{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
|
المقالة التي أوصلت بروفسور عارف دليلة الى بيت خالتو أي السجن..الاقتصاد السوري .. المشكلات والحلول
|
|
11-23-2004, 07:43 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
|
المقالة التي أوصلت بروفسور عارف دليلة الى بيت خالتو أي السجن..الاقتصاد السوري .. المشكلات والحلول
كي لا نتستر على الجريمة: لنتضامن مع عارف دليلة
سعيد أبو غنام
أن تستدعي سلطات أمن النظام السوري وللمرة الثانية، وبفترة قصيرة، ثلاثة من أشقاء المعتقل الدكتور عارف دليلة وتطالبهم بممارسة الضغط عليه لإقناعه بإجراء عملية جراحية لقلبه فذلك واضح بدلالاته أن وضع المعتقل خطير جداً، وربما أشد حرجاً مما حكي حتى الآن. أما أن يكون استدعاء الأمن لأخوة المعتقل ينبع من الحرص على حياته فقطعاً "لا" لأن في عزله في الزنزانة وتعذيبه والإساءة إليه بهذا الشكل تكمن انطواءاتاً أبعد من قرار سجن العشر سنوات، فما صدر بحق عارف دليلة ليس قراراً بالسجن بقدر ما هو بمثابة قرار بالإعدام لمن هو في سنه وفي شروطه الصحية؛ فهم أرادوا نهايته حين نطقوا بقرارهم الاستبدادي الجائر وهو التصفية النهائية بـ"الموت البطيء" في "العالم السفلي" حيث تنعدم ليس فقط الحرية وإنما الكرامة الإنسانية، وقرار السجن بعشر سنوات لمن هو في عمر الستين في سورية يعني القرار المتعمد بعدم رؤية النور ثانية أو يعني الخروج من المعتقل ليس إلى الحرية بل إلى القبر. إنما السبب المحض لاستدعاء الأمن لأشقاء المعتقل بغية الضغط عليه لإجراء العمل الجراحي فهو أن أرباب النظام السوري محرجين من موته في داخل الزنزانة تحديداً لأن ذلك لن يخدمهم على كافة الصعد وسيصبح من الصعب حتى على أقرب المقربين إليهم المساهمة في تلميع الصورة التي يجهدون لتسويقها في الخارج قبل الداخل.
وأما عارف دليلة نفسه فجوابه واضح وصريح: لا حياة بلا حرية، ولا مساومة بأي حق منهما على حساب الآخر. فمن عزلته في السجن يعلّمنا جميعاً هذا الدرس، ومن داخل زنزانة المعتقل يقول قلبه المريض لكل الصامتين على جريمة قتل هي على وشك الوقوع: أين قلوبكم وأين تضامنكم؟ النظام القمعي السوري على وشك ارتكاب جريمة أخرى، وبسابق الإصرار والتصميم يُقتل الأستاذ الدكتورعارف دليلة وسط صمت الجميع.
لن يغتفر هذا الصمت على الجريمة لأحد، كما لن نصمت على هذه الجريمة للنظام السوري. مطلوب منا جميعاً (وخاصة لجان إحياء المجتمع المدني) القول بصوت عال: "لا للجريمة" و"نعم للحرية"، وذلك أبسط الأقوال. عارف دليلة يستحق تضامننا جميعاً وأقل ما يمكن فعله هو إصدار البيانات والاعتصام وبدأ الحملات ومطالبة بشار الأسد الواضحة (وليس رجاؤه أو طلب رحمته) بالإفراج الفوري عن عارف دليلة (وبقية سجناء الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين) ووقف الظلم الواقع عليه (وعلى غيره) وإعادة حقه المسلوب في الحياة بحرية وكرامة. أوليست رسالة واضحة لنا جميعاً عندما نسمع أن معتقلي الرأي في داخل السجن كانوا السباقين إلى التضامن مع عارف دليلة قبل حوالي ثلاث سنوات بأن أضربوا عن الاستراحة اليومية المقررة لهم احتجاجاً على المعاملة السيئة التي لقيها عارف دليلة داخل السجن ولأن مسؤولي السجن رفضوا تقديم العلاج له ونقله إلى المستشفى؟
عندما وقف عارف دليلة يتكلم في المنتديات وبجمهور من المئات كان الجميع يصفقون له.. والآن لا أثر لهؤلاء! أين هم من كانوا يصفقون حينها؟ أين هم وما هو موقفهم الآن من هذه الجريمة التي يرتكبها النظام؟ ألا يستحق عارف دليلة سؤالهم عنه ومطالبتهم به!؟ هل هذا الصمت من قبل الجميع لأن عارف دليلة ليس متحزباً؟ لم يكن عارف دليلة من النوع الذي يصمت على خبر اعتقال أحد، ففي منتدى الأتاسي وبتاريخ 2. 9. 2001 بدأ عارف دليلة مداخلته عن "الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول" بالتعليق على خبر اعتقال رياض الترك قائلاً: " أصبح القول جريمة، أما الفعل مهما بلغ من الخطر على البلاد والعباد، فلا يُعتبر جريمة يُحاسب عليها. آن الآوان أن نعترف بحرية الرأي والكلمة والقول، وأن نحاسب الناس على أعمالهم ونتائج أفعالهم التي يتحمّل الوطن والشعب والحاضر والمستقبل أعباءها". في ذلك الوقت كانت الناس تصفق.. واليوم يصمت الجميع والنظام يستفرد بعارف دليلة ليقتله وليستعرض عضلاته امامنا جميعاً عن قوته التي لم تخمد، ليقول للجميع أنا القوي وأنتم الضعفاء، ليقول لنا أنا أملك قوة السلاح وأنتم لاتملكون حتى قوة النطق بالكلمة، وليقول لنا أنا السيد وأنتم العبيد، أنا مالك سورية وأنتم عالة علي فإما اقبلوا بي ربكم على الأرض وكل ما يصدر عني هو من الرب أو ارحلوا عن هذه الأرض....
هذا التردي العام في الرؤيا السياسية في سورية، بل بالأحرى فقدان الجميع للبوصلة السياسية، لا يُصدق، فما سمي حديثاً بـ"بيان المثقفين السوريين" جاء اهتماماً بزيارة إياد علاوي لدمشق والإحتجاج عليها وأما جريمة قتل زميل مثقف هي قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فلا تستحق بياناً يقول "لا للجريمة"! ولجان المجتمع المني تكرس من وقتها ما فيه الكفاية لتجتمع وتصوت لإصدار بيانات مثل بيان نفي انتماء المناضلة حسيبة عبد الرحمن إلى "اللجان" وليس لديهم الوقت والقلب ليجتمعوا على قول لا لجريمة قتل عارف دليلة!
هناك من يهمس أن عارف دليلة يجب أن يقبل بإجراء العملية وإلا سيموت... عارف دليلة لم يختار الموت بل اختار الحياة، اختار الحياة والحرية متلازمتان. وهذا درس للجميع، للصامتين وللمروجين للنظام. عارف دليلة لم يفعل شيئاً كي يتشفى منه بشار الأسد بهذا الحقد. إذا كان حب الوطن بنظر بشار بن حافظ الأسد جريمة فعلى الجميع أن يوضحوا موقفهم بإعلان الولاء إما لبشار الأسد أو للوطن! وهذا هو المحك الحقيقي للجميع.
http://www.alhiwaralsori.com/makalat/kayla.htm
|
|
03-15-2005, 12:35 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
|
المقالة التي أوصلت بروفسور عارف دليلة الى بيت خالتو أي السجن..الاقتصاد السوري .. المشكلات والحلول
مداخلات السادة الحضور
· د. ناصر عبيد الناصر:
نشكر الدكتور عارف دليلة على هذا الجهد الذي تجسّد فيه العديد من التناقضات. ومحاضرة اليوم ما هي إلا امتداد لمحاضرة الأمس القريب التي ألقاها السيد رياض الترك والذي دعا فيها عملياً إلى تفكيك المجتمع السوري تحت يافطة الحوار الوطني والديمقراطي، والسيد الترك يدرك تماماً بأن سورية تركن على إرث وطني يُعتد به. بطبيعة الحال محاضرة الترك لم تكن سوى بياناً سياسياً نارياً يتضمن إملاءات وشروط ترقى إلى مستوى إعلان الحرب على حزب البعث العربي الاشتراكي. أما محاضرة الصديق الدكتور عارف دليلة، فهي الأخرى تنبعث منها رائحة العداء، لا النقد البنّاء. وعلى الرغم من ذلك، نتفق معه في بعض النقاط، ولا سيما مكافحة الفساد والذي توفرت له أسباب داخلية وخارجية تداخلت مع بعضها بعضاً. ومن لا يقاوم الفساد لا قلب له، ومن يعتقد بأن بالإمكان اجتثاث الفساد بخطبة حماسية لا عقل له. إذ تحتاج معالجة الفساد إلى عمل مؤسساتي يركن إلى ثلاثة مقومات : الأولى نزاهة ورشاد الحكم، والثانية الشفافية والعلنية، والثالثة المحاسبة الصارمة، وهذا ما تعمد القيادة السياسية إلى توفيره في القطر. أما القضايا الخلافية التي نختلف بها مع الدكتور دليلة تتركز على أربعة نقاط : 1. تعامله مع المعطيات الإحصائية على طريقة تشرشل الذي كان يقول أن أكثر الأرقام التي أحفظها وأصدقها تلك الأرقام التي أقوم بتزييفها، إذ أن معدلات النمو في سورية بلغت في السنوات الأخيرة ما بين 3-4%، وحقق ميزان التجارة الخارجية في سورية فائضاً قدره /28/ مليار ليرة سورية. وبدأت عجلة المعامل في سورية تدور في الأشهر الأخيرة القليلة الماضية نتيجة تصديق الاتفاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما مع العراق. وأقدّر بأن الاقتصاد السوري في طريقه إلى الخروج من أزمة الركود إلى حالة الانتعاش الاقتصادي. 2. الدكتور دليلة يدرك قبل غيره بأن ثمار الإصلاح لا تؤتي أُكُلها بين يوم وليلة، فالهند لم تتمكن من السيطرة على التضخم إلا بعد ثلاث سنوات. 3. لا بدّ وأن تترتب على برامج الإصلاح الاقتصادي على المدى القصير بعض الآثار السلبية منها ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع تكلفة المعيشة وتراجع رفاهية المستهلك. 4. اختلطت الأوراق على الدكتور دليلة، ولم نعد نعرف هل هو مع اقتصاد السوق أم مع الاقتصاد المخطط ؟ هل هو مع القطاع العام أم مع القطاع الخاص؟ هل هو مع الفقراء أم مع الأغنياء؟ نهاراً يدافع عن الفقراء وليلاً يجالس الأغنياء، ومن خلال هذه التناقضات فإن الدكتور دليلة يريد أن يصل إلى عتبة الزعامة الشعبية والتي بتقديري لا يمكن الوصول إليها بهذا الطريق الذي يحتوي على تناقض مزدوج.
· الأستاذ رياض سيف :
طبعاً أنا مع الدكتور عارف، ففي ثلاثة أرباع الساعة الأولى قبل أن يتحدث عن الأرقام، أي عندما تحدث عن الاقتصاد السياسي أعتقد أنه الأساس، ومشكلتنا في الاقتصاد لا شك أنها مشكلة سياسية الجذور. في البداية نقول أن الشفافية هي الأساس لبناء أي اقتصاد والأرقام الدقيقة، ونحن نتحدث عن ذلك في كل مناسبة. حالياً لا أتكلم عن المرحلة السابقة، بل عن السنة الأخيرة، في اعتقادي ومن خلال ما نرى يومياً أن الفساد ازداد والشفافية أقل من السابق. حالياً هناك عملية تعتيم كبيرة جداً على المكاسب بما يسمى الاقتصاد الجديد. حالياً يسيل لعاب البعض على عدم ترك أي جزء ولو صغير من هذا الاقتصاد الجديد لأي فئة كانت، وهو محجوز لعدد محدود من الأشخاص وبتخطيط مسبق وعن سابق إصرار. لذلك نرى الآن أن وزير في هذه الدولة، وخاصة في قضية الخليوي، عندما يأتي إلى مجلس الشعب ويطرح بعض الوثائق بعد أن يُسحب منها بعض الوثائق الأساسية، يتهم أن بعض أعضاء مجلس الشعب باعوا هذه الوثائق، مع أن الوثائق كلها غير سرية بالأساس. ولكن كي يعطينا درساً بأن كب ما يتعلق بالاقتصاد والعقود والوثائق في الدولة هو سري للغاية، حتى على أعضاء مجلس الشعب. ونحن يكفينا اليوم إذا طالبنا بالشفافية التي نتكلم عنها بأفواه كبيرة، فإننا بإمكاننا أن نصلح كل شيء من خلال تطبيق مبدأ الشفافية. فمثلاً : جاء بدوي إلى سيدنا محمد يقول له : قد لا اقدر أن أفعل كل شيء. فقال له النبي : فقط أوصيك بوصية واحدة : أن لا تكذب، وهكذا صلح الشخص وصلح المجتمع.
· د. بدر حيدر :
نعلن تضامننا مع الأستاذ رياض الترك مرة أخرى باعتباره اعتُقل أمام أعيننا في طرطوس حيث نسميه : مانديلا سورية. وبداية أود ذكر ما قاله الدكتور ناصر، وهو صديقي وزميلي الدراسي، حول طريقة محاربة الفساد، وأقول في هذا المجال بأن هذه الطريقة تعني تقبيل يد السارق الكبير وقطع يد السارق الصغير. هناك عقلية مسطّحة تحكم هذا البلد سياسياً واقتصادياً، وأذكر هنا مثلاً تصريح وزير المواصلات النقدي جداً الذي قال أن تأخر دخول الفاكس إلى سورية كان نعمة علينا. القوانين الجديدة في سورية لا تلغي في معظم الأحيان القوانين القديمة التي لا يزال العمل بها حتى الآن. وهناك قوانين قديمة جداً لا تزال سارية المفعول في سورية. بالنسبة لنا كشعب، أصبحت كلمة قطاع عام تعني لنا قطاع طرق، والصناعة عندنا بحاجة إلى أكثر من 100 مليار دولار للتحديث، وهذا التحديث لا يستمر أكثر من 10 سنوات نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل في العالم. العطالة في سورية بحاجة إلى مائة مليار دولار كي تُحَلّ، وفي حال توفر هذه الأموال، ما هي نوع المصانع التي ستُنشأ، وأين ستُنشأ ؟ يقولون أن الديمقراطية هي بدعة غربية، وأنها مستوردة، لا تصلح لبلادنا، ونحن نقول : هل الديمقراطية الشعبية هي بدعة عربية ؟ كيف صلحت لحزب البعث العربي الاشتراكي وللأنظمة الدكتاتورية العربية هذه التي بدعها ستالين وأسماها الديمقراطية الشعبية والتي تعني موت الديمقراطية والشعب معاً ؟! نطالب أصحاب الملايين المهرّبة إلى خارج سورية بدفع الضريبة عن هذه الأموال، فقط باعتبارها أرباحاً حقيقية.
· د. سليم بركات :
سوف أكون واضحاً وصريحاً معكم، الوطن لا يُبنى بالأحقاد، ولا يُبنى إلا بالاحترام والحوار، " القضية ليست قضية رمانة، وإنما القلوب مليانة ". أنتم تعلمون قبل غيركم انه من آداب الحوار أن لا يتجاوز الإنسان حدوده. سمعت بيانات حول رياض الترك، والآن أقول لكم أن رياض الترك، وأنتم تعرفون في قرارة أنفسكم أنه قد تجاوز حدود الحوار. حجم الهجمة كبير، وأكثر ما تتعرض له سورية من ضغط.. لماذا هذه الحملة الموجهة ضد سورية ؟ هل قصّرت سورية في يوم من الأيام ؟ أنتم تعرفون أنه لا يوجد مقصّر، وإن كان هنالك صمود الآن فسورية هي صاحبة هذا الصمود. أتيت إلى هذه المحاضرة لأعرف شيئاً عن الاقتصاد في سورية، وأنا لست من المختصين، فسمعت خطاباً سياسياً من زميلنا عارف الذي نحبه ونحترمه، ولم أرَ ما يمكن أن يكون في إطار الاقتصاد في هذه المحاضرة. قال أن دراسة الفقر والبطالة وكل ما له علاقة بهذه المسائل ممنوع، ونحن نعرف أن هناك دراسات وهو يشارك في أكثر من لجنة في هذه الدراسات ويُدلي بدلوه. وهناك لجان متعددة يعمل من خلالها وليس ممنوع على أحد أن يُدلي برأيه. وأنا أتمنى لهذا المنتدى وللمنتديات الأخرى وأتمنى لهذه الظاهرة أن تستمر في الأطر الإيجابية والمحترمة بأن نشخّص الحالات ونقدّرها ونقول أين الخلل ونعطي ما يفيد. لكن الهجوم والشتائم وكل هذه المسائل لا تجدي نفعاً وغنما تشنّج القلوب وتنفّرها و " لو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك ". سورية ليست لغزاً، وكل المسائل تُدرس، وحتى في مجلس الشعب الميزانية تُعرض فقرة فقرة. وأنا مع العلنية في الاقتصاد وفي السياسة وفي كل شيء. أرجو أن تقدم وثائق يا أخ عارف في كل ما قلته وسوف نحترمك على ذلك. القيادة تناقش السياسة الاقتصادية والاقتصاد، ويجب تقدير الأمور التي مرّت وتمرّ بها سورية. وأعتقد أن هموم القيادة الحالية ومن هموم رئيسنا التحديث والتطوير وتفعيل دور الوطن. ولا أعتقد أن هناك من يكتب عن ظواهر الفساد أكثر من إعلامنا، ولا تظنوا أن في سورية فقط يوجد فضائح، ففي كل أنحاء العالم يوجد فضائح. أتمنى أن نحترم أنفسنا ونكون دقيقين في كلامنا وأن نتعامل بشفافية وأن تكون القلوب جميعاً صافية عند الحديث، وشكراً.
· الأستاذ سامر ملوحي :
أيها الإخوة، تعرّضت مدينة طرطوس خلال العشرة أيام الماضية إلى حادثتين مؤلمتين : الأولى منع السلطات الأمنية لمنتدانا " منتدى طرطوس للحوار الوطني الديمقراطي " من إقامة جلسته بتاريخ 22/7/2001 مع الدكتور عبد الرزاق عيد، وأخبركم بأننا سوف نتابع المسيرة ونعاود نشاطنا، والحدث الثاني هو اعتقال الأستاذ رياض الترك الذي تم في شاليه صديقنا الدكتور وائل بيطار في تمام الساعة الثالثة من يوم السبت 1/9/2001، وباسم منتدى طرطوس نستنكر عملية الاعتقال ونطالب السلطات بالإفراج عنه فوراً. الأمر الآخر، منذ فترة شاهدنا على التلفاز برنامج " من سيربح المليون "، وكان السؤال : من أغنى الدول بين هذه الدول الأربعة : السعودية، سورية، ليبيا، الجزائر، ونرى بأن سورية هي الدولة الأغنى، فما هو موقف المواطن السوري الذي كان يحضر هذا البرنامج، كثير منهم كانوا يحاولون أن يفكروا بلقمة العيش، وغذ هم يعيشون في بلدهم الأغنى ؟ وما هو موقف المهندس والطبيب الذي يذهب إلى السعودية وإلى ليبيا لكي يعمل هناك ولكي يجلب المال ولكي يعيش مستوراً ؟ وشكراً
· د. ابراهيم زعرور :
شكراً لكم جميعاً. وأودّ أن أوضّح نقطة قبل التعليق على المحاضرة، أعتقد أن الأستاذ رياض الترك، وكنت من المستمعين لمحاضرته والذي استمرت ساعة ونصف من السب والشتائم على حزب البعث العربي الاشتراكي وعلى القائد الخالد حافظ الأسد وطال السيد الرئيس بشار الأسد والدستور والمنظمات ومجلس الشعب ولم يترك شيئاً، وتحملنا ولم نقل شيئاً. ولكن عندما يتناول رمز من رموزنا الوطنية والقومية والإنسانية هو القائد الخالد حافظ الأسد فأمر طبيعي أن يوضع حد لرياض الترك ولغير رياض الترك. نحن بالنسبة لنا كبعثيين حافظ الأسد كان زاهداً ومتصوفاً ووطنياً وقومياً وإنسانياً، وهذا حق من حقوقنا مثل حقوق الآخرين. النقطة الأخرى : أنا أعرف آراء الدكتور عارف وسمعتها بشكل مباشر وفي الندوات واللقاءات، وهناك الكثير من آراء الدكتور عارف هي صحيحة، وخاصة في مسألة الفساد وغيره. ولكن الحقيقة أن هذه صورة إطلاقية، ونحن نعلم أن الشيء المطلق في الحياة هو الولادة والموت، وما تبقى هي قضايا ومفاهيم نسبية، ولكل منا وجهة نظره وفلسفته وقراءته ومعتقده. أما أن نطلق الأشياء وبشكل مطلق فكل هذا فيه ظلم وسوداوية. علينا عندما نتحاور أن يكون هناك ثقافة للحوار ولغة للحوار، ولكن عندما تكبّلني بالأغلال وترميني بالتهم، وتطلب الحوار، إذاً لماذا سنتحاور ؟ وأتمنى على الدكتور عارف أن يشير إلى أننا نتحمل أعباء كثيرة في قضية وزارة الدفاع، فنحن في ميزانيتها تأتي في الموازنة 46% من ميزانية الدولة، ثم تأتي مراسيم إضافية إلى مجلس الشعب لإدخالها على الموازنة فتصل موازنة وزارة الدفاع أحياناً إلى 70%. ومسألة النفط، فإن إيرادات النفط تذهب لشراء السلاح، وتعرفون جيداً أن سورية تضطر لشراء السلاح بالسوق السوداء. وأتمنى أن لا نظلم حزب البعث، فأكثرية البعثيين مواطنين مخلصين مثلكم، ويحاربوا الفساد والرشوة والبيروقراطية والهدر، ونحن وطنيون ونحب هذا الوطن، فأتمنى أن نترك مساحة للعقل وللثقافة وللحوار فيما بيننا لكي ننهض بالوطن، وشكراً.
· الأستاذ محمد رعدون :
عندما وضعت القيادة في سورية الإصلاح السياسي على الرفّ، قالت بأولوية الإصلاح الاقتصادي، ثم أحالتنا إلى النموذج الصيني، وليس في ذلك غضاضة فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : اطلبوا العلم ولو في الصين. غير أن القيادة السياسية في سورية عندما أحالتنا إلى النموذج الصيني لم تدرس على ما يبدو الشروط المتوفرة للتجربة الصينية حتى نجحت. فالصينيون توفر لهم جهاز إداري نظيف، وكادر فني كفء، وتوفر لهم تظافر اجتماعي خلف الخطة الاقتصادية التي وضعتها الحكومة بحيث اصبح المجتمع كله ورشة تقف خلف القيادة السياسية لإنجاح التجربة الصينية في الإصلاح الاقتصادي، كما أنهم وضعوا خطة استراتيجية طويلة الأمد شملت كل مناحي الحياة : التجارة الداخلية والخارجية والتنمية وكل المرافق الاقتصادية. هل يمكن لهذه التجربة أن تنجح في سورية ؟ هل لدينا جهاز إداري نظيف ؟ هل لدينا كادر فني كفء بحيث تعمل على قادر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب طبقاً لكفاءته وأهميته القانونية ؟ هل نُبعد السياسة وتأثير السياسة على اختيار الكوادر الفنية ؟ هل وضعنا خطة استراتيجية طويلة الأمد من شأنها أن تحول المجتمع السوري إلى ورشة عمل تقف خلف القيادة السياسية والكوادر الفنية التي تقوم بالإصلاح ؟ هل سألنا كل هذه الأسئلة عندما أحلنا الناس إلى الصين ؟ أنا في رأيي أن القيادة السياسية حينما أحالتنا إلى التجربة الصينية لم تراعِ كل هذه الاعتبارات لسبب واحد بسيط أنه لا إصلاح اقتصادي دون إصلاح سياسي وشكراً.
· الأستاذ حسن حدة :
أشكر المحاضر وأقول أن الشيء من معدنه لا يُستغرب، وهؤلاء الحكام الحاليين هم ورثة الحكام السابقين، يعني الفساد يخلّف الفساد. إن الدكتور دليلة لم يهاجم حزب البعث ولم يهاجم الإسلام. أنا إذا كنت مسلماً وأسرق، هل معنى ذلك أن القرآن سيئ ؟ لا بل أنا السيئ، وهؤلاء البعثيون النصابون يسيئون إلى حزب البعث. أنا أتحدث عن الفساد، فإذا لم أعالج الفساد أكون فاسداً ولا يحق لي أن أكون بعثياً.
· الأستاذ أصلان عبد الكريم :
قليلاً من الماء البارد على الرؤوس الحامية.. أعتقد أنه من المناسب أن نعود قليلاً إلى عصر الأنوار، عصر العقل الذي يقول كل شيء يجب أن يبرّر وجوده أمام محكمة العقل أو يكفّ عن الوجود. أعتقد وأرغب بأن الخطاب ينبغي أن يتوجه إلى الدكاترة البعثيين الموجودين بيننا، ببساطة لأننا نخاطب العقل. ليس هنالك مقدسات أمام العقل على الإطلاق، وهذا مبدأ. وأنا غير متفق مع التقديم الذي قدمه الدكتور بركات وزعرور وناصر بخصوص موضوع رياض الترك، وهذا ليس سراً. ولنفترض جدلاً أن ما قاله الثلاثة صحيح، فهذه حرب كلامية، تجاوز الحدود ولديه مقدسات، أقول : حسناً، الكلام يُردّ عليه بالكلام، إذا تجاوز الحدود نقول له أن لا يتجاوز. هل يكون الحكم بيننا وقول الفصل للجهاز الأمني ؟ أعتقد لا. أريد أن نحتكم إلى العقل، أقبل أن يحتكم رياض الترك إلى قضاء نزيه وعادل، لكن ليس إلى محكمة أمن الدولة، وقد جربت هذا بنفسي.. أنا معارض وسأبقى معارض مادام هناك ما يُعارض. ينبغي أن يكون الحكم بيننا ليس السلطة، السلطة هي الخصم، والحكم بيننا وبين السلطة هو القضاء الذي ينبغي أن يكون نزيهاً وعادلاً، وأقبل أن أُحال إلى القضاء. أسوأ ما يشعر به الإنسان هو أن يكون كتلة منسية مهملة ملقاة على قارعة الطريق بدون مبالاة. النسيان هو الموت المعنوي، لا نريد أن يطلق علينا التاريخ مدافعه، لذلك علينا أن لا ننسى رجالنا أبداً. دعونا نختلف، دعونا نتفق، دعونا نتصارع تحت الشمس. قيل لنا هناك مقدسات أو خطان أحمران : لا تعملوا سراً، ولا تمدوا أيديكم للأجنبي. حسناً، من يريد أن يكون فأراً ؟ قل لي سيصدر قانوناً للأحزاب حتى أعمل علناً. أنا لا لأريد أن أكون فأراً، جربت ذلك 25 عاماً، أريد أن أتصارع مع السلطة تحت الشمس كما أفعل الآن. قيل لنا بعد فترة هناك مقدسات : الحزب، نهج القائد، الوحدة الوطنية، المؤسسة العسكرية... هل من المعقول أن يكون هناك حزب فوق النقد ؟ هل من المعقول أن أقول أن هناك حزب ينبغي أن لا يُنتقد ؟
· الأستاذ حبيب صالح :
أولاً أرجو أن تسمحوا لي بتوجيه التحيات للمناضل رياض الترك، وأنا أعتبره رهينة الحرية. بالنسبة للمحاضرة فأرى أنها استوفت كل العناصر الأكاديمية لمحاضرة متخصصة وأمسكت بكل مقولات ومفردات العمل المحاسبي والخطاب الاقتصادي. وأقول : ما هي الأسس التي تتشكل منها مكونات الاقتصاد الوطني، وما هي معطيات وهيكليات هذا الاقتصاد ؟ هل هو اقتصاد إنتاجي، خدمي، زراعي، صناعي، أين الخطة المكتوبة في سورية ؟ لا أعتقد أن هناك وصف للاقتصاد السوري سوى أنه اقتصاد غجري أو انكشاري. في الاقتصاد، لابدّ من الحديث عن النفط : هل دخل النفط الميزانية العامة للدولة ؟ هل توقف اقتطاع الأجهزة والمهام الخاصة والعلاوات وما يُذكر وما لا يُذكر من ميزانية هذا النفط ؟ مئات آلاف السيارات التي تُعطى للأجهزة وأعضاء مجلس الشعب وأعضاء الجبهة، ولآلاف آلاف البونات التي تُعطى، وأسوأ الخطط التي تُرتجل أو لا توضع بالتنسيق الممنهج في إطار متكامل اقتصادي. كذلك هي الضرائب وكذلك هو التهريب وأطنان الذهب والعملات والآثار التي تجد طريقها إلى لبنان ومن ثم إلى بنوك العولمة.
· الأستاذ فيصل عبد العظيم :
بسم الله الرحمن الرحيم، حين يكون الوطن هو الانتماء الأكبر فوق كل الأحزاب وفوق كل الأفراد، حين يكون الوطن في خطر وإسرائيل والمشروع الغربي يريد أن يجتثّ هذه الأمة من جذورها يكون ليس هناك من داع للمهاترات. الله سبحانه وتعالى، ونتعلم من الله، حين أمر إبليس بالسجود إلى آدم، عصى إبليس، لكن الله سبحانه وتعالى لم يقهره ولم يجبره على السجود لأنه كان يقدّس الحرية، وكان يقدّس الاختيار. حتى حين طلب إبليس من الله أن يُعطيه سؤله فأعطاه سؤله وقال لله : لأغوينّهم أجمعين. أي يلعب على لعبة الحرية وعلى لعبة الاختيار، وقال أن سأحارب منهجك. وعلى الرغم من ذلك أعطاه الله سؤله. فالحرية مقدسة حين خلق الله الإنسان وأعطاه الروح. لقد كرّم الإنسان في الأرض وسمح له بممارسة دوره والخلاف على هذه الأرض. حتى الرسول حين تعامل مع المواطن قال : من جلدت له ظهره فهذا ظهري فليجلده. هناك أمور للتعامل مع المواطن، ومع كرامة المواطن وعزته، ليس هناك من قدسية أو نزاهة لأي إنسان من البشر، حتى ولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال : لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. وقال أبو بكر الصديق : إذا أخطأت فقوموني. فأي حاكم أو أي مسؤول عندما يتصدى للعمل القومي أو الوطني أو الجماهيري فهو تحت المساءلة والنقد والاعتراض، فلا عصمة لأحد في هذا الكون. هناك من يمدح هذا القائد وهناك من يذمه، ولا ينتقص من مقداره من يذمّ، ولا يزيد من مقداره من يمدح، إذا كان هو يعمل من أجل الوطن ومن أجل هذه الأمة.
· الأستاذ محمد معتوق :
أولاً كفانا قرارات فردية وارتجالية لأن الاقتصاد السوري لم يعد يتحمل المزيد من الترقيع، لأن الاقتصاد يجب أن يُبنى من خلال مؤسسة مسؤولة هي صاحبة القرار في إصدار أي قانون يدعم الاقتصاد. أما المراسيم فهي استثنائية، لا تدفع بالاقتصاد إلى الأمام لأنها صادرة من خارج البنية الاقتصادية للدولة. أيضاً هذه المراسيم بصيغتها الاستثنائية تعطي مؤشراً، وهو أنه حتى الإصلاح في بلدنا هو استثناء وليس قاعدة، فالفساد هو القاعدة والإصلاح من خلال مراسيم هو استثناء. الإعلام الذي تحدث عن هذه المراسيم التي لم تقدّم شيئاً يُذكر لأن معظم هذه المراسيم لم تصدر لها التعليمات التنفيذية، وبعض هذه المراسيم قد اختلف مضمونها بموجب التوجيهات التنفيذية التي لا تتوافق مع روح المرسوم. يُقال أن النفط السوري يذهب إلى القوات المسلحة بحجة أننا دولة مواجهة، وقد أثبتنا بمواقف عدة أولها أننا لم نطلق أي رصاصة في الجولان منذ عام 1973 وآخرها الاعتداءات على موقع الرادار السوري، وبذلك فنحن لا تملك دولة أولاً لنقوم بالمواجهة ثانياً.
· د. وليد البني :
لقد اعتدنا غالباً أن نسمع لمحاضرات كثيرة للدكتور عارف، وتعودنا أن نسمع فيها إضافة إلى صدق الإحصاءات صدق المشاعر وحب الوطن. ولكن هل ستبقى إعادة هذه الكلمات والخطب والمحاضرات كخطبة نسمعها ونمضي ؟ ألم يحن الوقت للفعل سواء من السلطة أو من خارج السلطة، بأن يتيحوا للمجتمع المدني أن يعمل، يتيحوا للنقابات أن تكون حرة لتعترض على رواتب هي لا تكفي تعويض بطالة لأي شخص، يتيحوا للطالب أن يطالب بحقه في مقعد نظيف، أو أن يكون في منظمة طلابية حرة، يستطيع أن ينتقد من يعتقد أنه يستحق الانتقاد، يستطيع أن يطالب بأبسط حقوقه بأن لا يكون هناك تمييز حتى داخل الجامعات ؟ لقد تكلم الدكتور زعرور عن ثقافة الحوار، وأنا أقول عليكم كبعثيين وكجزء من المجتمع أن تقبلوا الآخر، ليست مقدساتكم هي بالضرورة مقدسات الآخرين، وليست مبادئكم هي بالضرورة مبادئ الآخرين. لكم مقدساتكم فلتكن، وإذا أردنا أن نحتكم بقدسية هذه المقدسات وبقدسية حزبكم الذي من حقكم أن تقدسوه انزلوا إلى صناديق الاقتراع، انزلوا إلى الشارع، ولتكن هناك تعددية حزبية حقيقية تثبتون من خلالها فقط أنكم الأوائل وليس من خلال الصوت العالي والاعتقال، وشكراً.
رد الدكتور عارف دليلة
لأن البعض عتب عليّ لأنني لم أتحدث كثيراً في الاقتصاد، فمنذ 15 عاماً وأنا أتحدث في الاقتصاد ولم يسمع أحد كلمة، لماذا ؟ لأن المسألة الاقتصادية في سورية هي مسألة غير اقتصادية. إذاً ليست المسألة هي أننا لا نقدّم الوقائع والحقائق الاقتصادية، هي بين أيدي الجميع لكن أحداً لا يريد أن يرى الحقيقة. وزير المالية نفسه في أطروحته التي قدمها إلى جامعة دمشق عام 1992 يتحدث أنهم عندما جاؤوا إلى الوزارة الجديدة غيّروا التعالم مع النفط، كان النفط كله يدخل الميزانية، فأصبح جزء من النفط يدخل الميزانية، والجزء الآخر يبقى خارج الميزانية.
لماذا نريد أن نتجاهل الحقائق ؟ من في مجلس الشعب يناقش الميزانية ؟ مجلس الشعب يناقش الميزانية ولا يغيّر رقماً واحداً في الميزانية رغم 50 خطاباً من مجلس الشعب في نقد الميزانية ونقد وزير المالية وسياسته. إذاً، ماذا تنفع السلطة التشريعية التي يقولون أنها مُنتخَبة ولم تُعيَّن تعييناً. إن معظم أعضاء السلطة التشريعية اشتروا مقاعدهم بالمال، كنتُ مرشحاً إلى السلطة التشريعية وأعرف كيف خرجت نتائجها، هنا قلب المأساة.
الشعب السوري ليس له ممثلون حقيقيون. يجب على الجميع أن يعترفوا بحق الشعب في فرز ممثليه الحقيقيين. لأن رياض سيف الوحيد في مجلس الشعب يقول كلمة حرة، لذلك أصبح رياض سيف متهماً خائناً. مجلس الشعب مرر كل الاتفاقيات المدمرة لاقتصاد سورية دون مناقشة.. هل ناقش مجلس الشعب نص اتفاقية نفطية ؟ يصادق على الاتفاقية دون أن يقرأها ودون أن يراها. مجلس الشعب اليمني، نتابع على التلفاز، يقرؤون نص الاتفاقيات مع الشركات النفطية حرفاً حرفاً، وأنا في سورية لا أعرف نص اتفاقية نفط.
فدعونا نتعامل بالحقائق، ليست المسألة بعثي أو غير بعثي، وليست المسألة عصبية قبائلية : قبيلة حزب البعث وقبيلة الحزب الفلاني… هنالك وطن، نريد أن نخاطب الضمائر.. رجال لكننا نرتكب كل الجرائم التي تُرتكب في حق الشعب وفي حقنا وفي حق أبنائنا.. جميعكم بعثيون أو غير بعثيون.. أنتم وأبناؤكم الذين تدفعون الثمن.. أستاذ جامعة عمره 30 سنة راتبه 200 دولار وهو مبلغ لا يكفي ثمن دواليب سيارة مرسيدس.. لذلك هاجر كل علماء سورية إلى الخارج يطلبون الخبز في الأردن واليمن والسودان وليبيا… سورية أُفرغت من خيرة عقولها وأبنائها وكوادرها وعلمائها ومن قواها الحية. أنتم من يجب أن تدافعوا عن شعبكم وعن مواطنيكم.. كل مسؤول من مسؤوليكم يمتلك عدة مليارات الدولارات خارج القطر، هذه حقوق الشعب، وعرقهم ودماؤهم، وثروتهم النفطية المستنزفة. البيئة في سورية صُحِّرت… سورية أُفقِرَت… هل تعرفون كيف يعيش وكيف يجوع الناس ؟ هل تعرفون الأطفال ماذا يأكلون وماذا يشربون في الوقت الذي يمتلك فيه عشرة مسؤولين 100 مليار دولار خارج القطر ؟ هل قلتم في زمانكم كلمة حق في وجه هؤلاء ؟ أين مسؤوليتكم وأين الضمير والوطنية والأخلاق ؟
تقولون أنه تفوح منا رائحة العداء ؟ العداء لمن ؟ هل العداء للوطن والشعب أم العداء لأعداء الوطن والشعب ؟ أعداء الوطن والشعب يجب أن نكون جميعاً أعداءهم، سواء كنا معهم في الحزب أم كنا خارج الحزب، هذه هي مسؤوليتنا.. إننا مسؤولون أمام الله وأمام الوطن وأمام ضميرنا.
أنا ترفّعت عن الحديث عن الفساد الذي يتحدث الكل فيه، أنا تحدثت عن السياسات الرسمية المصممة بوعي وكامل إصرار وتصميم.. قلت من يناقش هذه السياسات، ومن يقرّها ومن يقدم دراسات عن نتائج هذه السياسات وإلى أين وصلت بالبلاد والاقتصاد والعباد ؟
http://www.geocities.com/arefdalila/
|
|
09-11-2008, 03:33 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}