كعادتي خرجت في صباح متأخر الى العمل وضغط على مفتاح الطابق الارضي في المصعد ، الرحلة من الطابق السابع تأخذ حوالي الخمس ثواني ، انقضت وما زال المصعد يهوي الى الاسفل ، اضاء مفتاح الطابق الارضي .. ولكن الباب لم يفتح والمصعد مازال يهبط ، انتظرت خمس ثوان اخرى دون جدوى ، لست عالقا لانني اشعر بحركة المصعد تتسارع باتجاه الاسفل .. ، توترت ضغطت مفتاح التوقف ، مفتاح " جرس الانذار " كل المفاتيح الاخرى دون جدوى ، المصعد يهبط بثبات وسرعة نحو الاسفل نحو الاعماق ..
توقفٌ فجائي ، وباب المصعد ينفتح بسرعة لاقذف خارج " كبينه " ، نور خافت ، وطاويط تطير باتجاه الظلام الدامس ، مخلوقات غريبة تبدو شريرة وماكرة ..
مرحبا أيتها الشياطين ، كيف ترون حال المواطن السوري ؟
" ان الصراع مع .. يحتم علينا ان نحشد .. ونرص الصفوف ونربط الاحزمة ، فسورية هي .. الصمود .. ، .. دول الطوق .. حالة حرب .. اللحمة الوطنية .. والشعب ملتف .. تحرير الارض .. تحقيق الوحدة .. سورية منيعة ، .. انجازات كبيرة .. مكاسب الطبقة العاملة .. السكر والرز والخبز ارخص من الرخص .. المازوت وبعض المواطنين مدعومين .. نسبة البطالة تحت السيطرة .. الاستثمارات كبيرة .. الخيرات كثيرة .. اطمئن حبيبي اطمئن ، سورية بخير ..
واليوم صار خط الموبايل بــ 200 ل.س .. وحياة عيونك لنخلي لكل مواطن موبايل .. وعلكوا بهل التليفونات ، وابعتوا ماسجات ، وفقسوا بهل الصور على كيفكن ، وتحرشوا ببعضكن بالبلوتوث .. يلعن ابو يلي رح يخلي بجيبتكن قرش واحد ، ما بتسمع عن الرفاه الاجتماعي حبيبي ، هي انتو مرفهين ، اكل واركيلة وسيكس وموبايل .. والله باميركا ما عم يصحلهن متلكن .. وبتسألني كيف حال المواطن السوري .. ايه رواق .. رواق حبيبي .. طلاع على بيتك طلاع .. والله اخاصمك آه .. بعدين " ؟؟
ركضت تحملني موجات الفرح الى باب المصعد ، والغيت فكرة الذهاب الى العمل ، مسرعا الى جنان ميلودي وميوزيكانا وروتانا .. " واحلى اركيلة مع صحن فول ، وصورة ابعتها لصاحبتي على الـ GPRS ..
لم يتوقف المصعد في الطابق السابع ، وشق طريقه الى الاعلى بسرعة ، دقائق وانا اصعد واصعد ...توقفٌ مفاجئ وطيران خارج المصعد وهبوط على الغيوم البيضاء ، طيور النورس ، نسيم عليل ، ومخلوقات لطيفة مجنحة ..
كيف حال المواطن السوري ايتها الملائكة .. ؟
هبطتُ وتركتهم هناك دون ان يجيبوا .. ، لتعرفوا فقط انصِتوا قبل ان تناموا بعمق الى صوت السماء ، ستسمعونهم ما ينفكون يبكون منذ ان وجهت لهم ذاك السؤال ..
نضال معلوف
01-26-2005, 12:41 PM
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
حاولت ان انصت لجواب الملائكة...... بس ما سمعت شي......فتحت الشباك....فاتت ضوجة المكرويات و السيارات........ و اختنقت بدخان الباصات..... و كل يلي يسمعتو كان زمامير السيارات علما انو الساعة بعد نص ليل....بس السوريين دمهون حامي و ما بيستحملو حدا يكسر عليهون و هنن عم يسوقو.....و بنفس الوقت بيعتبرو وقتهون من دهب و الزمور بالنسبة الهون متلو متل الكازوز..... بيسرعو الحركة.....شي بالشارع و شي بالامعاء....
طلعت على الاسطوح...قلت لحالي اقرب على السما و ابعد عن الشارع......صارت الساعة كتير بعد نص ليل.......تفركشت و تكدمت و اطحبشت مع كل متر مشيتو من ورا السطلايطات...... ما شاء الله, الشياطين وفو بوعدهون لعام 1995 و كترو.....و صار في لكل مواطن ست سبع سطلايطات, لكل قمر واحد....و الغرب الملعون ما الو شغلة غير انو يعبي الفضاء اقمار......بس نحنا وراهون وراهون.....يعني ما حدا احسن من حدا.....هنن بيعجقو السما اقمار....و نحنا منعجق الاساطيح صحون...... و يا نحنا يا هنن...... المهم.....كملت مشي الحواجز على الاسطوح......و حاولت اسمع رد الملايكة......سمعت صوت صحن ابو تيسير عم يتحرك من القمر العربي للقمر الاوروبي...عرفت انو ام تيسير نامت....... وقف الصحن و اكيد ابو تيسير تفاعل معو...... حاولت ركز...... ابو حاتم متابع الدوري باليابان و عم يدور على محطة عارضتها....و الصحن تبعو...زيق من اليمين و ميق لليسار......دور....دور....المعتر ما كان يلاقي محطة......بعد نص ساعة من الزقزقة و المقمقة......صار هدوء....... حسيت حالي عم اسمع شي.......بس .......صحن ابو تيسير دار بسرعة على القمر العربي و تحديدا على قناة اقرأ......فعرفت انو ام تيسير فاقت لتشرب كاسة مي......و بأخر الليل...... عرفت انو ام تيسير نومها خفيف و ابو تيسير ايدو اخف على الريموت...... لانو ما سمعت غير زيق و ميق طول الليل...... طبعا.... هادا جزء من الرد العربي الاستراتيجي على الغرب......هنن بيسهرو طول الليل عم يراقبو الاقمار الطبيعية و النجوم الليلة......و نحنا منسهر طول الليل عم نراقب الاقمار الصناعية و النجوم الليلية العارية.......
تاني يوم...... نطرت لاجا الليل.....بس كنت قررت اطلع برات الشام.....لمكان قريب من بيتي بالمزة.......و الشرط انو يكون بعيد عن السطلايطات....... بعد نص الليل حملت ترمس الشاي.....و رحت على الربوة...... و مين مو سمعان عن ربوة الشام.......و السمع مو متل الشوف......... قعدت على كرس ورا طاولة قدام طاولة و على جنب كرسي تاني ورا طاولة كمان....و مجموعهون بيشكلو قهوة ابو شفيق..... و وين ايامك يا ابو شفيق....... و بلش الليل يكبر......و انا عم ركز لانو صار لازم اسمع جواب المكلايكة.........فجأة سمعت.....و السمع كان واضح....فرحت لانو يمكن اول مرة بسمع صوت ملاك......ركزت اكتر....حسيت انو الملاك من لهجتو مالو من اي مدينة او ضيعة على اي خريطة...... ركزت اكتر......سمعتو عم يحكي شي على الحصاد و الخير....و يمكن السمار...طبعا هنن الملايكة بس بيحكو عن الخير و الجمال.......... بس ما استوعبت شو الصلة بين احوال المواطن السوري و هي الامور......كرعت كاسة شاي منشان صحصح.......فسمعت... "جايي تسنبل وارايا.....سمرا واني الحاصودة"......سألت شفيق يلي كان عم يأرغل و صفنان بالدنية.....اذا كان فهمان شو بنقصد الملايكة بالشي يلي عم تقولو...... فقلي انو الملايكة بلاقيهون بمطعم الجزيرة البيضاء يلي بأول الربوة......مو هون.....و هادا مطرب جديد اسمو "متعب المكهرب" و صرلو عم يغني بالمطعم يلي قدام ابو شفيق شهر و عم يحاول يقلد مشاهير العرب من المغنيين و اخوانا الخليجيين عم يسلطنو عليه مع الكاس..... طلعت انا بواد و هو بواد......هو رجع لصفنتو و انا حملت ترمستي و رحت لدور على الملايكة....بعد ما عرفت وين بلاقيهون...... كم دقيقة وبلشت الجزيرة تبين بالافق رغم الغيوم و دخان المشاوي يلي معبيين الدنيا الساعة اربعة الصبح.....فتت و قعدت و سألت عن الملايكة...... قالولي, رح يظهرو للمرة التالتة لهل الليلة.....و سألوني اذا في عندي طلب خاص.....قلت بدي اسمع الملايكة....قالولي كم ملاك؟...جاوبت ما عندي مشكلة طالما انو ملايكة....... سألوني اذا بفضل من سوريا, العراق, لبنان او المغرب.....تعجبت و قلت ليش حتى الملايكة الهون جنسيات.... قالولي مو جنسيات بس منشان اللهجة و الطعمة...... ما فهمت بس قلتلو..... ما عندي مشكلة....طالما انو بيحكو عربي.....ما اصلا العرب بيمتازو عن شعوب العالم انو موحدين بلغة الضاد.......خمس دقايق.....اجا الملاك..... بس ما اجا من فوق....اجا من غرفة على اليمين...... مافي جناحات.....و لا لون ابيض..... بس لحم و مكياج...... سألني.....شو بدي.....قلت...بدي اعرف احوال المواطن السوري.....سألني الملاك قديش معي مصاري...... بحبشت و لقيت عشرين طربوش كنت حاططهون منشان فواتير المي و الكهربا و الموبايل...... اخد المصاري و قال... المواطن السوري.....مبسسسسسسسسسوط......و مزوق......و دفيع.......و بيعرف شو بدو....... الشباب بيحبو يجربو ملايكة من كل الجنسيات.......شي بحجة مساج.....شي بحجة كاس.....شي بحجة اصطهاج........ بس عموما.....شعب داير على بسطو......كأنو ما عندو لا هم....و مستقبلو مأمن..... موبايل بأيد....و السيجارة بأيد تانية..... و شوية مصاري من هون او هون....و بيركض على الملايكة..... و اذا ما معو.....بيقعد بالبيت متل زبون سابق بس طلع على المعاش اسمو ابو تيسير.........شكرت الملاك و مشيت و انا عم حاول افهم..... شو بيقصد بهل الالغاز.......اتصلت برفيق حربوق حكيتلو......قلي انو مالي مصلحة مع هيك ملايكة......و حسب تجربتو.....الملايكة البيض الاصليين بيكونو من روسيا حصرا و معبيين الشام...... قلتلو بدو ملايكة من فوق....قلي.....شو شربان مع هالملاك؟؟؟ رجعت و نمت.....
فقت تاني يوم....و قلت مالي غير اسئل ستي عن الملايكة.....فقالتلي....رزق الله يا تيتة لما كانت ملايكة السما تحرس الشام...... بس هادا كان زمان....من بعد ما شياطين سوريا صرلهون كلمة...... هربو الملايكة...... فأستوردولنا شياطينا ملايكة مخصوص منشان الشعب ينام....و نحنا ما قصرنا و نمنا و ما عاد فقنا و ما حدا بيعرف اذا كنا رح نفيق.........