سيجارتى .. حبيبتى

ما هى أمتع لحظة يقضيها مدخن مع سيجارة ؟
هى اللحظة التى يعود فيها للتدخين بعد محاولة فاشلة للإقلاع عنه ومع السيجارة الأولى بعد الانقطاع مثل تلك اللحظة التى أعيشها الآن وهذه السيارة التى بين أصابعي وأنا أكتب هذه الكلمات . ها قد عدت إلى معشوقتى يعد ستة أيام من افتراق يعلم الله كم كان شاقاً ومريراً ، ولكن المهم الآن أن أيام البعاد مرت بسلام وصارت تاريخاً . صحيح أن العودة بعد افتراق لأشياء وبشر نحبهم هى فى كل الأحوال ممتعةُ بقدر حبنا لهم ولهفتنا للعودة إليهم ، إلا أن الأمر يختلف قليلا مع العودة للسيجارة ، فهى عودة لشىء هجرناه بإرادتنا ونعود إليه على خلاف إرادتنا ، وهنا لا مفر من الاعتراف بقدر من الإذلال تمارسه علينا هذه المحروقة إذ تملك من الجاذبية ما يعطل إرادتنا ويُعجز قدرتنا على مفارقتها .

لم تكن هذه هى المحاولة الأولى للإقلاع بل الثانية ، لكن الطريف أنها تتشابه فى ظروفها وليس فى نتيجتها مع المحاولة الأولى التى تسبقها بما يزيد قليلا عن عشرين عاما ، آنذاك كنت تلميذا فى السنة الثالثة إعدادى (متوسط) وبعد بضع سجائر دخنتها مع صحبة السوء بدأت بشراء سجائرى الخاصة فى علب صغيرة عبوة عشر سجائر من ماركة مصرية منقرضة اسمها "بلمونت" ، ولما كنت شديد الحذر من اكتشاف أمري فلم يكن من الممكن أن أعود إلى البيت ومعى سجائر ويتعين بالتالى أن أجهز على العلبة بكاملها فى الفترة بين شرائها وعودتى للبيت ، وفى أحيان كنت أجد نفسى مضطرا لتدخين أربع أو خمس سجائر متعاقبة أدخل بعدها فى فاصل من الكحة المتواصلة يليه كحة متفرقة على فترات ، وكان هذا هو الخطر الذى أخشى منه مضافا إلى خطر آخر هو رائحة الدخان التى تبقى فى الفم ، وكان أن قررت التوقف بعد فترة وجيزة من الممارسة اشتريت ودخنت فيها عدة علب ، وبالفعل توقفت لأكثر من عامين لأعود للتدخين بقدر أكبر من الثقة بالنفس وقدر أقل من مخافة الأهل فى العام الأخير من المرحلة الثانوية ، ومذ ذاك لم أفكر لحظة واحدة أن أقلع عن حرقها .

لكن فى الفترة الأخيرة بدأتْ الملعونة تثقل على صدرى وتُدخلنى فى نوبات من الكحة تشبه نوبات بداية التدخين الأولى إضافة إلى سعال يصاحبه وجع وحُرقة فى قنوات التنفس ، والكحة والسعال مما لا يليق بشاب فى الثلاثينات (وإن فى أواخرها) مثلي ، ثم لما اشتد الأمر عليّ ولم تفد كثيرا أقراص المضاد الحيوى بدأت الشياطين تعبث برأسي وتُلقى فى أمنيتي ضلالة كبرى مفادها أن التوقف عن التدخين هو الحل ثم ضلالة أكبر وأكثر فحشاً مفادها أننى قادر على التوقف عن التدخين ، وكان أن استجبت للغواية وقررت التوقف ، وتوقفت بالفعل لستة أيام عجاف كانت الحياة فيهم أشبه بالتيه فى صحراء سيناء ففقدت بُصلة الحركة والاتجاه وانعدمت قدرتى تقريبا على التركيز فى أى أمر بما فيها وخصوصاً أمور العمل ، واتخذت الأشياء والأشخاص طابعا تجريديا فصارت كلها كرموز وأشباح خارجة عن حيز الزمان والمكان ، وفيما يمكن اعتباره تصديقا جزئيا على صحة الداروينية فَقَدَ اثنان من أصابع يدي اليمنى وظيفتهما الأساسية التى مارساها على مدار العشرين عاما الماضية وهى القبض على سيجارة مشتعلة بينما راحت شفتاي تتلمظان بحركات عصبية استحضارا لطيف المعشوقة الغائبة ، حتى نبض القلب وحركة النَفَس تعرضا لاضطرابات متكررة ، وبالنتيجة لم يبق شيء على حالة لا فى علاقتى بمَن وما حولى ولا فى علاقتى بنفسى . يا إلهي ، كل هذه الفوضى يمكن أن يسببها البعد عن السيجارة ؟ حقا إننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا حين نفقدها .

وإذ استطعتُ الصمود لستة أيام وبعض يوم فقد راحت أخر حصوني تنهار وببساطة ودون مكابرة استسلمت ، وعليه فقد اعتبرنا قرارنا السابق بالتوقف عن التدخين كأن لم يكن مع إزالة كل الآثار المترتبة عليه ومن ذلك مثلا إعادة نفاضة السجائر (الطفاية) إلى مكانها الذى أُبعدت عنه بموجب القرار الملغى وغير ذلك من إجراءات تصحيحية ، وها هى سيجارتى مشتعلةً بين أصابعي وشفتي أسحب دخانها بشوق إلى صدرى فيعيد السكينة إلى نفسى - لا حرمنى الله منها .

فماذا عنك ؟ هل لك تجربة ما مع السيجارة ؟

فعلاً يا آمون، يبدو أن إقلاع الكثير المدخنين عن التدخين، يحتاج لطاقة تعادل تلك اللازمة لإقلاع مركبة فضائية !

من ناحيتي، بدأت التدخين (إن صح التعبير !)، بطريقة فريدة من نوعها، حيث أن أول سيجائري كانت سيجارة مضادة للسجائر !
أجل، رأيت في الصيدلية علب دخان فيها سجائر محشوة بالأعشاب الطبيعية.
وظيفة هذه السجائر هي تخليص المدخن من إدمانه على النيكوتين (لكونها خالية منه)، في نفس الوقت الذي تسمح لأصابعه بالإحساس بأنها تمسك كائناً سيجارياً ! أي أن وظيفتها تتلخص بالتعويض النفسي المؤقت عن السجائر الحقيقية، كتمهيد للإنقطاع النهائي عنها، بعد قطع دابر الإدمان النيكوتيني.

قلت في نفسي أن هذه السجائر الصيدلية هي الأنسب والأكثر صحة وأماناً للبدء في دورة تدريبية على التدخين، نكاية في مخترعيها على الأقل !
اشتريت علبة منها، وأشعلت إحدى سجائرها.
كحكح حلقي قليلاً، وأعجب أنفي بروائح احتراقها كثيراً، وأدمنتها حتى آخر سيجارة، أي لما يقارب الستة أيام ;)

في المقابل، زاد كرهي لرائحة التبغ ومحروقاته، وأخفقت في دورتي التدريبية، ونجح صانعوا هذه السجائر في إيقافي عن التدخين الذي تعلمته على أصابع سجائرهم !

وكما يمكن أن يقول الشاعر المحب للسجائر : "إن أسهل طريقة للإقلاع عن التدخين، هي الموت بسببه :devil:".

(f)

تحياتي واحترامي للجميع

اقتباس:وكما يمكن أن يقول الشاعر المحب للسجائر : "إن أسهل طريقة للإقلاع عن التدخين، هي الموت بسببه :devil:".

الفاضل دوريمي (f)


يمكنك ان تعتبر انني من انصار هذه الطريقة ومؤيديها حتى العظم ..

لك احترامي

مصيبتي هي هذه السيجارة اللعينة.
فهي ليست فقط علتي بل عشيقتي وضرة زوجتي.
مسببة علات "كحتي" وكتبت في وصفها أول قصائد عشقي.

أذكر أني كتبت بها واحدا من أول نصوصي في سن السابعة عشر وكانت عن يومية مواطن مدخن يبحث في جيبه فيجد عشر ليرات، وبينما هو يمشي تداعب مخيلته الأفكار وتراوده المتناقضات.. فليس بجيبه إلا هذه العشر ليرات ويحتاج لربطة خبز ليأكل ثم يقرر بالنهاية أن يشتري "باكيت" دخان. كانت قطعة جميلة جداً بديعة الوصف حول رائحة السيجارة ومداعبتها لخيال المواطن ذاك وأنهيتها بهذه العبارة : إذاً سيكون عشائي هذه الليلة "سيجارة".

مصيبتي أني فعلاً أعشق السيجارة ولا أرغب بتركها إلا من خلال تفكير واعٍ وليس لأني لا أقدر على ذلك. لا أدري إن كان ذلك مفهوماً.
المشكلة الوحيدة بيني وبين السيجارة هي وعيي أنها مضرة بي صحياً ولكني خارج هذا الوعي فإني لا أرغب نهائياً بتركها.
حاولت عدة مرات وأقصى ما قدرت عليه هو ثلاثة أيام وبصعوبة شديدة. وكانت الأسباب المادية أساسية وقتها بمحاولاتي لتركها.

أنا مدخن عظيم تقريباً باكيتين باليوم. ,اشعر بمداعبة السيجارة لأناملي نوعاً يشبه رعشة الجنس ولاسيما صباحاً مع فنجان القهوة( شو فنجان بل قل ثلاثة فناجين) وبعد الأكل وبعد التعصيب وخصوصاً بعد العملية الجنسية.. يعني وأنا أمارس الجنس بكون عمبفكر بالسيجارة وروعتها بعد هالمعصية :D

سأحاول من جديد ترك السيجارة ليومين أو ثلاثة لأتمتع أكثر بها. ملك يميني هذه. :D

وكما يقول من تعرفونه : "فاهجرونهن في المضاجع"، تنشوف من سيطلب الآخر :)
وشو آخرتها معها هذه المتفانية التي تحترق يومياً بين يدي.
وإنه لتدخين حتى الموت.

(f)

السلام للجميع :

التدخين :?:


يييع:d:



عالم بلا تدخين... اتمنى ان يتحقق قريبا وقريبا جدا ..

وعجل الله بطلاقكم البائن منها .. قولوا آمين



والى لقاء قريب....

اشكر الهنود الحمر سكان اميركا الاصليين على هذا الاختراع الجميل\"السكائر\"من دونها لكنت الان في مصحة نفسية او في احدى مقابر ,من كثر ما سببت لي حروبي اليومية من تعب والم,والتي تستهلك طاقتي, سيكارة حسب احدى التقارير العلمية تنشط الدورة الدموية ,والنيكوتين يقلل من الاصابة بالزهامير الذي مات به احد اقرب الناس الى قلبي \"جدي العزيز\",وزائد ان النيكوتين يزيد من نشاط المخ ويقلل من الكسل .


صحيح شباب ما هو نوع الدخان الذي تشربوة انا احاب kent ولا احد يقول انها سكائر نسائية مستحيل .

وهذة لكل مدخن عظيم في النادي

محارب النور

يحب التدخين ويعشقة

لي تجارب مع وقف التدخين ..

أول مرة توقفت عنه سنة كاملة وذات يوم وكانت الساعة الثامنة صباحا دفعني الفراغ الى أخذ سيجارة من أحد الزملاء وكانت العاقبة هي العودة بشراهية الى التدخين ..في المرة الثانية أستيقظت من حلم طويل في غرفة العناية المركزة وقلت أين أنا ؟ قال مرافقي أنت في غرفة العناية المركزة منذ شهرين ..هل نسيت الحادث الذي وقع لك ؟ حاولت أسترجاع الإحداث ولكن بدون فائدة ..لا أذكر شئ ! وخرجت بعد إستيقاظي بشهر وبعد أن أنهكني العلاج الطبيعي وقد عزمت ومعي كل الناس أن أتوقف عن التدخين ..ومثل المرة السابقة توقفت عنه سنة كاملة ثم رجعت اليه ذات ليلة كنت مسافرا الى أحدى المدن لوحدي وكانت أول سيجارة من دخان ميرت هي التي أخذت بيدي الى صديقي القديم مارلبورو لايتس ..الآن تركت التدخين بشراهة وأدخن في اليوم سجائر قليلة ومحدودة ومراقبة ذاتيا وبتحكم ذاتي وفي طريقي الى الإقلاع عنه نهائيا غير مأسوف عليه .

(f)

شكراً لكم على تعليقاتكم ما عدا جادمون الذى يحمل نوايا سيئة لنا نحن بني سيجارة :D

مش عارف يا دوريمى هل من حسن حظك أم من سوئه أن الظروف أعفتك من التدخين ، لكن هذه دعوة منى لك للبدء فورا فى تعاطى "المحروقة" ، وصدقنى ستندم على كل لحظة عشتها بعيدا عنها ، هيا .

الظاهر يا طارق ان الاتباط بين السيجارة والقهوة بتحكمه صيغة الـ "رفلكسيو كونداسونال" (تعرف تترجمها؟ :) ) لانى لما طاوعت الشيطان وتوقفت عن التدخين فقدت القهوة طعمها تماما ، ولما عدت ظافراً عادت الأمور إلى سيرتها الأولى .


حاول يا جوبيتر ، ربنا يوفقك .


لا أجد فى قاموس اللغة كلمات تساعدنى على التعبير عن شعورى بالامتنان نحو....سيجارتى :10:


(f)

لا لانيكوتين، لا للتدخين، لا لخرم الأوزون، لا للاحترار المناخي، لا للتلوث، لا لحرق الأموال.

الحمدلله انني لا أدخن منذ 27 سنة، أعفانا الله وإياكم من فيتامين أخ-تفو.

لا أعلم لم أشعر بالشفقة عندما أرى مدخنا، بعصبية يحرق صحته وأكسجيننا.

من أهم أسباب سعادتي برمضان بعد طاعة الله هي خلو الجو المحيط نهارا من سموم التدخين.

Anti-nicotine

سيدتي
التي أحرقها من أجل إرضائي لخمس دقائق
أي صديق يمكنه ذلك؟

دائماً كنت أتعجب من أصدقائي الذين يصومون رمضان، أراهم من الصباح وحتى المساء لا يدخنون علماً أنهم أكثر شراهة مني في التدخين. لو أنني أستطيع البقاء من الصباح حتى الظهر فقط بلا تدخين لتابعت وأقلعت عنه.

ولكن هيهات يا بو الزلف.
لا فائدة!

سيدتي
لن أهجرك طائعاً حتى تهجرني حياتي.