{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ثقافتنا القامعة
فخري الليبي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Jan 2008
مشاركة: #1
ثقافتنا القامعة


ثقافتنا القامعة

الثقافة منبع الفكر ، الفكر أساس الاستنتاج وأسلوب التصرف والإنتاج...
تتسم أمتنا بإنفرادها بما تعانيه من ضغوط اجتماعية تنبع من مسامها ذاتها ، وضغوط سياسية تـُـرجمها بنيازك حارقة من الخارج في نفس الوقت ، و أنا لا أنوي أن استعرض معلوماتي في سرد أسباب هذا الإنفراد كما تتراء لي ، لأنه موضوع آخر، لكني أود أن أحاول التعمق قليلا في تحديد أحد أهم أسباب الضغط الإجتماعي الذي نقاسيه، كما أراه.
..........
إنها حساسية الثقافة المتخلفة ، والقامعة بقسوة تفوق أي نظام سياسي غاشم. إذ يحاول المرء أن يؤدي واجبه ويريح ضميره بنقد عرف ، أو بإبداء فكرة أو رأي عن مشكلة ما من معوقات تقدمنا ، لكنه يصطدم بالفكر المتجمد الذي ينضح من ثنايا محيطه، و أول معطيات هذا الفكر أنه يفاجئنا بعدم رغبته في التحرك على الإطلاق. إنه التعسف الثقافي الذي يمارس من قبل المجتمع نصف الواعي ضد الرأي المخالف .
.........
المشكلة، أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، وكتلة المجتمع نصف الواعي تتكون في العادة من خلايا متحدة يجمعها تواجدها داخل دائرة محكمة الإغلاق ، تدعي الأعراف والتقاليد والمسلمات . وعندما يبرز حالم من داخل الكتلة برؤية جديدة أو رأي منقح لعرف سائد يعرضه للنقاش، لا بد له أن يصطدم بعداء تلك الكتلة نصف المغيبة.
.........
إن الكاتب الحالم لا يستعدى مجتمعه ، بل العوائق المجتمعية هي التي تناصبه العداء بتلقائية نابعة من غياب الوعي، والتي تعاديه رغم يقينها بأنه لا يسعى إلى الإساءة إليها ، لكنها لا تعرف يقينا أنه يهدف إلى منحها أفكارا أفضل.
........
و للتوضيح ، أن أغلب الناس لدينا لا يحتملون و خزات النقد دون أن يفقدوا صبرهم نتيجة الحساسية المفرطة التي تتسم بها أية ثقافة غير ناضجة تترعرع في مجتمع نصف مغيب أو نصف واع. وقد يمتلك المرء شجاعة المواجهة ، ويغمض أحد عينيه مجربا نقد فكرة ما ، لكنه لا يضمن على الإطلاق أن تجابهه صحف اليوم التالي بوخزه باتهامات التخوين أو التكفير أو العهر ، فليس ثمة حد لمجموعة التهم المرصوصة على الأرفف على كل مقاس . إنهم يقولون لك أنه لابد لك أن تفصِِّل أفكارك و أحلامك لمجتمعك على مقاسهم تحديدا . وهو المتوقع من مجتمع يملك عقلا غير ناضج تماما، لا يعتبر النقد مجرد محاولة لفتح النقاش ، بل يعتبره خروجا عن المألوف و إزعاج متعمد دبر بإتقان من قِبل ولد طائش.
.........
أريد أن أقول : إن لدينا تل مهترئ من العادات السخيفة والأعراف المعرقلة والتقاليد المعوقة ، لا بد لنا من إلقائه في المحرقة ، واستحداث ما يناسب عصر التقنية من بدائل لا بد أن تسود بالاقناع ، خالية من السخف والعرقلة والإعاقة، وقدر صاحب الرأي أن يتحمل وخز الإتهامات الممل ، ويثابر على شجاعة النقد و إبداء الرأي حيث أتيحت له فرصة حرية الكلمة، وقدر استطاعته .
..........
إن أمتنا ولود ، ولولا الأجساد التي داست عليها الأقدام في طريقها للتقدم، ولولا الأنفس التي استشهدت في سبيل الرأي ، و لولا الأرواح المقموعة و تقمع في السجون في سبيل حرية شعوبنا ، لما استحققنا شرف رجمنا بنيازك خارجية تنطفي على أجسادنا ولكنها لم ولن تنهينا.
.........
قيل : المشكلات هي ثمن التقدم فالأخبار الطيبة توهن العزم.
أحييكم
09-10-2008, 10:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS