اقتباس: CANADIAN كتب/كتبت
اقتباس: أبو عمار كتب/كتبت
اقتباس: CANADIAN كتب/كتبت
1-لماذا لا ترينا نفسك ؟انت من المفروض قد صنعتنا وتريدنا ان نؤمن بك اذن لماذا هذا السر الكبير ?
عزيزي الكندي:
سأجيبك قدر الامكان على التساؤلات ان أمكن ذلك
اذا كان الله هو الذي خلقنا(صنعنا كما قلت في تساؤلك)فانت تجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الوقت,وتنعامل معه بنفس منطق المخلوقات وهذا خطأ عقلا ومنطقا
فكيف تجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الوقت؟
وهذا يذكرني بما قرأته لأحدهم اذ قال انك تذكرني بمن يرى الدمى التي تتحرك بخيوط فيتصور ان من يحركها بتلك الخيوط هو ايضا يتحرك بخيوط
لا بد للخالق من أن تكون عنده صفات الكمال المطلق وأنت وانا يا كندي فاننا محدودون
وحواسنا لا تدرك كل شيْ وبرغم ذلك نؤمن بأشياء لا نراها
هل صعقتك الكهرباء يوما؟
هل رأيت الكهرباء؟
هل رأيت الجاذبية الأرضية؟
هل رأيت الهواء؟
هل رأيت المغناطيسيّة؟
جوابك معروف سلفا: لا
ولكنك تؤمن بها
لماذا؟
* * *
بصرك المحدود يا أخي الكندي لا يستطيع ادراك مخلوقات كالتي ذكرتها لك فكيف بمن خلقها؟
لن تراه ببساطة لأنه منزه سبحانه عن الجهة
ولأنه ((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير))
ولو بحثت في معنى اللطف فستكتب حوله مجلدات
نحن كبشر نؤمن بحاجات كثيرة لم نرها:
نؤمن بحضارات سابقة
بفلسفات سابقة
بل نؤمن بوجود هنود حمر ولم نرهم
وجود عالم جديد ولم نبرح قراناأو بلداننا
ولكن نرى الآثار الدالة عليها
والآله سبحانه لن يكون الحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها دون أن نراها.
لن أطيل في اجابتي وأتمنى أن أكون قد أجبتك
تحيتي لك يا صديقي ابو عمار
صديقي ابو عمار انا اتفق معك ان الاله يجب ان يكون كاملا
لكن هل يخلق الكامل ناقصا
؟؟؟؟ لماذا الانسان ناقص
ولماذا يعاقب الخالق الكامل مخلوقه الناقص على نقصه
ثانيا الكهرباء والجاذبية وغيرها لم ارها
لكن هل هي التي خلقتني هل هي اصلا عاقلة حتى نقارنها بالاله
هل لها المقدرة ان تظهر كما للاله المقدرة
اذا كان الاله غير مرءي للعين العادية او غير مدرك لها
هل يعني هذا انه نفذت من عنده الوسائل الاعجازية الاخرى
عزيزي الكندي:
بعد التحية:
أتفقت معي على وجوب كمال الآله
أما سؤالك هل يخلق الكامل ناقصا؟
فمعنى النقص هو المحدودية والاحتياج
وكونه مخلوقا فانه بالضرورة محتاجا لغيرة وناقصا
أما الآله الخالق فلا نقيس عليه بنفس مقاييس المخلوقات
الخالق نعتقد بأنه أوجد من العدم كل المخلوقات ودعنا نتفق على أن كل ما في الكون من مخلوقات هي محدودة,ومجموع المحدودات محدود بداهة واعني بذلك كما قلت لك الاحتياج بكل ما تعنيه من معنى فهي تحتاج الى نظام ليسيرها وقوانين تضبطهاوهذه القوانين قطعا ليست من صفات المخلوقات أو خصائصها أو من وضعهاوذلك ما دعا أرسطو للقول بالعلة الأولى للوجود.
أما سؤالك كيف يعاقب الله تعالى المخلوق على نقصه فمن قال ذلك؟
الله سبحانه لن يحاسب الانسان على أنه يحتاج الاكل والشرب والجنس والهواء
لن يحاسب الانسان على أنه يمرض أو يهرم أو يسقم أو يموت
الله سبحانه لن يحاسبه الا على ما جعل العقل له مناطا للتكليف وهو ما يتعلق باختيار الانسان ولذا أقتضت عداله الله سبحانه الا يحاسب المجنون على أفعاله لأنه سبحانه جعل العقل مناطا للتكليف
فمثلا أعطانا العقل وقال فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وقال انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا
وانت الآن تتبنى الالحاد(مثلا) كمنهج وقد تستطيع ان تكون بوذيا أو مسلما أو نصرانيا.
وعلم الله الأزلي على ما ستكون عليه حالك لا يتناقض مع اختيارك, والله سبحانه يعطيك المهله حتى نهاية حياتك وأنت تاكل وتشرب وتتنفس كباقي المسلمين بل قد تكون اوضاعك المادية وسبل حياتك المعيشية ميسرة أكثر من بعض المؤمنين :وهذا هو العدل الآلهي
ويقبل الآله التوبة من عباده ما لم يغرغروا أو تطلع الشمس من المغرب وهذا ايضا منتهى العدل الآلهي:
أن يعطى الجميع على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم فرصة في الدنيا,وتقام عليهم الحجة للأيمان ثم: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والله قد وضح ان طريق الأيمان سعادة في الدنيا وجنة في الآخرة
وأن طريق الكفر هو عذاب أليم.
أم ما يتعلق بالشطر الأخير من سؤالك فما مثال الكهرباء والجاذبية الا للتدليل على أن الانسان يؤمن بحاجات لم يرها وانما يلمس آثارها وهذا لا يتنافى مع العقل وانما هو مثال للتوضح والله سبحانه قد ضرب مثلا في كتابه الكريم البعوضة والآله سبحانه ايضا قد ضرب لنا الكثير من الأمثال وتذكر أخي العزيز الكندي بأن العقل البشري لا يستوعب الكثير من الأمور لمحدوديته فمثلا كما قلت في مثال سابق تخيل انك قلت لهم في القرن الخامس عشر ميلادي ان هناك مركبة تغزو الفضاء وطائرات نفاثة وحواسيب هل تراهم مصدقوك؟
والدليل ما حصل مع جاليلو العالم الايطالي المشهور.
ثم تقبل تحياتي وهذه لك مني :wr: