تعبير محدد بدت عيناه هذه المرة صغيرة و نظرته مدببة مؤذية.لم يالبث أن لعلع صوته هادرا....
-أهلا.

أهلا...هذه آخر كلمة كنت أتوقع سماعها من أبو مكنى خاصة و أن ترحيبه بدا حقيقيا و ليس ساخرا.أزدادت حيرتي فأهلا من هذا النوع لا تليق بي كمتحرشش بزوجته,و قد ظننت أنها ترلاحيب من قبيل ملاعبة القط للفأر قبل أن يقضي علية بضربة مخلبية قاتله.و لكن ما زود تشتتي أكثر عندما جائني صوته الملعلع ثانية...
-أجلس

ربما كان تلقي الصفعات و الركلات من وضع الجلوس أكثر أيلاما فهذا التفسير الوحيد لدعوة أبو مكنى لي بالجلوس.لم أتحرك من مكاني كمن لم يسمع أي شيء فجائني صوت أبو مكنى أكثر اصرارا و حزما
قلت لك أجلس

تسمارعت الى أقرب كرسي و قد لمست صيغة آمرة باته في نبرته جلست بتثاقل على طرف الكرسي و بحثت في ذاكرتي عن أدعية و أبتهالات طاردة للشر فلم اجد أثرا لها و تذكرت أنني لا أؤمن بها فلمت نفسي لأول مرة على خياري الخاطىء.أحضرني صوت أبو مكنى مجددا الى الواقع:
شو بتشرب
أشرب...قاتلك الله يا أبو مكنى ألم تجد شيئا أسهل من السم لتجرعني اياه أو قد يسقيني حمض كلور الماء المركز الساخن...رفعت حاجبي دهشة و استغرابا و تساؤلا و هززت رأسي كمن لم يفهم ما يقال له..أقترب أبو مكنى برأسه ناحيتي و همس قهوة موهيك...تابعت هز رأسي...صرخ ابو مكنى على أسماعيل و طلب منه أثنين قهوة سكر وسط...ثم أنتقل ألي ليقول بلهجة ودودة:

ولك..لا تخاف ولاه...العمى بقلبك شو خروق

عادت ألي شيء من نفسي فأنا أعرف أسلوب الخطاب هذا فهي الغة الرسمية بين الأصدقاء المقربين في وسط كوسط أبو مكنى و قدرت أن شرا كبيرا لن يصيبني مادام أبو مكنى قد تبنى هذا الخطاب معي فقلت بصوت بملأه التردد:
-أنا مو خايف
-طيب ليش عم تهز من فوق لتحت...
لم أجد جوابا و لكنه عاد ليتابع
-شوف ياواوي أنا فهمت كل شيء ولكن اريد أن افهم شيء لم أجد له تفسيرا كيف وصلت هوية زوجتي الى حقيبتك.

و تناول حقيبتي السوادء وقد كانت أمامة على الطاولة وكانت المرة الأولى التي أرى فيها حقيبتي بعد أن تركتها في الوزارة.و قدرت كمية و الهلع و الأرتباك الذان كانا يتملكاني لتدور عيني متفحصة أجزاء ومكونات الحجرة دون أن أرى حقيبتي السوداء على سطح مكتب أبو مكنى.و يمكن لأي أعور أن يراها بسهولة.قلت و ما زالت حشرجة الخوف تطوق حنجرتي

-و الله يا سيدي لا أعرف فقد أكتشفتها أول أمس و قد جئت اليوم صباحا كي....
فاطعني بحدة و قال..
-أسكوت العمى بقلبك شو مسطول ما بتعرف شو معك و شو مامعك...قلي لشوف وين بتشتغل...

قلت له أنني موظف صغير بسيط في دائرة بسيطة أجاب بلكنه أستفهامية..
-و كيفو مديركن؟؟!!
-منيح ماشي حاله
صرخ في وجهي و كأنني طفل ضغير..

-و لك أنت أكيد مسطول عم أسألك كيفو المدير معك..يعني شو وضعو..حرامي..أمين..و لك شبك؟؟!!
قلت و قد أحسست بأهانة من قسوته غير المبرره
-الرجال منيح كويس دغري..
عاود أبو مكنى الى الصراخ من جديد
-أنت يا أما أجدب يا أما عم تجدبا....و لك يا بني آدم في مدير دغري؟؟!!

لم أعرف بماذا أجيب فقد سمعت أن المدير يتلاعب أحيانا و لكني لست متأكد تماما...فأجبت:
-عملنا ذو طبيعة أدارية و ليس هناك مجال للتلاعب أو الغش
تبسم أبو مكنى ساخرا أو مشفقا ثم سدد نحوي نظرته التاقبة المؤذية و قال :
-شوف ولك...هلق بتقوم بتنقلع من وشي...و بتجي لعندي الأسبوع الجايي...دبة النملة عندك بالمديرية بدي أعرف فيها....مفهوم..

صدمني طلبه و عدت كلية الى نفسي كمن دلق عليي ماءا باردا كنت أتوقع الموت ذبحا أو تقطيعا و لم أتوقع ابدا أن يدسني لأتجسس على زملائي و لم يبدو ابو مكنى أنه يترك لي خيارا فقلت مستفهما...
-دبة النملة...كيف يعني

أجاب و قد أستخدم يدية أول مرة للشرح و الأيضاح
-متل كل شي..أذا واحد شخ بدي أعرف لون شخاخو....ثم نادى أسماعيل..فوجه أبو مكنى كلامة الى أسماعيل
-بتاخد الأخ و بتسلمو كل شي و بتفهمو...يلا شيلو من وشي..

أخذني أسماعيل الى غرفة أخرى و أعطاني أوراقا و أقفلاما وقال لي..
-يا عمي أكتب أي شي عبي ورق و بس

ثم وضع الأوراق و الأقلام في حقيبة سوداء ذات جدران معدنية قاسية مغطاة بالجلد الفاخر.و فيها ثلاث عجلات صغيرة مزودة بأرقام للقفل الأحتياطي السري.كانت هذه الحقيبة أفضل من حقيبتي الأصليه بكثير و لكني لم أرتح لشكلها الذي لا يناسب بأي حال شكلي.

حملت حقيبتي الجديدة و خرجت من ذلك المكان الذي يلفه الصمت و أنا أفكر بالمهمة الجديدة.
يتبع..


03-06-2005, 02:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نورسي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 789
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #10
الحقيبة السوداء..
كتبت بشكل رائع يا زميل جقل(f)
واتمنى لك الافضل والاحسن دائما
:kiss:
طبت وعشت حميدا :present:
alho
03-06-2005, 09:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS