كلما نظرت في المرآة أجد شخصاً لا أعرفه ...!!

قد يزداد عدد الشخوص (الباهتة أو المتألقة) التي تظهر في المرآة خلف هذا الشخص ... ولكن من المؤكد أن من يتصدر هذه الصورة هو نفسه ...

قد يشذب ويهذب وينمي هذا الشخص وعيه لكن بالتأكيد سيظل هذا الوعي مرتبط بغرائز بدائية ورثها جسده عبر الزمن تصل في عمقها حتى بدء الخليقة ... وهو محكوم بهذا الارتباط لا فكاك منه ...

ولأن ديدن الإنسان في المجمل الأغلب النظر إلى نفسه حتى ولو عن طريق الآخرين ... قسم ينظر في المرآة ليزين نفسه كي يقبلها ويتقبلها الآخرين ... وغيرهم ينظرون فيها ليخفون أنفسهم عن الآخرين ... وقسم ينظر فيها ليبرر نفسه وقسم ليحاسب نفسه ... وووو ... والبعض كف عن النظر لأنهم لا يعرفون من الذي يظهر في المرآة ...

لطالما حيرني هذا السؤال هل نحن نرى أنفسنا على المرآة أم نرى ما يريد ويسمح به وعينا فقط أن نراه .... ؟

قد لا يتبع .... !!

فعلا امر محير . . انا شخصيا انسان متقلب المزاج
احيانا اقول لنفسي انني مستقل ولا اريد شيئا من احد ولا يهمني ما يحصل خارج شقتي وطالما انا بخير فليذهب العالم للجحيم
اشعر ان كل من حولي اما منافق او غادر ينتهز لحظة ضعف ..
احيانا احس انني مقصر تجاه من حولي من اهل واصدقاء , بل اشعر انني وحيد بعالم لا امل فيه لحياة بدون منغصات ولا حياة بعد الحياة

احيانا اقول ان عقلي يكفيني عن العالم وليس لي غيره , لكن قلبي يشتكي من قسوة عقلي و ماديته الجشعة ..

لا ادري ان كان كلامي قريب من موضوعي لكنها مجرد خواطر ..

لك ( وردة بيضاء )

(06-24-2009, 12:35 AM)the special one كتب:  فعلا امر محير . . انا شخصيا انسان متقلب المزاج
احيانا اقول لنفسي انني مستقل ولا اريد شيئا من احد ولا يهمني ما يحصل خارج شقتي وطالما انا بخير فليذهب العالم للجحيم
اشعر ان كل من حولي اما منافق او غادر ينتهز لحظة ضعف ..
احيانا احس انني مقصر تجاه من حولي من اهل واصدقاء , بل اشعر انني وحيد بعالم لا امل فيه لحياة بدون منغصات ولا حياة بعد الحياة

احيانا اقول ان عقلي يكفيني عن العالم وليس لي غيره , لكن قلبي يشتكي من قسوة عقلي و ماديته الجشعة ..

لا ادري ان كان كلامي قريب من موضوعي لكنها مجرد خواطر ..

لك ( وردة بيضاء )

عزيزي the special one :

أولاً شكراً على الوردة
والحقيقة أنك لم تخرج عن الموضوع بل دلفت إلى قلبه مباشرة فبينما عملت أنا على توجيه نقد ذاتي شديد بطريقة غير مباشرة عملت أنت على القيام بالنقد الذاتي بطريقة مباشرة ...

ورغم أني أعرف أن مثل تلك المواضيع ليست لها شعبية نتيجة خوف المعظم من مواجهة ذاته على الملأ حتى عندما تكون شخصياتنا افتراضية إلا أني آثرت طرح هذا الموضوع ...

تبقى المشكلة الرئيسية أني أعاني مؤخراً من أن الأفكار ترفض الخروج من عقلي والظهور إلى العلن وليس في هذا الموضوع فقط بل في كل المواضيع ....
أنا لست يائس ولا حزين يجتر اليأس والحزن ولست سعيداً إذا تهافتت الأحداث السعيدة ... ولا غايتي الشكوى أو المناجاة كي يسمعني أحد (كإنسان أو وعي أو ذات لها حيثية وصيرورة ) اختاروا ما شئتم ... تبقى غايتي الحقيقية هي محاكاة الوعي أو الذات او الحيثيات والصيرورات الموجودة داخل أناي وخارجها وتعريضها لملاحظات الآخرين من أجل معرفة هل المحاكاة نتيجة صورة حقيقية للذات أم صورة في الوعي مشكَّلة عن الذات قد تكون صحيحة أو لا ...

وإلى أن أقرر إذا كنت سأمارس مبدأ النقد الذاتي على طريقة التداعي الحر أو النقد الحر على طريقة التداعي الذاتي ... سوف أحاول كسر حلقتي المفرغة والكلام عن هذا الموضوع في العمق ودون رتوش ....

تحياتي للجميع

المشكلة الأولى :
ببساطة شديدة أعاني من مشكلة متأصلة في الثقافة المكتسبة التي أمتلكها ...
ويهمني هنا أن أفرق بين الثقافة من جهة وبين المعرفة من جهة أخرى ... وبغض النظر عن نوع المعرفة إذا كانت عامة أو تخصصية في موضوع معين فإن المعرفة في شكلها ومضمونها تختلف عن الثقافة ولو كانت إحداهما بوابة عبور في إحدى تشكيلاتها للأُخرى ... فبينما تتأتى المعرفة عن الكمية والنوعية ، تفرز الثقافة الطريقة أو الأسلوب المتبع ...

ورغم أن المعرفة موقف تفاعلي في بعض الأحيان فإن الثقافة لا يمكن أن تكون إلا موقف تفاعلي بشكل أو بآخر ...

طبعاً الحديث يطول عن ميزات المعرفة والثقافة وخصائص كل منهما ولكن أعتقد أن الفرق بين المفهومين واضح للجميع كي لا يتم الخلط بين المفهومين ...

كنت أقول أن الموقف الثقافي الذي يحصل لي غريب وهذا ما سأشرحه لاحقاً رغم سيل المعرفة المتأتية عن كمية ونوعية المعلومات المتوفرة في المجالات التي أعكف على درسها ...

لقد حرصت في الفترة الأخيرة أن أنشط حصيلتي المعرفية في بعض المجالات لإنجاز مشروع خاص بي من خلال زيادة منسوب قراءتي لعدة كتب ومراجع في مجالات عدة ذات الصلة وغير ذات صلة ...
لكن في المقابل لاحظت بزيادة الحصيلة المعرفية اتجهت الحصيلة الثقافية إلى اللاموقف أو عدم التفاعلية .....
ولا أخفيكم أن زيادة الجرعة المعرفية أدى إلى ما يشبه المفعول العكسي فيما يخص بالموقف الثقافي وحيثياته ... وبدا أنني أتجه إلى ما يشبه الحياد في كثير من القضايا ....
ورغم أني أعتبر أن الثقافة بالنهاية تؤدي بك إلى موقف بشكل أو بآخر من قضية أو قضايا معينة .... وجدت نفسي أني رجل اللاموقف في مجموعة القضايا التي تؤرقني ... وربما رجل المواقف المؤجلة إلى أن تكتمل الأدلة والتي من المرجح أنها لن تكتمل ... وبالتالي سوف يطول بي هذا المشهد ...

ببساطة كلما زادت معرفتي ازداد حيادي الثقافي ...!!

وهنا يهمني أن أطرح هذه المشكلة للأعضاء لأرى ما مدى معاناتهم من مشكلة مماثلة أم أن المشكلة لديهم مختلفة أم أنهم لا يعانون من مشكلة أصلاً ... !!

إلى هنا سوف أتوقف حتى لا أدخلكم في متاهات الأفكار والمشاكل المعرفية المركبة التي أعانيها ...

شكراً للجميع ...

متابع بشدة.

ربما سيكون لي وقفة، أو تعليق قريباً.
أعتقد أني أتفهمك، ولكن ليس لي نفس التفاعل مع الأشياء، فأنا حاسم بموضوع الموقف، ربما زيادة عن اللزوم أحياناً.
ولكني شخص وغيره في أمور معينة، أحياناً الشخص ونقيضه، أو هكذا يُخيل لي.

وإلى لقاء
طارق

اقتباس:لطالما حيرني هذا السؤال هل نحن نرى أنفسنا على المرآة أم نرى ما يريد ويسمح به وعينا فقط أن نراه .... ؟

الثانية ..

(07-08-2009, 02:45 AM)طارق القدّاح كتب:  متابع بشدة.

ربما سيكون لي وقفة، أو تعليق قريباً.
أعتقد أني أتفهمك، ولكن ليس لي نفس التفاعل مع الأشياء، فأنا حاسم بموضوع الموقف، ربما زيادة عن اللزوم أحياناً.
ولكني شخص وغيره في أمور معينة، أحياناً الشخص ونقيضه، أو هكذا يُخيل لي.

وإلى لقاء
طارق

وأنا بانتظار سماع تعليقك بإسهاب أكثر كي استفيد ....

تحياتي لك

عزيزي special :
ممكن أن نكون متفقان في التشخيص ولكن يبقى السؤال ما الحلول ... فالتجارب الإنسانية متشابهة بشكلها العام مع اختلاف التفاصيل لكل تجربة حسب ظروفها وأشخاصها ... لكن التجربة العقلية (محاولة البحث عن أجوبة) مختلفة بالتأكيد بين شخص وآخر .... فماذا لديك ؟


شكراً للجميع

لدي أفكار سأعبّر عنها .. وأتمنى أيضا أن أكون داخل إطار الموضوع .. وإن لم تكن فكلمة التداعي التي ذكرتها بالأعلى تشجعني على التعبير بغض النظر عن ذلك الإطار ..
عندما أنظر للمرأة .. أشعر لوهلة أنني أعرف من أنا !!!! ومع ذلك مع الأيام أكتشف أمورا كانت خافية علي تماما تقبع داخلي .. عندها يزول ذلك الشعور الذي يبدو لي أنه تمني أكثر من شعور ..
كثير من الجمل والأحكام والكلمات أطلقتها بالماضي ظانا أنها تعني ما كنت أعنيه بوقتها .. ولكن مع الزمن أصاب بالخيبة .. ما قلته يعبّر عن أمور مختلفة تماما لم أدركها ..
إذا القضية في "الإدراك" .. مدّى إدراك الإنسان لذاته ولمشاكله الداخليّة التي هي فاعلة في كل تصرفاته وكلماته بدون شعوره .. ذلك الإدراك يتحقق بالبحث وتنمية المعرفة اللازمة .. لكن ضع بالحسبان أنك كلما أردت معرفة ذاتك وقلة من يريدون ذلك .. كلما تلونت تلك الأمور والشوائب بها بألوان غريبة حتّى لا تستطيع تمييزها ..
السؤال هل يعرف الإنسان ماهي المعرفة التي تخدمه ليصل لذلك الإدراك ؟؟ أم أنها معرفة عشوائية ؟؟
وهل يستطيع بالإعتماد فقط على نفسه أن يصل لذلك ؟؟ لا أرى ذلك .. هنالك أمور بحاجة لشخص آخر لنراها ..

لست أثق كثيرا بأن كل إنسان مثقف جدا ويملك كثيرا من المعرفة هو أيضا إنسان عرف ذاته بشكل أقرب وحلّ مشاكلها أو بحث عنها بالأصل ..
ولدي يقين أنه مهما اقترب الإنسان من معرفة من هو فلن يصل تماما .. ليس هناك تماما .. ودوما هنالك منطقة سيستعصى عليه الدخول إليها ..

هناك أمر أود أن أسألك عنه يا عزيزي ..

اقتباس:ولا أخفيكم أن زيادة الجرعة المعرفية أدى إلى ما يشبه المفعول العكسي فيما يخص بالموقف الثقافي وحيثياته ... وبدا أنني أتجه إلى ما يشبه الحياد في كثير من القضايا ....

لا أفهم لما يشعر الآخرون بالسلبية عندما لا يمكلون موقفا من أمر ما .. ألا يمكن اعتبار الحياد موقف ؟؟

دردشتنا قد تتبع ..
كل مودة ..

عزيزي special :
مداخلتك فيها الكثير من الأفكار المهمة وسوف أحاول أن أختصر في إجاباتي كي لا أكون مملاً

اقتباس:السؤال هل يعرف الإنسان ماهي المعرفة التي تخدمه ليصل لذلك الإدراك ؟؟ أم أنها معرفة عشوائية ؟؟

سؤال مهم ومحرج في نفس الوقت لأنه يحتاج إلى الكثير من الكتابة للإجابة عنه ولا أدعي أني أعرف جوابه تماماً ... طبعاً إن مصطلحي إدراك الذات ومعرفة الذات ليسا واحد بالحقيقة ، ولكن سأختصر وجهة نظري بنقطتين مهمتين في هذا المجال لأقول :

أولاً إدراك الذات - المعرفة التي تؤدي بالإنسان إلى إدراك ذاته قد تأتي بالصدفة أو نتيجة دأب مستمر في إتجاه معين وقد لا تأتي أبداً ... والأمر محكوم بالنهاية لتفاصيل الشخصية وظروفها ...

ثانياً معرفة الذات - معرفة الذات تحتاج إلى التجارب وإذا كانت الثقافة ونوعيتها - وجودها أوعدمها ترسم الشخصية وتشكلها فإن التجارب تثبت الإنطباع المأخوذ عن الذات سلباً أو إيجاباً وتخلق المعرفة عن الذات وبالتالي تصقلها ...
مع التأكيد بأن لا إدراك ولا معرفة نهائية لا عن الذات ولا عن المحيط ولا عن أي شيء آخر ..

اقتباس:لست أثق كثيرا بأن كل إنسان مثقف جدا ويملك كثيرا من المعرفة هو أيضا إنسان عرف ذاته بشكل أقرب وحلّ مشاكلها أو بحث عنها بالأصل ..

أعرف نفسك .... سقراط
لا علاقة للثقافة والمعرفة بشكل مباشر بالقدرة على معرفة الذات ...
لكن إذا تكلمت عن إدراك الذات ... فنعم إن طبيعة المعرفة والثقافة توصلك إلى طبيعة إدراك معين كأن تكون مسلم يؤمن بحياة واحدة أو تكون هندوسي يؤمن بحيوات متعددة ... فطبيعة الإدراك تختلف باختلاف الثقافة

اقتباس:لا أفهم لما يشعر الآخرون بالسلبية عندما لا يمكلون موقفا من أمر ما .. ألا يمكن اعتبار الحياد موقف ؟؟

الحقيقة أنك يجب أن تشرح مفهومك للحياد ، هل يعني أنك تقف في الوسط أو على مسافة واحدة من عدة مواقف أو أنك خارج القضية تماماً ... ما هو الحياد في رأيك ...
لا حظ أنك إذا وقفت في الوسط أو على مسافة واحدة من عدة مواقف فهذا يعني أنك اتخذت موقف ، ولكن إذا كنت خارج القضية فهذا يعني أنه لا موقف لديك تجاه قضية أنت خارجها ... هذا يعتمد على فهمك للحياد

تحياتي لك

المشكلة الثانية :الجفاف الفكري
الموضوع بسيط جداً ... وهو عدم القدرة على إعادة إنتاج الأفكار خارج العقل
كلما تفكرت أكثر كلما رفضت الأفكار الخروج من رأسي
عقلي أصبح كأرض قاحلة مهما سقيتها من ماء ، تغور هذه المياه في باطنها ولا يظهر لها أثر ...

إعادة إنتاج الأفكار يتم في باطن عقلي وبغض النظر عن شكل ومحتوى عملية الإنتاج هذه ، فإن لا فكرة لدي تستطيع أن ترى النور وإن رأته تولد على هيئة مسخٍ حبيب أو ملاكٍ غريب ...

والأغرب من هذا وذاك أن زحمة الأفكار لم تحمني من الفقر المدقع في الحصيلة التعبيرية عن الذات ، والقصور الواضح في الخيال .
وكأن حوت الصمت التقمني في بطنه ولا سبيل للعودة إلي ...

ولأنني عاجز عن اجتراح الخيال على أرض الفكر، ولا يجوز أن يظل العقل قعيد الواقع ...
ولأن الطريق إلى السماء باتجاه واحد ، كالطريق إلى باطن الأرض وكلاهما مسدود حالياً ، كان لا بد من التفكير في الرحيل من المجهول ....