جنس المولود قبل الحمْل: إجابة عالقة داخل الأنابيب؟



صبيّ أم بنت؟ سؤال كان يُطرح بعد تسعة اشهر من حمْل الأم. واليوم، صار في الامكان طرحه قبل هذه المدة لأن الامر لم يعد مجرد احتمال، بل اختيار وحقيقة علمية. فما هي حيثيات هذه التقنية الجينية؟ وكيف يقاربها العلم والمجتمع، وما هو موقف الدين منها؟

--------------------

انطوان جرمانوس



رغم ادعائنا الانفتاح والتطور، لا يزال معظم الآباء ينتظرون البكر الذكر لتسميته باسم الوالد وليكون الوريث الذي لا غنى عنه ولا بديل منه. وقد تصل هذه العقدة الذكورية الى حد اقصاء ملكات عن عروشهن، كما حصل مع ملكة مصر فريدة وملكة ايران ثريا والامبراطورة الفرنسية جوزفين اللاتي لم يشفع لهن الجمال الأخاذ ولا الحب الكبير "لأن لا شيء يصمد امام غياب الوريث". فهل يجب الاحتكام للارادة الالهية وحدها لئلا تصبح النعمة نقمة؟ أم أن ما حصل مصادفة محض، ولا ضير في ارضاء النزعة الذكورية، خصوصا اذا قدّم العلم الحل الامثل في عصرنا هذا؟!



تقنية انتقاء الجنس

يقول الدكتور جوزف عازوري الاختصاصي بأمراض العقم والتوليد: "قبل البدء بشرح تقنية انتقاء جنس الجنين، يجب التأكيد ان هذه العملية لا ترمي الى ارضاء نزوات الاهل الراغبين في انجاب ذكر أو أنثى، بل تفاديا لانجاب طفل مريض، اذ ثمة امراض وراثية تصيب الذكور دون الاناث او العكس".

وبعد تشديده على الطابع العلمي الانساني لهذه العملية، يشرح عازوري التقنيات المتبعة بغية تحديد جنس الجنين: "قديما سرت معتقدات وتكهنات منها انه اذا حصل الحمل في الفترة القريبة من الاباضة، يكون احتمال الحمل ذكرا أكبر، وكذلك الامر اذا اتبعت المرأة حمية طعام معينة. وفي عصرنا أثبتت هذه الطرق عدم فاعليتها اذ ان الاحتمال الطبيعي للحصول على ذكر او أنثى هو 50 في المئة بالتساوي، ولا يمكن ان يكون المولود من جنس ثالث بطبيعة الحال! بعد هذه الطرق "المنزلية" توصل العلم الى طريقة غسل الحيوانات المنوية للرجل من أجل انتقاء أكبر نسبة من الـX اذا أردنا أنثى او الـY اذا أردنا ذكرا. ومع الوقت تبين ان فاعلية هذه الطريقة لا تتجاوز الـ54 او الـ55 في المئة، أي انها لا تزيد على الاحتمال الطبيعي الا نسبة ضئيلة لا يمكن المخاطرة باتباعها اذا كنا في صدد انتقاء جنس المولود لتفادي خطر اصابته بمرض جيني وراثي".

ويضيف عازوري ان بعض المختبرات في لبنان لا يزال يتبع هذه الطريقة رغم فاعليتها الضئيلة، موضحا ان اقصى نسبة نجاح يمكن ان تسجلها هي عند غسل الحيوانات المنوية في أحد المختبرات الاميركية، وهي 84 في المئة. ولكن، تبقى تكلفتها باهظة مقارنة مع فاعليتها.

يقول عازوري ان التقنية الاكثر حداثة ودقة في هذا المجال هي تقنية التشخيص ما قبل الزرع، مرحلة من مراحل الـIN-VITRO، وترتفع فاعليتها الى 99 في المئة. ويؤكد انه في حال تعرض الاهل لخطر أمراض وراثية كالـMucovicidose والـMyotonie de Steinert او الـMyopathie de Duchenne لا يمكن المجازفة باتباع طريقة لانتقاء جنس المولود يكون احتمال نجاحها اقل من 99 في المئة. هذه النسبة تؤمّنها عملية تشخيص ما قبل الزرع وهي مرحلة من مراحل الـIn-Vitro.

يشرح عازوري هذه التقنية قائلا: "ان العملية الـIn-Vitro مراحل عدة، وهي موجهة اساسا لحل مشاكل العقم، تبدأ بتحضير المرأة – الأم عبر اخضاعها لعلاج بالحقن مدة عشرة ايام، بهدف تحريك مبيضها ودفعه الى اعطاء أكبر عدد من البويضات. بعد هذه المرحلة تستأصل البويضات من المرأة – الأم وتوضع كل بويضة في انبوب بعد تلقيحها بمنيّ الأب عبر طريقة الـICSI (Intra Cytoplasmic Sperm Injection). وبعد حصول الحمل خارج الرحم، في الانبوب، تراقب الاجنّة مدة 48 ساعة، وتزرع بعدها في رحم الأم".

عن عملية انتقاء جنس الجنين يقول عازوري انها تتم لدى اخضاع الأجنّة لتشخيص ما قبل الزرع، اي فحص تركيبتها الجينية قبل زرعها في الرحم، فتُعرف، اذذاك، الاناث من الذكور ومدى سلامتها او مرضها، وعند هذه المرحلة ينتقى الجنين السليم من الجنس المطلوب ويزرع في الرحم. ويصف هذه التقنية بأنها متقدمة جدا ودقيقة بحيث ان بضعة مختبرات في لبنان يمكنه تطبيقها كما ينبغي.



رأي الدين

قد يتبادر الى الذهن ان انتقاء جنس الجنين هو تدخل في الارادة الربانية. فما رأي الدين في هذه التقنية الحديثة؟

يقول المطران جورج خضر انه عموما، ليس للكنيسة الكاثوليكية موقف موحد وصريح من تقنية الـIn-Vitro، لكن هناك اتجاه عام نحو شرعنتها مع أنه شخصيا لا يؤيد هذا الاتجاه كما قال. ويطرح خضر مسألة تضييع الأجنة عبر عدم زرعها كلها في رحم الأم، قائلا: "هذا ليس مقبولا دينيا، وترجو الكنيسة ان يتوصل العلم الى عدم تضييع أي جنين". أما بالنسبة الى تقنية فحص الجنين قبل الزرع، فيؤكد ان لا اتفاق على هذا الامر، والكنيسة لا تمانع كل اختيار لا يعرّض حياة الجنين للخطر لأن الجنين في الديانة المسيحية يعتبر نفسا حية منذ لحظة تكوينه.

من جهته، يقول مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو: "يشترط في تقنية طفل الانبوب ان يكون من الابوين، بمعنى ان يكون المني من الزوج وان تكون البويضة من الزوجة، وعند اتمام العملية بهذا الشكل لا مانع شرعيا دون تحقيقها.

أما معرفة جنس الجنين، ذكر ام انثى، فهو امر توصّل اليه الطب بالنسبة الى المرأة الحامل، فلا بأس اذا عرف الطب هذا الامر بالنسبة الى طفل الانبوب.

وقد يتبادر الى الاذهان ان ذلك يتناقض مع قول الله عز وجل: "ويعلم ما في الارحام"، فعلم الله ليس قاصراً على معرفة جنس الجنين ذكراً ام انثى، بل هو يشمل الاحاطة بشأن هذا الجنين بالنسبة الى تكوينه وشكله ولونه ولسانه وحياته وموته، لأن الله هو خالق هذا الجنين، وهو الذي بعث الحياة فيه، ويعلم ما يتصل بمستقبله، وهذا ما يعجز الطب والناس عن معرفته مهما بلغ العلم من تقدم. اما انتقاء جنس الجنين فلم اطلع على الكيفية التي يتم بها حتى احكم بأنه حلال او حرام".



حرقة قلب

لا شيء يضاهي فرحة والدين بمولود سليم معافى. ولكن، حتى مع اصرار عازوري على الهدف العلمي الضمني لانتقاء جنس الجنين، فمن يعلم ماذا يجري داخل انابيب المختبرات وكم من الاهل يقصدون الاطباء لانتقاء جنس المولود من دون ان تكون لديهم اية مشاكل في الحمل او على الصعيد الوراثي؟

تتم هذه العملية في لبنان بسرية تامة، ففي مجتمع شرقي تعيّر فيه الام بمقدرتها على انجاب الذكور، وتقصى ملكات عن عروشهن لهذا السبب، لا تجرؤ المرأة على التصريح بخضوعها لعملية كهذه.

احدى السيدات، مع التحفظ عن ذكر اسمها، اخترقت جدار الصمت وكشفت لـ"النهار" تجربتها. قالت انها متزوجة منذ عشرة اعوام تقريباً، وهي تحلم بانجاب صبي، لكن الرياح تجري عكس ما تشتهي السفن، وعلى مدى ثمانية اعوام زواج رزقها الله بأربع فتيات.

وتضيف بصراحة وعفوية: "احب بناتي جداً، لكني دائماً كنت اعيش حرقة انجاب صبي، وكنت ارى الحرقة عينها خلف ابتسامة زوجي في المرات الاربع التي تقبّل التهاني فيها بانجابي فتاة، وسماع تعليقات كـ"نفرحلك بعريس"! قبل سنة تقريباً، كنت افكر في انجاب ولد اخير، اعطي عبره فرصة اخيرة لنفسي لانجاب صبي. لم اكن انوي انجاب اكثر من خمسة اولاد في ظروف اجتماعية كالتي نعيشها رغم استقرارنا المادي، لكن اعالة خمسة اولاد ليست عملية سهلة!".

وتتابع: "حينها سمعت بطريقة انتقاء جنس الطفل قبل الحمل، واستفهمت عنها اكثر وعن مدى فاعليتها، وعلمت ان الاكثر فاعلية هي طريقة التشخيص ما قبل الزرع التي يخضعون الجنين لها خلال عملية الـINVITRO". وعما اذا كانت قد تعذّبت خلال العملية، تقول انها ما عادت تذكر شيئاً اذ ان فرحة استقبال ابنها تفوق كل فرحة وتهوّن اكبر العذابات وأعظمها!

وتؤكد هذه السيدة انها ليست نادمة اطلاقاً على خضوعها للعملية، وهي مؤمنة بدينها وملتزمة: "قد صلّيت كثيراً، لكن حرقة قلبي على صبي لم يكن ليشعر بها اي رجل دين او اي شخص غيري"، على حد قولها.

قد يقول الدين ان انتقاء جنس المولود هو تدخل في ارادة الله، وربما اخل بالتوازن الجنسي في العالم، اذ منذ بداية الخلق وحتى سنة 2005، تتوزع نسب الذكور والاناث في العالم مناصفة تقريباً: 49 في المئة ذكوراً و51 في المئة اناثاً بحسب آخر الاحصاءات.

من هذا المنطلق الديني هل يمكن انتقاد الاهل على نزعتهم الذكورية؟ وهل يمكن ان يكون الدين هو من زرع هذه النزعة الذكورية في نفوس البشر، انطلاقاً من آدم، ابي البشرية الذي انجب وحيديه قايين وهابيل، مروراً بيسوع الناصري، تلاميذه ورسله، وصولاً الى النبي محمد والخلفاء الراشدين؟

اقتباس:  بسام الخوري   كتب/كتبت  

يشرح عازوري هذه التقنية قائلا: "ان العملية الـIn-Vitro مراحل عدة، وهي موجهة اساسا لحل مشاكل العقم، تبدأ بتحضير المرأة – الأم عبر اخضاعها لعلاج بالحقن مدة عشرة ايام، بهدف تحريك مبيضها ودفعه الى اعطاء أكبر عدد من البويضات. بعد هذه المرحلة تستأصل البويضات من المرأة – الأم وتوضع كل بويضة في انبوب بعد تلقيحها بمنيّ الأب عبر طريقة الـ ICSI (Intra Cytoplasmic Sperm Injection). وبعد حصول الحمل خارج الرحم، في الانبوب، تراقب الاجنّة مدة 48 ساعة، وتزرع بعدها في رحم الأم".

:15:
كلو علينا..
وانتو ايش شغلكم بالحياة؟!
التلقيح بطريقة الـ Intra Cytoplasmic Sperm :lol:

لو قرأ المختصين بالتشخيص قبل الزرع هذا الكلام لخبطوا رأسهم بالحائط...



هذه التقنيات الحديثة و الكبيرة التعقيد ما تزال مقتصرة ـ بفرنسا على الأقل ـ على عدد محدود جدا من المراكز الجامعية.
من كبار الأخصائيين بها بفرنسا البروفسور سمير حمامة ، من أصل سوري...


وهدف هذه التقنيات أنتقاء الجنين الصحيح بحالة وجود بعض الأمراض الو راثية

أما ذلك الطبيب الذي لا أعرف شيء عنه و الذي يطبقها بزاويته المنفردة ـ بحجة إرضاء أم تعيسة لأن عندها أربع بنات ، فهذا مخالف للأخلاق الطبية، و هدفه الوحيد الربح المادي.


و الله أعلم باي ظروف يجريها؟؟؟

يوجد مستشفى تجاري يقوم بتحديد جنس الجنين في الأردن

عندما تتوفر التكنولوجيا يصبح من الصعب التحكم بها و بمدى انتشارها, خاصة في مثل هذه الأمور, أعتقد شخصيا أن تحديد جنس الجنين إجراء خطير إذا انتشر على نطاق واسع و سيؤدي إلى اضطراب في التوزيع الجنسي لل Homo sapiens مما سيساعد على انقراض هذا ال species على الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية

[CENTER]أنا من مؤيدي هذه التقنية جداً

لأني أومن بحق أختيار الأبويين لجنس المولود :baby:

وعن نفسي رح أختار ### لأني :devil:

:P[/CENTER]

التلقيح الصناعي أو الإخصاب داخل أو خارج الجسم
للدكتور نجيب ليوس

http://www.layyous.com/book/chapter%206.htm

[QUOTE]من كبار الأخصائيين بها بفرنسا البروفسور سمير حمامة

اسم يوحي بالثقة :lol::lol::lol:... و بمولود ذكر على المضمون:lol::lol:!!!

اقتباس:  voodoo   كتب/كتبت  
اسم يوحي بالثقة :lol::lol::lol:... و بمولود ذكر على المضمون:lol::lol:!!!

عبارتك و سمايلاتك توحي بالسخرية.

أرجوا أن أكون مخطأ

لأن الأمة العربية يمكنها أن تفتخر بشخصية البرفسور سمير حمامة.

علما أني لم أسمعه و لا مرة يتحدث عن أصله. و لا بلغته الأم

على كل تفتخر به أيضا الأوساط الطبية الفرنسية المهتمّة بالخصوبة,

هذه لمحة عن كتبه
بعض مؤلفات البروفسور Hamamah

احببت ان امزح قليلا.. فعبارة "حمامة" عندنا في لبنان (و اعتقد في سوريا) تطلق على العضو الذكري للاطفال... فنسأل الطفل مثلا "اين حمامتك" فيشير اليها !!!

ارجو ان يتسع صدرك لهذه المزحة يا زميلي..

و انا احترم و احني رأسي امام اي عالم و باحث و مفكر عربي ...