سوريا يجب أن تغادر لبنان"
مازالت الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس تتابع في تغطيتها للمنطقة العربية توابع حادث اغتيال الحريري فضلا عن رصدها لتطورات الأحداث على الساحة العراقية.
فتحت عنوان "سوريا يجب أن تغادر لبنان" قالت صحيفة الديلي تليجراف في افتتاحيتها إن السياسات السورية الراديكالية واقتصادها المتعثر لم يحولا دون اعتبارها من اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط.
وقد عكس الاهتمام الذي أبداه هنري كيسنجر ووارين كريستوفر لسوريا في السبعينيات والتسعينيات قيمة دمشق في عيون الأمريكيين من حيث الدور الذي يمكن أن تلعبه في الصلح بين العرب وإسرائيل فضلا عن احتواء صدام حسين.
وتقول الصحيفة إنه بينما كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يتمتع بصلاحية مطلقة في السياسة الخارجية فان ابنه بشار يفتقد إلى ذلك.
وتشير الصحيفة إلى أن "ربيع دمشق" الذي أعقب توليه السلطة عام 2000 سرعان ما مهد الطريق لمزيد من القمع فقد أصيبت عملية صنع القرار السياسي بالشلل بسبب الصراع بين الاصلاحيين والمتشددين لدرجة أن سوريا باتت أكثر ضعفا وعزلة.
وتقول الصحيفة إن الوجود السوري في لبنان أصبح محل هجوم وانتقادات.
وأضافت الصحيفة قائلة إن العزلة التي تواجهها دمشق هي التي جعلتها تعلن تكوين جبهة مشتركة مع حليفتها إيران.
وتقول إفتتاحية الديلي تليجراف إن السوريين يواجهون الآن احتمال توسيع نطاق العقوبات الذي تفرضه واشنطن بالفعل في إطار قانوني محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية.
وتردف الصحيفة قائلة إن الرئيس بشار الأسد كان قد اقترب نوعا من إدارة بوش من خلال التعاون الاستخباراتي بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول غير أنه سرعان ما سقط خارج دائرة التفضيل الأمريكية باستمرار رعايته للارهاب ومنحه ملاذا آمنا لعناصر البعث العراقي ورفضه إغلاق حدوده الشرقية أمام تسلل المتشددين إلى العراق.
وتؤكد الديلي تليجراف أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أثار حملة احتجاج ضد الهيمنة السورية على جارتها لبنان وهي الحملة التي أيدها الكونجرس وتبناها مجلس الأمن في قراره رقم 1559.
وفيما تجادل سوريا بأن وجودها في لبنان يحول دون اندلاع نزاع طائفي فان الخطوط الطائفية مازالت عميقة في المجتمع اللبناني الذي يجب أن يحقق المصالحة الوطنية دون تدخل أجنبي يعكس قمعا سياسيا واستغلالا إقتصاديا.
وتقول الصحيفة إن إغتيال الحريري يعجل بالثورة ضد الهيمنة السورية على لبنان.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/news...000/4272615.stm