في أواخر القرن 18 بعث محمد بن عبد الوهاب (صاحب المذهب الوهابي) إلى الأقطار مشرقا ومغربا رسالة دعوية يكاد يكون فيها طالبا اتّباع الناس له والولاء له ومن خالفه فمشرك في اعتقاده وجبت استتابته.
حُفظت هذه الرسالة من الضياع بفضل شيخ مغربيّ مرّ بالقاهرة في أثناء عودته من الحجاز كما يقول الجبرتي في تاريخه لشهر صفر سنة 1218 هـ، والراجح أن المقصود بالمغربي كعادة أهل الجماعة آنذاك أحد شيوخ المغرب الإسلامي. وقد وصلت الرسالة إلى القطر التونسي وردّ عليها العلامة محمد المحجوب ردّا انتشر في الأقطار.
قال إبراهيم السمنودي المنصوري في كتابه "سعادة الدارين في الردّ على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية" في ج 2 ص 175 (طبعة جريدة الإسلام بمصر سنة 1319 هـ) عن رسالة الردّ: "وقد رأيت بطرّتها كتابة بخط الفهامة صاحب العلم والوقار شيخ الشيوخ الشيخ حسن العطار الأزهري يقول فيها إن مؤلف هذه الرسالة من معاصريه وأنه اجتمه به في القاهرة عام قدومه للحج الشريف من تونس وقد كانت أخباره ترد عليه فيزداد شوقا إليه كلما سمعها. فلما جمعته به الصحبة ووقع بينهما مذاكرة علمية رآه ذا قدم راسخ في العلوم وذهن ثاقب واستحضار تامّ ثمّ أطال في بيان خلقه وخلقه".
نصّ الردّ للعلامة محمد المحجوب موجود بكتاب "إتحاف أهل الزمان في أخبار ملوك تونس وعهد الأمان" وبكتاب إبراهيم السمنودي السالف ذكره ج2 ص 181-192 وقد وسمها بالرسالة الرحمانية.
الرسالة والردّ عليها هنا: http://www.4shared.com/file/112622858/e3...ahaby.html

الاخ الاغلبي
تحية
نشكر لك نشاطك الباهر في ساحة قرات لك
وقد استفدنا كثيرا من خدماتك
ولدي طلب اتمنى ان اجد عند حضرتك المساعدة

في كتب قيمة تصدر بتونس فكرية وتاريخية مترجمة ع الخصوص نريد رفعها ع النت ليستفيد منها الجميع
مثلا
الدولة الاغلبية
الدولة الزيرية
كتب تلاتلي ومحجوبي
كتاب اعتقد في موضوع الحياة الريفية في تونس خلال العهد الحفصي
هل تزودنا بهذه الكتب

لك خالص الشكر

الفكرة طيبة
لي عدد من الكتب المصورة في هذا الاختصاص تتصل بإفريقية في عهدها الأول والمتأخر كالأغلبي والصنهاجي والحفصي، سأسعى إلى جمعها في مشاركة مستقلة
ولكن لم تذكر لي كيف وجدت ردّ الشيخ عمر المحجوب؟ ألا يدعم هذا الردّ حديث بعضهم عن تمايز الفكر وألاياته في العالم الإسلامي؟
تحياتي

ألف شكر؛ سأحاول تخصيص وقت اليوم لقراءتها والاستفادة منها كذلك. شاكراً وممنوناً لك.

اقتباس:ولكن لم تذكر لي كيف وجدت ردّ الشيخ عمر المحجوب؟

اخاف ان ابدي رايي فاتهم بالشوفينية وانت عارف حضرتك افكاري البسيطة غير مستساغة هنا بالنادي
انت عارف استاذ اغلبي ان شمال افريقيا "الغرب الاسلامي في كتب التراث" هو من قدم اضافات منيرة للحضارة العربية الاسلامية فعندما كان الشرق يغط في نومه وقد تقاسم ساحته الفقهية عتاة التقليد والجمود " ابن سينا وابن تيمية .... " كان الغرب الاسلامي يقدم ابن رشد وابن طفيل

وفي العصر الحديث قدمت تونس الشيخ طاهر بن عاشور والنيفر ولا تزال تقدم قامات شامخة في الفكر والدين وتقود الحداثة

محمد الشرفي، على راس هؤلاء دون ان انسى الاستاذة المحترمة القديرة د. منجية السواحي
ولذلك فان تونس مستهدفة من فقهاء الظلامية (افتعال معركة الحجاب ... واستغلال ضعف الموارد الطبيعية في البلاد لبث البلبلة ...
وقد ظهر ابن عبد الوهاب لا شيء امام عمر المحجوب ولكن هذا الاخير لفه النسيان لانه لا احد في الانظمة السياسية اعتنى بفقهه وفكره اما ابن عبد الوهاب فتحول الى دستور لنظام يسيطر على الاماكن المقدسة وكان اللي كان
تكرم اخي الاغلبي

اقتباس:اخاف ان ابدي رايي فاتهم بالشوفينية وانت عارف حضرتك افكاري البسيطة غير مستساغة هنا بالنادي

أخي أستاذنا Jugurtha: في هذه الساحة تحديداً قل ما تشاء ومن لا يعجبه فليشرب من البحر أو أي ماء وسخ. لك مطلق الحرية. لا تكترث بأحد. نريدك أن تخرج في هذه الساحة كل ما في جعبتك وأنا المسئول. نريد أن نرى تفاعلاتك الثرية مع "الأغلبي" ونتعلم من كليكما. تكلم ومعك مطلق الحرية الكاملة دون قيد أو شرط.

للأسف رد غير مقنع خلط فيه بين الفقه و العقيدة و أيضاً بين الخطأ و علاج الخطأ و فيه من المكابرة الشيء الكثير

عزيزي ماركيز:

هل من الممكن أن تتفضل وتسهب قليلاً. رد غير مقنع لماذا؟ أرجو أن تكتب ردودك بتفصيل أكثر وزميلنا "الأغلبي" هو من سيتفاعل معك ويكفيني أن أقف إلى جواركما وأتعلم سامعاً.

الرسالة والردّ عليها ينبغي تنزيلهما ضمن سياق سياق إسلاميّ بحت، فمثلما كان محمد بن عبد الوهاب يدّعي أن الحقّ ما يخبر به وأنّ ما خالفه في العقيدة أو في السلوك هو على ضلال كبير لمّح إلى تكفيره ووجوب مقاتلته، تجد الشيخ عمر المحجوب يردّ الدعوى من منطلق الفكر نفسه ويستدلّ بمذهب القوم في العقيدة ومسانيدهم في السلوك الإسلاميّ القويم.
لا ينتظر أن يكون أحدهما، أو أن نعتبر أحدهما، متّبعا والآخر مجدّدا أو الأول سلفيّا والثاني ثوريّا. إننا إزاء فهمين للإسلام وشكل حضوره في الحياة.
الأول لا يفرّق ين العقيدة والمواقف الفقهيّة فيدخل هذا في ذاك ويتحوّل من يزور المقابر إلى مشرك ومن أشرك بالله وجبت مقاتلته. والثاني يفصل بين الأمرين ويوسع على الناس ما ضيّقه الآخر.
ضمن هذا الإطار تتنزّل الرسالة والردّ عليها في تقديري.
أما قضيّة المكابرة، ففيما ذكرت بعض الصواب.
محمد بن عبد الوهاب لا يعدّ شيئا إذا نزلت علماء الإسلام في الميزان وهو ليس صاحب مذهب فكريّ بل صاحب دعوة استعملت السلاح وأرغمت القوم على ما أراد حتّى أن أهل مكّة هربوا من بلدتهم واتّجه بعضهم إلى القاهرة خوفا من بطشه (تفاصيل ذلك موجودة في كتب التأريخ)، والآخر سليل حلقات فكرية تطارحت قضايا المنطق وتدارست علم الكلام على مذهبها ونظرت في مسائل الاستدلال والاحتجاج، هو سليل فكر احتضنه جامع الزيتونة وكان يمكن أن يكون أي جامع آخر من الجوامع التي درّست الفكر والعقيدة والفقه كالأزهر والقرويين، ولهذا وجد كلامه صدى طيبا عند الأزهريين لأنّه كان كالصادر عنهم ولا خلاف. كيف لشيخ أن يقف إزاء قول مبتدع طالما محّصه القوم وضربوا أسداسه في أخماسه وأتوا على ما فيه من تشقيق وتدقيق حتى خالوا أنهم انتهوا منه. كيف له أن أن يواجه من يكفّره إن لم يتّبعه فيرفع في وجه المخالف السلاح؟ وأنى له أن يواجهه بغير مقارعته بما اعتبرته العرب عنوان فضلهم وهو البلاغة وأساليب الحجاج؟
الرسالة والردّ عليها تتنزلان في تقديري في هذا السياق. ويمكن بشكل ما أن تعكس وإن بصورة مختلفة صراعا حاليا بين موقفين من الإسلام، بين بن لادن والإسلاميين التنويريين؟ فهاهنا أصول كلّ منهما.