مقدمة طويلة لا بد منها
تحياتي للجميع
مرة أخرى نعود لكم بمحاولة جديدة لمحاكاة القرآن ، صراحة ما كانت هذه الآيات أن تخرج لولا الرسالة التي بعثها لي أنبيليفر للإطلاع على سورته الجديدة (ما بعد زكريا) ، و كان الهدف هو مراجعة السورة و التنبه لبعض الأخطاء النحوية التي يجذل لها كثيراً بعض الزملاء هنا ، الأمر الذي سنناقشه لاحقاً .
المهم بدأت أقرأ سورته الجديدة ، أو معارضته الجديدة لمن يهتم بالمسميات و التي لا تعني الكثير بالنسبة لي ، سورة ، آية ، معارضة ، جملة ، المهم الفكرة ، ثم بدأت ببعض التعديلات لأول ثلاث آيات ، فكان أن انهمر الكلام دفعة واحدة ، فوجدت بين يدي نص يربو على الثلاثين آية/جملة ، فوضعت نص أنبيليفر العزيز جانباً و بدأت أطور النص الجديد و أنقّحه ، و بعد أربعة أيام تقريباً انهمر وحي/إلهام جديد ، طبعاً من السذاجة أن يظن أحدهم أننا نقصد إلهام أو وحي إلهي ، لكنها لغة الشعراء يسمونها وحياً أو إلهاماً الخ لا يهم ، فكان أن طورت النص حتى وصل إلى خمسين آية ، و أخذت يومين آخرين في تنقيحه و تعديله ، حذف هذه و زيادة تلك ، ثم قمت بتشكيله ، فكانت سورة الشجرة .
و لكن قبل عرض السورة / المعارضة أحب أن أذكر بعض المسائل التي ما كان لنا أن نواجهها لولا النقاشات الجيدة التي دارت حول سورة زكريا .
طريقة الكتابة / التجميع على رأي البعض
أثناء مراجعتي لتعقيبات بعض الإخوة على سورة زكريا ، وجدت أن بعضهم يعتقد أننا عندما نكتب نصاً نعارض فيه القرآن ، يعتقد بعضهم أننا نمسك بالمصحف ثم نأخذ كلمة من هنا و كلمة من هناك و نجمعها ببعضها فيظهر لنا كمبيوتر التجميع المصري ، صدقوني هذا خيال محلّق من لدن البعض هنا . فالقضية أبسط بكثير من ذلك .
النحو و التشكيل
كذلك بالنسبة للأخطاء النحوية ، صراحة أجدها أضعف ما يمكن أن يطرب له الإخوة المعارضون لمحاولاتنا في محاكاة/معارضة الأسلوب القرآني ، فمسألة رفع منصوب أو نصب مرفوع أمر يمكن ببساطة أن يتم تعديله من خلال مراجعة لأحد المتخصصين في النحو خلال بضع دقائق و تنحل القضية برمتها ، و من اعتقد أن رفع المنصوب أو نصب المرفوع يأتي على هيبة النص ، فنقول له أنه واهم لا أكثر ، فمراجعة بسيطة لاختلاف القراءات بين الصحابة تجد أنهم رفعوا منصوباً و نصبوا مرفوعاً و كان للتصحيف النصيب الأكبر في اختلاف القراءات ، سأذكر بعضها و التي أقتبسها من شرح العسقلاني على حديث السبعة أحرف ، و قد اقتبست ما تعلق من اختلافات القراءة بالتشكيل و تصريف الأفعال و التصحيف فقط لمن يحب الأمثلة يجدها باللون البني و لمن لا يحب يمكنه القفز عنها :
اقتباس:قوله : ( وعباد الرحمن ) قرأ أبي بن كعب بضم العين وتشديد الموحدة
قوله ( مكانا ضيقا ) قرأ ابن كثير والأعمش وعلى بن نصر ومسلمة بن محارب بالتخفيف , ونقلها عقبة بن يسار عن أبي عمرو أيضا .
قوله : ( مقرنين ) قرأ عاصم الجحدري ومحمد بن السميفع " مقرنون " .
قوله : ( ثبورا ) قرأ المذكوران بفتح المثلثة .
قوله : ( فقد كذبوكم ) حكى القرطبي أنها قرئت بالتخفيف .
قوله : ( حجرا محجورا ) قرأ الحسن والضحاك وقتادة وأبو رجاء والأعمش " حجرا " بضم أوله وهي لغة , وحكى أبو البقاء الفتح عن بعض المصريين ولم أر من نقلها قراءة .
قوله ( يا ليتني اتخذت ) قرأ أبو عمرو بفتح الياء الأخيرة من " ليتني " .
قوله : ( يا ويلتي ) قرأ الحسن بكسر المثناة بالإضافة , ومنهم من أمال .
قوله : ( إن قومي اتخذوا ) قرأ أبو عمرو وروح وأهل مكة - إلا رواية ابن مجاهد عن قنبل - بفتح الياء " من قومي " .
قوله : ( وعادا وثمود ) قرأ حمزة ويعقوب وحفص وثمود بغير صرف .
قوله : ( هزوا ) قرأ حمزة وإسماعيل بن جعفر والمفضل بإسكان الزاي وحفص بالضم بغير همز
قوله : ( أرأيت من اتخذ إلهه ) قرأ ابن مسعود بمد الهمزة وكسر اللام والتنوين بصيغة الجمع (آلهةُ), وقرأ الأعرج بكسر أوله وفتح اللام بعدها ألف وهاء تأنيث وهو اسم الشمس(إلهةُ) , وعنه بضم أوله أيضا .
قوله : ( نشرا ) قرأ ابن عامر وقتادة وأبو رجاء وعمرو بن ميمون بسكون الشين , وتابعهم هارون الأعور وخارجة بن مصعب كلاهما عن أبي عمرو , وقرأ الكوفيون سوى عاصم وطائفة بفتح أوله ثم سكون
قوله : ( ميتا ) قرأ أبو جعفر بالتشديد .
قوله ( وأناسي ) قرأ يحيى بن الحارث بتخفيف آخره , وهي رواية عن الكسائي وعن أبي بكر بن عياش وعن قتيبة الميال وذكرها الفراء جوازا لا نقلا .
قوله : ( وهذا ملح ) قرأ أبو حصين وأبو الجوزاء وأبو المتوكل وأبو حيوة وعمر بن ذر ونقلها الهذلي عن طلحة بن مصرف , ورويت عن الكسائي وقتيبة الميال بفتح الميم وكسر اللام , واستنكرها أبو حاتم السجستاني , وقال ابن جني يجوز أن يكون أراد مالح فحذف الألف تخفيفا قال : مع أن مالح ليست فصيحة .
قوله : ( الرحمن فاسأل به ) قرأ زيد بن علي بجر النون نعتا للحي , وابن معدان بالنصب قال على المدح .
.
قوله ( وقمر ) قرأ الأعمش وأبو حصين والحسن ورويت عن عاصم بضم القاف وسكون الميم , وعن الأعمش أيضا فتح أوله .
قوله : ( ومقاما ) قرأ أبو زيد بفتح الميم .
قوله ( قواما ) قرأ حسان بن عبد الرحمن صاحب عائشة بكسر القاف , وأبو حصين وعيسى بن عمر بتشديد الواو مع فتح القاف .
قوله : ( لزاما ) قرأ أبو السمال بفتح اللام أسنده أبو حاتم السجستاني عن أبي زيد عنه ونقلها الهذلي عن أبان بن تغلب .
قوله : ( مكانا ضيقا مقرنين ) قرأ عبد الله بن سلام " مقرنين " بالتخفيف وقرأ سهل " مقرنون " بالتخفيف مع الواو .
قوله : ( عبادي هؤلاء ) قرأها الوليد بن مسلم بتحريك الياء .
قوله : ( هباء ) قرأ محارب بضم الهاء مع المد , وقرأ نصر بن يوسف بالضم والقصر والتنوين , وقرأ ابن دينار كذلك لكن بفتح الهاء .
قوله : ( مستقرا ) قرأ طلحة بن موسى بكسر القاف .
قوله : ( ويوم تشقق ) قرأ أبو ضمام " ويوم " بالرفع والتنوين , وأبو وجزة بالرفع بلا تنوين ,
قوله : ( الملك يومئذ ) قرأ سليمان بن إبراهيم " الملك " بفتح الميم وكسر اللام .
قوله : ( الحق ) قرأ أبو جعفر بن بزيد بنصب الحق .
قوله : ( وقوم نوح ) قرأها الحسن بن محمد بن أبي سعدان عن أبيه بالرفع .
قوله : ( مستقرا ومقاما ) قرأ عمير بن عمران " ومقاما " بفتح الميم .
قوله : ( فقد كذبتم ) قرأ عبد ربه بن سعيد بتخفيف الذال .
قوله : ( ذكروا بآيات ربهم ) قرأ تميم بن زياد بفتح الذال والكاف .
قوله : ( يبدل الله ) قرأ عبد الحميد عن أبي بكر وابن أبي عبلة وأبان وابن مجالد عن عاصم , وأبو عمارة والبرهمي عن الأعمش , بسكون الموحدة .
قوله : ( أم تحسب ) قرأ حمزة بن حمزة بضم التحتانية وفتح السين المهملة (يُحسَب) .
قوله : ( سباتا ) (سُباتا) قرأ يوسف بن أحمد بكسر المهملة أوله وقال : معناه الراحة (سِباتا) .
قوله : ( مرج البحرين ) قرأ ابن عرفة " مرج " بتشديد الراء .
قوله : ( هذا عذب ) قرأ الحسن بن محمد بن أبي سعدان بكسر الذال المعجمة .
قوله : ( على الأرض هونا ) قرأ ابن السميفع بضم الهاء .
قوله : ( بين ذلك ) قرأ جعفر بن إلياس بضم النون وقال : هو اسم كان .
قوله : ( لا يدعون ) قرأ جعفر بن محمد بتشديد الدال .
قوله : ( نشرا ) قرأ ابن عامر وقتادة وأبو رجاء وعمرو بن ميمون بسكون الشين , وتابعهم هارون الأعور وخارجة بن مصعب كلاهما عن أبي عمرو , وقرأ الكوفيون سوى عاصم وطائفة بفتح أوله ثم سكون
قوله : ( يجزون ) قرأ أبي في رواية " يجازون " .
قوله : ( أمطرت ) قرأ معاذ أبو حليمة وزيد بن علي وأبو نهيك " مطرت " بضم أوله وكسر الطاء مبنيا للمفعول , وقرأ ابن مسعود " أمطروا " وعنه " أمطرناهم " .
قوله : ( تبارك الذي نزل الفرقان ) قرأ أبو الجوزاء وأبو السوار " أنزل " بألف .
قوله : ( نسوا الذكر ) قرأ أبو مالك بضم النون وتشديد السين .
قوله : ( لولا أنزل ) قرأ جعفر بن محمد بفتح الهمزة والزاي ونصب الملائكة .
قوله : ( وقدمنا ) قرأ سعيد بن إسماعيل بفتح الدال .
قوله : ( ويلقون فيها ) قرأ الكوفيون سوى حفص وابن معدان بفتح أوله وسكون اللام , وكذا قرأ النميري عن المفضل . (يَلْقونَ)
قوله : ( ويخلد ) قرأ ابن عامر والأعمش وأبو بكر عن عاصم بالرفع . وقرأ أبو حيوة بضم أوله وفتح الخاء وتشديد اللام (يُخَلَّد), ورويت عن الجعفي عن شعبة ورويت عن أبي عمرو لكن بتخفيف اللام
قوله : ( أن يذكر ) قرأ حمزة بالتخفيف وأبي بن كعب يتذكر ورويت عن علي وابن مسعود وقرأها أيضا إبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب والأعمش وطلحة بن مصرف وعيسى الهمداني والباقر وأبوه وعبد الله بن إدريس ونعيم ابن ميسرة .
قوله : ( يمشون ) قرأ علي ومعاذ القارئ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو المتوكل وأبو نهيك وابن السميفع بالتشديد مبنيا للفاعل (يُمَشُّونَ) " وعاصم الجحدري وعيسى بن , عمر مبنيا للمفعول (يُمشَّونَ) .
قوله : ( ويمشون ) قرأ علي وابن مسعود وابنه عبد الرحمن وأبو عبد الرحمن السلمي بفتح الميم وتشديد الشين مبنيا للفاعل وللمفعول أيضا .
قوله : ( ونسقيه ) قرأ أبو عمرو وأبو حيوة وابن أبي عبلة بفتح النون , وهي رواية عن أبي عمرو وعاصم والأعمش .
قوله : ( أم تحسب ) قرأ الشامي بفتح السين .
قوله : ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها ) قرأ طلحة بن مصرف ورويت عن إبراهيم النخعي بضم المثناة الأولى وكسر الثانية مبنيا للمفعول , وإذا ابتدأ ضم أوله .
قوله : ( ملك فيكون ) قرأ عاصم الجحدري وأبو المتوكل ويحيى بن يعمر " فيكون " بضم النون
قوله : ( ويجعل لك قصورا ) قرأ ابن كثير وابن عامر وحميد وتبعهم أبو بكر وشيبان عن عاصم وكذا محجوب عن أبي عمرو وورش " يجعل " برفع اللام والباقون بالجزم عطفا على محل جعل وقيل لإدغامها , وهذا يجري على طريقة أبي عمرو بن العلاء , وقرأ بنصب اللام عمر بن ذر وابن أبي عبلة وطلحة بن سليمان وعبد الله بن موسى , وذكرها الفراء جوازا على إضمار إن ولم ينقلها , وضعفها ابن جني .
قوله : ( ما كان ينبغي ) قرأ أبو عيسى الإسواري وعاصم الجحدري بضم الياء وفتح الغين .
قوله : ( أن نتخذ ) قرأ أبو الدرداء وزيد بن ثابت والباقر وأخوه زيد وجعفر الصادق ونصر بن علقمة ومكحول وشيبة وحفص بن حميد وأبو جعفر القارئ وأبو حاتم السجستاني والزعفران - وروي عن مجاهد - وأبو رجاء والحسن بضم أوله وفتح الخاء على البناء للمفعول , وأنكرها أبو عبيد وزعم الفراء أن أبا جعفر تفرد بها .
قوله : ( ويوم تشقق ) قرأ الكوفيون وأبو عمر والحسن في المشهور عنهما وعمرو بن ميمون ونعيم بن ميسرة بالتخفيف , وقرأ الباقون بالتشديد ووافقهم عبد الوارث ومعاذ عن أبي عمرو وكذا محبوب وكذا الحمصي من الشاميين في نقل الهذلي .
قوله ( ولقد صرفناه ) قرأ عكرمة بتخفيف الراء .
قوله : ( ليذكروا ) قرأ الكوفيون سوى عاصم بسكون الذال مخففا .
قوله : ( ولم يقتروا ) قرأ ابن عامر والمدنيون هي رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وعن الحسن وأبي رجاء ونعيم بن ميسرة والمفضل والأزرق والجعفي وهي رواية عن أبي بكر بضم أوله من الرباعي وأنكرها أبو حاتم , وقرأ الكوفيون إلا من تقدم منهم وأبو عمرو في رواية بفتح أوله وضم التاء , وقرأ عاصم الجحدري وأبو حيوة وعيسى بن عمر وهي رواية عن أبي عمرو أيضا بضم أوله وفتح القاف وتشديد التاء والباقون بفتح أوله . وكسر التاء .
قوله : ( ويمشي ) قرأ العلاء بن شبابة وموسى بن إسحاق بضم أوله وفتح الميم وتشديد الشين المفتوحة , ونقل عن الحجاج بضم أوله وسكون الميم وبالسين المهملة المكسورة وقالوا هو تصحيف .
قوله : ( يضاعف ) قرأ أبو بكر عن عاصم برفع الفاء , وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر وشيبة ويعقوب يضعف بالتشديد . وقرأ طلحة بن سليمان بالنون , " العذاب " بالنصب .
قوله : ( إن تتبعون ), وكذا محمد بن جعفر بفتح المثناة الأولى وسكون الثانية .
قوله : ( ولا يقتلون ) قرأ ابن جامع بضم أوله وفتح القاف وتشديد التاء المكسورة , وقرأها معاذ كذلك لكن بألف قبل المثناة (يقاتلون).
قوله : ( وقالوا لولا نزل عليه القرآن ) قرأ المعلى عن الجحدري بفتح النون والزاي مخففا (نَزَل) , وقرأ زيد بن علي وعبيد الله بن خليد كذلك لكن مثقلا(نَزَّلَ) .
قوله : ( ونزل الملائكة ) قرأ الأكثر بضم النون وتشديد الزاي وفتح اللام الملائكة بالرفع (نُزِّلَ الملائكةُ), وقرأ خارجة بن مصعب عن أبي عمرو ورويت عن معاذ أبي حليمة بتخفيف الزاي وضم اللام (نَزْلُ الملائكة), والأصل تنزل الملائكة فحذفت تخفيفا , وقرأ أبو رجاء ويحيى بن يعمر وعمر بن ذر ورويت عن ابن مسعود ونقلها ابن مقسم عن المكي واختارها الهذلي بفتح النون وتشديد الزاي وفتح اللام على البناء للفاعل الملائكة بالنصب (نَزَّلَ الملائكةَ) , وقرأ جناح بن حبيش والخفاف عن أبي عمرو بالتخفيف الملائكة بالرفع على البناء للفاعل , ورويت عن الخفاف على البناء للمفعول أيضا , وقرأ ابن كثير في المشهور عنه وشعيب عن أبي عمرو " وننزل " بنونين الثانية خفيفة الملائكة بالنصب (نُنْزِل الملائكةَ) , وقرئ بالتشديد عن ابن كثير أيضا (نُنزّل الملائكة), وقرأ هارون عن أبي عمرو بمثناة أوله وفتح النون وكسر الزاي الثقيلة الملائكة بالرفع أي تنزل ما أمرت به (تُنَزِّلُ الملائكةُ), وروي عن أبي بن كعب مثله لكن بفتح الزاي (تُنَزَّلُ الملائكةُ) وقرأ أبو السمال وأبو الأشهب كالمشهور عن ابن كثير لكن بألف أوله , وعن أبي بن كعب " نزلت " بفتح وتخفيف وزيادة مثناة في آخره , وعنه مثله لكن بضم أوله مشددا , وعنه " تنزلت " بمثناة في أوله وفي آخره بوزن تفعلت .
قوله : ( أنسجد ) قرأ أبو المتوكل بالتاء المثناة من فوق .
قوله : ( يوم يرون الملائكة ) قرأ عبد الرحمن بن عبد الله " ترون " بالمثناة من فوق .
قوله ( ويقولون ) قرأ هشيم عن يونس " وتقولون " بالمثناة من فوق أيضا .
قوله : ( لما تأمرنا ) قرأ الكوفيون بالتحتانية
قوله : ( فسوف يكون ) قرأ أبو السمال وأبو المتوكل وعيسى بن عمر وأبان بن تغلب بالفوقانية .
قوله : ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ) قرأ الحسن بن محمد بن أبي سعدان عن أبيه " خلفه " بفتح الخاء وبالهاء ضمير يعود على الليل .
قوله : ( أفلم يكونوا يرونها ) قرأ أبو حمزة عن شعبة بالمثناة من فوق فيهما .
قوله : ( وسوف يعلمون حين يرون ) قرأ عثمان بن المبارك بالمثناة من فوق فيهما .
قوله : ( جهادا كبيرا ) قرأ محمد بن الحنفية بالمثلثة .
قوله : ( عذابا كبيرا ) قرأ شعيب عن أبي حمزة بالمثلثة بدل الموحدة .
قوله : ( عتوا كبيرا ) قرئ " عتيا " بتحتانية بدل الواو , وقرأ أبو إسحاق الكوفي " كثيرا " بالمثلثة بدل الموحدة .
قوله : ( ويمشي ) ونقل عن الحجاج بضم أوله وسكون الميم وبالسين المهملة المكسورة وقالوا هو تصحيف . (نُمسي) .
قوله : ( لنثبت ) قرأ ابن مسعود بالتحتانية بدل النون , وكذا روي عن حميد بن قيس وأبي حصين وأبي عمران الجوني .
قوله : ( نشرا ), وكذا قرأ الحسن وجعفر بن محمد والعلاء بن شبابة , وقرأ عاصم بموحدة بدل النون , وتابعه عيسى الهمداني وأبان بن ثعلب , وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي في رواية وابن السميفع بضم الموحدة مقصور بوزن حبلى .
قوله : ( فلا يستطيعون ) قرأ زهير بن أحمد بمثناة من فوق .
قوله : ( ليكون للعالمين نذيرا ) قرأ أدهم السدوسي بالمثناة فوق .
قوله : ( ومن يظلم منكم نذقه ) قرئ " يذقه " بالتحتانية .
قوله : ( فيقول ) قرأ ابن عامر وطلحة بن مصرف وسلام وابن حسان وطلحة بن سليمان وعيسى بن عمر وكذا الحسن وقتادة على اختلاف عنهما ورويت عن عبد الوارث عن أبي عمرو بالنون .
قوله : ( بما تقولون ) قرأ ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير والأعمش وحميد بن قيس وابن جريج وعمر بن ذر وأبو حيوة ورويت عن قنبل بالتحتانية .
.
قوله : ( أو تكون له جنة ) قرأ الأعمش وأبو حصين " يكون " بالتحتانية .
قوله : ( يأكل منها ) قرأ الكوفيون سوى عاصم " نأكل " بالنون ونقله في الكامل عن القاسم وابن سعد وابن مقسم .
قوله : ( ويوم نحشرهم ) قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب والأعرج والجحدري وكذا الحسن وقتادة والأعمش على اختلاف عنهم بالتحتانية وقرأ الأعرج بكسر الشين , قال ابن جني وهي قوية في القياس متروكة في الاستعمال .
و هناك أمثلة كثيرة أيضا عن زيادة كلمات أو نقصانها من قراءة الصحابي فلان عن الصحابي علان ، لكن هذا أمر يمكن أن نبسطه في موضع مستقل لاحقاً ، الشاهد من هذا الاقتباس الطويل ، هو الوهم المتجذر في عقول الكثير من المؤمنين بقدسية بسماوية القرآن ، فتجد أحدهم يقول لك "لو حذفت حرف أو أضفت حرف من/إلى القرآن لاختلف المعنى كذلك بالنسبة للفتحة و الضمة و غيره ، غافلاً أو متغافلاً عن الاختلافات الكثيرة في حروف القرآن و تشكيله من قراءة إلى أخرى .
يمكن لأحدهم أن يعترض و يقول حتى لو كان هناك اختلافاً في القراءات و التشكيل لكننا لا نجد القرآن يرفع مفعولاً به أو ينصب اسم كان ، نقول نعم و هو اعتراض له وجاهته ، إذ أن القرآن في مختلَف قراءاته يلتزم بقواعد اللغة التي خرج منها في مجمله ، مع بعض الشذوذ في بعض الآيات كقوله "إن هذان لساحران" أو "الصابئون" ، و لاختلاف مدارس النحو في هذه المسائل مسوّدات كثيرة يهتم بها المختصون كثيراً أكثر مني أنا الذي يهتم بجزء صغير من جسم الإنسان .
الآن نأتي إلى الإخوة الجذلين بالأخطاء النحوية ، و أسألهم ببساطة :
تُرى لماذا نخطئ نحن بقواعد اللغة بينما أولئك الأوائل لم يخطئوا ؟؟؟؟
بموضوعية يمكن أن نقول لأن قواعد اللغة و فصاحتها تعتمد طريقة أولئك في الحديث كمرجعية أساسية تُنسَب لها الفصاحة ، فإن كانت الفصاحة هي عدم اللحن ، بمعنى التقيّد بقواعد اللغة و بشكل فطري ، فإن الطفل العامي الآن هو فصيح بلغة أهله لأنه يتقيد بقواعد اللغة العامة و بشكل فطري لأنه مزروع في منطقة ما من الدماغ اكتسبت اللغة الأم و ميزت القواعد في التذكير و التأنيث قبل أن يعرف الطفل ما معنى التذكير أو التأنيث .
فابن الثلاث سنين يقول فلان ضربني و فلانة ضربتني دون أن يعرف أن فلان يسمى مذكراً عند النحويين و فلانة تسمى مؤنثة عند النحويين ، و من أجل الموضوعية نقول أن هذا في مجمل كلام الطفل لأنه لم يكتمل اكتساب جميع القواعد لديه فيجده يُخطئ هنا أو هناك ، لكن مجرد أن ينجح في التمييز بين المذكر و المؤنث في أغلب الحالات أو الجمع و المفرد أو تصريف الأفعال دون أن يفهمها فيه دلالة كبيرة على مفهوم الفصاحة .
فمن الغريب العجيب أن نطلب من شخص يعيش في بيئة تتكلم اللهجة المصرية أن يكون بفصاحة غلام عاش في قريش إبان الدعوة الإسلامية ، و الأنكى من ذلك أن نعتبر هذا الأمر نقيصة في حقه إذا شاء أن يكتب الأدب أو الشعر . فمن بالله عليكم يتحدث بالفصحى في يومه الآن ؟؟ و إن تحدث فكم من الوقت يقضي في ذلك ؟؟؟؟ أقول يتحدث و لا أقول يقرأ أو يكتب ، لأننا نتكلم عن الفصاحة ، ما يُسميه البعض طلاقة اللسان .
بعد هذه المقدمة عن أمور النحو ، ترى هل يعني ذلك أن لا نحفل بها ؟؟؟
أبدا ، فتصحيح الأخطاء النحوية أمر صحي و يفيد النص و يجعله أوضح و أسلم للقراءة ، لكن في حال حدوثه فنرجو من الإخوة أن لا يطبّلوا له و يزمّروا ، لأنني قبل أن أكون معارض للقرآن كنت شاعراً و قاصاً و قبل ذلك كنت طبيباً لا نحوياً ، و لكم في مساجلات النحويين القديمة ما يطلعكم على مدى الاختلاف في اللسان العربي ، فكلٌ لديه دليله الشعري و شاهده على ذاك الشذوذ أو هذا ، و كلٌ يعتقد أنه يملك زمام الحقيقة و يطوعها لفكرته .
الإملاء
مسألة أخرى يتغنى بها المعارضون لمعارضاتنا ، و هي الأخطاء الإملائية .
يعني لو سجّلت المعارضة بصوتي و عرضتها عليكم تسقط هذه الشبهة عنها ؟؟؟
منذ متى كانت صورة الكتابة مقياس لما هو مكتوب ؟؟؟؟؟
و إذا أردت أن تتحدث عن إملاء القرآن فحدّث و لا حرج لكثرة مخالفاته للطريقة القياسية في الإملاء ، لذلك يقولون لك "كتابة القرآن توقيفية" ، أي هي هكذا لأنها كُتبت هكذا ايام محمد عليه السلام و صحابته ، بغض النظر هل كانت طريقتهم في الكتابة قياسية أم لا ، بمعنى هي هكذا و لا تسأل لماذا .
يقول السيوطي في الإتقان :
" وقد مهد النحاة أصولًا وقواعد وقد خالفها في بعض الحروف خط المصحف الإمام. "
"وقال أشهب: سئل مالك: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال: لا إلا على الكتبة الأولى.
رواه الداني في المقنع ثم قال: ولا مخالف له من علماء الأمة.
وقال في موضع آخر: سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواووالألف أترى أن يغير في المصحف إذا وجد فيه كذلك قال: لا.
قال أبو عمرو: يعني الواووالألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو أولوا وقال الإمام أحمد: يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واوأوياء أوألف أوغير ذلك. " اهـ .
و المراجع لمحاولة السيوطي وضع قواعد لطريقة كتابة القرآن ، تجد أن أغلب القواعد التي يستنبطها يجد لها استثناءات ، مما يزحزحها عن مستوى القاعدة إلى مستوى الارتجال في الكتابة .
أمثلة عن حذف ألف المد يقول :
" ومن كل علم زائد على ثلاثة: كإبراهيم وصالح وميكال إلا جالوت وهامان ويأجوج ومأجوج وداود لحذف واوه وإسرائيل لحذف يائه. "
أي أن كل هذه الأسماء يتم حذف ألف المد منها في الرسم القرآني ما ذكره ، فهل هذه قاعدة !!!!
"ومن كل جمع تصحيح لمذكر أومؤنث نحو: اللاعنون ملاقوا ربهم إلا طاغون في الذاريات والطور وكرامًا كاتبين وإلا روضات في شورى وآيات للسائلين ومكر في آياتنا وأياتنا بينات في يونس وإلا إن تلاها همزة نحو: الصائمين والصائمات أوتشديد نحو: الضالين والصافات فإن كان في الكلمة ألف ثانية حذفت أيضًا إلا سبع سموات من فضلت. “
يمكنكم مراجعة الاتقان للاستزادة
و قد وجدت بعض الأمثلة أثناء مطالعتي للمصحف ، سأذكر منها الآيات التالية :
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ [COLOR=Blue]وَيَمْحُ الشورى 24
[img]
]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Nor.../24/1.png[/img]
فهل للأعزاء المدققين للإملاء و النحو أن يخبرونا لماذا تم حذف حرف العلة من الفعل (يمحو) مما يوحي بجزمه في الآية ؟؟؟؟
كذلك قوله :
"
يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " الرعد 39
[img]
]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Nor.../39/1.png[/img]
فلماذا وُضِعَت واو الجماعة في (يمحو) ؟؟؟ هل هذا يندرج تحت الخطأ الإملائي أم النحوي أم التصريفي أم ماذا ؟؟؟ تخيلوا ماذا كان سيفعل أحدهم لو كتبها أنبيليفر على هذه الطريقة !!!! ربما هي عين الرضا عن كل عيبٍ كليلة و عين السخطِ تبدي المساويَ
كذلك متى كانت تُكتَب التاء المربوطة على شكل تاء مفتوحة ؟؟؟
"كَأَنَّهُ [COLOR=Blue]جِمَالَةٌالمرسلات 33
لاحظ كيف تُكتَب "جمالةٌ" في المصحف :
[img]
]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Nor.../33/1.png[/img]
الانتحال :
كذلك من ضمن النقاط التي تهمنا في هذه المقدمة هي مسألة التأثر بالقرآن ، و التي يحب أن يسميها البعض "نسخاً عن القرآن أو تحريفاً له أو سرقة أو انتحال " لما لهذه الصفات من وقع جميل يملأ المعارض للمعارضة جذلاً و طرباً .
فلا أبشع من أن يوصف كاتب بأنه سارق أفكار و لا أسهله من طريق كي نسحب من تحت قدميه بساط المصداقية امام القارئ .
لكن دعني أسأل :
هل من المعقول أن يسرق كاتب ما كلاماً من كتاب يُقرأ في اليوم ملايين المرات ؟؟؟
أليس هذا ضربٌ من العته و قلة التبصر ؟؟؟
هناك مشكلة حقيقية ، و هي تسرّب بعض الجُمَل القرآنية أثناء كتابة معارضة قرآنية دون أن ينتبه إليها الكاتب ، و قد نعذره في ذلك لأنه يواجه القرآن في الراديو و التلفويون و المحال التجارية و مئذنة المسجد و كل مكان ، ناهيك عما يختزله في ذاكرته الراكدة من أيام المدرسة ، مما يعني إمكانية تسرب جملة أو آية دون قصد منه تكون قد ذُكِرت في القرآن أو لها شبيه ، هذا إن أردتَ الموضوعية ، لكن إن أردتَ تضخيم الصورة فيمكنك أن تسميها جذِلاً سرقة أو نسخ أو تحريف أو نحل ، و كلها آراء لك الحق في قولها ، و لنا الحق في تجاهلها .
فلو جاء أحدهم و انتحل أفكار من قصيدة لشاعر مغمور في غواتيمالا و نشرها في قصيدة له ، هذا يكون انتحالاً موفقاً لأن فرصة كشفه ضعيفة و قد تطول ، أما أن ينتحل شخص من القرآن فهذا قمة العته يا صاحبي ، سمّهِ تأثراً إن شئت الموضوعية . كذلك من يكتب 50 آية لا يجد نفسه مضطراً لانتحال بضعة كلمات .
مواضيع الأسلوب القرآني
مسألة أخرى أحب أن أعرج عليها ، و هي مسألة المواضيع التي يمكن أن نتناولها أثناء معارضة القرآن .
قد يخال البعض أن لغة القرآن لغة عادية تنفع للحديث عن أي شيء ، و انا أقول
أن لغة القرآن هي لغة تتجلى فيما يتعلق بالخطاب الإلهي الوعظي الوعدي الوعيدي التشريعي الغيبي ، هذه الجوانب يمكن أن تستخدم فيها لغة القرآن بكل نجاح ، لكن من يحاول أن يكتب قصة حب من خلال أسلوب القرآن أو عن الحيود المرجانية ، فيقيناً سيخرج بمسخ مثير للشفقة .
بمعنى أن أسلوب القرآن لا ينفع إلا للكتابة في مواضيع العبادة و الألوهية و الجنة و النار و ما شابه ، ربما لأن الأسلوب تجذر خلال 1400 سنة و انحصر في هذه المواضيع فقط ، و لم يجرؤ أحد على استخدامه لكتابة مواضيع أخرى ، لذلك تجد أن المعارضات التي تجعل من المواضيع الحديثة محوراً للنص تفشل فشلاً ذريعاً ، و عندي أمثلة لمجموعة معارضات أوردها لنا الأخ yaweeka ذات يوم و هي في رأيي فاشلة للغاية .
أما القرآن ، حتى و إن شاء أن يتحدث عن الحب تجده يذكره تلميحاً فيتكلم عن تأليف القلوب ، لكن لا يستطيع أن يتحدث بلغة غزلية .
لذلك مَن يضعون لنا الشروط تلو الشروط ، و منها تجديد المواضيع ، نقول لهم أن هذا لن يكون من مثله ، فحتى يكون من مثله يجب أن يستخدم ذات الأسلوب ، و تنوع الموضوع في السورة الواحدة ، و الاهتمام بالموسيقى الداخلية للنص .
أما بالنسبة لبعض الشروط كضرورة وجود إعجاز علمي أو ضرورة هداية الناس و وجود رسالة لصاحب المعارضة و غير ذلك فهي مما لا حاجة لنا بنقاشه لأنها شروط مزاجية و ليست موضوعية .
على كل حال أترككم الآن مع هذه المعارضة التي أسميها سورة الشجرة ، منتظراً أن أسمع آراءكم حولها .
ملاحظة : كما أنني أرحب بأي تعديل لأي فاعل منصوب أو مفعول به مرفوع ، فالسهو وارد .
سُورَةُ الشَّجَرَةِ
سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ فَقَدَّرَ (1) وَ جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3) وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَالزَّيْغُ طَرِيقُهُ وَ مَا نَحْنُ بِظَالِمِينَ (5) سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ (6) وَ اذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ (7) فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ (8) أَلاَ إِنَّهُم فِي ضَلالِهِم يُوغِلُونَ (9) فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (10) وَ غَرِقُوُا فِي اليَمِّ أَوْ كَادُوا يَغْرَقُونَ (11) فَقَالُوا ادْعُ لَنَا الْلّهَ يَرْحَمنَا فَنَكُونُ مِنَ التَّابِعِين (12) فَغِيضَ الْمَاءُ إِلَى بَطْنِ الأَرْضِ لَعَلَّهُمْ يُؤْمِنُونَ (13) فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ آَيةُ اللّهِ فَهَلْ أَنْتُم مُهْتَدُون (14) فَقَالُوا إِنَّا قَوْمٌ نَجُوعُ فَأَشْبِعْنَا أَبَدَ الدَّهْرِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين (15) فَأَنْبَتْنَا لَهُمْ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ شَجَرَةً مُبَارَكَةً تَسْقِيهَا المَلاَئِكَةُ بُكْرَةً وَ عَشِيّةً مِنْ مَاءٍ طَهُورٍ (16) وَ قُلْنَا لَهُمْ هَذِهِ شَجَرَةٌ مُبَارَكَةٌ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا لاَ يَجُوعُ أَبَداً عَلَّكُمْ تَشْكُرُونِ (17) فَأَكَلُوا مِنْهَا وَ لَمْ يَجُوعُوا أَبَداً وَ مَا كَانُوا مِن الشَّاكِرِينَ (18) فَقَالُوا يَا ذَا الْهِمَّةِ إِنَّا نَشْتَاقُ إِلَى الطَّعَامِ كَمَا يَشْتَاقُ الْعَاقِرُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَانْزَعْ عَنَّا الْشَّبَعَ نُعُودُ نَأْكُلُ فَكِهِينَ (19) فَنَزَعْنَا عَنْهُمُ الْشَّبَعَ عَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (20) فَاتَّبَعُوهُ حِيناً مِنَ الْدَّهْرِ وَ أَقَامُوا الْصَّلاةَ وَ آتُوا الْزَّكَاةَ وَ رَكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (21) فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْجِهَادَ سُنَّة اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (22) فَقَالُوا كَيْفَ نُجَاهِدُ مَعَكَ وَ فِينَا الْشُّيُوخُ وَ الْغِلْمَانُ وَ الْمَرْضَى وَ الْنِّسَاءُ (23) قُلْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنْ قَرُّوا فِي بُيُوتِهِمْ هَذا وَعْدُهُمْ مِنَ اللهِ الْغَفُورِ الْرَّحِيمِ (24) لَيْسَ عَلَى الْشُّيُوخِ وَ لاَ الْغِلْمَانِ وَ لاَ الْمَرْضَى وَ لاَ الْنِّسَاءِ قِتَالٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَ مَنْ جَاهَدَ عَنْ نَفْسِهِ بِالمَالِ فَقَدْ حَقَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْدِّينِ (25) قَالُوا وَ إِنْ تَظَاهَرَ عَلَيْهِمْ أَعْدَاءُ اللهِ مِنْ خَلْفِ ظُهُورِنَا فَمَاذَا نَحْنُ فَاعِلُونَ (26) فَأَنْزَلْنَا مَلاَئِكَةً مُسَوَّمِينَ يَحْرُسُونَهُمْ فِي الْلَّيْلِ وَ الْنَّهَارِ فَلاَ تَخَافُوا عَلَيْهِمْ وَ أَطِيعُونِِ (27) فَقَالَ قَائِلُهُمْ يَا ذَا الْهِمَّةِ كَيْفَ نُقَاتِلُ مَعَكَ وَ نَحْنُ قَوْمٌ نَجُوعُ حِيناً وَ نَشْبَعُ حِيناً فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُشْبِعْنَا أَبَدَ الْدَّهْرِ فَنَكُونُ لَكَ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الْنَّاصِرِينَ (28) فَارْبَدَّ وَجْهُ الْنَّبِيِّ وَ قَالَ بِئْسَ مَا أَنْتُمْ طَالِبُونَ (29) قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ وَ رَفَعَكُمْ دَرَجَاتٍ وَ أَمَدَّكُمْ بِالْخَيْرَاتِ وَ أَنْتُمْ أَخْزَيْتُمُونِ (30) هَذَا فِرَاق ٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ (31) وَ مَا تَبِعَهُ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (32) وَ تَرَبَّصُوا بِهِ عِنْدَ الْشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ وَ قَالُوا جِئْنَاكَ طَائِعِينَ (33) وَ أَحَاطُوا بِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ مِن الْمُؤْمِنِينَ (34) وَ انْدَفَعَ أَشْقَاهُمْ مِن خَلْفِهِ وَ طَعَنَهُ فَارْتَجَّت الأَرْضُ وَ كَادَتْ تَنْفَطِرُ الْسَّمَاءُ فَقُلْنَا لَهَا اعْقِلِي مَوْعِدُهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ المَآَلِ (35) وَ أَحَاطَهُمْ غَضَبٌ مِن اللهِ فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْتِّيهَ فِي الأَرْضِ وَ كَتَمْنَا عَلَى أَفْوَاهِهِم وَ عُيُونِهِم وَ قَطَعْنَا نَسْلَهُم إِلاَّ فِئَةً قَلِيلَةً لِتَكُونَ شَاهِدَةً عَلَى سَخَطِ اللهَ وَ فِي ذَلِكَ عِبْرَةٌ لِكُلِّ جَاحِدٍ أَثِيمٍ (36) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ تَقُومُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ تَجُرُّونَ خَطَايَاكُمْ لاَ يَخْفَى مِنْكُمْ قَوْلٌ وَ لاَ فِعْلٌ وَ لاَ خَاطِرٌ وَعَلَيْنَا تُعْرَضُونَ (37) فَمَنْ نَجَا مِنْكُمْ فَقَدْ آَبَ إِلَى دَارِ الْسَّكِينَةِ أَنْهَارُهَا طِيِبٌ وَ نِسَاؤُهَا أَبْكَارٌ لاَ تُشَارَكُونَ بِهِنَّ وَ إِلَيْهِنَّ تَخْلُدُونَ (38) وَ أَمَّا مَنْ سَقَطَ السَّقْطَةَ الْكُبْرَى فَأُولَئِكَ يُجَرُّونَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ آَذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ وَ فُرُوجِهِمْ عَلَى بَلاَطِ جَهَنَّمَ يَغْلِي رُؤُوسَهُمْ وَ يُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَهْزِئُونَ (39) كَفَرُوا بِاللهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ قَلَمِهِ وَ قَالُوا مَا لَنَا مِنْ مَآَبٍ بَعْدَ مَوْتِنَا وَ هَاؤُمُ الآَنَ يَبْكُونَ (40) وَ أَشْرَكُوا مَعَ اللهِ أَرْبَابَ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ وَ مَا لاَ يَضُرُّ وَ لاَ يَنْفَعُ يَدْعُونَهُمْ جَهْلاً وَ لاَ يُعْذَرُونَ (41) وَ لَمْ يَقُومُوا إِلَى الْصَّلاَةِ وَلَمْ يُؤْتُوا الْزَّكَاةَ وَ قَتَلُوا الْنَّفْسَ الْغَافِلَةََ أَلاَ بِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (42) وَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْفَاحِشَةِ كَمَا يَجْتَمِعُ الْذُّبَابُ عَلَى جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ أُولَئِكَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وَ أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (43) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ خَلَقْنَاكُمْ مِنْ عَدَمٍ وَ هَيَّئْنَا لّكُمْ الأَرْضَ لِتَعْمُرُوهَا وَ تَأْكُلُوا مِنْهَا أَنْتُمْ وَ أَنْعَامُكُمْ وَ تُوَارِي أَمْوَاتَكُمْ وَ سَوْآتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ حِكْمَةً وَ طَهَارَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (44) وَ سَخَّرْنَا لَكُمْ الْهَوَاءَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْبَحْرِ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ لِتَعْمُرُوهَا بِإِذْنِ اللهِ وَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْسَّمَاءِ لِتَرَوْا آَيَاتِنَا رَأْيَ الْعَيْنِ وَ تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ تَرْكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (45) وَ أَسْقَيْنَاكُمْ مَاءَاً عَذْبَاً جَارِيَاً يُذْهُبُ الظَّمَأَ قُلْ لَوْ كَانَ مِلْحَاً أُجَاجَاً أَوْ عَذْبَاً آَسِناً فَكَيْفَ مِنْهُ تَشْرَبُونَ (46) وَ جَعَلْنَا إِخْوَاناً لَكُمْ مِنْ آَبَائِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ آَبَائِكُمْ وَ أَبْنَاءً لَكُمْ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ أصْلاَبِكُمْ يُؤْنِسُونَكُمْ وَ يُظَاهِرُونَكُمْ أَفَلاَ تَشْكُرُونَ (47) مَا ضَرَّ اللهَ لَوْ حَبَسَكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ أَسْقَطَكُمْ مُضْغَةً فِإِذَا أَنْشَأَكُمْ وَ اشْتَدَّ بَأْسُكُمْ افْتَرَيْتُمْ عَلَى اللهِ وَ قُلْتُمْ مَا خَلَقَنَا غَيْرُ أُمَّهَاتِنَا قُلْ فَمَنْ خَلَقَ لَكُمْ أُمَّهَاتِكُمْ مِنْ قَبْلُ قَلِيلاً مَا تَعْقِلُونَ (48) وَ لَوْ شِئْنَا لَحَبَسْنَا عَنْكُمْ الْمَاءَ وَ الْهَوَاءَ وَ فَجَّرْنَا نَاراً مِنْ تَحْتِكُمْ وَ أَظْلَمْنَا الْسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ وَ نَشَرْنَا فِيكُمْ الْمَرَضَ كَمَا فَعَلْنَا بالْكَافِرِينَ مِنْ قَبْلُ لَكِنَّا عَلِمْنَا أَنَّ فِيكُمْ مُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا يَوْمَ الْمَآَبِ (49) مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ أطَعْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ عَقِلْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يُجَادِلْ وَ هُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (50) فَإِنْ جَادَلُوكَ أَقِمْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةََ بِالْحَقِّ تَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى أَسْيَادِهِمْ أُسْقِطَ في أيديهِم وَ بَاتُوا بُكْماً كَأَهْلِ الْقُبُورِ (51) فَيقولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ وَ مَنْ يَفْتَرِي فَلَهُ الْخِزْيُ أَبَداً لاَ يَسْتَطِيعُونَ لِهَذَا الْكِتَابِ رَدّاً وَلاَ شَبَهاً مَشِيئَةَ اللهِ الْقَدِيرِ الْحَكِيمِ (52) وَ يَقُولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ قَادِرِينَ (53) وَ إِنْ قَالُوا ائْتِنَا بِالسَّحَابِ مُسَيَّراً أَوْ اجْعَلْ لَنَا الْجِبَالَ ذَهَباً أَوْ طِرْ إِلَى الْقَمَرِ قُلْ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ اللهِ وَ مَا كُنْتُ سَاحِراً وَ لاَ يَنْبَغِي لِي أَنْ أَكُونَ(54) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَفْتَرِي عَلَيْنَا آَيَاتٍ خَدَاجٍ وَ يَقُولُ أُوتِيتُ كَمَا أُوتِيَ هَذَا الرَّجُلُ قُلْ هَلْ لَكَ أَنْ تَهْدِي بِهِ أَقْوَاماً إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (55) أُولَئِكَ كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ الذِّلَّةَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِمَا زَيَّنَتْ لَهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ وَ فِي الآَخِرَةِ لَهُمْ شَرُّ الْعَذَابِ (56) هَذَا كِتَابُ اللهِ آَيَةً أَبَداً فَمَنْ شَاءَ الإِيمَانَ فَلَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ وَ مَنْ شَاءَ الْكُفْرَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ مَا لَهُ مِنْ حُجَّةٍ عَلَى اللهِ قَدَراً قَضَيْنَاهُ عَلَى الْعَالَمِينِ (57)
حقوق الوحي محفوظة للختيار Elkhityar
مراجعة محمد الدرة / نادي الفكر العربي
و للحديث بقية
اقبلوا تحية الختيار