{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
زعمت أن الإسراء والمعراج أسطورة خرافية ابتدعها الرسول وصدقها أتباعه
المناهج الإسرائيلية تدعي أن الإسلام أفكار يهودية قدمها محمد للعرب في صورة تناسبهم

أبها: الوطن
تكشف الكتب الدراسية المقررة على التعليم العام في إسرائيل عن مزج وخلط الحقائق التاريخية والجغرافية بالأساطير التوراتية والأهداف الصهيونية، بغية تكوين مفاهيم في وجدان الطلاب اليهود تخدم التوجهات اليهودية والصهيونية، مع تجاهل تام للتاريخ العربي والإسلامي.
وقد قام فريق بحثي يرأسه وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للدراسات والبحوث التربوية الدكتور علي بن صالح الخبتي بدراسة هذه التوجهات المعادية للعرب والمسلمين من خلال تحليل المحتوى والخطاب لعينة من الكتب الدراسية المقررة في التعليم العام والديني في إسرائيل، والتي بلغت 23 كتاباً.
و"الوطن" إذ تنشر ملخص هذا البحث قبل طباعته في كتاب، إنما تسعى لكشف الاعتداء السافر على العرب والمسلمين، في المناهج التعليمية الإسرائيلية، إلى الحد الذي وصفت فيه الإسلام بأنه مجرد أفكار ومفاهيم يهودية استطاع الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يقدمها للعرب في صورة تناسبهم، وأن معجزة الإسراء والمعراج ما هي إلاّ أسطورة خرافية ابتدعها الرسول وصدقها أهله وأتباعه، وغير ذلك من العبارات التي تصف الشريعة الإسلامية بأنها عادات وثنية قديمة، وتتهم العرب والمسلمين بالعنف والإرهاب، وبأنهم أغيار ينبغي قتل أطفالهم ونسائهم وشرب دمائهم.
وقد تم عرض نتائج هذه الدراسة وتحليلها وفقاً لخمسة محاور هي: "البعد الإسلامي"، و"البعد القومي"، و"البعد الصهيوني"، و"البعد السياسي"، و"النتائج والتوصيات"، مع التركيز على الموضوعات الرئيسة التي انتظمت في معظم الكتب المحللة؛ تلك الموضوعات التي تكاد تشكل معظم ما يمكن أن يسمى بـ (مكونات الهيكل المفاهيمي والقيمي) الذي أنتجه الخطاب التربوي بكافة تجلياته المختلفة في الكتب الدراسية التي خضعت للتحليل.
البعد الإسلامي
تناول تحليل محتوى الكتب الدراسية بعض الموضوعات مثل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وأركان الإسلام والجهاد والإرهاب بالإضافة إلى الإسلام من حيث هو دين.
1- الدين:
أظهرت نتائج التحليل أن الكتب الدراسية في إسرائيل ربطت بين الدين الإسلامي والعنف، مدعية أن انتشاره تم بالسيف. وفي هذا السياق عرض أحد الكتب صورة لمسجد وبجانبه "الجيش الإسلامي" وأسفل الصورة شعار الحرب عند المسلمين وهو عبارة عن سيفين يتوسطهما هلال من أعلى، ثم يورد الكتاب تعليقاً على الصورة الواردة جاء فيه: "الإسلام دين المحاربين".
وتأكيداً على الربط بين الدين الإسلامي والعنف سميت الفتوحات الإسلامية بـ"الحملات الحربية الإسلامية"، وورد في نصوص الكتب: "إن عمليات الاحتلال الإسلامي كانت تمثل أكبر الحملات الحربية في تاريخ البشرية، فلم يشهد مثلها العالم منذ عهد الإسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد"، فوصف العرب بالمحتلين، والفتوحات الإسلامية بمثابة اجتياح عسكري هدفه الاحتلال. وتتحدث بعض هذه الكتب الدراسية عن أن الدين الإسلامي ليس من عند الله ولكنه مفروض على قبائل شبه الجزيرة العربية من قبل الرسول محمد وأن مجيء الإسلام قد سبب مشاكل كثيرة للمسلمين؛ فقد جعلت العقيدة الجديدة حياة الناس في الصحراء صعبة.
2- الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
لم تعترف الكتب الدراسية في إسرائيل بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه رسول مرسل من الله العلي العظيم. بل تقدم محمداً على أنه ادعى من ذاته أن الله اختاره نبيًّا، وأنه قرر من ذات نفسه أن يصبح رسولاً، ولذلك يتم ذكر اسمه (محمد) فقط دون تقدير لمكانة النبوة.
وتقول الكتب إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو مؤسس الدين الإسلامي، وإنه أقام بمكة حتى 622م، وإن الله تعالى قد تجلى له، وعلى إثر هذا التجلي الإلهي دعا محمد سكان مكة للإيمان بالله إلهاً واحداً، وعارض سكان مكة محمداً لأنهم كانوا يخشون من إلحاق الأذى بمصدر رزقهم ومعتقداتهم، إذا توقفت عبادتهم حول الكعبة في مكة، التي كانت تستخدم مكاناً لعبادة الأصنام من قِبل سكان شبه الجزيرة العربية. وخوفاً على حياته هرب محمد مع أسرته إلى يثرب، وهناك تقبل المواطنون عقيدة الإسلام. هذا الهروب أطلق عليه اسم الهجرة، وهي بداية التقويم عند المسلمين، وقد كانت عام 622م. منذ تلك اللحظة انتشرت عقيدة محمد في أرض شبه الجزيرة العربية، ونجح محمد في تجميع المسلمين وتوحيدهم في إطار طائفة واحدة، وذلك من خلال قدرته على الإقناع تارة وطريق القوة تارة أخرى. وهكذا أسس محمد الأمة وحظر عليهم أن يحارب بعضهم بعضاً. وبالمقابل طلب محمد من المؤمنين به الانطلاق بحملات احتلال في العالم من أجل نشر الإسلام في العالم بأسره. ويلاحظ أن المؤلفين يتجاهلون الآيات القرآنية التي تحرم الاعتداء على الآخرين أو إكراه أحد على اعتناق الإسلام.
أما معجزة الإسراء والمعراج، فتقدمها على أنها أسطورة خرافية ابتدعها الإسلام ورسوله ويؤمن بها المسلمون لأن الرسول محمد قصها على أهله وأصحابه.
وتقدم بعض الكتب الدراسية وصفاً للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ينطوي على خصال سلبية، وتصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالغارق في أحلام اليقظة، والمحارب، والمبتدع للدين الإسلامي، وتعرض صورته بمظهر يبتعد عن حياة التقشف والتواضع والتسامح التي تعرف عنه وعن بقية الأنبياء.
ثم إن بعض الكتب يحاول التقليل من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم من حيث هو نبي، وكأن دعوته دنيوية وليست دينية، كما يبين بعض الكتب أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتعامل مع الخلفاء على أنهم أشبه بموظفين في نظام حكومي، يتولون منصب النائب أو القائم بأعمال الرئيس. والمعروف تاريخيا أن انتخاب أبي بكر أول خليفة للمسلمين يمثل قمة الديمقراطية في عالم اليوم.
ويلاحظ أيضاً من تحليل نصوص هذه الكتب أنها تهدف إلى تشكيل ذهنية الطالب اليهودي في اتجاه واضح يرمي إلى تثبيت عدم الاعتراف بأن محمداً نبي ورسول، وبأن الإسلام ما هو إلا أفكار ومفاهيم أخذها محمد من اليهود والنصارى وقدمها للعرب في صورة تناسبهم.
3- النظرة إلى القرآن:
كشفت الكتب الدراسية في إسرائيل عن ترسيخ أفكار تتعلق بعدم قدسية القرآن الكريم؛ لأنه من - على حد زعمهم - نسج خيال لمحمد (صلى الله عليه وسلم)، وأنه يعتمد في جزء كبير منه على ما ورد في الكتب الدينية اليهودية. وتربط بعض هذه الكتب بين لغة القرآن ولغة التوراة؛ للتدليل على أن القرآن مستوحى من التوراة. وفي إطار هذا التصور الخاطئ تشير بعض الكتب إلى أن محمداً أنزل القرآن من السماء بعد معجزة الإسراء والمعراج، في إشارة إلى دحض حقيقة أن القرآن وحي من الله. وتستخدم بعض الكتب الدراسية في إسرائيل المفردات الدينية اليهودية للتعبير عن المكونات والمفردات الإسلامية؛ فالقرآن يقدم على أنه توراة محمد، ويقدم الحديث النبوي والسنة الشريفة على أنها التوراة الشفهية التي تكمل القرآن.
أركان الإسلام
تسعى الكتب الدراسية لمراحل التعليم العام والديني في إسرائيل لتشويه الشعائر الإسلامية الحالية بتسميتها بالعادات الوثنية القديمة التي أدخل عليها النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعديلاً طفيفاً. كما تزعم هذه الكتب أن أركان الإسلام حددت من قبل أتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، ولم تحدد من عند الله، وأن الرسول لم يُبلغ بها. هذا بالإضافة إلى الخلط بين معتقدات الديانة اليهودية والديانة الإسلامية، من خلال ترديد فكرة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تأثر باليهود والنصارى الذين قابلهم خلال رحلاته.
وتحرص هذه الكتب على تأكيد أن الإسلام ما هو إلا نسخة معدلة لليهودية وما جاء في التوراة، وأن النبي محمداً بذل جهداً مضنياً لمطابقة دينه وجعله متفقاً مع اليهودية؛ فقد أمر أتباعه بصيام يوم الغفران والتوجه في الصلاة نحو القدس. وعندما واجه مقاومة اليهود لدينه توقف عن تقليد اليهودية، وأمر أتباعه بصيام شهر رمضان والإكثار من الصلاة والصدقة فيه والاحتفال بعيد الفطر في نهايته لمدة ثلاثة أيام مع أن عيد الفطر يوم واحد، وتزعم الكتب أن الهدف من ذلك التكفير عن الخطايا والذنوب التي ارتكبت خلال هذا الشهر. وهذا القول يتنافى مع اتفاق علماء المسلمين على أن صيام رمضان عبادة روحية وفيه تضامن مع الفقراء. وتزعم الكتب الدراسية أن محمداً أمر أتباعه بتغيير موعد صلاة نهاية الأسبوع من يوم السبت إلى يوم الجمعة.
ثم إن بعض الكتب أوردت معلومات مغلوطة عن الحج، منها أن ذبح الأضحية شعيرة تنتهي بها مراسم الحج. وتبين تلك الكتب "أن محمداً أعد نصًّا دينيًّا جديدًا يتفق والعقيدة الجديدة" وأنه كان من الصعب عليه إلغاء عادة قديمة هي الحج، تلك العادة التي كانت شائعة في أنحاء الجزيرة العربية. لذا لم يغير الطقس الوثني القديم (الحج)، وإن وضع فيه مضامين جديدة. كيف يصعب على الرسول محمد إلغاء عادة وثنية قديمة وقد قضى على عبادة الأوثان؟!.
4- الجهاد:
يتضح من تحليل محتوى الكتب الدراسية أنها لا تفرق بين مفهوم الجهاد في الإسلام والعنف، بل تحاول في بعض الأحيان تقديم الجهاد على أنه صورة من صور العنف والاحتلال، وأن الحرب الدينية تعد ركناً آخر يضاف إلى أركان الإسلام الخمسة، وأن "من يخرج إلى الحرب سيحظى بالثناء والثراء، والمحارب الذي يلقى حتفه في الحرب سيحظى بلقب شهيد (قديس)؛ لأنه مات في سبيل الرب". ويلاحظ مما سبق استخدام تعبيرات مستمدة من التراث الديني اليهودي والمسيحي في محاولة لفرضها على الدين الإسلامي، مثل كلمة "قديس".
5- الإرهاب:
تتضمن هذه الكتب نصوصاً تربط بين الإسلام والمسلمين والعنف، تمهيداً لربطهما بالإرهاب. ويتم ذلك من خلال تشويه مفهوم الجهاد من ناحية، وتقديم الفتوحات الإسلامية على أنها أعمال عنف تقترب من الإرهاب، وذلك عن طريق الربط بين الدين الإسلامي والسيف، ورفض أعمال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد وصفها بهذه الصفة.
كما تتضمن أيضاً نصوصاً عن الفتوحات الإسلامية تعرضها على أنها تعبير عن روح العداء والعنف لدى العرب، فقد ورد فيها النص الآتي: "وجّه الخلفاء، نواب محمد، غرائز الحرب لدى العرب تجاه الكفار الموجودين خارج الجزيرة العربية، وقادوا العرب إلى حرب ضد سكان المملكة الفارسية، وضد المسيحيين الذين قطنوا الإمبراطورية البيزنطية".
ثانياً: البعد القومي:
تسعى هذه الكتب سعياً حثيثاً نحو البحث عن أطر إقليمية بديلة عن الإطار العربي، فتتحدث عن إطارين محددين يمكن أن تدخل فيهما إسرائيل وهما: (دول البحر الأبيض المتوسط) و(الشرق الأوسط) ليضما داخلهما دولاً غير عربية، ويكون لها فيهما موطئ قدم. ويمكن لهذين الإطارين استبعاد بعض الدول العربية. ففي موضوعات عن الشرق الأوسط، تم إدراج دول العالم العربي في آسيا العربية وإفريقيا العربية تحت اسم "الشرق الأوسط" وليس وفقاً لمسمى الدول العربية في شمال إفريقيا وآسيا، وأُدرجت دول المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عمان والكويت والعراق والأردن وسوريا وإسرائيل (بهدف ضمها إلى هذه المنظومة الشرق أوسطية) ومعها تركيا وإيران ومصر وقبرص لوضعها في إطار الإقليم الجغرافي "الشرق الأوسط". وهكذا كان إطار الشرق الأوسط إطاراً يمكن أن يضم إسرائيل جنباً إلى جنب مع الدول العربية. ولذلك لم تنسب هذه الدول إلى مسمياتها الإقليمية القومية وفقاً لما هو متعارف عليه عالمياً كالوطن العربي ودول آسيا العربية ودول إفريقيا العربية والمغرب العربي وما إلى ذلك، بل استبدلت أسماء غير متفق عليها جغرافياً وإقليمياً بأسمائها الإقليمية الدولية، فمثلاً أطلق اسم حوض النيل على جمهوريتي مصر والسودان، وتم خلط دول آسيا العربية بدول إفريقيا العربية من قبل تجاهل انتمائها القومي العربي. ووضعت هذه الأقطار العربية في شقيها الآسيوي والإفريقي تحت اسم الشرق الأوسط دون أي اعتبار لاسم القارة.
وتستخدم الكتب الدراسية الأسماء الحديثة - مثل الشرق الأوسط - عند تناول أحداث تاريخية قديمة وقعت قبل أن تظهر هذه الأسماء بقرون عدة. ويلاحظ أيضاً أن الكتب تتضمن خريطة لرحلة سيدنا إبراهيم الخليل انطلاقا من أور الكلدانية إلى حاران والنزول في أرض كنعان. وأعطى الكتاب وصفاً جغرافياً لهذه الخريطة بأن سماها أقطار الشرق الأوسط مع أن هذا التعبير لم يكن مستخدماً مطلقاً في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
البعد الصهيوني
تشير نتائج تحليل محتوى الكتب الدراسية في إسرائيل إلى حرصها على وضع خريطة جديدة لفلسطين وأطالس مختلقة تثبت بدورها يهودية المكان والزمان، من خلال إبراز الأماكن والمدن والقرى القديمة بأسمائها اليهودية التوراتية، وإلباس أسماء يهودية للمدن والقرى الحديثة. وقد باتت هذه الكتب تؤكد ضرورة وأهمية استبعاد الإنسان العربي من تاريخ فلسطين، والادعاء بالوجود الدائم والمتواصل لليهود في فلسطين.
وفي أطر القيم الصهيونية تتضمن الكتب الدراسية نصوصاً تحرّض على قتل الآخر، وتربط ذلك بالنصوص الدينية، والأمثلة التاريخية، وفتاوى الحاخامات؛ حتى تحول القتل إلى عبادة، لبناء جيل عسكري يؤمن باليهود وخصوصيتهم، وأنهم (شعب الله المختار) ويؤمن (بأرض الميعاد) و(بناء الهيكل) و(المسيحانية التي تعني ظهور المسيح اليهودي المخلص)، إضافة إلى المحافظة على روح الكراهية اليهودية للأمم والمجتمعات الأخرى. ويلاحظ أنها تتحدث عن المستوطنات والهجرة و"أرض الأجداد" والقدس والحدود الآمنة و"قانون العودة" و"الحق التاريخي" و"إسرائيل الكبرى"، وتقدم الحرب على أنها ضرورة حتمية للمحافظة على اليهودية واليهود، وتغفل في كثير من المواطن القيم الإنسانية الشاملة، ولغة الخير والحوار والمحبة. فالفلسطينيون في نظر الطفل اليهودي أشرار متعطشون للدماء، يفضلون أن يموت أطفال اليهود بالإيدز، وهم يحرقون الغابات ويجرحون الأطفال بالحجارة. وتؤكد المواضيع المقررة التي تمس العلاقة بين اليهود والآخرين قناعتهم بأن "إسرائيل مولود رباني لاهوتي ناشئ عن المرويات التوراتية"، وأن "الشعب اليهودي" لم يولد ولادة طبيعية، أي لم تكن هناك مشاركة وتفاعل بين عامل الجنس والأرض، بل بتفاعل التوراة والعهد الإلهي، ومن خلال نتائج النصوص التي تناولت هذا الجانب يمكن تحديد أهم القيم الصهيونية المتضمنة فيها وهي:
1- وحدة الجماعات اليهودية:
تؤكد الكتب الدراسية أن اليهود في العالم يشكلون وحدة واحدة مهما تعددت أماكن إقامتهم؛ فتتكرر العبارات التي تؤكد وحدة الجماعات اليهودية في مختلف أنحاء العالم القديم، وهو مفهوم معاصر تحاول الصهيونية ترسيخه دون أي اعتبار للمكان والزمان واللغة.
2- تأكيد أحقية اليهود فيما يسمى "أرض إسرائيل":
يلاحظ من خلال تحليل الكتب تضمينها "الخريطة الطبيعية لإسرائيل"، وهي تتكون من أربعة قطاعات جغرافية طبيعية تمتد على طولها من الشمال إلى الجنوب، وهذه القطاعات هي: قطاع ساحل البحر، قطاع الجبال، قطاع الوديان، قطاع هضبة الجولان وجبل الشيخ (الحرمون).
ثم إنه يلاحظ أن الكتب الدراسية تستعين بالنصوص الدينية المستمدة من التوراة لتأكيد تلك المفاهيم، وتورد من النصوص ما يؤكد هذه الأمور، مثل: "وقال الرب لإبرام (اسم لنبي الله إبراهيم عليه السلام قبل العهد): "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريكَ، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض".
3- الارتباط الدائم بـ "أرض إسرائيل":
تغرس الكتب الدراسية الإسرائيلية في عقل الطالب أنه رغم ابتعاد اليهود عن فلسطين لقرون طوال فإنها كانت في قلوبهم وعقولهم، وتؤكد النصوص الواردة في تلك الكتب أن أتباع الحركة الحسيدية (فريق خاص من اليهود شديدو التمسك باليهودية وتحقيق أطماع اليهود والصهيونية) ربطوا تقديس التوراة بتقديس أرض إسرائيل.
4 - استمرار الوجود اليهودي في أرض إسرائيل:
تتضمن الكتب الدراسية الكثير من النصوص التي تشدد على أن القدس يهودية مقدسة منذ التاريخ اليهودي القديم؛ للتأكيد على أن الوجود اليهودي في هذه البلاد متواصل ومستمر ولم ينقطع، وتورد من النصوص الدينية ما يؤكد هذه القدسية. والنص الآتي يعبر عن ذلك: "قدسية أورشاليم قديمة جداً، ونحن نعرفها في مخطوطات منذ عهد ملكي صادق، الذي كان معاصراً لإبراهيم أبينا. وهذا التراث استمر منذ ذلك التاريخ حتى الآن".
5- اعتزال المجتمعات الأخرى:
تحرص هذه الكتب على "خصوصية اليهود وتفردهم" وهو الأمر الذي يستدعي أن يكونوا منعزلين عن الآخرين؛ لأن الاقتراب من الآخرين يعد مفسدة لهم، والابتعاد عنهم منفعة وعصمة لهم. ولتأكيد هذه الخصوصية كان أول إجراء لتحقيق هذا الاعتزال هو فك الارتباط بين اليهود والأغيار، وقد تمثل هذا في تطليق الزوجات الأجنبيات اللاتي تزوجهن اليهود، والتعهد باجتناب الزواج من الأجنبيات، فكان هذا بمثابة تطهير من الآثام". وهذه الأفكار والممارسات ليس لها اسم سوى العنصرية التي يرفضها المجتمع الدولي وترفضها القوانين الدولية.
6 - الإحساس اليهودي بالتفوق والتميز:
تحاول الكتب الدراسية في إسرائيل غرس فكرة تفوق اليهود وتميزهم. وأخذ هذا التفوق والنبوغ عدة صور: منها الادعاء بأن كتابهم الديني "التوراة" هو نفسه مصدر الإنجيل والقرآن، وأنه لنبوغهم لجأ إليهم المسلمون لإدارة شؤون دولتهم. وتشير ا لنصوص الواردة في الكتب إلى "أن الخلفاء قد استعانوا برعايا الإمبراطورية اليهود والنصارى؛ فقد كان اليهود والنصارى يعرفون القراءة والكتابة، فاعتمد المحتلون المسلمون على إخلاصهم وأوكلوا لهم أعمالاً إدارية كثيرة. وأدار هؤلاء الموظفون شؤون الإمبراطورية بلغة المكان الذي قطنوا فيه: اليونانية في دمشق بسوريا، والفارسية في العراق وفارس".
7- الأغيار وعداؤهم لليهود:
يلاحظ أن هذه الكتب تعرض لعلاقات اليهود بالأغيار على أنها سلسلة من مظاهر الكراهية والعداء لليهود بدءاً من السبي البابلي ودمار الهيكل الأول، مروراً بالمواجهات مع اليونان، وانتهاءً بخراب الهيكل الثاني والسبي الروماني.
وتعدد الكتب بعض مظاهر هذا العداء في نصوصها، "فبدلاً من التعلم من اليهود، نهض الأغيار ليصبوا كراهيتهم عليهم لإيمانهم الطاهر ونمط حياتهم المتفرد. وهكذا انتشرت كراهية اليهود بين الأغيار". ويتأكد هذا التصور اليهودي إذا عرفنا أن اليهود ربطوا أعيادهم الدينية بما يعتبرونه اضطهاد الأغيار لهم. فعيد الفصح مرتبط بخروج اليهود من مصر، أرض العبودية والذل، ويوم التاسع من آب يوم حريق الهيكل، وعيد يوم التاسع من تموز احترقت فيه أسوار القدس، ويوم الثالث من تشرين يوم مقتل الملك جدلياهو.

01-15-2005, 10:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
01-15-2005, 10:28 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Logikal غير متصل
لاقومي لاديني
*****

المشاركات: 3,127
الانضمام: Oct 2003
مشاركة: #3
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)

يا ترى ماذا تعلمنا من المناهج العربية عن اليهود و ديانتهم؟
01-16-2005, 01:21 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
والله بسوريا ماكتبنا عنهن أي شيء مهين...باستثناء منهاج تربية اسلامية فأنا لم اطلع عليه كوني مسيحي

(f)
01-16-2005, 01:36 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (2 ـ2)
يطلبون من التلاميذ عقد مقارنة بين قدسية القدس في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية لإضفاء الشرعية على احتلالها

أبها: الوطن
تتمادى المناهج التعليمية الإسرائيلية في اعتداءاتها على الدين الإسلامي وأركانه، فوضعت مسميات عبرية لمصطلحات ومفاهيم إسلامية، فالقرآن الكريم يطلق عليه ما يطلق على العهد القديم "التوراة المكتوبة"، ويطلق على السنة النبوية الشريفة "التوراة الشفهية"، وهي التسمية ذاتها التي تطلق في العبرية على تفاسير رجال الدين اليهودي للعهد القديم. كما تقدم العرب على أنهم "عدوانيون"، تحركهم "غرائز العنف".
وتستطرد هذه الكتب في تأكيد أن اليهود يُواجَهون بالعداء والكراهية على الرغم من ميلهم للسلام، وأنهم لم يستطيعوا مواجهة مضطهديهم من اليونان لأنهم غير مدربين على الحرب من ناحية وأنهم ـ منذ الزمن القديم ـ تعرضوا إلى ما يعدّه اليهود عداءً وكراهية من قبل الأغيار.
وتحاول هذه الكتب أن تصور اليهود على أنهم دائماً كانوا الضحية، وأنه قد تم طردهم من بلد إلى آخر واضطهادهم دون سبب واضح ودون رحمة أو شفقة. وفي هذا السياق تحاول هذه الكتب إضفاء الشرعية التاريخية والدينية على احتلالهم مدينة القدس فيطلبون من التلاميذ عقد مقارنة بين قدسيتها في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية، كما تُجمع مناهجهم على تسمية المسجد الأقصى بـ"الهيكل" وحائط البراق بـ"الحائط الغربي" أو "حائط المبكى" لنفي أية علاقة للمسلمين بالمسجد الأقصى. كما تغرس هذه الكتب في وجدان الطلاب مجموعة من الادعاءات والأكاذيب، من قبيل أن الفلسطينيين هم الذين احتلوا أرض أجدادهم، وأنهم أشرار متعطشون للدماء ويفضلون أن يموت أطفال اليهود بالإيدز، وأن الشيخ عز الدين القسام هو "زعيم العصابات العربية" الذي قتله البريطانيون وحولته حماس إلى بطل، في إشارة إلى عدم شرعية المقاومة الفلسطينية، وليس ذلك فحسب، بل إن هذه الكتب تصف كل من يقاوم الصهيونية من العرب المسلمين بأنه إرهابي، بينما تصف من يعاديها من الغربيين بأنه معادٍ للسامية. كما تدعي الكتب الإسرائيلية تميز اليهود عن غيرهم من البشر، وأن قدرتهم العسكرية العالية جعلتهم يتولون قيادة بعض الجيوش الإسلامية.
وعلى الرغم من أن الكتب الدراسية ذكرت بعض المآثر والإيجابيات عن معاملة الخلفاء المسلمين لليهود وأنهم أهل ذمة، فإن إحساسهم الدائم بالاضطهاد جعلهم يقفون على أحداث بعينها والتعامل معها على أنها اضطهاد عربي إسلامي لليهود؛ فعلى سبيل المثال ذكرت بعض الكتب أن الخلفاء منحوا اليهود والنصارى مكانة الرعايا، وهذا جانب إيجابي، لكنها مضت لتقول إن الخلفاء قد فرضوا على اليهود قيوداً مهينة. وتنسب هذه القيود تحديداً إلى الخليفة عمر الثاني(عمر بن عبدالعزيز) (717-720م) وتطلق عليها قوانين عمر. وقد وضعت في هذه القوانين محظورات مختلفة: يحظر بناء المعابد أو الكنائس الجديدة، ويحظر أيضاً ترميم ما تضعضع أو تهدم منها إلاّ بإذن خاص، ولا يسمح بإقامة مسيرات دينية في الشوارع، ويحظر تعلم القرآن، وكذلك لا يسمح بالإدلاء بشهادة ضد مسلم في المحكمة، ولا يسمح بركوب الخيل. وقد جاء أيضاً في "قوانين عمر" أن اليهود والنصارى سيضعون على ملابسهم شارات خارجية (شارة صفراء لليهود، وشارة زرقاء للنصارى).
ويلاحظ أن الكتب الدراسية تقدم نماذج لمعاملة الأغيار كأفراد لليهود، ثم تنتقل للحديث عن المعاملة الجماعية لليهود من خلال تخصيص فصولٍ كاملة عن معاداة الأغيار لليهود. فعند الحديث عن أحوال اليهود في روسيا يشار إلى أن السلطات الروسية حددت أماكن بعينها يقيم فيها اليهود ولا يخرجون منها. كما تم طردهم من القرى وفرض عليهم التجنيد الإجباري الذي يستمر العمر كله، كما أن المجندين يتعرضون لمحاولات الفتنة في دينهم وإبعادهم عن يهوديتهم. ووردت في الكتب نماذج أخرى لأفراد تعرضوا للاضطهاد، مثل: شخصية تيودور هرتزل الزعيم الصهيوني الذي عانى من الاضطهاد والعداء من جانب النصارى في الغرب، وهو الأمر الذي جعله يتجه بفكره إلى "الصهيونية" ويتزعمها ويصبح أبرز قادتها.
خطر إبادة اليهود
من تحليل الكتب الدراسية في التعليم الإسرائيلي تبين أنه على الرغم من أن مفهوم "الإبادة الجماعية" حديث فقد بدأ ظهوره في عام 1946م، حينما أعلنت الأمم المتحدة أن الإبادة الجماعية جريمة يدينها العالم، وعلى الرغم من أن الجمعية العامة أقرت عام 1948م ميثاقاً يقضي بتحريم هذه الإبادة وإنزال أقصى العقوبة على من يرتكبها، ومع أن هذا الميثاق أصبح نافذ المفعول عام 1951م، فإن الكتب المدرسية الإسرائيلية تردده عند الحديث عن أحداث تاريخية موغلة في القدم. فالكتب تشير إلى أنه أثناء وجود اليهود في بابل إبان الحكم الفارسي كان خطر الإبادة يحدق حينئذ بكل اليهود الذين يقيمون في دولة فارس. ويموت هامان الشرير الذي فكر في إبادتهم وينقذ اليهود بمعجزة. ويتم الحديث في موضع آخر عن إبادة حقيقية "حدثت في جزيرة قبرص لليهود ولم يبق منهم شخص واحد".
9- أسماء عبرانية للبلدان العربية:
لوحظ في الكتب التي تم تحليلها عملية (عبرنة) واضحة لأسماء البلدان العربية في فلسطين، وذلك حتى يتعرف عليها الطالب على أنها عبرية في الأصل وليس لها تسمية أخرى. ولكي تدعم الكتب الدراسية في إسرائيل هذا التوجه نجدها تورد خرائط عليها مدن وقرى وأماكن عربية بأسماء عبرية.
فعلى سبيل المثال تخلو اللغة العبرية الحديثة من كلمة "فلسطين" إلا بالشكل الذي يتفق مع التصور اليهودي الصهيوني، وبذا يتم الربط بين الأرض واليهود والتاريخ اليهودي. ولهذا فكلما أشار يهودي إلى فلسطين، فإنه إنما يشير إلى "إرتس يسرائيل".
وحتى لا يُحدث اسم فلسطين الذي يتردد الآن لبساً في ذهن التلميذ الذي يعرفها بأنها أرض إسرائيل، تشير نصوص الكتب إلى أن اسم فلسطين اسم أطلقه الرومان على أرض إسرائيل لمحو اسم أرض إسرائيل؛ نكايةً في اليهود وانتقاماً منهم: "أراد الرومان محو اسم اليهود من بلادهم، لذا أطلقوا اسم فلسطين على أرضنا نسبة إلى البلستيم القدماء". ويطلق مصطلح (يهودا والسامرة) على الضفة الغربية. ونجد أيضاً هذه الكتب الدراسية تجمع بشكل تام على تسمية المسجد الأقصى بـ"الهيكل". كما تسمي حائط البراق بـ"الحائط الغربي أو "حائط المبكى" دون أية إشارة إلى علاقة المسلمين بهذا الحائط من قريب أو بعيد، وتدعي أن الحائط الغربي هو الأثر الوحيد الباقي من الهيكل وهو مركز الصلاة في القدس؛ فيرد في الكتب النص الآتي: "... حتى المسلمين فقد بنوا على جبل الهيكل قبة الصخرة والمسجد الأقصى". وتم إبدال الأسماء العبرية بالأسماء العربية للمدن والقرى والأنهار والأودية والجبال والسهول والمناطق.
10- الزعم بشراء أراضي "أرض إسرائيل":
تشير بعض الكتب الدراسية إلى أن الصهاينة اشتروا أرض فلسطين من محتليها الفلسطينيين، وتنص على أن "الحاخامات شجعوا سكان البلاد اليهود على شراء أرض من الأغيار حتى تعود البلاد إلى الحوزة اليهودية. وقد علّموا الشعب ألا ييأس من عودته إلى أرضه. سيبنى الهيكل بسرعة وتعود البلاد إلى كامل بهائها ومجدها".
11- المشاركة في تحرير الأرض:
تستخدم بعض الكتب الدراسية تعبير "تحرير الأرض"، وتعبير "حرب التحرير" إشارة إلى حرب عام 1948م، كما يطلق عليها أيضاً تعبير "حرب الاستقلال". من هنا تضفي هذه الكتب مسحة بطولية على التنظيمات العسكرية الصهيونية قبل قيام إسرائيل مثل: "هجانا"، "إيتسيل"، "ليحي" وغيرها. وقد بثت هذه التنظيمات الرعب في نفوس الفلسطينيين وشردتهم.
البعد السياسي
1- أهمية القدس والهيكل:
يلاحظ أن الكتب الدراسية تؤكد أمر أهمية القدس والهيكل عند اليهود في التاريخ القديم، فتشير إلى أن اليهود يحتفلون بالكثير من المناسبات الدينية التي ارتبطت بالأحداث التي مرت على القدس والهيكل، منها: يوم التاسع من أغسطس يوم حريق الهيكل، ويوم التاسع من يوليو الذي احترقت فيه أسوار القدس، وغير ذلك. ولما كان الهيكل "بيت حياتنا" فإن "الرب سيرسل مسيحه المخلص الذي تنبأ به أنبياء إسرائيل، ولن يسمح بسقوط هيكله في أيدي الأغيار".
وتورد الكتب بعض الاستشهادات ـ من العهد القديم والتلمود ـ التي تؤكد الحزن على الخراب الذي حل بالقدس والهيكل، مثال ذلك: "يقول الحاخامات إن أي شخص يمارس أي عمل يوم التاسع من أغسطس ولا يحزن على القدس لن يرى فرحتها، ومن يحزن على القدس سيحظى بمشاهدة فرحتها" (فصل الصوم في المشنا:5). كما يفسر أحد الحاخامات ما جاء في العهد القديم: "وتبكي عيني بكاءً وتذرف الدموع لأنه سبى قطيع الرب" (إرميا 17:13) و بأنه "يجب على اليهودي أن يذرف ثلاث دمعات: واحدة على الهيكل الأول، والثانية على الهيكل الثاني، والثالثة على اليهود الذين تشتتوا من موطنهم".
وتسعى الكتب الدراسية ـ من خلال النصوص المتكررة ـ إلى إضفاء الشرعية التاريخية والدينية على احتلالهم للمدينة، فيطلب من الطلاب عقد مقارنة بين قدسية مدينة القدس في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية: "قدسية القدس في الإسلام مقابل قدسيتها في اليهودية والمسيحية". وتشير الكتب إلى أن مدينة مكة هي أكثر المدن قدسية لدى المسلمين، وتأتي بعدها المدينة المنورة، أما القدس فإنها اكتسبت قدسيتها عند المسلمين بمرور السنين، وبالتحديد بعد الإسراء والمعراج، وبعد أن بنى المسلمون فيها مسجد قبة الصخرة (مسجد عمر) بالقرب من المسجد الأقصى.
وتؤكد النصوص الواردة في الكتب الدراسية أن الخليفة عبد الملك قد بنى قبة الصخرة في القدس لتكون بديلاً لمكة: "وقبيل القرن السابع بنى الخليفة عبد الملك في القدس مبنى قبة الصخرة (المسماة مسجد عمر). وقد أمل عبد الملك أن تصبح بديلاً للقدس، التي كانت تحت سيطرة معارضيه، ولتكون مركزاً للمسلمين".
وقد وردت أيضاً نصوص في الكتب تؤكد أنه "عندما عاد شعب إسرائيل إلى أرضه وأقيمت دولة إسرائيل، عادت أورشليم عاصمتنا، لتصبح المركز الأهم للشعب اليهودي بأسره، يحج إليها يهود من البلاد ومن العالم، ويزورون الأماكن المقدسة لدى اليهود، مثل الحائط الغربي".
وترد في الكتب نصوص تحاول التشكيك بصحة بعض المعتقدات الإسلامية تجاه القدس، وتقدم معجزة الإسراء والمعراج على أنها حكاية أسطورية: (لم ترد القدس في القرآن بالاسم، ولكن يحكى أن محمداً طار من مكة راكباً دابته العجيبة البراق - رأسها رأس إنسان وجسمها جسم حصان، ولها جناحان، وقد ربط البراق بسلسلة مثبتة بالحائط الغربي، ومن هناك صعد إلى جبل الهيكل ثم إلى السماء، لذلك سمي الحائط الغربي عند العرب البراق).
2- الفخر باليهود القدماء:
تبين من تحليل الكتب أن الفخر باليهود القدماء يمثل توجهاً عاماً، فالنصوص التي تناولت هذا الجانب تسند لليهود في كل مكان وزمان ـ سواء تحت حكم المسلمين أو تحت حكم النصارى، وسواء في الأندلس أو في فلسطين ـ أنهم الأنسب لشؤون الإدارة والمناصب الرفيعة، وأن الشعوب الأخرى لم تتقدم إلا بمعاونتهم ومساعدتهم واستشارتهم. والنص الآتي يمثل هذا التوجه: "استعان الخلفاء بالرعايا اليهود والنصارى، لأنهم كانوا يعرفون القراءة والكتابة، ذلك الأمر الذي جعل المحتلين العرب يعتمدون عليهم ويعينونهم في وظائف إدارية مهمة". وفي نص آخر: "إن الحكام المسلمين لم تكن لديهم في البداية أية خبرة في إدارة الدولة، لذا اضطروا إلى الاستعانة بخدمات اليهود، فأبقوهم في وظائف مهمة في بلاط الخليفة، وفي إدارة خزانة الدولة. لقد استعان الخلفاء المسلمون باليهود لأنهم أدركوا أن اليهود لا يهددون سلطانهم، وأنهم يعملون فقط لكسب عيشهم. ولم تكن لديهم أطماع في الحكم... وكان اليهود معروفين بأنهم أذكياء ومثقفون وذوو علاقات وثيقة مع إخوانهم في الشتات".
ونص آخر يؤكد تميز اليهود عبر التاريخ: "عندما يحتاج خليفة أو وزير مالاً كان يتوجه إلى التجار اليهود للاقتراض منهم. وبذلك أصبح هؤلاء التجار الكبار صرافي بلاط الخليفة".
وتؤكد الكتب دور اليهود في الفتوحات الإسلامية وأن اليهود لعبوا دوراً في فتح بلاد الأندلس: "رحب اليهود بقدوم الجيش الإسلامي الذي وضع حداً لسيطرة المسيحيين المتعصبين في بلادهم. لقد اعتمد قادة الجيش الإسلامي على ولاء اليهود، واستعانوا بهم في إعادة الهدوء والسلام إلى الأندلس؛ فلم يكن المسلمون على علم بظروف هذه البلاد، ولا عادات سكانها، ولا لغاتهم، أما اليهود فكانوا يعرفون جيداً البلاد وسكانها. لذا عيّن المسلمون اليهود جنود حراسة في المدن المحتلة، وأعطوهم أراضي من التي صودرت في الحرب. واستعانوا بهم فجعلوهم مديرين للمزارع التي انتقلت إلى سيطرة المحتلين المسلمين بعد الحرب. وعمل يهود آخرون مستشارين سياسيين واقتصاديين للحكام الجدد). وتؤكد الكتب تميز اليهود وقدرتهم العسكرية العالية وأنهم تولوا قيادة بعض الجيوش الإسلامية. فتذكر شموئيل هناجيد (993م-1056م) الذي كان وزيراً وقائداً لجيوش ملك غرناطة لمدة تزيد على ثلاثين عاماً، وأنه أدار شؤون المملكة وخرج على رأس جيشها في الحروب، وحقق انتصارات مهمة.
3- تشويه الشخصية العربية:
يتضح من تحليل الكتب الدراسية، ومن خلال فحص النصوص التي تناولت الشخصية العربية والمسلمين أنها تعرض صورة مشوهة لهم من خلال ربطهم بأعمال القتل والشغب، فتصفهم بالمشاغبين الذين يقتلون الحكام والمسؤولين ممن لهم الفضل في إدارة الدولة الإسلامية كاليهود؛ فقد ورد في السياق أنه بعد موت شموئيل هنغيد شغل ابنه يوسف منصبه، ولكن بعد مضي عشرة أعوام (قتل في أعمال شغب أثارها المسلمون في غرناطة بدعوى أن الدولة أصبحت تحكم بأيدي اليهود). تتخذ الكتب من الأحداث الفردية حججا لتشويه صورة شعب مسلم أحسن معاملة اليهود في الأندلس.
وسيراً على هذا التوجه في توجيه أصابع الاتهام للمسلمين بأنهم يقتلون الأدباء، فقد تضمنت الكتب النص الآتي: "عندما بلغ الحاخام يهودا هليفي عامه الـ65 قرر الهجرة إلى أرض إسرائيل، وبعد رحلة بحرية شاقة وصل إلى مصر وهناك توفي. وتقول رواية أخرى إنه عندما تمدد في الصلاة بجوار الحائط الغربي داهمه فارس عربي). ومع اختلاف الروايات فقد اختارت الكتب الإسرائيلية الرواية التي تشوه صورة العرب.
هذا وإن النصوص الواردة في الكتب المدرسية تتضمن ما يشير إلى أن فلسطين العربية قبل أن يصل إليها الصهاينة كانت مكاناً تنتشر فيه السرقة والنهب: "فقد عرف الحاخام يهودا القلعي الوضع في البلاد وأدرك أن السرقة والنهب أعمال تحدث فيها كل يوم". وتشير في نص آخر إلى أن العربي اليمني يضطهد اليهودي ويذله ويهينه ويتعامل معه بعنف واحتقار: "عاش اليهود في اليمن طوال فترة شتات اليهود، وعانوا من القيود والاضطهادات والإبادة أكثر مما عانى اليهود في أي شتات آخر"، ثم إن النصوص التي تناولت هذا البعد تحاول أن تصف الشخصية العربية بأنها تهرب في المواجهة مع السوبر يهودي (تعبير يهودي يعني اليهودي النابغة الذي ليس له مثيل) في ساحات القتال وبالتحديد قبيل حرب عام 1948م. وتذكر الكتب أن الحي اليهودي قد واجه الأحياء العربية ببطولة، ومع وصول كتائب "بلماح": هرب العرب وتركوا أحياءهم ودارت معركة كبيرة في حيفا وانهزم العرب بسرعة على أيدي قوات هجانا. وسيطرت قوات إيتسيل على يافا وأقاموا فيها حكما عبريًّا، وحينما شاهد العرب المدن تسقط في أيدي اليهود بدؤوا يفرون من مواقعهم، ولما كانت الشخصية العربية عدوانية وتميل إلى استمرار إقامتها ـ كما تراها تلك الكتب - فقد رفضت يد السلام التي مدتها إسرائيل بعد إقامتها: "كانت حكومة إسرائيل مستعدة للتوقيع على اتفاقية سلام مع الدول العربية ولكنها أصرت على كراهيتها ورفضت الاعتراف بالدولة التي أقيمت على أرض الوطن القديم للشعب الذي عاد إليها بعد شتات دام أجيالاً وأجيالاً".
4- أرض بلا شعب:
تبين من تحليل نصوص الكتب التي تناولت موضوع الأرض أن مقولة "فلسطين أرض بلا شعب" تتكرر في مواضع عدة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر؛ فهي مازالت أرضاً خاوية على عروشها خربة منذ تركها اليهود أيام السبي الروماني، لم يقم فيها أحد. ففلسطين العربية تتحول في الفكر الصهيوني إلى إريتس يسرائيل أو صهيون، أي "أرض بلا شعب"؛ ليصبح يهود العالم في المقابل أشخاصاً مقتلعين لا وطن لهم؛ فهم "شعب بلا أرض". ويتوقف تاريخ فلسطين كما يتوقف تاريخ يهود العالم.
5- خلط مفهوم المقاومة بالتطرف:
تبين من تحليل محتوى الكتب الدراسية أن هناك اتفاقاً على وصف النضال العربي والمنظمات العربية المناوئة للاستعمار والمشاريع الصهيونية في الهجرة والاستيطان اليهودي بأنه عمل إرهابي تخريبي؛ فقد وصفت الحركات الوطنية العربية بأنها عصابات: "إن العصابات العربية اندفعت تهاجم المستوطنات اليهودية ووحدات الجيش البريطاني فزرعت الموت والدمار". كما وصفت منظمات الجهاد والمقاومة العربية الفلسطينية للمشروع الصهيوني إنها عصابات عربية إرهابية: "إن هذه المقاومة كانت بمثابة دمج بين العنصرية الحديثة والعناصر الدينية والطائفية. ففي حيفا تشكلت منظمة إرهابية على أيدي الشيخ عز الدين القسام زعيم العصابات العربية الذي قُتل بأيدي البريطانيين. ومنظمة حماس اليوم حولته إلى بطل، وإن خلاياها العسكرية تدعى كتائب عز الدين القسام".
تتحدث الكتب المدرسية الإسرائيلية عن عنصرية العرب بالرغم من عدم معاناة اليهود الذين عاشوا والذين يعيشون في البلاد العربية. تطلق الكتب صفة العنصرية على الفلسطينيين لأنهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة في القوانين الدولية. ويرى العالم على شاشات القنوات الفضائية مدى العنصرية التي يعاني منها الفلسطينيون؛ فهم محرومون من العمل ومن السكن المناسب ومن التعليم المناسب ومن الرعاية الصحية المناسبة... إلخ. وأما عرب إسرائيل فلا يوجد من بينهم وزير!.
وعلى الرغم من أن خلط مفهوم المقاومة بالتطرف والإرهاب مسألة حديثة ظهرت مؤخراً، فإنه من اليسير تحديد مواضع هذا الخلط؛ فإن النصوص تشير إلى أن أية مقاومة للنشاط الصهيوني على أرض فلسطين تعد إرهاباً أو على الأقل تعد تطرفاً وعنفاً.
التوصيات
وقد توصل فريق البحث بعد هذه الدراسة إلى عدد من النتائج بنى على ضوئها التوصيات التالية:
* التنسيق مع العرب والمسلمين في إسرائيل لبذل الجهود الحثيثة لتعديل المحتويات والمضامين في هذه الكتب المتحيزة ضد الإسلام والمسلمين مع تأكيد التطوير لآليات الحوار وقيم التعايش مع الآخر واحترامه لتحقيق هذا الهدف.
* عقد ندوات عالمية تحت مظلة اليونسكو لمناقشة الآثار المستقبلية لما تقدمه الكتب الدراسية المذكورة من صور غير صحيحة عن العرب والمسلمين لها أثرها في وجدان الناشئة في إسرائيل ضد الدول العربية المجاورة لهم.
* عرض نتائج هذه الدراسة في وسائل الإعلام الغربية المختلفة بهدف إيصال رسالة محددة، وهي أن العرب والمسلمين ينشدون السلام والتعايش والتسامح مع الآخر، ولكن ما يرد في الكتب الدراسية من صورة نمطية مغلوطة عن العرب والمسلمين لا يحقق هذه الأهداف.
01-16-2005, 11:47 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #6
العرب والمسلمون في المناهج الإسرائيلية (1 ـ2)
يديعوت احرنوت :توقعات "سي. أي. إيه": المتعصبون الإسرائيليون يشكلون خطراً على العالم





توقعات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تفيد أن المتعصبين الإسرائيليين والمتطرفين المسلمين قد يشكلون خطراً على سلامة العالم... ‏

يتسحاق بن حورين، واشنطن ‏





حذر تقرير أعده مجلس الاستخبارات القومي في الولايات المتحدة، من المخاطر التي قد يشكلها المتعصبون اليهود في إسرائيل والمتطرفين الإسلاميين ومجموعات القومجيين الهنود و مجموعات مسيحية جنوب أمريكية، على السلام الدولي في العام 2020. ‏



ويعتمد التقرير الذي نشرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. أي. إيه)، على مشاورات جرت مع خبراء مستقلين من مختلف أنحاء العالم، بهدف مساعدة أصحاب القرار ومبلوري السياسة الأمريكية على تحديد خطواتهم. ‏



ويولي معدو التقرير أهمية بالغة لدفع العملية السلمية وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، كوسيلة لصد التطرف. ‏



ولا يتنبأ التقرير بما إذا كان السلام الدولي سيتحقق خلال 15 عاماً. لكنه يحلل السيناريوهات المختلفة ويحدد أنه "يمكن لإجراء إصلاحات في سوق الشرق الأوسط، وتعميق الديموقراطية والتقدم نحو تحقيق السلام الإسرائيلي – العربي، أن يمنع تعمق التطرف في المنطقة ويشجع على توقيع اتفاقيات اكبر في التحالف الترانس أطلنطي". ‏



ويضيف التقرير أن "الشرق الأوسط قد يبقى في مركز قوس من عدم الاستقرار يمتد من افريقيا وحتى مركز آسيا، وهذا سيوفر أرضاً خصبة للارهاب وازدياد أسلحة الدمار الشامل". ‏



ويحذر التقرير من "آراء القومجيين الهنود والمجموعات المسيحية التبشيرية في أمريكا اللاتينية والمتعصبين اليهود في إسرائيل والمتطرفين المسلمين، الذين يدعمون تغيير وجه المجتمع ويميلون الى خلق عوامل مشتركة تميز بشكل حاد بين الخير والشر، ويطورون جهاز ايمان ديني، يربط بين الصراعات المحلية والدولية".
01-16-2005, 10:34 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بدلا من التربية الدينية، مادة أخلاق عامة في المناهج المدرسية ugarit 1 1,203 04-20-2010, 05:42 AM
آخر رد: أندروبوف
  بلاد العرب أوطاني .... وكل العرب أخواني fares 8 2,761 03-19-2009, 02:51 AM
آخر رد: fares
  كل عام والمسلمون بخير توما الرائى 10 1,766 10-04-2005, 11:25 AM
آخر رد: -ليلى-

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS