المسألة بسيطة، و هذا سؤال حقيقي و ليس استنكاري: اذا كان اللـه موجودا، فلماذا يحتاج هذا الإله الى عملية تطورية تستغرق ملايين السنين، فيها الاخطاء الكثيرة و الكائنات المنقرضة، لكي يخلق الانسان في النهاية؟

يعني لو أن اللـه موجود و هو قادر على كل شيء، أليس الاحرى به أن قال للانسان كن فكان؟

اذن ألا يمكننا القول أنه لو ثبت أن نظرية التطور صحيحة، فاللـه غير موجود، و اذا ثبت أن اللـه (إله الاسلام و المسيحية) موجود، فنظرية التطور غير صحيحة؟

طبعا يمكن القول، "اللـه موجود و لكنه يستعمل التطور للخلق، لسبب لا يعلمه إلا هو." لكن ألا يعد هذا جوابا غيبيا للتهرب من المعضلة؟


تاريخيا، هذه المسألة هي أحد الاسباب التي أدت لنشوء فلسفة الـ Deism أي الألوهية، و هي الفلسفة القائلة بأن اللـه هو قوة عاقلة خلقت العالم و قوانينه الطبيعية، ثم تركته يتطور لوحده تبعا لهذه القوانين و لم تتدخل في مجراه أبدا بل اعتزلته تماما.

و هذا كلام يبدو على الاقل في ظاهره منطقيا، اذ لماذا يتدخل الإله في شؤون الكون طالما أن القوانين الطبيعية هي التي تسيره؟ (و هذا أيضا يفسر مشكلة غياب الاله بالنسبة للبعض).

طبعا القران و الانجيل كلاهما ينكران هذا الاحتمال، اذ أن اللـه فيهما هو إله منهمك في شؤون البشر، يرزق من يشاء و يلعن من يشاء، و ينزل الكتب و المخلّصين و الانبياء، و يستجيب للصلوات و للدعاء.

ألا ترون أن نظرية التطور تثبت أنه حتى لو كان اللـه موجودا، فهو فقط اكتفى بخلق الكون و اعتزل؟ ألا تثبت هذه النظرية أن اللـه ليس إله القران و الكتاب المقدس، الذي يخلق الاشياء بأن يقول لها كوني فتكون، و يقوم بالمعجزات التي تكسر قوانين الطبيعة التي نعرفها، الخ؟

هل تجتمع نظرية التطور و الايمان بإله المسيحية او الاسلام؟

بعيدا عن الاطر الدينية ( بل من ناحية فلسفية بحتة تماما ) رغم ان الاسلام كنص يبدو اكثر ليونة ويغطى هامشا اوسع للاجتهاد من العهد القديم

من ناحية فلسفية

نعم يمكن ان تكون هناك عملية تطورية وان يكون هناك الله..قد يقول قائل ان العملية التطورية تنفى وجود تدخل حالة عاقلة..لكن هذا يبدو سطحيا جدا فكل كوكبنا ومجرتنا وكوننا بقطره العشرين مليارد سنة ضوئية الذى وصفه ستيفان هوكنج كما لو انه حبة جوز وانه مجرد كون من مجموع اكوان اخرى ما هو الا تفصيل صغير وتافه ولا يعكس بتاتا المشهد الكلى.. المشهد الذى لن ندركه ابدا ابدا.. العملية التطورية ككل تفصيل تافه جدا فى هذا المشهد الكلى الذى لا يدركه الا قوة ووعى مطلق اكبر من كل الاشياء

الزملاء الاعزاء
يكمن القصور فى مدى فهمنا للعهد القديم لا فى العهد القديم ذاته فعلى سبيل المثال يرى المفسرون المحدثون أن الاصحاح الاول من سفر التكوين يتحدث عن اعادة خلق بديل الآية " وكانت الأرض خربة وخالية " ( تك 1 : 2 )مما يدل على فناء كونى شامل عم الارض كلها قبل حادثة الخلق الموجوده بالسفر مما يعطى دفعه ايجابيه للربط بين نظرية داروين والكتاب المقدس0
تحياتى

Logikal سأل

اقتباس:فلماذا يحتاج هذا الإله الى عملية تطورية تستغرق ملايين السنين، فيها الاخطاء الكثيرة و الكائنات المنقرضة، لكي يخلق الانسان في النهاية؟

يعني وين الفن ...

ما معنى أن يشكل الله تمثالا طينيا ثم ينفخ فيه الروح ... أو ما إلى ذلك من قصص. الفن أن تحتسب بدقة قيم الثوابت الفيزائية المناسبة لانتاج البيئة المطلوبة ثم Ping
.

.

.

يسير كل شيء وفق الحسبة الدقيقة و نتاقش اليوم في هذا الشأن ...

هذا بافتراض أن الوضع الحالي هو الوضع المطلوب في التجربة.

نعم الزميل فضل،

حياة الإنسان قصيرة جدا، لذلك تبدو له نظرية التطور وتطور الكائنات عبر ملايين السنين شيء كبير جدا. بينما الحكاية كلها رمشة عين فقط او أقل بالنسبة للمقاييس الشامله.

في جملة واحدة:

وجود الله لا يتنافى مع نظرية التطور التي أتى بها دروين، وأنا أفسر رأيي هذا بنظرية النسبية التي أتى بها آينشتاين.

اما إله المسلمين فهذا مستحيل

لأن المسلمين يعتمدون على القرآن الذي انزله لهم الله، والقرآن ينفي نظرية الخلية الأولى

يقول المنطقي إبن المنطق:
[b] (اذا كان الله موجودا، فلماذا يحتاج الى عملية تطورية تستغرق ملايين السنين، فيها الاخطاء الكثيرة والكائنات المنقرضة لكي يخلق الانسان في النهاية...؟)
نحن سنريحك ونقول معك بأن الله غير موجود، فتقدم أنت وقدم لنا تفسيرك لوجود المادة والمادة البيولوجية؟ من أين أتت؟ ما هو مصدرها ومنشأها؟

(هل يمكننا أن نقول بأنه لو ثبت أن نظرية التطور صحيحة، فالله إذن غير موجود، ولو ثبت بأن الله موجود فنظرية التطور غير صحيحة؟...)
كبار العلماء قد عجزوا عن أن يثبتوا نظرية التطور هذه، بل ذهب الكثير منهم إلى أن هذه النظرية خاطئة وغير صحيحة، أليس من العقل أن تنتظر حتى يجمع العلماء على صحة هذه النظرية، ثم بعد ذلك تأتي لتقول لنا: هاهم العلماء قد أثبتوا صحة نظرية التطور، فإذن الله ليس له وجود... أليس كذلك؟

(يعني لو أن الله موجود وهو قادر على كل شيء، أليس الاحرى به أن يقول للانسان كن فيكون...؟)
بل نقول معك بأن الله غير موجود... ولكننا ننتظرك أن تقول لنا ما هو تفسيرك لوجود الخلية البيولوجية البدائية المجهرية الأولى والتي شكلت الأساس البيولوجي التاريخي للإنسان؟

(نظرية التطور تثبت أنه حتى لو كان الله موجودا، فهو فقط اكتفى بخلق الكون واعتزل...)
كلامك هذا يثبت بأن نمط تفكيرك هو ذات نمط تفكير القبضاي والذي معتاد على أن يلوي الحقائق ليا لتتماشى مع ما بداخل جمجمته الفارغة، فقبل أن تكلمنا عن الله وعن خلق الكون، هل تستطيع أن تقول لنا متى أثبتت نظرية التطور شيئا من حقائق البيولوجيا؟ ومن من العلماء قال بذلك؟

أنا من جهتي أعتقد فعلاً أنه من الممكن الاعتقاد بنوع من الألوهية مع نظرية التطور ، ولكن ليس الإله المباشر المذكور بالأديان التوحيدية.

أرى أن إله الصوفيين متناسق أكثر مع العالم كما نراه ونعرفه اليوم.

تحياتي الخالصة.

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
أنا من جهتي أعتقد فعلاً أنه من الممكن الاعتقاد بنوع من الألوهية مع نظرية التطور ، ولكن ليس الإله المباشر المذكور بالأديان التوحيدية.

أرى أن إله الصوفيين متناسق أكثر مع العالم كما نراه ونعرفه اليوم.

تحياتي الخالصة.

:what:
نعم الي حد كبير اوافقك علي هذا الرأي

عندي ثلاث اعتراضات على المداخلات السابقة:

1- حجة الوقت ليست كافية برأيي. حسب نظرية التطور، فإن العملية تتم بآليات لا تليق بإله. مثلا هناك آلية التجربة و الخطأ المعروفة بالبقاء للأنسب. أي الكثير من الاجناس تختفي و تنقرض بسبب وجود أجناس أنسب منها. فهذا قد يعني أن اللـه لا يعرف ما يفعل و انما يختبر و يجرب عدة طرق للتوصل الى الانسان الحديث.

2- هناك أيضا موضوع الطفرة الجينية، و هي بعلمي عشوائية، فكيف يعتمد الإله على عملية عشوائية في انتاج شيء محسوب؟

3- هناك أيضا مشكلة الاخطاء. الكثير من الكائنات بمن فيهم الانسان يولدون بأخطاء جينية، فهل يخطئ الإله؟ الكثيرون يولدون عمي و طرش و مرضى، الخ.