أنيس منصور قال أن عليك ان تقرأ كل شئ . كما هو حاله . لا تتوقف عند تخصص وتكتفي به فتغرق بك مركبة ذلك التخصص ولا تعود قادراً على أستيعاب الواقع من حولك إذ في إنغماسك وإستغراقك في تخصص واحد تنفصل عن الدنيا من حولك . ويقول إذا أردت أن تقرأ لعلم ما. ودعنا نفترض أنه فرويد فعليك قبل أن تقرأ إنتاجه ونصوصه أن تقرأ عنه في تلك الكتب التي تناولت سيرته الذاتية والعلمية . وهي نصائح جرّبتها فوجدتها حقاً مجدية ومفيده تعطيك خلفية ممتازة للقراءة في نصوصه بعد ذلك .

ومن بين النصائح المجدية وجدتهم -خبراء القراءة- يقولون لك قبل أن تبتدئ بقراءة فصل في كتاب عليك ان تسأل نفسك أسئلة تتوقع أن تجد لها إجابة في ثنايا الفصل الذي تقرأه .

المشكلة لدي وجدتها في كتاب قصة الحضارة فقد أبتدأت قراءته ولكني وجدت في الفصل الواحد جزئيات تطمسها الجزئيات التي تسبقها فيختل السياق ولعل أساليب التأليف من شخص الى آخر تختلف . فأنت في هذا الفصل تقرأ عن صور مجزأة من النظام الاقتصادي القديم بين القبائل البدائية المتناثرة على وجه البسيطه فلا تستطيع ان تربطها في ذاكرتك بسياق واحد . على عكس الكتب في تخصصي التي أقرأها باللغتين بجداره وأستوعبها . وأظن ان قصة الحضارة على بساطته يحتاج الى خلفية علمية أنثروبولوجية و أركيولوجية .

السؤال للجميع : كيف تقرأ؟

أخي العزيز مختلف:

لقد سبقتني و فتحت موضوع كنت أنوي فتحه لأننا جميعا بحاجة ماسة لمناقشة أسئلة أساسية و بدائية من هذا النوع و لعلنا نستفيد من خبرات بعضنا البعض. أقرأ كتاب حاليا عن كيفية قراءة الكتب و الكتاب بالإنكليزي و أحيانا قراءة الكتاب مجهود لمجرد تعلم خبرات عن كيفية قراءة الكتب. أقترح أن تقرأ قصة الحضارة مرة واحدة و لا تقف عند التفاصيل و لكن يا ريت لو فيه مثلا قلم رصاص أو marker قلم للتعليم باللون الأصفر مثلا و تعمل ملاحظات على السريع و أنت تقرأ. هنا نجمة و هنا صليب و هنا هلال :lol: قراءة وطنية يعني زي ما تقول. و بعد أن تقرأ الكتاب ترجع له و تقرأه بتركيز. لو قلت لي في أي مجلد تقرأ سأسأل زوجتي و أستفيد من خبرتها لأنها بدأت في هذه المجموعة. الطريف أني بعت كتب الوعظ و التي كانت مجموعة نادرة و اشتريت ما هوأفضل منها بالمقايضة: اشتريت قصة الحضارة لـ ويل ديورانت و فرحت بالكنز و تخلصت من كتب لم يكن لها صنف القيمة! فقل لي يا سيدي: في أي مجلد تقرأ الآن؟ و ليت الجميع يتشارك في هذا الموضوع و نتعلم من بعض.

عزيزي ابراهيم أنا لا زلت في الجزء الاول . وما أريده هو كيف ترسخ المعلومات في ذهني وذاكرتي بحيث أستطيع الاستشهاد به فيما بعد بطريقة آلية دون تكلّف العودة الى تفاصيله . وأعني أيضا كيف يمكن أن يعطيك صورة شمولية مختصرة بشواهدها عن الحياة في بدايات التاريخ الانساني .

أتمنى لو تخرج كل أمة من تاريخها الذي تعلمه في المدارس الى تعليم التلاميذ التاريخ الانساني كاملا دون الوقوف على التاريخ القومي والوطني وحده دون سواه ذلك أن العالم الآن في عصر العولمة بدأ يخرج من القوميات قوميات القرن العشرين وتتساقط الحدود وليس أنفع من تدريس التاريخ الانساني كاملا بحمولاته الاخلاقية الانسانية وأيضا تدريس الديانات الانسانية الحية كاملة كمقارنة الاديان .. وفي هذا المجال هناك ثلاثية قيمة للدكتور أديب صعب يمتدحها الاكاديميون في دراسة الدين دون تحيزات ودون عقلية بائده أنصح بفراءتها وهي : الدين والمجتمع وكتاب الاديان الحية وكتاب فلسفة الدين وهي مقررات في جامعة لبنان قررها الدكتور رضوان السيد ويمكن أن تجدها في النيل والفرات .

اقتباس:عزيزي ابراهيم أنا لا زلت في الجزء الاول . وما أريده هو كيف ترسخ المعلومات في ذهني وذاكرتي بحيث أستطيع الاستشهاد به فيما بعد بطريقة آلية دون تكلّف العودة الى تفاصيله . وأعني أيضا كيف يمكن أن يعطيك صورة شمولية مختصرة بشواهدها عن الحياة في بدايات التاريخ الانساني .

أخي مختلف:

سألت زوجتي فقالت ( رضي الله عنها) إنها قرأت الكتاب دون الوقوف على تفاصيل مثلا كيف كانوايصنعون الفخار و بالتالي يتم التركيز الموضوع الأساسي و الذي يشمل جملة موضوعات متفرقة عندما يتحدث عن الحضارات و الإنسان الأول. أقترح قراءة عامة و دون الوقوف على التفاصيل الفرعية ثم تعود للكتاب و بهذا تترسخ المعلومات في ذهنك. الكتاب كما ترى من نوع دراسات الحضارة و ليس رواية و بالتالي لابد من الرجوع مرات في رأيي.

أشكرك جدا على اقتراحك و نصيحتك بقراءة الكتب قيمة. سأحاول الحصول عليها من النيل و الفرات و مشكلتي معهم أن أجرة البريد أغلى من ثمن الكتاب فيكون العذاب مضاعفا في الدنيا و الآخرة :lol2: و دائما أهتم بنفس الموضوعات التي ذكرت و أحب الإلمام و التوسع فيها. شكرا جدا على نصيحتك.

(f)

عزيزي مختلف ..


إذا أردت رأيي .. لا تلقي بالا للجزء الأول . مر عليه مرور الكرام فهو مليء بالنظريات أكثر منها بالحقائق - أو انصاف الحقائق - التاريخية . ستبدأ الإثارة من نهاية الجزء الأول وصاعدا .

أنا الآن في الحضارة اليونانية ...

الأستاذ العاقل:

بما أنك تقرأ وأعرف أنك متمرس على القراءة و الدراسة أحب أن أسألك و أتعلم منك.

1. ما هي أنسب طريقة للقراءة من حيث الوضع الجسماني؟ في السرير؟ على مكتب؟ متكئا؟ كيف أقرأ لساعات طويلة و دون ملل؟

2. كيف تستخلص أكبر فائدة من الكتاب؟ أيمكن حدوث هذا بقراءته مرة واحدة؟

3. هل يمكن أن تكتب أي شيء بالتفصيل من نصائح تقدمها حول الإستفادة بأكبر قدر ممكن من القراءة؟

و لك سيديّ جزيل الشكر.

(f)

هذا الركن، ركن ( قرأت لك) هو الركن الذي أشعر به منزلي في النادي، أتمشى بين مواضيعه براحتي، براحتي تمامـاً
يا للحديث عن الكتب!
يا للحديث عن الكتب!

Jupiter
>>أنيس منصور قال أن عليك ان تقرأ كل شئ . كما هو حاله . لا تتوقف عند تخصص وتكتفي به فتغرق بك مركبة ذلك التخصص ولا تعود قادراً على أستيعاب الواقع من حولك إذ في إنغماسك وإستغراقك في تخصص واحد تنفصل عن الدنيا من حولك .<<

توقفت عند قول أنيس منصور في هذه الفقرة كثيراً، وعدتُ إلى الوراء ورجعت مرة أخرى إلى ما أنا عليه الآن، إذ قبل أعوام لم أكن أقرأ غير التاريخ، تاريخ إسلامي قديم (عصر النبوة، الخلافة والفتن، الدولة الأموية والعباسية) تاريخ الشخصيات القديمة التي كان لها بصمتها في ذلك الزمان، المذاهب الاسلامية، السنة الشيعة.، قرأت تاريخ الدولة العثمانية، لأنتقل بعدها إلى التاريخ المعاصر، تاريخ تاريخ تاريخ، حتى شعرت بأنني أسير في حلقة مفرغة، وما هذه الحلقة إلا حلقة التاريخ...
... النكتة أنني لم أفق على نفسي إلا بعد أن أصابتني حالة نفسية كانت نتيجتها ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد لمدة شهرين، لم أعرف بأن غرقي في التاريخ وزيفه ومهازله وفانتازياه المغرقة في بكائياتها هي السبب، بل مدير عملي نصحني أن أترك التاريخ وأقرأ قليلاً في الأدب، وأول ما اقترح علي قراءته، رواية الشيخ والبحر للروائي الأمريكي آرنست همنغواي، ورواية "قصة حب مجوسية" للروائي عبد الرحمن منيف، وقبل ذلك جلب لي مسرحية اسمها "باب الفتوح" للكاتب المصري "محمود دياب" وللمفارقة، هذه الرواية تصب أيضاً في دائرة التاريخ...
تحسن وضعي الصحي حتى نسيت أمر ضغط الدم تماماً، وانشغلت بعدها بقراءة الأدب، روايات، قصص قصيرة، شعر، نثر، مسرح، نقد، اي شيء حول القضايا الثقافية مثل الدور المُفترض أن يقوم به المثقف في مجمتعه، والواقع الحالي لهذا المثقف، المثقف والسلطة، نقد المثقف، اووووه .. أي صرت أقرأ كل ما يتعلق بهذا المجال وحسب، وللآن أنا عالقة بهذا المجال، ربما نادرة هي الكتب الفكرية التي أقرأها، أقول بأنها نادرة بمقارنتها بكتب الأدب..

ما أريد قوله من كل هذا الهراء أعلاه، أن الفرد منا إن أغرق نفسه في القراءة في مجال واحد، بحق يغرق تماماً فيه، يعيش في دوامته ويلازمه هاجسه، علينا أن ننوع في قراءاتنا، أقول قولي هذا وأنصح نفسي به أولاً وثانياً وثالثاً :) :D

أما عن أسئلة الأخ العزيز ابراهيم عرفات:
1. ما هي أنسب طريقة للقراءة من حيث الوضع الجسماني؟ في السرير؟ على مكتب؟ متكئا؟ كيف أقرأ لساعات طويلة و دون ملل؟
كنتُ استمتع وأشعر بفائدة أكبر، حين أضع الكتاب على المكتب وأقرأ، وأمسك قلماً بيدي وأحدد ما يروق لي ويلفت نظري، وكثيرة هي المرات التي أحمل دفتراً بينما أنا أقرأ، هذه برأيي الطريقة الأفضل، ولكن وبعد ساعات طويلة في العمل ومعاناة هذه الجلسة، لم أستطع الاستمرار على هذا الحال، لذلك الآن إما أن أجلس على الأرض وأضع الكتاب على السرير وأقرأ، أو أن أكون في سريري في وضعية الجلوس، وأقرأ مع إبقاء عادة ملازمة القلم بيدي والدفتر بجانبي

2. كيف تستخلص أكبر فائدة من الكتاب؟ أيمكن حدوث هذا بقراءته مرة واحدة؟
القراءة من أجل الفائدة، لا القراءة من أجل تمضية الوقت!، القراءة بتأني، حمل قلم وورقة للحاجة، وبالطبع هناك كتب لا تكفيها قراءة واحدة، هناك كتب يتم قراءتها أكثر من مرة، وتكون هناك حاجة إلى إعادة بعض الفصول وبعض الأبواب فيها

3. هل يمكن أن تكتب أي شيء بالتفصيل من نصائح تقدمها حول الإستفادة بأكبر قدر ممكن من القراءة؟
أنصح بـ (التورط في الكتاب و صاحبه) نعم التورط الجميل المفيد في الكتاب، بعد الانتهاء منه، قراءة المستطاع من سيرة الكاتب، لأن هذا مفيد جداً، قراءة أصداء الكتاب من مقالات نقدية ومراجعات وقضايا أُثيرت حوله، ومن الورطات الجميلة في صاحب الكتاب، أنه إن أعجبني أسلوبه وفكره، أبحث عن كتب أخرى له، ومن هذه الورطات، تقريبا لدي معظم أعمال ماركيز، وإيزابيل الليندي، أحلام مستغانمي، عبد الرحمن منيف، ميلان كونديرا، محمود درويش، غسان كنفاني وغيرهم، كنت أحب اعمالهم، فأبحث وأبحث عما سبق وكتبوا، ومتابعة ما يصدرون من كتب في حال حسن حظنا وكانوا من المعاصرين.

جميييل هذا الموضوع، ولهذا قمت بِنَبشِه من الصفحات السابقة
دمتم جميعاً طيبين

أستاذتي و أختي العزيزة "ديانا":

أشكرك من عميق قلبي على اهتمامك و ردك المفصل و ملاحظاتك التي سوف أعود لها من وقت لآخر حتى أصل لأكبر قدر من الاستفادة من الوقت و من القراءة و تحسين أساليبي. شكرًا جزيلا. و دائما نتعلم منك.

(f)

كما ذكر العزيز إبراهيم و الأخت ديانا...بعض الكتب تحتاج أكثر من قراءه و هذا بطبيعه الحال يستند على أهميه الكتاب وأ سلوب الكتابه...

أما عن تذكر فحوى القراءه...عليك أن تضع بصمتك الخاصه على الكتاب من خلال كتابه تعليقاتك على الأجزاء الهامه...أما أنجع الطرق فهو بطبيعه الحال تلخيص ما تقراءه و لكنه يقتضى رصد وقت كافى له...(f)

أخي العزيز ابراهيم عرفات
منشان كل الانبياء والأولياء بلاش حكاية أستاذة هاي :o

أنا أتعلم منكم، أتعلم وكما نقولها في عاميتنا، أنا أحتاج إلى الكثيييييييييييييييييييير من فَتْ الخبز :emb: