قد يكون الغرض من السطور التالية غير واضح حتى يتم القارئ كتابة الموضوع.
انصح بقراءة كل كلمة
مقدمة
اذاً، فانا عراقي، ولدت على اصوات الهوسات والاهازيج الافتخارية والاشعار والخطب الرنانة. سمعت اننا اعظم شعب بالتاريخ، ان الحضارة بدأت بنا، وانها ستختم بنا. سمعت ان العراق هو اعظم واكبر وافضل واكمل الشعوب اخلاقاً ورحمة وعلماً وفنوناً.
لكن:
1- في العراق حكم الاشوريون، أمريكا العصر القديم...جلادون بلا رحمة، ومقاتلون يذلون العدو ويحتقرونه ويفتخرون باذلاله واطعامه للاسود والحيوانات الضارية، لقد صوروا لنا سوق السبايا على الواح طينية تكشف كيف كانو يساقون عرايا مصفدين بالاغلال.
ترك لنا الاشوريون الواح تبين لنا كيف كانو يعذبون اسراءهم ويقضون عليهم بلا رحمة
![[صورة: AssyrianPersecutors8.jpg]](http://lh5.ggpht.com/channelofhealing/SBoo68CDs7I/AAAAAAAAAas/V-gyu8kPU0A/s1600-h/AssyrianPersecutors8.jpg)
2- في العراق حكم العباسيون، الذين ابتكروا فنون في التعذيب والقتل لم يسمع التاريخ مثلها على الاطلاق...كان الخليفة المتوكل يتفنن بقتل اعداءه ...وهو مشهور بطريقة: العامود في القتل...حيث يؤتى بالمسكين ويبنى حوله عمود من الطابوق ويغلق من كل مكان ويبقى المسكين اسيراً في عمود حتى يموت من انعدام الاوكسيجين.
يروى ان الخليفة امر باعدام ام وابنها بهذه الطريقة...فتوسلت الام ببناء العواميد ان يرحم ابنها، فقال لها لاتقلقي: ساصنع له فتحة صغيرة يتنفس منها. وهذا هو نمط الرحمة الذي تحصل عليه في عهد المتوكل. لا تموت خنقاً ولكنك تبقى واقفاً حتى تموت جوعا وعطشاً داخل عمود !
3- وتوالت على العراق الحكومات الطائفية فتارة يحكمه البويهيون الشيعة او الجلائريون السنة. وكل يقتل مخالفيه ويفرض احكاماً وطقوساً على الناس والويل كل الويل لمن يفكر بالخروج على هذه الاحكام.
4- ومن ظالم الى ظالم، ومن مجرم الى مجرم من اهل البيت...لم يكن من العجب ان يفكر بربري بالمجيء الى بغداد لكي يعدل المعوج ويصلح كل شيء. فدخل هولاكو بغداد وصنع عين ما صنع من سبقوه.
فكتب الضلالة والفسق والفجور والعلوم الكافرة لابد ان تحرق وترمى في نهر دجلة الذي صار لونه ازرق كما يروى من مقدار حبر الكتب.
لا داعي للحديث عن الطريقة التي كان فيها هولاكو يفتك بمخالفيه.
5- وكان في اسيا اسرة من المحاربين من آل عثمان. كانت هذه الاسرة قد حصلت على فتوى من احد الشيوخ بجواز اختطاف اطفال النصارى والكتابيين وتعليمهم الاسلام واحكامه حتى ينقذو من الضلال والكفر.
كانت هذه الاسرة تغير على اديرة المسيحيين وتسرق الاطفال وتعمل على تربيتهم على شيء واحد: القتال والحروب وعظمة الموت في سبيل الله !
كان آل عثمان ربما اول من فكرو بفكرة الجندي الكوني التي نشاهدها في افلام "الخيال العلمي" خلق آل عثمان جيشاً لايعرف سوى الحروب ولايفقه سوى الطاعة الحربية وفنونها ولا هدف له سوى الموت في سبيل الواجب.
جيش من المعاتيه مغسولي الدماغ.
ودخل هذا الجيش العراق واعلن استباحة كل شيء...كل شيء كان مباحاً. كان بامكان الجندي ان يسرق (الغنيمة) ان يقتل من يشاء او يغتصب من يشاء وقتما يشاء من النساء.
لم تهتم الحكومة العثمانية والتركية لا بصحة مواطنيها ولا باي عمران اللهم الا بجمع الضرائب وارسال الشباب للجهاد في القوقاز حيث من يذهب لايعود ابداً من الحرب.
6- وكان ان اعتدت الحكومة التركية على الشيعة الذين تعتبرهم الدولة الصفوية تحت رعايتهم. ولم يكن من العسير استصدار فتوى بتكفير دولة آل عثمان والهجوم على العراق لحماية الرعايا الشيعة من ظلم السنة.
دخل الصفويون العراق، وكان اول شيء عملوه هو تخريب مراقد السنة واستباحة دورهم في بغداد. حيث كانت منازل الشيعة معلمة بعلامات تخبر الجندي ان لايتعرض لهؤلاء.
كانت مجزرة بحق وحقيقي !
7- لم يسكت الاتراك بل استصدروا هم ايضا فتوى بتكفير الصفويين وهجمو على العراق وعملوا نفس الشيء غير ان هذه الكرة كانت على الشيعة الذين انتهكت دورهم وتعرضت نساءهم للاغتصاب بالجملة.
8- لم يكن اي منهم يهتم بالشعب ... او الامراض او الفيضانات.
كانت بغداد تصاب كل سنة بلعنة، مرة بفيضان ومرة بطاعون او مجاعة.
9- في احدى المجاعات كانت اجمل النساء البغداديات تبيع جسدها من اجل نصف رغيف خبز.
تخيل ! لا عجب ان تجد عندنا عادة المنديل الذي يثبت ان المرآة باكر...فقد كانت بكارة المرأة في ذاك الزمان من الامور التي تعني الكثير.
10- وتعاقب على العراق حكم المماليك والمماليك لمن لايعرف هم عبيد مسيحيين من جورجيا كان يتم سرقتهم وتحويلهم للاسلام، سليمان باشا وعلي باشا وداوود باشا ... كل هؤلاء كانو حكام العراق ...مسيحي جورجي مخطوف يباع على انه عبد ويربى اسلاميا ليصبح مقاتل شرس ! وكان هؤلاء طبعاً يقومون بتوطين الكثير من الجورجيين في العراق لتقوية وتثبيت حكمهم...ولاتعجب حينما ترى هذا الخليط العجيب في اشكال العراقيين ولون العيون والبشرة !!! لاتتعجب ابداً.
11- ومن الجنوب، نشط الوهابيون الذين لا هم لهم سوى شيء واحد: تدمير كل المراقد الدينية ...كانت القبائل الوهابية تهاجم كربلاء والنجف والحلة ونجحت مرة (او ربما مرتين) في تهديم المراقد الدينية وتسويتها بالارض. لا داعي لذكر المجازر التي حصلت اثناء هذه المعارك.
12- كان العراقيون في بعض الاحيان يعلنون العصيان على الدولة التركية لما لايجدوا اموال الضرائب بسبب الكوارث. وكانت الحكومة التركية تؤدبهم بارسال الحملات التأديبية.
في حملة تأديبية ... اختبأ اهل كربلاء في مرقد الحسين والعباس طلباً للهرب من القائد العسكري التركي (لا اذكر اسمه)...تفاوض القائد التركي على استسلام كل من كان في المرقد هناك وفتح الابواب...وبف: امر القائد بمجزرة ضخمة لكل من كان هناك...في مرقد العباس قتل: اكثر من خمسة الاف شخص كانو مختبئين في سرداب داخل المرقد !!! فتخيل كم تكون الحصيلة الكلية لهذه المجزرة.
في حملة تأديبية اخرى في الحلة...اخبر القائد العسكري جيشه: ان اهل الحلة هم مسيحيون يجوز قتلهم...لهذا ظل الجنود يطلقون المدافع على احياءها القديمة، ثم اجتاحوها مدمرين كل شيء...يروي الوردي في كتابه، ان الجنود تعجبو حينما وجدو ان هؤلاء المسحيين لديهم نسخ من القرآن في بيوتهم.
13- لم يكن العراقيون من شدة الجهل يعرفون ماهو المدفع القديم (المدفع الذي يقذف الطوب) ولما كانو قد ضجو من ظلم الصفويين فقد انتظرو كلهم سقوط بغداد على ايد الاتراك ... وحينما دخل الاتراك بغداد استقبل الجميع المحتل الغازي كما كانو يستقبلون الغزاة قديماً
بالفرح والدعاء والتهليل والزغاريد...فهذا يجنب الجميع حصول مجزرة...وترك القائد التركي في احدى ساحات بغداد (ساحة الميدان) احد المدافع للذكرى...وقد اسماه العراقيون"طوب ابو خزامة"
كانت النساء تأتي لهذا المدفع العظيم وتنذر النذور وتشد خيوط خضراء على المدفع فيما كن بعضهم يضعن رؤس الاطفال المرضى داخل المدفع طلباً للشفاء.
ظن العراقيون ان وجود فتحة في مقدمة المدفع سببها ان جبريل عليه السلام استخدم هذه الفتحة لكي يهبط بالمدفع من السماء الى الارض وعندها بدأ المدفع السحري بالتقام الحجارة من الارض وقذفها كنيران بوجه الكفار.
لعن الله الكفار
سأكمل فيما بعد
لا اريد ان اطيل القصة.
14- وصلنا الى بواكير الحرب العالمية الاولى...تركيا تقف مع المانيا وترسل المانيا سفراء وتفتح مدارس في العراق (اظن ان تواجهم الاكبر كان في الموصل) وطبعا هذه المدارس كانت تعلم الفكر الناتزي حيث انتشرت وستنتشر الافكار الناتزية في العراق والشرق والاوسط والافكار المعادية للسامية...خلال الثلاثينات كان من الطبيعي ان ترى الشباب تحلق شواربها على طريقة هتلر.
15- ولحماية ابار النفط في البصرة، ارسلت بريطانيا مجموعة صغيرة من جنودها للسيطرة على ابار النفط. ويفاجئ الضابط بالمقاومة الشبه معدومة لدخوله للعراق، ويقرر الاستمرار نحو الشمال لكي يستولي على بغداد من دون ان يفكر باوامر القيادة البريطانية.
16- كان القائد يمني جنوده ببغداد على انها ارض الف ليلة وليلة حيث الاجواء السحرية والجواري والليالي التي لاتخلو من الطرب. ولما وصل الجند الى بغداد وجدوا قاعاً صفصفا ومجاعة عامة...فقد قام الاتراك بالاستيلاء على كل مخازن الغذاء وكل ما يملكه او يخزنه اي شخص من الغذاء حتى يثيروا مشاعر النقمة لدى السكان ضد الانجليز ويجبروهم على المقاومة ! يالها من خطة خسيسة.
نقلاً عن جدتي، قالت ان الجنود الاتراك دخلو البيت واستولو على كل شيء...كل شيء ولم يتركو لنا سوى بضع تمرات لنأكلها.
17- لم تكن بريطانيا تريد احتلال العراق وبعد نهاية الحرب ايقن السياسيون البريطانيون ان احتلال العراق امر مكلف ولايساوي التعب...ولهذا قرروا اعطاء العراق الاستقلال...ولسوء حظ العراق فان المتعاقدين في مؤتمر سايكس بيكو لم يكونو يعلمون بقرار الحكومة باعطاء العراق استقلاله. والنتيجة دخل العراق تحت الانتداب البريطاني.
علم ودستور ومجلس امة
18- ماهو اول شيء فكرنا فيه ايام الملكية؟ الجيش !!!! لابد ان يكون لدينا جيش نقتل به بعضنا ونعتدي على الاخرين مثلما كان يعتدى علينا.
19- كان الاكراد قد ثارو على الحكومة البريطانية واستمرت الثورة لمدة سنتين وطالب الاكراد بوطن مستقل لهم...لكن من المجنون الذي يقبل بهذا؟ ان اول ما فكرت به الحكومة العراقية في الثلاثينات هو تقوية الجيش حتى يستطيع رد الصاع صاعين لهؤلاء الاكراد الراديكاليين الملاعين...قبحهم الله.
20- وهكذا وبين ليلة وضحاها، تحول الثوار الابطال الذين ثارو ضد الانجليز ممن كان الجميع يشيد باسماءهم، تحولو الى خونة...فمصطفى البرازاني طرد من العراق واية الله الشيرازي ومحمد الصدر ومن معه من ثوار الشيعة طردو الى ايران في قطار في منتصف الليل...وكان سعيكم مشكوراً.
21- ثم صرنا ملكية بعد ان ثرنا على انفسنا وصار لدينا زعيم اسمه عبد الكريم قاسم، واحتفلنا بهذا عبر اطلاق النار على العائلة الملكية وبتعليق جثة عبد الاله بعد شحطها على باب وزارة الدفاع.
لم نكتفي بكل هذا بل ان الزعيم امر بتأسيس محكمة لمحاكمة رموز العهد البائد سميت بمحكمة الشعب وترأس المحكمة شخص اسمه فاضل عباس المهداوي وكان هذا الرجل ابن خالة قاسم...لا تقولو لي انكم تعجبتم من صلة القرابة.
كانت المحكمة محكمة تهريج هزلية...حيث كان يجري شتم المتهمين وحتى التوصية بتعذيبهم في الاستجواب لان هؤلاء - كما يقول المهداوي- خونة !!!!
نعم فالعهد الجديد عهد انتقلنا فيه من الافكار الناتزية الى الافكار الماركسية حيث كل شخص ممكن ان يسمى خائن وعميل...وكل المظاهرات يجب ان تستخدم فيها اوصاف اهانة جنسية للخصوم.
22- من الهتافات المشهورة للمظاهرات العراقية، تسمع:
نزيهة شخت (بالت) بالدرب...واتمزلق (تزحلق) المهداوي
طبعا المظاهرة كانت مظاهرة قومية كما هو واضح
23- ومرة اخرى، يقرر عبد الكريم ان يؤدب الاكراد بعد ان اخلف بوعده بقضية الحكم الذاتي...اصدر قاسم امر للقوة الجوية العراقية بقصف القرى الكردية بلا تمييز ! اليس هذا جميلاً؟ وقبل هذا فكر قاسم ان يقضي على الاكراد بطريقة فرق تسد...فحاول ان يحرك القبائل الكردية الاخرى ضد قبيلة البرزاني...وترك بعضهم يموج في بعض، لاعجب من وجود خلافات بين الاكراد، نحن من زرع الخلاف. يا لذكاءنا !
24- لم يكن قاسم يثق بالجيش ولذا لم يمنح القوات المهاجمة للاكراد ما يكفي من العتاد وكانت النتيجة فشله في قمع الكرد وهذا الفشل العسكري كلفه نظامه واسقط البعثيون بقيادة عبد السلام عارف نظام قاسم
25- طبعا اعدمنا الخونة.
26- واستمرت حملات تأديب الاكراد، حتى في عهد اخو عبد السلام...حتى اعلن صدام في 1970 اعطاء الحكم الذاتي للاكراد وان كان مؤقتاً.
27- ثم رجع صدام بحملة تأديبية للاكراد في 1974 وحملة لتنقية الحزب من الخونة في 1975 وحملة للقضاء على الثوار الشيعة في 1977.
28- ثم دخلنا في حرب مع دولة اخرى 1980 مع ايران.
29- استخدمنا الصواريخ البعيدة المدى والاسلحة الكيمياوية والطائرات في قصف المدن الايرانية بلا تمييز ...وكانت امريكا تغطي لنا "جرائمنا" بحذق...فحينما قصفنا بالاسلحة الكيميائية لاول مرة ذكر تقرير الامم المتحدة انه تم استخدام الاسلحة الكيميائية ولم يقل من الذي استخدمها.
وطبعاً لابد من توزيع بعض الصواريخ على بعض الدول...فضربنا باخرة امريكية في الخليج واطلقنا صاروخ على الكويت.
30- وكان لدينا جهاز مخابرات للمارسة الاغتيالات السياسية ومراقبة النظام السوري والخونة العملاء في الداخل وقتلهم او تعذيبهم حين الضرورة.
31- اطلقنا الاسلحة الكيميائية على الاكراد العراقيين ثم الاكراد الايرانيين وشكرا لامريكا حليفة صدام في ذلك الوقت تم تجيير الجريمة لايران....شوكراً.
32- واعلنت ايران قبولها بقرار مجلس الامن لكن نحن كنا في موقف غالب...ولهذا استمررنا بالحرب على ايران حتى يوم 20/8/1988 ولكن لم نحرز انتصارات كبيرة وقررنا وقف الحرب مع ايران.
يبدو ان ايران حسبتها صح، فالعراق اذا اكمل البرنامج النووي فانه سيقصف ايران بالاسلحة النووية...واظن ان صدام على استعداد لقصف ايران بها.
33- والان تحولت انظارنا الى الجنوب، واحتللنا الكويت، وايضا من جديد مارس الجيش العراقي المزيد من القتل للكويتيين وسرقنا كل شيء من الكويت ...تقريبا كل شيء.
34- ثم عاد الجيش العراقي البطل وفتح 15 محافظة عراقية كانت اعلنت العصيان على صدام بعد انتهاء حرب الخليج وتم قتل الالاف من العراقيين ودفنهم في مقابر جماعية.
35- واستمرت معركة تحمير العراقيين...يقطع صدام الكهرباء عن العراقيين ويوجهها الى التصنيع العسكري...ونظل نصنع اسلحة خفيفة...ونصنع عتاد للاسلحة الخفيفة...العدد يغلب الذكاء كما يقولون.
36- حملات تأديبية للاكراد والشيعة واغتيالات متواصلة للخونة والعملاء.
37- وجبة تموينية توزع للناس والناس تسرق من بعضها البعض وتقبل الرشوات في كل مكان وكل واحد يحاول ان يأكل الاخر.
38- ما زلنا نردد اناشيد واغاني وطنية في حب القائد
39- وانزاح هم صدام اللعين وفرح الناس بالتخلص منه.
40- ومرة اخرى بدأنا نقتل بعضنا ونسرق من بعضنا ونذبح البعض الاخر في حرب طائفية ممولة من الخارج.
فاين يوصلنا كل هذا؟
ما معنى كل هذا؟
...مع التكملة
زبدة الموضوع
ما اريد ان اقول هو: انه صحيح كل الشعوب والامم ارتكبت في تاريخها مجازر بحق غيرها وعملت فظائع كبيرة وشنيعة....لكن هناك امم تعترف بما فعلت، وتسأل نفسها لم حصل هذا وكيف السبيل لكي لايتكرر ما يحصل؟ وهناك امم تنكر تاريخها الاسود وتستميت لكيما يتكرر.
انا كعراقي، اقر واعترف بالفضائع التي ارتكبها العراقيون خلال التاريخ، اقر بان الجيش العراقي احتل الكويت وسرق ثرواتها وقتل ابناءها وعذب منهم ما شاء. أقر ان صدام حسين العراقي واتباعه ومن معه من ضباط الجيش الكبار والمخابرات وغيرهم ارتكبو مجازر شنيعة بحق العراقيين وبحق جيرات العراق بداية من ايران والكويت والسعودية والاردن وسوريا، وغيرهم.
أقر بان العراقيين اقتتلو فيما بينهم بحروب طائفية وان ثوار ثورة العشرين كانو يغيرون على القبائل العراقية مثلما يغيرون على الانكليز.
أنا استنكر هذه الفضائع التي ارتكبها بعض العراقيين واتمنى ان يقبل ضحايا افعالنا عذرنا، احس بالنقص كلما تحدثت مع كويتي لانني اعرف اننا غزونا بلادهم وسرقنا خيراتهم.
بينما شعوب اخرى غيرنا لاتدين مجرميها، تغضب تلك الشعوب حينما يقال لهم انتم ارتكبتم جريمة او حصدتم ارواح ابرياء او ان رئيسكم ظالم وكأنما هم شعب منزه عن الخطأ ورئيس ملك من ملائكة الرحمة والسلام.
كلهم ارتكبو فظائع، وقفوا مجرما ظالما طاغية سامهم سوء العذاب، لكنهم يضعون صورة المجرم...يفخر بعضهم بصورة مجرم قتل عائلة اسرائيلية بريئة ويعتبره بطلاً...نحن ندين القتلة...هذا معنى ان تكون عراقي.
نحن نعرف ان الوقوف مع ما يسميه البعض مقاومة معناه الرجوع الى المربع الاول، معناه اننا لم نتعلم الدرس...معناه اننا لم نقرأ تاريخنا ولم نعرف كيف يثور الظالم على الظالم ليستبدل الظلم بظلم من نوع جديد.
نحن نتمسك بالديموقراطية...لانها بصيص الامل في كل الظلام الذي يحيط بنا...نتمسك بالاتفاقيات الامنية مع العالم المتحضر الغربي لانه الضمان من عودة الديكتاتورية والتجبر والطغيان.
نحن اخترنا ان نتحالف مع امريكا بدل الدول المتخلفة التي تنضح ارهاباً
هل تسمعون؟ نحن اخترنا العالم المتحضر...اخترنا القطيعة مع تجارب الماضي...اخترن الاعتراف بظلام التاريخ وسواده.
لم نعد نقرأ التاريخ لنتمسك به كما تفعلون...لم نعد نقول: الاحواز لنا والكويت عراقية والاكراد شاذون مجرمون...لم نعد نقرر حقوق الناس بناءاً على غياهب التاريخ بل نقررها بناءاً على اليوم والساعة والواقع.
لانريد ان يشحننا خليجي بالكراهية ضد ايران ويدخلنا في قادسية جديدة نخسر فيها نصف مليون شاب ومئات مليارات الدولارات بينما ينعمون هم بناطحات السحاب التي يشغلونها.
لانريد ان يحدثنا احد عن اسرائيل وفلسطين فلا شأن لنا بالامر ولن نأخذ مال الفقراء لنوزعه على غير العراقيين ونموت جوعاً، وجيش العراق للدفاع عن العراق فقط.
لا شأن لنا بتركيا ...مشاكلنا مع تركيا سنحلها بالدبلوماسية لا بالحرب والهوسات والعنتيرات الفارغة
لا شأن لنا بدوغماكم التي تعتبرنا خونة...فلنكن خونة بنظركم...نحن لانهتم، نحن اخترنا، رفضناكم...رفضنا كل شيء فيكم...رفضنا سياستكم التي لم تنجب لنا سوى القحط والكلس.
تبرعنا لكم بصدام حسين تتبركون بسلاطة لسانه وغلظة عصاه...خذوه عسى ان ينفعكم فشبيه الشيء منجذب اليه.
خذوا صدام وامثال صدام احبوه وابكوه وعلقو صوره في كل مكان...نحن سنضع صورة فيها كل اطياف العراق...نحن سنفخر باننا طائفيون وان حكومتنا طائفية تعطي اطياف العراق حقها...تحاول انلا تبخس حق المستعضفين من الاقليات المقهورة.
سموا هذه طائفية، نحن نريد ان نكون طائفيون، لانريد ديموقراطيتكم، لا نريد نظرياتكم السياسية.
نحن اخترنا الحياة، اخترنا العالم المتحضر، ونحن مستعدون ان ندفع ثمن هذه الاختيار من دماء الشهداء الذين يسقطون لاول مرة في تاريخ العراق من اجل العراق.
إنكي
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
