مرحبا بالزميل المحترم/الزميلة المحترمة رحيل/راحيل (f)
لا أعلم الجندر، لذا سأكمل حوارى معك بصيغة المذكر.
اقتباس:كان السؤال هل الإلاه قادر على خلق أى شىء وأجاب معظمنا بنعم
وانا أيضاً أجيب بنعم..
الله كلّى القدرة، إذن فلابد أن تكون الإجابة نعم.
هذه هى الإجابة المقتضبة..
لكن لو تأملنا بمزيد من العمق الفلسفى لخرجنا بنتائج غريبة :)
مثلاً.. الله كلّى الحكمة..
لذا فهو لا يفعل تصرفاً
متنافياً مع الحكمة
إذن فهو هنا
غير قادر على الأفعال الحمقاء
هل هو غير قادر فعلا؟ :what:
من حيث "
الإمكانية" .. فهو قادر..
من حيث "
إمكانية حدوث هذا".. فهذا لن يحدث..
ليس لعدم قدرة..
بل لعدم هدم الحكمة إستعراضاً للقدرة..
أنا مثلاً شخص يدخن بشراهة..
وأعلم أنك تتضايق من دخان السجائر..
لكنى لم أستطع منع نفسى أكثر من هذا فسألتك:
"ممكن أدخن؟"
هنا، أنا أسألك عن إمكانية "حدوث" التدخين، وليس إمكانية التدخين نفسه، فأى إنسان "
يستطيع" أن يدخن من حيث "
القدرة"
لذا، فبالإنجليزية تترجم بطريقة أكثر دقة:
May I Smoke?
وليس
Can I Smoke?
لذا أقول God Can, but He may not
هل نجحت فى توصيل مقصدى؟
اقتباس:وأكمل السؤال إذن هل يستطيع الله أن يخلق إلاها مثله ....؟
هذا السؤال فى عرف الفلسفة يسمى "متناقضة" (يشبه كثيراً "متناقضة أبيمندس")
مثال:
"كل المحامون كاذبون، وأنا محامى، فهل أنا كاذب أم صادق؟"
دعنى أفكك حيثيات المتناقضة التى ذكرتها..
سأبتعد قليلاً عن التقيد بالمصطلحات اللاهوتية، سأهرطق قليلاً لتوصيل الفكرة :)
طالما الله قام بخلق..
فالنتيجة لابد أن تكون مخلوقاً.. (يا سلام على العبقرية :D )
إذن فالجديد ليس إله..
لأن الإله من ضمن خائصه كإله كونه "سرمدى" (غير مخلوق)
إذن لكى نحصل من الله على إله جديد.. لابد أن تكون الطريقة شيئ آخر غير "الخلق"..
إذ أنك تطلب المستحيل بتحديدك النتيجة والطريقة.
طيب.. لنزنق الله فى هذا الموقف :D
نطلب منه إله.. وإن لم يستطع.. فهو ناقص القدرة.. :)
ترى هل سيعجز؟ :emb:
لا..
لكنه طبعاً لن يستخدم "الخلق" كوسيلة (لأن ناتج "الخلق" هو
مخلوق وليس إله كما سبق وذكرت)
إذن لابد من وسيلة غيرها..
وهذه الوسيلة لابد أن تنتج مكافئ لله فى ألوهيته..
وفى نفس الوقت يجب ألا تكون مستقلة عنه (مثل حالات الإنقسام الثنائى البسيط) وإلا تعددت الآلهة..
وتلك مشكلة كبيرة تفقد الله ألوهيته إذ صار not Unique وفقد تفرده.. فقد وحدانيته، فقد كونه إله.
يبدو أننا نريد شيئ أكثر إستحالة.. نريد اله مكافئ مع الله دون أن يستقل عن الله وإلا فقد وحدانيته!
باختصار.. الوسيلة التى أرشحها لله هنا يصطلح فلاسفة المسيحية على تسميتها "إنبثاق"
وهى نفس الطريقة "الفلسفية" التى يتكلم بها المسيحيون فى "إنبثاق الروح القدس"، ويسمون "المنبثق" أقنوماً..
إذ أنه ليس إله جديد بل هو نفسه "الأصل" فى جوهره..
دماغك لفت وأصبت بالدوار من كثرة التفكير؟
غير هام، المهم أن تصلك الفكرة.
لا يمكن خلق إله.. فالله (الجديد) كونه مخلوقاُ، هو - فى حد ذاته - يتنافى مع كينونته كإله.
يمكن "إنبثاق" من "الأصل" وهذا ليس إله جديد.. بل حالة فريدة لا محدودة تماثل "الأصل" يسمونها "أقنوم"، وهو فى جوهره نفس "الأصل" وليس إله جديد وإلا سقطت وحدانية الله وبالتالى سقط الله نفسه بالتعددية وفقده لتفرده.
اقتباس:ووجم الجميع من هول السؤال فمنا من استغفر إلاهه ومنا من كفر سائله ولعنه ومنا من تركنا لحروبنا الفكرية وذهب عنا.
تحدث كثيراً، وستظل تحدث كثيرا.. :)
بل أن تفسيرى السابق يسميه من لا يقبله "إشراك بالله"
بالنسبة لنظرية أنواع الآلهة الثلاث..
إسمح لى أن أعيد الصياغة بطريقة فلسفية هى أيضاً.
- يشعر الإنسان بالعجز عند مواجهة مواقف ما..
- بالتالى يحتاج إلى مصدر يستمد منه قوته لكسر هذا العجز..
- تتكون فكرة الله (الكيان اللامحدود، الكامل، المتفرد، الذى يستطيع كل شيئ، إلخ إلخ)
- بالتالى فالإنسان - بمفرده - سيبحث عن إله.
- المسيحيون يسمون هذا البحث "عمل الله الساكن فينا"
- المسلمون يسمون هذا البحث "الفطرة التى خلقنا الله عليها"
- اللادينيون يسمون هذا البحث "وهم جماعى يخلق فيه الإنسان الله فى عقله"
يكفى هذا القدر الآن فمادة الموضوع دسمة جدا وتحتاج وقت جيد للهضم.. :)
تحياتى وتقديرى