السلام علي من اتبع الهدا
هذه اول مشاركه لى بالمنتدا لكتابت المواضيع
فاحببت ان اضع اول محاوله لي للكتابه بين ايديكم واتمني ان تعجبكم وهي محاوله لتنفيس عما في داخلي
كنت جالسه امام التلفاز وبيدي جهاز التحكم ولم اثبت على أي قناة فضائية كان الملل والضجر يقتلني وكنت احدث نفسي قائله (( اليوم عيد وأنا جالسه أمام التلفاز اللعين ))
وفجأة سمعت صراخ تجمدت وأذناي صاغيتان بلعت شعور الخوف الذي انتابني وأنا أحاول الإصغاء بانتباه وجميع حواسي تنبئني بحدوث شي غير متوقع و خرج ابي من غرفته مسرعا وكان يترنح في سيره أحسست بالفزع واعتدلت بجلستي و أبعدت خصلة من شعري الأسود عن وجهي ولما أتجرأ أن أسأله من شدت الهلع الذي كان واضح على وجهه ومن ثم خرج واغلق الباب بشده من بعده .
جزعت وارتعشت و لم أتحرك من مكاني ورأيت أمي واقفه وعلى وجهها القلق وتقدمت مني وجلست بقربي وأنا كنت أراقبها بعيناي والخوف كاد يقتلني سألتها بصوت مرتجف وأنا انظر لعينيها : ماذا حدث
وأخذت أمي يداي الباردتان وضغطت عليها في رقه وحنان وابتلعت ريقها بصعوبة قائله بصوت خافت كاد يكون همسا : لقد مات جدك
حبست أنفاسي وبدأ أن دمائي قد تجمدت ووجهي اصبح شاحبا كالموت
هبت أمي واقفه بعد أن رن الهاتف طالبين منها أن تأتي إلى منزل جدي حالا ، تركتني خلفها وأنا جالسه كالتمثال انظر إلى لا شيء لم اقدر على البكاء لكن الحزن يعتصر قلبي وبعد أن أفقت من الصدمة مسحت ما تبقي من مكياج للعيد ولبست العباه السوداء ذاهبة إلى منزل جدي القريب تثاقلت خطواتي و خيل لي أن المنزل اصبح بعيد جدا ولما وصلت إلى المنزل ووضعت يدي على قبضت الباب وما أن دار الباب منفتحا حتى وجدت المنزل مزدحم بالنساء متغطين بالسواد علما أن اليوم ثاني يوم للعيد فنقبض قلبي وأحسست بدوار ولم اكن قادرة على الاتزان كدت أن أقع ،وشعرت بيدين قويتين تطوق كتفي تدفعني للأمام بعيده عن عتبت الباب استدرت بتثاقل لأراها كانت امرأة بالثلاثين من عمرها تنظر لي بحزن وشفقة وتعزيني لوفاة جدي . ابتعدت عنها و
ألقيت نفسي على اقرب مقعد بزاوية الغرفة الكبيرة و كنت أطوف بنظري على الموجودين ووجدت الجميع يعبر عن نفسه بالبكاء
أما أنا فكنت احترق من الداخل ولم أتمكن من البكاء هل هو كبريائي الذي يمنعني من البكاء ؟ فأحسست أن قلبي فعلا سوف ينفجر من الألم وكنت أعض على شفتاي من الحسره والضيق واصبح تنفسي غير منتظم لانقطاع الهواء ولفت انتباهي النافذة المفتوحة وكان المطر يهطل بغزارة والرياح كانت قويه كأن الطبيعة حزينا لرحيله وسرت متجه الى الباب بغير وعي للوصول للهواء وكان بعض الموجودين يقفون بطريقي وكنت ادفعهم لأصل للمنفذ وانتابتني رغبه في صراخ ففتحت الباب على مصراعيه بقوه وعصفت الرياح داخل البيت وتنفست الصعداء .
بدأ الليل في الهبوط والسماء تتلون بلون الرصاص ولم يتوقف المطر ، دخلت إلى غرفتي وأنا مبلله بالماء ارتجف من البرد ووصلت إلى منتصف الغرفه ثم نظرت بدهشة في انعكاس صورتي على صفحه مرآة التسريحة واقتربت ببطيء من المرآة وأنا أضع يدي على وجهي الشاحب المرهق لأرى عيناي الثاقبتان تخفف من حدتهما الدموع التي لم تذرف والتي تبدو كأنها تتفجر في داخلهما
يتبع ......
01-26-2005, 03:25 AM
{myadvertisements[zone_3]}
العقيد
عضو فعّال
المشاركات: 135
الانضمام: Dec 2004
استيقظت صباح اليوم التالي وكنت قد غفيت بشكل متقطع فكرت بالبداية بأن كل ما حدث لي البارحة كابوس مزعج ،نظرت إلى الساعة وكانت قد تجاوزت 8 نهضت من السرير وزحفت عارية القدمين إلى غرفه والدي كانت خاوية ومرتبه حدقت فيها لمده طويلة ثم عدت بصمت الى غرفتي وكانت خيبه الأمل تزعجني لأني لم أتمكن من رأيت أبى قبل خروجه لدفن .
نزلت السلالم كان المنزل هدئا بغير عادته
لم يتوقف المطر وبدأ ينهمر بغزارة فيما أنا أراقبه بنفور يضرب بعنف على الحاجب الزجاجي فكرت انه يطابق مزاجي تماما
استدرت لأجد جريدة الصباح ملقية إلى جانب كوبا من القهوة التي اعتدت أن اشربها يوميا ، امسكتها بنفاد صبر جلست على أحد الكراسي وقلبت الجريدة لأقرئها من صفحه الأخيرة كما افعل دائما ورأيت أسماء الوفيات , واسم جدي مرفق معهم أحسست بغصة لم اكن اكترث لأسماء الوفيات من قبل اعتقدت أن الحياة سوف تستمر بهدوء و سعادة وتناسيت أن لكل بداية نهاية وان مصيرنا هو الموت أغمضت عيني عندما فكرت بهذه النهاية المؤلمة ، وضعت الجريدة برفق على الطاولة ثم حملقت في الكوب الذي أمامي وأنا أفكر بحال ابي هل سيكون قويا كما اعتدت أن أراه ؟ هل سوف يتماسك ويكون صلبا ؟ اسأله كثيرة كانت تطوف بذهني وكنت احتاج لأجابه عليها قطع أفكاري صوت محرك السيارة وهى تسرع الى البيت .دفعت الباب بقوة وتوجهت إلى غرفه الجلوس مباشرة كانت الأنوار بعضها مطفأة جعلت المكان اكثر كأبه . وقفت أمام الباب فى انتظار دخوله لم أستطيع التكهن عن ردت فعله بعد انتهاء من الدفن . فتح الباب ببطيء وتقدم أبى كدت أن لا اعرفه بهذا الشكل حدقت بالرجل المبلل بالمطر والوحل يغطي ثيابه ،
توقف الكلام بحلقي عندما رفع رأسه لينظر الى كانت عينيه القاتمتان تنظر الى بخيبه أحكمت قبضتي وتلاش صوت المطر بفعل ضربات نبضي العنيفة وأنا أحملق فيه والأفكار تتسارع في عقلي وقلبي يخفق بشده ألقى التحية وبدا صوته حزينا ومتواضعا تقريبا أحسست بمرارة صوته لم اعتاد أن أرى الضعف والاستسلام والحزن بعين ابي كان هو الشخص الوحيد الذي يمدني بالقوة والكبرياء والثقة بالنفس نظرته كانت تقتلني لم أتوقع ما رأيت ،لقد مرت علينا مشاكل وأمور اعظم منها لكن بقوه أبى كنت أنا قويه أردت فى هذه اللحظة أن اعبر المسافة التي تفصلنا والقي بنفسي بين ذراعيه سيكون الأمر سهلا ولكن مهلكا . عندما أحسست بضعفي حاولت أن أكون قويه حتى لا يستسلم أحد منا وتضعف مقاومته ونسمح للحزن و الضعف أن يمتلكنا ,
شعرت بالألم وأنا أراقبه يجاهد للخروج .عندما أصبحت بمفردي صعدت السلالم أتلمس طريقي كالعمياء دخلت غرفتي و أغلقت الباب بغضب حطم كل سكون المنزل جلست على طرف السرير أعطى ظهري للمرآه الكبيرة المعلقة على الحائط حتى لا أرى نفسي منهارة لأني اعتقدت أن البكاء هو الضعف وكرهت الضعف عندما رأيته بعين الشخص الذي يمدني بالقوة ،دفنت وجهي بيدي وبكيت كطفله ، اقتربت من النافذة وأنا انظر بتأمل بدأت الشمس في الظهور من بين الغيوم وأشعتها الندية تخترق السماء الرمادية وكانت ذرات من الغبار تسبح في شعاع الشمس العريض المتسلل عبر الستائر الرقيقة أعطاني المنظر الخارجي الأمل بأن الشمس ستشرق مره أخره لي استدرت مسرعة لأنظر إلى المرآة مسحت الدموع التي كانت على وجهي ورفعت ذقني بتحدى وابتسمت . استمتعت بالتحدي الذي كان بيني وبين الحزن وأني لم ولان اجعله يتغلب علي وسأكون أنا القوة التي سوف يستمدها منى أبى بعد هذه الظروف
أحسست براحه بعد البكاء لكن بعد كتابتي لهذه القصة القصيرة شعرت براحه التامة
لا أنكر إنني رويتها حتى اعبر عن ما في داخلي لكن طرحتها حتى أقول لكم (( لا تفرح كثيرا ولا تحزن كثيرا فإذا أصابك أحدهم فنصيبك من الأخر آت مع صفحات القدر ))
رحمك الله يا جدي ………..
تحياتي (f)
01-31-2005, 02:20 AM
{myadvertisements[zone_3]}
Al gadeer
عضو رائد
المشاركات: 1,723
الانضمام: Jan 2004