أسافرُ في لجةِ عينيكِ
لأن حدود الجوع
وميناء البؤس
في هذا الوطن الخشبي
أبوابهما دربُ هلاك للحقيقة
ومشنقةٌ لمطر القمرِ
أسرق اللغة المشلولة
من فلسفةِ أصابعكِ
التي تغرز عويلها
تحت سقف لحمي المباح
فتخطف ضريح قصائدي
على ظهر فراشةٍ
غاصت أجنحتها في السراب
واستنشقت رذاذ العمرِ

أدرك أنه بعد الموتِ
نصمم رحم من طين
بلا شكل ولا رائحة
ويحمل وقع إمضائنا
وشعار عنوانا المبهم
ويقود النار من جيدها
عارية الألسنة
مستورة اللهب
لتُخضع ما تبقى
من جنةٍ سلبت
وأشجار منحنيةٍ اغتصبت
لحلمٍ مكسور المرايا
باع ماضي هشيمه
ومنازعات رمق يباسه الأخير
قبل أن يتغلغل
في جنازة الحلم

نوافير من دمٍ مجمدٍ
بشكل حبات بردٍ مقوسة
تنضح من أرضٍ
ما عادت تستهوي القبور
ولا نواح الحدائق الصفراء
التي سورها منفى الزهر
فذابت في فصل الخراب
وحشرجةُ عصفورٍ شمعي
بنى عشهُ في حائطٍ ونسفهُ
في اللحظةِ نفسها
قبل أن تأوي لوهمه
كتل اللحم الزجاجية
حاملةً بصدورها تعاويذً وبخور

كنا وما زلنا حفاةً عراةً
حتى ذلك اليوم المشاغب
في أزقة التاريخ
وما أثلج صدرنا المبتل
من حرائق الليمون
بقطعةٍ من دفء
أو رغيفٍ من ماء
أو كأس حنطة
كنا نسافر في سماء عينيكِ
التي أقفلتهما ضرائب
استقبال اللاجئين
لأن الإبحار في الغيم
صادرته الأوثان المنمقة
واغتصب الحجر الذي
تقمص شخصية جرذ
آخر أنثى ولدتنا
فمزج الرحيل بحكم البقاء
وأحل تجارة الموت
لأن أبدية العيش
أن تعترف الآن
أن طعم الموت
لا يشبه أي عقار خطير
وأن نصل السيوف
لا يشبه الكفر
ولا يقرب العار
وما أُعتقل يوماً بتهمة
مشروع ورطة ...

تحياتي يامحمد:
اني والله في منتهي السعادة، وأنا أقرأ أدبا رائعا ...ينطق بما تعجز السيوف عن بتره...ويكون أكثر وأشد وقعا من كل فعل ...ان كلماتك جاءت تقول الوجع بصدق ودقة ...لكن لانفقد الأمل طالما بين أطراف البيادر من حوران يقبع شعراء مثلك وستكون الأبواب فيها دربا للخلاص ..لاللهلاك...أنك تلامس الوجع تخاطب اللحظة وتعانق بصدق نقطة الألم ..فتأتي كلماتك راسمة لوحة الواقع بكل ألوانه المظلمة ولياليه القاتمة ...لكني على يقين ...أن الحجر فيها لن يكون فقط شخصية لجرذ ...بل صاعقا أيضا يخرج من يد طفل فقد أباه يوما ..فيصيب من عدوه مقتلا......لك مني كل المودة ..والى أمام أبناء أذرعاتي ...
(f) فلورنس غزلان

سيدتي العطرية أنا سعيد أكثر منكِ لأنه ما زال هنالك أشخاص يتذوقون قهوة الأدب بخشوع وادمان

شكرا على مرورك المخملي

(f)


محبتي ومودتي

الأخ ابن حوران ، أنت شاعر حداثوي جميل .
لضيق الوقت - دائماً - أعتذر .

فوزي غزلان

كلّما امتدّ الزمن سلمت اللغة وتوطّد الفكر ممتطيا متن الخيال ليبدع الصورة والرؤية والجمال
أقرؤك وأنا شديد الإعجاب بالتطوّر الخلاق الذي يرافقك.
قصيدتك تلك تضرب وترًا أشدحساسية من أي وتر
ولهذا سيبقى رنينه في أذني لفترة أطول من ذي قبل.

ويبدو أن الجيران التقوا
فآل غزلان (f) يتغازلون وآل قدّاح (f)
ويا لنعم ساحة الفن والأدب بهذين الجوادين المتنافسين
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

تحية عطرة للزميل فوزي غزلان الذي لضيق وقته فهو قارىء جميل

أشكرك على الرد وأتمنى أن يسعفك الوقت لتغنينا بمشاركاتك

(f)


محبتي ومودتي

وبما أنني من آل القداح حسب علاقة "العتدي"، اسمحوا لي ان ابدي اعجابي في أعلى درجاته على مقياس "إحترام الفكرة و ترويض اللغة" للمقطع الآتي:

اقتباس:  محمد القدّاح   كتب/كتبت  
أدرك أنه بعد الموتِ
نصمم رحم من طين
بلا شكل ولا رائحة
ويحمل وقع إمضائنا
وشعار عنوانا المبهم
ويقود النار من جيدها
عارية الألسنة  
مستورة اللهب
لتُخضع ما تبقى  
من جنةٍ سلبت
وأشجار منحنيةٍ اغتصبت
لحلمٍ مكسور المرايا  
باع ماضي هشيمه
ومنازعات رمق يباسه الأخير
قبل أن يتغلغل
في جنازة الحلم

تستاهل :kiss2:، ابن عمي..

أرابيا القدّاح (f)

تحية طيبة وأطيب من قدح زناد النار في ليلة عرسٍ
كيف حدث هذا.
هل من مجيب
فجأة وبين ليلة وضحاها
يصبح لدينا عضو جديد من آل قدّاح المحترمين
أرابيا القدّاح أهلا بك عضوة نشيطة في منتداك نادي الفكر العربي

محبتي ومودتي (f)
محمد الدرة

:nocomment:

لأن الإبحار في الغيم
صادرته الأوثان المنمقة
واغتصب الحجر
آخر أنثى ولدتنا
فمزج الرحيل بحكم البقاء
وأحل تجارة الموت
لأن أبدية العيش
لن تعترف الآن

نحن أمام موهبة جميلة....
هل صادر الزمان آخ حق لنا بالتنفس عشقا ؟؟؟
أوثان منمقة .. تعبير جميل