انتبهت أن الموضوع مكتوب منذ أشهر طويلة، وأن الزميل كامل هو الذي رفعه الآن، ولعلها فرصة جميلة لمتابعة بعض ما فاتني حال غيابي، غير أنني توقفت عند نقل الزميل كامل للمقال الآخر عن موقع إيلاف نفسه، فكان بحق رد من إيلاف على إيلاف وفضح لنفسها بنفسها على مستوى التدليس الليبرالي الذي يعمد إليه كتابها!
بداية بحثت عن هذا الشيخ المشهور الذي حدثوا أنه ألف كتاب (القرضاوي في العراء) -أسامة السيد- فلم أقع في مواقع النت إلا على الشيف أسامة السيد
http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/19102...02003/nsa27.htm
فقلت لعلهم أخطؤوا في الحرف الأخير فقلبوا الفاء خاء فكان الفخ الذي نصبوه لنا، لكن أكلات الشيف أسامة السيد لم تكن منها واحدة باسم (القرضاوي في العراء)!:lol:
رأيت في الجوجل أن لاعبا بنادي المريخ اشتراه النادي المصري اسمه أسامة السيد فاستبعدته لأنني ما ظننت أن القرضاوي بهذا السن قادرا على استفزاز هذا اللاعب الفتي!
رأيت أن هناك الدكتور أسامة السيد عبد السميع أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر -بدمنهور ولكنني تتبعت أطروحاته فرأيته يشترك مع القرضاوي في غالب ما يكتبه ولا يخالفه بل إنه اشترك معه في بعض الفتاوى كفتوى الحجاب بفرنسا وغيرها...
فقررت أن أبحث بدلالة اسم الكتاب (القرضاوي في العراء) فانكشف الغطاء وبطل العجب...
رأيت أن المدعو أسامة السيد الهرري من طائفة الأحباش المنحرفة وأنه يتطاول على القمم على قاعدة: 0خالف تعرف) فله كتاب يزعم أنه: (الرد العلمي على البوطي)! وقد كلف نفسه الرد بأسلوب طفولي على الشيخ القرضاوي لكنني عجبت لإيلاف كيف تزعم أنه: (كتبها شيخ فاضل وعلامة من علماء الازهر) وما هو إلا صعلوك من صعاليك العلم يعيش في لبنان، وواضح من طرحه أنه لم يتلق بعض علم فضلا عن أن يكون أزهريا بله أن يكون عالما أصلا، فما قولك بعالم أزهري؟!!
كتاب المدعو الهرري على النت منشور لمن أراد أن يمتع نفسه ويرفه عنها بكلام الأطفال الذين تسميهم إيلاف بعلماء الأزهر، تجدونه على هذا الرابط:
http://www.qaradawi.info/
وها هنا تجدون قصيدة مما وصفته إيلاف بالرائعة من شعر المؤلف في هجاء فضيلة الشيخ القرضاوي
أما أن العلماء ردوا على الشيخ فهو أكثر ما استحثني على المتابعة لأنني قرأت فيهم اسم شيخي وأستاذي أحمد الإمام الذي كان يرأس جامعتي بأم درمان ثم غدا مستشارا للرئيس السوداني، لأنني أعرف معدنه وتوجهه وتطابقه مع منهج القرضاوي حفظهما الله لنا ذخرا، فوقعت على هذا السرد المضحك:
ما هذا السخف؟!!
فلان الفلاني رد عليه في كذا!
أو اسم فلان وعنوانه!!
ما دلالة هذا؟
وهل فات هذا الصعلوك أن الأعلام المذكورين إن كان يتعقب بعضهم بعضا ولا يدعي أيا منهم لنفسه العصمة فإنهم يجمعون على ضلاله وضلال من اتبع فرقته الخرافية!
العجيب أن النظم المستبدة تلتقي مع الليبراليين في الترويج لهذا الكتاب، فهذه تونس التي تحظر كتب عمالقة الفكر والدين عن معرض كتابها تسمح لكتاب الهرري هذا وفي هذا قرأت لكاتب تونسي قوله: (
ومن العجب أن يمنع كتاب الإسلام و السياسة لعبد الإله بلقيز وهو كتاب في نقد الحركات الإسلاميّة و يغضّ الطرف عن كتاب لمؤلّف يدعى "الهرري" (من طائفة الأحباش) عنوانه "يوسف القرضاوي في العراء" يهاجم فيه ما سمّاه ميوعة الفتوى والتساهل في الدين وتحليل الربا وموالاة الكافرين... )
http://www.kalimatunisie.com/num15/lotfi.htm
نعم والله والغريب أيضا أن إيلاف وعرب تايمز (الليبراليتين اللتان نشرتا هذا المقال)!! تنقلان رأيا متعصبا جامدا يستنكر على القرضاوي فتواه بأن : (
تحطيم أصنام بوذا من قبل طالبان غير مقبول، ويستنكر عليه أنه لا يفتي بقتل المرتد مطلقا ويستنكر عليه أنه لا يمنع الشيوعيين من المشاركة السياسية والتحزب، وأن للعلاقات الجنسية خصوصيات في الممارسة لا يجوز أن نحرمها بالتشهي لمجرد أننا لم نعتد عليها في مجتمعاتنا العربية) وأشباه هذا من الفتاوى الواقعية التي هي أقرب لما يدعونه من ليبرالية لو كانوا صادقين مع أنفسهم -راجع ما أنكروه من فتاوى على الشيخ في ذلك الرد العلمي الرصين الذي تشيد به إيلاف!...
حقيقة أعجب لإيلاف ماهي رسالتها ورسالة ليبرالييها المسعورين على رموزنا هكذا
وأعتب على الزميل كامل أنه ينقل دون أن يتثبت، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)
أشكر الأخ فضل على مشاركته الأخيرة التي ألتقي معه فيها تماما شاكرا له موضوعيته وإنصافه
وللأخ عبده قماش أشكره أيضا على حماسه متمنيا عليه أن يحفظ حق مخالفيه في الخلاف، سواء رآهم أهلا لإمامة علمية أم رآهم دونه فيما يردده من فيض علومهم ومجاهداتهم لو أنصف فيهم ورأى أن الاختلاف في الرأي لا يقتضي إهانة المخالف بما يفسد للود قضية
واسلموا جميعا للصداقة النبيلة(f)