حافظ الاسد "فرار من الجولان وإنتشار في لبنان"
"فرار من الجولان وإنتشار في لبنان"
دخلت سوريا لبنان بطلب من رئيس جمهوريتها آنذاك سليمان فرنجية , الصديق الحميم لحافظ الأسد,حيث كان مختبئا عنده في بلدته
القرداحة بعد المجزرة التي ارتكبها في كنيسة في شمال لبنان في بلدته زغرتا ضد المصلين فيها لثأر يطلبه, ويحكم عليه بالإعدام, ثم يرشح
نفسه ليصبح رئيسا . وتندلع الحرب الأهلية بشرارتها الأولى بعد مذبحة تلاميذ الباص الفلسطيني, فاستعان الموارنة المسيحيون بسوريا
لحمايتهم من عرفات وجنبلاط الدرزي الأب زعيم الحركة الوطنية آنذاك.
وجدت سوريا سببا كانت تنتظره من سنين لدخول لبنان لبسط سيطرتها عليه,ومنع حركات الإنقلاب السورية التي كانت تنتطلق دائما
من فنادق لبنان. وكانت ذريعتها وقف الحرب وحمايته من إسرائيل التي لم تفكر في لبنان يوما ولم تفكر سوريا بحربها قط . ثم تبعتها قوات
ردع عربية خرجت بعد مضايقات من القوات السورية لتنفرد بالهيمنة على لبنان, فاستباحوه .
واشتبكت من يوم دخولها مع الحركات اليسارية والفلسطينيين لتسجل أول نقطة سوداء بين عرفات وسوريا. وتوالت الأحداث ودخلوا
بيروت لتقسم إلى شرقية مارونية وغربية مختلطة بين فلسطينيين ودروز وسنة أهلها الأصليين وقليل من الشيعة ومن تبقى من المسيحيين
الغير مرغوب فيهم لدى الموارنة . ولكي تسود سوريا على اللبنانيين المتمرسين في حرب الشوارع التي لا يتقنها السوريون ويفتقرون إليها
تماما, فرقت بين كل دين ومذهب ليكون بئس اللبنانيين بينهم , وبغير هذا لا يمكثون في لبنان بضع سويعات .
ويقوم الموارنة بطرد القوات السورية من مواقعهم بعد إسترجاع عافيتهم, وبعد مساعدة السوريين لهم في إقتحام مخيمي الكرنتينا وتل
الزعتر بمدفعيتهم الثقيلة, وتقع أشنع المجازر في التاريخ الحديث ضد الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم من أطفال ونساء على مرأى من كل العالم
العربي, ويقتل على باب تل الزعتر الذي هو اليوم بقعة للمجاري قائد الكتائب وليم حاوي, ويطلق على المخيم إسمه بعد فناءه, هي نفس
المدفعية التي استعملها السوريون أيضا ضد السنة في طرابلس لمساعدة العلويين على إجتياحها برفقة بعض الأحزاب التي ينتمي إليها البغال
والنغال من اللبنانيين وعمل المجازر ومقتل الألوف من أهلها .
إحتلت سوريا البقاع اللبناني وشماله وطرابلس بعد تدميرها ,وما زالت الكثير من آثار الدمار فيها إلى اليوم,قامت بحمل حركة أمل
الشيعية, واللواء السادس في الجيش اللبناني, والدروز على إجتياح بيروت التي كانت تحت قيادة الناصريين, وعدم إنتصار هذه الشرذمة
المرتزقة على الناصريين سكان بيروت الأصليين قام الجيش السوري بدخولها بكل قوته, وذبح من المدنيين عشرات الألوف, وكان يُأتى
بالفرد منهم ويلقى من أعلى البناية , وأعلى الأماكن عن البحر ويقال له: لا تستحق الرصاصة بل إلقاءك من فوق أوفر علينا,وهكذا فعلوا
أيضا بأهل طرابلس, وجيىء بكثير من الشباب وصفوا على الجدران وقاموا بتصفيتهم بالأسلحة الرشاشة دون هوادة أو رحمة. وشاهدت يوما
جنديا سوريا يقتاد شابا أمام أمه يريد تصفيته والأم تلحق بالجندي وتسجد مقبلة قدمه فما كان منه إلا أن قام بتصفية الشاب قبل أن يصل إلى
الجدار لتصفيته مع باقي الشباب, هول ما بعده هول .
فر قائد الناصريين إلى مصر لأكثر من عشرين عاما, وتحكم عليه سوريا بالإعدام كونه دافع عن نفسه وعن المدنيين الآمنين ليعود إلى
لبنان قبل أقل من عامين بعد عفو سوريا عنه!
جنبلاط الإبن اليوم معترضا على وجود سوريا, هي من قتلت أباه, ومعظم قادة المليشيات, ومفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد وخليفته
المفتي الدكتور صبحي الصالح الذي له مؤلفات كثيرة من أشهرها نهج البلاغة,عدا عن عشرات الألوف من المدنيين. وهم أمدوه بالسلاح,
وعندما انتهت الحرب الأهلية أعاد للسوريين أكثر من عشرة آلاف آلية, وأعاد بقية الآلاف لإسرائيل محتجا بإعادة كل سلاح إلى صاحبه .
جنبلاط تلميذ القذافي في التقلب وعدم المصداقية,أمدوه بالسلاح والعتاد وكذلك فعلت إسرائيل معه يوم تركت له آلياتها ومعداتها بعد
إجتياح لبنان سنة1982 على مرآى من السوريين اللذين فروا قبل إجتياح إسرائيل للبنان بساعتين من أماكن عبوراليهود المتوقعة أو لربما
التي ألمحت إسرائيل على عبورها , وبقي في بيروت لواءا سوريا مقاوما الإحتلال رافضا الإنسحاب. جنبلاط كغيره ممن بقوا في لبنان من
قادة ومجرمي الحرب هم أداة سوريا طوال الحرب الأهلية, وعندما رأى الأمريكان على الأبواب تجرأ على أسياده ليحجز له مقعدا بين
المعارضين لسوريا بعد إنهزامها الوشيك .
سوريا قسمت المسيحيين الموارنة إلى أحزاب شتى وأشعلت بينهم حروبا دامية طاحنة, وقسمت الشيعة إلى حزبين وأشعلت بينهما
حروبا طاحنة أيضا لم تصفى قلوبهم إلى اليوم, وجائت بالشرذمة والمرتزقة والردة من الأحزاب القذرة وضربت بهم السنة في شمال لبنان
وبيروت, وقاتلت حزب الله بشراسة ودخلت إلى مساجدهم وقامت بتصفية العديد منهم , ولولا توسل سوريا بإيران بالتدخل لطرد الحزب
سوريا خارج لبنان منذ أكثر من عشرين سنة, وقاموا بشق حركة فتح ووقوع المذابح بين الفلسطينيين بقيادة أبو موسى المدعوم من سوريا
وعرفات الذي زج بشعبه بحروب مع العرب, من معركة إلى أخرى .
ولا ننسى حماة السورية التي هدمت على رؤوس أكثر من ثلاثين ألفا, التي قال فيها قائد سرايا الدفاع العلوية رفعت الأسد: سوف أكتب
لافتة هنا مكتوب عليها: هنا كانت مدينة تسمى حماة. وكذلك فعل. وعندما رفض أحد الألوية السورية مهاجمة حماة أرسل ذلك اللواء إلى سهل
البقاع اللبناني لتقوم إسرائيل بتصفيته بالكامل وهم أكثر من ثلاثة آلاف عسكري. وكان لي قريب قتل فيه ونحتسبه شهيدا عند الله.
والمخابرات السورية اليوم هي الحاكم الفعلي للبنان, فقائدها العلوي يستدعي رئيس الوزراء إلى مقره ليوبخه أو يطلب منه أن يفعل
شيئا خارجا عن القانون, وكذلك باقي الرموز في لبنان من عبدهم المطيع نبيه بري رئيس المجلس النيابي إلى كل الوزراء والنواب, وهي
تطلب ممن لا تريدهم أن لا يترشحوا للنيابة وإلا ينالهم ما لا يرضون, وكل من يدخل المجلس النيابي يجب أن يرضى عنه رئيس الإستخبارات
السورية أو أن يقدم الولاء والبراء . وهي تعين رئيس الجمهورية, وكسرت الدستور اللبناني ثلاث مرات, الأولى يوم التمديد للياس الهراوي
المعين من طرفهم, والثانية يوم تعيينهم لقائد الجيش أميل لحود رئيسا للبنان, والدستور لا يسمح لقائد الجيش برئاسة الجمهورية,وكسرته في
الثالثة عندما مددت له,وهي أداة العصيان في لبنان, فكل قانون تصدره الدولة لا يمكن لأي أحد أن يخالفه إلا من كان عميلا للمخابرات
السورية, ولا يحمل السلاح في لبنان من المدنيين إلا من كان لهم ظهيرا . وفي السجون السورية مئات الألوف من بداية سنة 1970 إلى يومنا
هذا, منهم من مات تحت التعذيب, ومنهم من ينتظر إلى اليوم ,وكثير منهم مفقودين, ومساجينهم من مختلف الجنسيات .
إن على السوريين الإنسحاب من لبنان قبل أن يحمل اللبنانيون عليهم السلاح, فهم ليسوا أهل حرب مثل اللبنانيين, وما سادوا في لبنان
إلا بأيدي حثالة مشردة نكرة من اللبنانيين, وهم اليوم ينقلبون عليهم ,فليخرجوا بكرامة وحسن جوار قبل أن يخرجهم اللبنانيون إذا غضبوا , أو
أن يأتيهم الأمريكان فساعتها لن يكون لهم نصيرا,فلن تساعدهم آلياتهم التي تجر بعضها بعضا, ولا أسلحتهم الصدئة التي أستخدمت آخر مرة
قبل أكثر من إثنان وثلاثون سنة والتي انقرض صانعها,فالجولان التي تخلو حتى من الشرطة أولى , وكفانا شعارات زائفة, وكفاهم إستنزافا
لقواتهم وأموالهم وإستنزافا وإستفزازا للبنانيين .
سوريا لا تعترف بإستقلالية الأردن وفلسطين ولبنان, وتقول بأنهم جزء من سوريا, وتخلت سوريا عن مزارع شبعا لصالح لبنان التي
إحتلتها إسرائيل منها حتى لا تـُحرج بالدفاع عنها, فهل ستتخلى سوريا عن الجولان أيضا لصالح لبنان ليتولى مسئولية تحريرها؟
لبنان أصغر الدول العربية مساحة بعد البحرين, ولا يملك أي طائرة مقاتلة,ولا صواريخ ولا عتاد متطور,سوى بعض الدبابات والاليات
السورية الهالكة التي فـُرضت على لبنان لشرائها, إلا أن إستقلال لبنان أقوى من أي إستقلال دولة عربية على الإطلاق, فهو الجمهورية
العربية الشرق أوسطية الصليبية الوحيدة.
هكذا بأس الحكومات العربية, على شعوبها شديد, واليهود يرتعون ويلعبون ويعيثون الفساد مع أن فسادهم لا يقاس بفساد أبناء جلدتنا,
والقبور والمعتقلات تشهد . ولا يكاد يخلو بيت عربي إلا وفيه معتقل أو شهيد . إن ملك الموت يحوم فوق رؤوس حان وقت زيارة قبورها.
لا جرف الديار........ولا هبوب النار.......ولا
|