تحية لجميع الزملاء
تتبعت بعض الحوارات حول جمع القرآن وقضايا النسخ.. وغيرها من الشبهات المثارة ، وبما أن تلك المواضيع قد طالت في صفحاتها ، وبعضها قديم ،أحببت أن أفتح هذا الموضوع الجديد لمراجعة الشبهات التي عند الزملاء في هذا الموضوع.
فأتمنى أن يطرحوا ما عندهم في قضايا جمع القرآن والنسخ ومسألة القراءات .. وغيرها ، وإن شاء الله أجيب عليها جميعها
وفق الله الجميع لرؤية الحق واتباعه.

مرحبا بك اخى الفاضل احمد ووفقك اللة الى ما يحبة ويرضاة وجعل ما تفعلة فى ميزان حسناتك

اخيك عبد الرحمن ويصا

قصة موسى وفتاه مع نبي الله الخضر يصعب تصديقها. يخرج موسى وفتاه يحملان معهم سمكاً مجففاً ومملوحاً ليكفيهم في رحلتهم الى مجمع البحرين. " فلما بلغا مجمع ما بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا". ولما طلب موسى غداءه اخبره فتاه انه نسى الحوت عند مجمع البحر، فسبح السمك في البحر، وهو سمك مجفف. فلما قابلا نبي الله الخضر وركبا معه سفينة لجماعة من الصيادين، خرقها نبي الله الخضر لانه اراد ان يعطبها لان ملك بلاد الصيادين يأخذ السفن غصباً من الناس. ولا ندري لماذا لم يأخذ هذه السفينة من قبل ان يركبها نبي الله الخضر؟ وهل كان يصعب على هذا الملك ان يأخذ السفينة بعد أن خرقها نبي الله الخضر ويصلح الخرق البسيط بها؟ ولا بد ان يكون الخرق صغيراً جداً والا لغرقت السفينة بموسى ومن معه.



ثم لما خرجوا من السفينة، لقوا غلاماً فقتله نبي الله الخضر لانه كان يخشى ان يرهق هذا الغلام أبويه المؤمنين عندما يكبر، بأن يطلب منهما ان يكفرا. ولا أعتقد انه حدث في تاريخ البشر على الارض ان طلب صبي من ابويه ان يكفرا، فالصبي يتربى على دين ابويه. والقرآن نفسه يقول في عدة آيات ان الناس يعبدون ما وجدوا أباءهم عليه، " ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحق إلهاً واحداً". ولهذا نجد عدة اديان في هذا العالم الان لان الابناء يعبدون ما وجدوا آباءهم عليه، ويندر جداً ان يغير شخص دينه. وحتى لو فعل، ليس من المتوقع ان يطلب من ابويه ان يغيرا دينهما. وحتى لو طلب منهما ذلك يكون بامكانهما الرفض كما حدث عندما دعا ابراهيم اباه ان يترك عبادة الاصنام ويتبع دينه الجديد فرفض ان يترك عبادة اصنامه، وعندما طلب الرسول من عمه ابي طالب، وهو على فراش الموت، ان يسلم، رفض ابو طالب. فهل الخشية من ان يرهق الغلام والديه سبب كافي لقتله؟



ولماذا لم يقتل الله الابن الكافر الذي قال لوالديه أُف لكما، تخبراني اني سأخرج من القير وما هذه الا اساطير الاولين، واستغاث والداه بالله ولكن الله لم يقتله كما فعل نبي الله الخضر عندما خاف ان يُرهق الطفل والديه عندما يكبر: " والذي قال لوالديه أُفٍ لكما أتعدانني ان أُخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله، ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا الا اساطير الاولين". فهذا الغلام قال لوالديه المؤمنين ان دينكما أساطير الاولين، واستغاث والداه بالله ولم يقتله الله، فلماذا قتل نبي الله الخضر ذلك الغلام؟ وكما مر علينا في سورة لقمان عندما اوصى الله الانسان فقال: " وإن جاهداك على ان تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب اليّ". وهاهو الله يقول للانسان إن جاهدك ابواك على ان تُشرك بي فلا تطعهما. ونفس الشئ يمكن ان يُقال للابويين اذا جاهدهما ابنهما على ان يكفرا. فالقرآن هنا لم يقل للانسان اقتل من جاهدك على ان تُشرك بي، بل بالعكس قال له: " وصاحبهما في الدنيا معروفاً". فلا نرى عذراً لنبي الله الخضر في قتل الغلام.

شكرا للأخ الفاضل عبد الرحمان
وشكرا للزميل arfan
بالنسبة للموضوع فأنا طرحت قضايا منهجية تتعلق بشبهات تخص قطعية ثبوت النص القرآني ، وهي كما تعلم أكبر من حيث أهميتهامن شبهة حول معنى آية أو مجموعة آيات.

ولكن مع ذلك أجيبك على مداخلتك :
بالنسبة لسورة الكهف ،فإنني أراك لم تدرك مدلولها الرمزي العميق ، إنها عرض للقاء بين علم البشر المحدود ( موسى ) وعلم الله المطلق . فالعبد الصالح ( الخضر) آتاه الله علما ببعض الغيب. فلما طلب موسى أن يرافقه نبهه هذا العبد الصالح أنه لن يستطيع ، فستحدث حوادث وافعال منه سيراها موسى بفعل محدودية إدراكه حوادث شر ، بينما هي في أبعادها المستقبلية حوادث خير.
وهذا ما يحصل عندنا نحن البشر عامة ، فنحن لا ندرك الحكمة من كثير من الظواهر الكونية.
أما قولك عن الغلام

اقتباس:ولا أعتقد انه حدث في تاريخ البشر على الارض ان طلب صبي من ابويه ان يكفرا، فالصبي يتربى على دين ابويه. والقرآن نفسه يقول في عدة آيات ان الناس يعبدون ما وجدوا أباءهم عليه

فإنني أختلف معك ، ففي القرآن نفسه تجد مثالا لأبن كافر يعارض أباه ( بن نوح ).
وتحياتي لكم و اتمنى أن تلتزموا بالموضوع .

السلام على الفاضل أحمد و على الجميع.
ما رأيك بمن يقول بأن السنة تنسخ القرآن؟ هذا مذكور في كتاب الناسخ و المنسوخ للسيوطي على أن بعض السنة يقولون بهذا.لا أذكر بالضبط من هم و لكن هناك أمثلة حية. تستطيع الإطلاع على الكتاب في الوراق.
و هاك مثالا:
نحن نعلم أن عقاب الزانية و الزاني محصنان كانا أم غير ذلك شيخان أو شبان هو مئة جلدة كما في الآية الثانية من سورة النور. فمن أين أتى الرجم؟ من السنة طبعا و من ضمن الأحاديث ما نسب إلى عمر(ض) نفهم منه أن هناك آية للرجم "لولا أن تقول الناس أن عمر زاد في كتاب الله لزادها!"(بما معناه). و هنا تنسخ السنة حكم الله و تغيره حتى و إن تناقضت مع آيات أخرى تقول ما معناه أن عقاب من ترتكب الفاحشة من نساء النبي صلى الله عليه و سلم ضعف ما على المحصنات من العذاب(كيف يُضاعفُ الرجم!).
أنا لا أقبل بهكذا تناقض و أرفض أي سنة تتعارض مع القرآن و لذا فليس لدي مشكلة. فما رأيك أنت؟ و يا ريت الشباب تدلي بدلوها هنا لأعرف موقعي من الإعراب:)

تحياتي للجميع:wr:

شكرا للأخ الفاضل عمرالعربي

بالنسبة لنسخ القرآن بالسنة ففيه أقوال مختلفة بين العلماء ، ويمكن تصنيف هذا الاختلاف إلى قسمين :
قسم يجوزه. وقسم من العلماء يمنعه.
ثم يمكن تصنيف القسم المجوز إلى قسمين أيضا : قسم يجوزه ويقول بوقوعه.وقسم يجوزه ولكن لا يقول بوقوعه.
والذين يجوزونه هم" مالك وأصحاب أبي حنيفة وجمهور من الأشاعرة والمعتزلة" .ودليلهم على هذا الجواز أن السنة هي أيضا وحي. لقوله عز وجل "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
وبالتالي فحديثه وحي ولا يخالف القرآن إلا في كون السنة من ألفاظ النبي ، بينما معانيها وحي موحى إليه.
فنسخ أحد الوحيين جائز إذن.
"أما المانعون للنسخ فهم الشافعي و أحمد في إحدى روايتين عنه ، وأكثر أهل الظاهر"
وكما يقول الزرقاني فإن هؤلاء يستدلون بأدلة منها أن وظيفة النبي هي التبيين . والسنة إذا نسخت القرآن لم تكن مبينة له .
ومنها أن القرآن يقول :"ما ننسخ من آية أو ننسها .." فنسب النسخ لذاته. ثم قال :"نأت بخير منها أو مثلها " والسنة ليست خيرا من القرآن و لا مثله.

نأت الآن إلى آية "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" حيث يقال أن الحكم هنا عام للمحصن وغير المحصن ، ثم جائت السنة بنسخ عموم الآية وخصصت المحصن بحكم الرجم.
والذي أراه والله أعلم أن السنة في هذا المقام لم تنسخ القرآن بل كانت تخصيصا.

"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"

هذه الآية نزلت خصيصاً للقرآن الكريم بأنه كلام الله الموحى لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام ولو كان كل كلام الرسول وحي لما نزلت آيات تعاتبه مثل:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ) التحريم / 1

(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الأنفال / 67

واي حديث يعارض القرآن فيجب الغاءه فوراً لأن الله قال

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) الأعراف / 185


يحلوا للبعض ان يقول
(مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر / 7

نزلت هذه الآية من اجل توزيع الفيء فكان بعض الأغنياء يزاحمون الفقراء في التوزيع.
اما البعض فيقول انها نزلت عامة لكل امور الحياة لو كان هذا صحيحاً فلماذا كان الرسول يستشير أصحابه في امور الدين والدنيا وخصوصاً انه يوجد العديد من الآيات التي تتكلم عن الشورى وشاورهم في امرهم.

على المسلم الحقيقي ان يؤمن بالقرآن والقرآن فقط لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه فالجميع مأمور باتباعه حتى النبي نفسه وأي حديث يخالف القرآن هو كذب على لسان الرسول ويكفي ان نعرف ان النبي نهى ان يكتب شيء عنه غير القرآن والخلفاء الراشدون نهوا عن ذلك.

ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد

مع خالص تحياتي

الأخ الفاضل بشار
ما تفضلت بذكره يخص السنة ومسألة حجيتها، ولعلنا نفتح أنا وأنت وباقي الأخوة نقاشا فيها بعد أن نكمل محور حوارنا هذا حول القرآن ومدى قطيعى ثبوته.
لذا أتمنى أن نركز النقاش في هذا الموضوع تحديدا ، فأدعو جميع الزملاء الذين لهم شبهات حول قطعية ثبوت القرآن ومسألة القراءات والنسخ أن يتفضلوا بطرحها لنتحاور فيها.

اقتباس:الأخ الفاضل بشار
ما تفضلت بذكره يخص السنة ومسألة حجيتها، ولعلنا نفتح أنا وأنت وباقي الأخوة نقاشا فيها بعد أن نكمل محور حوارنا هذا حول القرآن ومدى قطيعى ثبوته.
لذا أتمنى أن نركز النقاش في هذا الموضوع تحديدا ، فأدعو جميع الزملاء الذين لهم شبهات حول قطعية ثبوت القرآن ومسألة القراءات والنسخ أن يتفضلوا بطرحها لنتحاور فيها.

فكرة جيدة تستحق التنفيذ


وضع منذ فترة احد الاخوة الملحدين الآية التالية
(وإذا أردنا أن نُهلِك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحَقَّ عليها القول فدمرناها تدميراً) الإسراء: 16

وقال هل يجوز لله ان يأمر الناس بالفسق؟

وكان رد احد الاخوة المسلمين ان لهذه الآية عدة قرآت واحداها
(وإذا أردنا أن نُهلِك قرية أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها)

ورد آخر ان بعض الناس يقرأها هكذا
(وإذا أردنا أن نُهلِك قرية أمّرنا مترفيها ففسقوا فيها) مع تشديد الميم في كلمة أمرنا اي جعلهم امراء على تلك القرية

فما رأيك عزيزي أحمد

مع خالص تحياتي

السلام على الجميع
أخي بشار أنت كافر برأي الشبكة الإسلامية التي تتولى الدعاية لها قناة الجزيرة و التي أسسها عبد الله الفقيه. و انا مثلك تقريبا.
أخي الفاضل أحمد . إذا عاقبنا الزانية المحصنة بالرجم فقد تعدينا حدود الله. و أزعم أن الله هو الوحيد الذي يقترح أشكال العذاب. أما الرجم فهناك رواية أن الرسول رجم يهوديتين من التوراة و أخاف أن الشيوخ التبس عليهم الأمر و صاروا يرجمون الكل.
ثم إذا كان الرجم للمحصنات تخصيصا فكيف ننصّفه للإماة و نضاعفه لنساء الرسول. هل نقتلهم مرتين!. أرى أن بطلان سنة الرجم واضحٌ هنا.
إذا كان حديث حديث عمر بن الخطاب صحيحا فهذه مصيبة. ذلك يعني أن عمر كان يعرف آية و لم ينبه على كتابتها في المصحف. الآية هكذا "الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" طبعا واضح تنافر أسلوبها مع القرآن الكريم.

و موضوع آخر. قبل أن أقرأ شيئا عن النسخ كنت أعلم أن "إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن منهم بالله.......فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون"المائدة. و هذه الآية ليست فيها أحكام. و مع ذلك فيقول الكثيرون من الإسلاميين أنها نُسخت بأحكام سورة التوبة فكيف يستقيم ذلك! هذا لم أقرأه في كتاب و إنما حدثني به كل من سألته عن الموضوع و لذا يحللون قتال أهل الكتاب و الصابئين و إن لم يعتدوا علينا.

موضوع آخر و سؤال يسأله الكثيرون: ما الحكمة فيما نُسخَت تلاوته و بقي حكمه. لماذا نُسخت تلاوته إذا لم يُنسخ حكمه؟ هل كان نسياناً؟ و إذا كان نسيانا فأين نحن من "إنا له لحافظون"؟

و بارك الله فيك
:wr: