ركود في سورية وسط تراجع الاصلاحات
يعتقد بعض السوريين ان الرئيس بشار الاسد نكث بوعوده
وعد الرئيس بشار الاسد بالكثير عندما تسلم السلطة عام 2000، ولكن البعض يقول انه لم يف بهذه الوعود.
ومازالت الحكومة السورية تعتقل المعارضين، ولايزال الاقتصاد الذي تسيطر الحكومة على معظمة راكدا.
وكان الرئيس بشار الاسد يتمتع بشعبية واسعة عندما خلف والده الرئيس الراحل حافظ الاسد، فقد وعد بفتح النظام السياسي والاقتصادي، وافرج عن المئات من المعتقلين السياسيين.
[SIZE=5]
ولكن سرعة التغيير ارعبت اركان النظام الثلاثة: الجيش وحزب البعث والاقلية العلوية، وبدأت السلطات تقمع من جديد المناظرات العامة. والان من يتجرأ على الكلام يواجه احتمال الحبس.
:nocomment:
وقال طالب في جامعة دمشق: "حوالي 20 من رجال الامن احاطوا بنا عندما خرجنا من مطعم الجامعة. وبعد ذلك، وضعونا في سيارة كبيرة وقيدوا ايدينا.
ولم يرغب هذا الطالب بالكشف عن هويته للبي بي سي. وقال انه كان يحتج لان زملاءه في الجامعة طردوا لانهم تجرأوا على انتقاد الحكومة لتخليها عن سياستها في ضمان فرض عمل للخريجين.
وقال انه اخذ بعد ذلك الى قسم الامن السياسي.
وقال: "لم يتكلم الي احد لمدة اربعة ايام. كنت في الحبس الانفرادي."
وقال: "في كل مرة كنت اخرج من الزنزانة كنت معصوب العينين. واثناء الاستجواب كانوا يصيحون ويسبون. كانوا يريدون ان يعرفوا ان كنت عضوا في جماعة شيوعية."
ومن بين المحتجين الاخرين سمير نشا، وهو رجل اعمال ونشيط في المجتمع المدني.
وهو يواجه الان ثلاثة احكام بالسجن بعد ان رتب محاضرة في مكتبه عن ضرورة الغاء حالة الطوارىء الذي بدأت قبل اربعين عاما. ووفق هذا النظام يحاكم المدنيون امام محاكم عسكرية.
وقال نشا انه كان يعتقد ان النظام بقيادة بشار سيكون اقل قمعا، ولكنه اصيب بخيبة امل.
وقال: "اعتقدت انه سيفي بوعوده عندما قال ان الديمقراطية تعني ان تكون حرا في ان تخالف."
وقال: "ولكن بعض اشهر قليلة من تسلمه للسلطة، اعيد معظم نشطاء المجتمع المدني الى السجن."
ويبدو واضحا ان الاصلاحات الاقتصادية في سورية بطيئة. ونصف عدد سكان سورية البالغ عدد 18 مليونا تحت سن الـ 19، وهم يشعرون بالتململ: فمعدل البطالة مرتفع، والاقتصاد غير قادر على ايجاد فرص عمل طويلة المدى.
قال مدير احدى شركات الهواتف: "كنا تحقق تقدما الى ان طلعت الحكومة بفكرة مشاركة شركة كورية."
وقال: "اذا كانت أي شركة حكومية او وزارة تريد ان تشتري أي نظام فان عليها ان تذهب الى هذه الشركة الكورية. لماذا لا يسمح لنا باي شكل من اشكال المنافسة؟"
واضاف الرجل انه مستاء من الوضع الراهن، ويشعر بان التغيير ضروري جدا في سورية.
وتعاني سورية ايضا لانها خسرت السوق العراقية عبر الحدود وامكانية الحصول على نفط رخيص الثمن.كما ان الولايات المتحدة هددت بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد سورية متهمة اياها بمناصرة الارهاب وبعدم القيام بما يكفي من العمل للحيلولة دون وصول المسلحين الى العراق لمهاجمة قوات التحالف.
قال حسن عايبي الذي فقد ابنه في الحرب العراقية: "كان الناس يشعرون بكثير من الغضب. فالمشايخ في الجوامع كانوا يحثون الناس على الجهاد، لانه اذا قصف العراق اليوم بان دور سورية قادم."
وتسلم ابن السيد حسن جواز سفر للذهاب الى العراق خلال ساعتين، وهو ما استغربه الاب لان الحصول على الجواز يستغرق اسبوعا في العادة.
ولكن وزيرة المغتربين بثينة شعبان قالت لبي بي سي ان الادعاء بان سورية تساعد المسلحين "لا يقوم على اساس على الاطلاق."
وقالت: "حتى لو ان هناك مسلحين يجتازون الحدود الى العراق فانهم يفعلون ذلك دون موافقة الحكومة السورية."
ولكنها اشارت الى ان كثيرا من السوريين عبروا الحدود الى العراق دون اذن من الحكومة السورية.
وقالت: "اعتقد انك يجب ان تكون عربيا او مسلما من ا جل ان تفهم مشاعر الناس عندما بدأت الولايات المتحدة بدخول العراق."
واضافت: "هناك شبان يذهبون الى العراق لانهم متحمسون. وهم غير مدربين، ولا يحملون اسلحة.
وبعضهم يقتل بمجرد الوصول الى الحدود."
ونفت شعبان الاتهامات التي تقول ان الحكومة السورية اعتقلت متظاهرين مسالمين.
وقالت: "هناك اسباب اخرى للاعتقالات. اننا لا نساوم على وحدتنا الوطنية. ففي سورية اقليات كثيرة، وديانات كثيرة. ولذلك نحن لا نسمح بان يعمل أي طرف على احداث شرخ في الوحدة الوطنية التي نشعر بالفخر بها. انها ضرورية جدا لبقائنا كدولة."
وعن احداث فرص عمل جديدة قالت الوزيرة ان "الموضوع بالغ الصعوبة" لان الحكومة في الماضي اعطت الانطباع بان دورها يتمثل في ايجاد فرص عمل للناس.
وقالت: "اننا لا نستطيع ان نلحق بالزيادة السكانية. وعلينا ان تركز على المهم."
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsi...000/4155701.stm