من يحطّب العتمة
ويضرم صرخات النار
في خمود الحواس
من يخلط الدم المتجمد
بالدموع بوقود الروح
في أزمة العقول القطبية
والأفكار التي تأوي
لملذات النعاس
من يشعل سيل الغليان
وانتفاضة جسد حزين
مزقته الجروح
بسيوف الاحساس
هذا أنا المصدوم
والمغلوب على أمري
في حاضر اللا نصر
هزيمتي التي حاصرتني
وصلبت صوتي وعيوني
وبدلت الهواء في رئتي
الى دخان أسود
هي لو تدركون أقسى
ما تعانيه الهزيمة
يوم تجتمع الحواس
على طبق مشعور
لتسمع نبأ الهزيمة
فيسقط الزجاج المذعور
أجزاء تفرش الأرض
تملؤها هذيا وهلوسة
وصراخا أليما
لرحيل الطفولة والأمومة
أخبروني فدهشتي وفجيعتي
تلغي يقيني
من أوقف عزف الجسد
ورقصة الروح
ونغم الحرف الحنون
من تجرأ وبسط نفوذ يديه
على جيد الحضارة
وحجب وهج اللؤلؤة الكريمة
من حمل عبء التصريح
واعترف لكل الدنيا
عن بشاعة التاريخ
عن سقوط أطهر عروس
في قلب القضية
وذبول أول قمر
حارب بالقلم الوضاعة
والعقول المنتهية
التاريخ المضطرب ينعي
ويهدي الرحمة
لروح فدوى
ورماح الفجيعة تنغرس
في صدر الأمة
وتهز في أنفسنا
صروح الحقيقة
لماذا تاريخنا الجلاد
ينسى أميرة عطرية
تزوجت من الأرض
وزرعت بهاعيونهاالعميقة
فلا يذكرهاالا
في زمن الحصاد
اليوم تبدا الجنازة
فبعد رحيل فارسة القصيدة
يشيخ عمر الصهيل
وتموت جوعا كل الجياد
اليوم بين أذرع الصدى
الهاتفة باسم فدوى
في حجرة أذني
تنعدم الرؤية
تلغى التواريخ
تتعرى القصائد
يعلن الرب الحداد
ويتوقف نبض الزمن
اليوم تحاصرنا الرعشة
يطوقناضمير البكاء
فمن يا ترى غير الجدار
لم يبكي بحرقة
على وداع أخر جرعة
من الصفاء
والصبح الذي حمل
بين ذراعيه الخبر
قص أشرعة النهار
وأطفأ قنديل الشمس
وبعدها انتحر
من بنا أكثر حزنا
من الأقلام والحبر
من بنا سينزف دما
أكثر من قصيدة الشعر
اليوم هذا اليوم فقط
فمي أجراس كنيسة
تلاطم نفسها وجعا
وصوتي أدعية وفاتحة
والروح خشوع وصلاة
ورثائي برسولة الأزمنة
هو أبسط ما تعجنه
الحناجر المحروقة
من كلمات
فهذا أقل ما أقدمه
لمعتقلة الشعر والقضية
أعرف أنه ليس يكفي
لوقف نزف واحد
في جروح الذكريات
لكني سأحاول
في عصر البرد
أن أضم مشاعر روح
ستلازمني مدى الحياة......
(f)
وردة لروحك الطاهرة النقية العذبة المليئة كما حال اسمك بالبراءة والطفولة
الشعر كالزهرة اذا لم يكن لها عطر لن تفوح
أنت العطر لشعري يا أجمل قارئة طفول
الشعر نزيف داخلي ولن يتوقف الا اذا مات جني الشعر نفسه
شكراً على اهتمامك ومشاعرك المرهفة
واسمحي لي بأن ألقبك على الدوام بفراشة شعري
(f) bareya
01-07-2004, 10:21 PM
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie
متفرد ، و ليس ظاهرة .
المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
رحيل فدوى نادي الفكر محمد الاقداح
قدح زناد شيطان الشعر لديك في هذه المناسبة المؤثرة
رحيل فدوى في ذمة الله
كتبت باحساس وجددْتَ فجُدْتَ فأحسنت.
نعم
"من يحطّب العتمة"
توليد جديد يجعل الصورة بين يديك تنساب كما الماء بين الأصابع. وتنفلت مرسلة وراءها ضوء نجم مذنب.
قلت فأحسنت:
"هزيمتي التي حاصرتني
وصلبت صوتي وعيوني
وبدلت الهواء في رئتي
الى دخان أسود"
فجاءت الصور تتوالى بحيوية ونشاط حتى تصل إلى " رئتي " فإذا بها تقعُ وتنكفئ لماذا المتابعة الضعيفة " إلى دخان أسود " ألا ترى بأنها تحصيل حاصل ولا داعٍ لها. فالقوة أن تقف عند رئتي. مع تبديل كلمة ( وبدّلت ) إلى وصادَرَتِ الهواءَ في رئتي
ثم تتوالى الصور جميلة موحية ولكن جدار الفصل القاسي يبرز من جديد:
"فبعد رحيل فارسة القصيدة
يشيخ عمر الصـهيل "
رائع وأكثر من رائع. ولكن من أين أتت تلك الجياد لتعكِّر الضياء.
" وتموت جوعا كل الجياد" ارمها ولتمت الجياد في ذهن القارئ فالصهيل شاخ ألا يكفي هذا جمالا.
وفي الختام يتوّج الجمال على أذرع الصبح حامل الخبر وهو يقصُّ أذرع النهار. ومن هي أذرع النهار أليست خيوط الشمس، فلماذا إحراق الصورة بإطفاء قنديل الشمس، ففضلا عن كونك كررت المعنى وهذا غير مستحب صغّرت الموصوف فجعلته قنديلا وهو شمس. فاقرأ معي أيهما أقوى وأجمل :
"والصبح الذي حمل
بين ذراعيه الخبر
قصَّ أشرعة النهار"
ألم يستوفِ المعنى حقّهُ فعلامَ:
"وأطفأ قنديل الشمس"
قصيدة بالاجمال رائعة فيها روح التطور والرؤية الجمالية
تحياتي ومحبتي لك
محمد الدرة
ــــــــــــ
:wr: