ذكريات غانياتي الحزينات

هو صحفي يكتب مقالات اسبوعية في إحدى الصحف المحلية ،
قضى سنين عمره في التردد على بيوت الدعارة كي يقضي وطره من الغانيات،
اذ ان قلبه لم يعرف العشق يوما من الايام.

تمر السنون تلو الاخرى وحياته على نفس المنوال والروتين القاتل،
في ليلة عيد ميلاده ال 90 تجتاحه رغبة جامحة في ممارسة الجنس مع فتاة عذراء ،
ومن أجل ذلك يتصل ب Rosa Cabarcas ،التي تدير بيت دعارة سري
وتتكفل بأحضار فتاة عذراء ذات اربعة عشر ربيعا للصحفي الكهل ,
الذي يقع في غرامها منذ الوهلة الاولى.

تتوالى اللقاءات وتتغير حياة الرجل الكهل وتدب فيها الروح.......
عندما تدب الروح فيك بعد تسعين عاما فتركب دراجة هوائية وتسير
بها بين طرقات المدينة صادحا بأعلى صوتك مبتهجا بالغناء........
عندما تشتعل نار الغيرة في قلبك بعد تسعين عاما ، فتكسر محتويات
غرفة كاملة وكأنك مازلت رجلا في ريعان الشباب...................
عندما تشتبك أصابع يدك بأصابع يد حبيبتك وتذرف إثنتي
عشرة دمعة بالتزامن مع دقات الساعة تمام الثانية عشر.............
عندما تكتشف بأنك لم تبلغ من العمر أرذله ، بل أجمله...............
فأعلم بأنه الحب الذي غير حياتك.

من أسوأ ما يمكن أن يواجهه ألانسان هو الموت وحيدا............
فأن كان الموت كأسا فأحرص ألا تشربه إلا وأنت عاشق...........



ذكريات غانياتي الحزينات أخر روايات الكاتب الكولومبي
Gabriel Garcia Marquez ، عن الحب...العمر....والموت

هناك تكنيك في لعبة "البوكر" كنت دوماً أمارسه عندما ألعب مع لاعبين لا يعرفونني..
وهو أن أمتنع عن الرهان"I fold" في أول بضعة لفات حتى ولو كان معي ورقاً قوياً..
حتى إذا راهنت بعد ذلك رهبني الجميع وخافوا أن "raise their bets" لاعتقادهم إني لم أتحدث سوى وأنا واثق من قوة ما أملك..
سندباد..أتابع اسمك منذ فترة طويلة وكنت دوماً منتظراً برهبةٍ لما ستنطق به..وأنت المقل جداً في كلماتك..
نسخة إلكترونية للكتاب من ترجمة صالع علماني
أهلاً بك..

http://www.youtube.com/watch?v=mN9lHsBPuIY




النهر الحزين

هناك على ضفاف نهر الراين في مدينة بون ،
اجلس متأملا النهر وقت الغروب ،
اجلس هناك برفقة عشيقتي أو صديق مقرب أو أحد معارفي
ولكني غالبا ما أحب أن اجلس لوحدي ، خصوصا في
فصل الصيف حين تدب الحياة بين جنبات المدينة .
أذهب عصرا فأفترش العشب ، وألتحف السماء ، وأحضر كتابا أطالع
فيه وقنينة خمر أشربها كي أنسى الماضي والحاضر والمستقبل ،
مع كل غروب شمس أحس بأن ساعتي قد دنت ،
أنظر إلى الراين فأتذكر نهر دجلة وليالي بغداد الخوالي .
أراقب حركة السفن والزوارق فأتذكر سفراتنا النهرية ،
الاحتفالات النارية ، والسمك المسكوف .
بعد أن يسدل الليل ستائره على المدينة فيخفي وجوه العشاق ،
أبحث في السماء عن نجوم وقمر يذكروني بوجه حبيبتي فلا أجد ،
أتنهد طويلا وأنا أرى مياه دجلة الضاحكة لوجه القمر ورموش النجوم
في ليال ملاح طواها الدهر بين جنباته ، مازلت أذكر الشموع الطافية
على قطع الفلين في النهر وهي تقطعه متلألأة من الكرخ حيث يضعها بعض النسوة
بعد تبركهن بمرقد الشيخ الجنيدي طلبا للزواج ممن يعشقن أو أملا في ألانجاب
من بعد عقم طويل ، إلى الاعظمية في جانب الرصافة .
لا أنكر بأني كثيرا ما أذرف الدمع حزنا وحسرة على ماض لن يعود
وحاضر مظلم ومستقبل مجهول ، فقد ضاع عمري مني كتسرب الرمال
من بين أصابع اليد ، فأصبحت كهلا في جسد شاب يعيش على ذكريات بائدة ،
يختلج صدري حزن عميق أن أموت ولاتتحقق أمنيتي بالموت في بغداد
وأن تحرق جثتي ويرش رذاذ رمادها على سفح دجلة
، الذي احتضن أرواح وأجساد الكثير من قبلي ، لعل النهر يطهرني
ويجمعني مع من أحب بعد أن حرمني الدهر من وصالهم .

علي حداد


[img][/img]
07/07/2009 Bonn

---

---

(07-06-2009, 09:19 PM)AhmedTarek كتب:  هناك تكنيك في لعبة "البوكر" كنت دوماً أمارسه عندما ألعب مع لاعبين لا يعرفونني..
وهو أن أمتنع عن الرهان"I fold" في أول بضعة لفات حتى ولو كان معي ورقاً قوياً..
حتى إذا راهنت بعد ذلك رهبني الجميع وخافوا أن "raise their bets" لاعتقادهم إني لم أتحدث سوى وأنا واثق من قوة ما أملك..
سندباد..أتابع اسمك منذ فترة طويلة وكنت دوماً منتظراً برهبةٍ لما ستنطق به..وأنت المقل جداً في كلماتك..
نسخة إلكترونية للكتاب من ترجمة صالع علماني
أهلاً بك..

عيني أحمد

شكرا لك على الترحيب ، الحقيقة أنا متابع قديم للمنتديات منذ أن كان نادي الفكر صفحة في منتدى أرابيا، وباقي المنتديات كجسد الثقافة وايلاف عندما كان فيها منتدى ولكنه ذهب مع الريح وإختفى في مدن الملح ، أنا مقل جدا في كتاباتي وذلك لسوء لغتي التي أكل عليها الدهر وشرب ومضمض واستنشق ولأني ايضا لا أملك لوحة مفاتيح عربية في حاسوبي ولوحات المفايح المتوفرة في الشبكة بطيئة جدا وتفقدني الرغبة في الكتابة ، شكرا لك على الرابط ولكني لا أحبذ قراءة الروايات الاجنبية بالعربية لأن تجاربي مع المترجمين العرب ليست بالجيدة .

دمت بحب

علي

Pan's Labyrinth




http://www.youtube.com/watch?v=8t9tzCUZuWQ







يبدأ الفلم بمنظر بنت صغيرة مضرجة بدماءها على أرض حجرية...........

هناك في مملكة العالم السفلي حيث لا وجود للكذب أو ألالام عاشت أميرة صغيرة تحلم بالخروج إلى العالم العلوي حيث السماء الصافية والشمس المشرقة ، وفي أحد ألايام تغافل ألاميرة حراسها وتهرب من مملكتها ، تفقد ألاميرة ذاكرتها بعد تعرضها لأشعة الشمس في العراء وتنسى ماضيها ومن كانت ، وبمرور ألايام تهرم ألاميرة وتموت ، ولكن أباها الملك كان واثقا من أن روحها سترجع يوما ما بجسد جديد في مكان وزمان مختلفين .

في عام ١٩٤٤ تسافر كارمن بصحبتة إبنتها أوفيليا إلى زوجها القائد فيدال القابع في شمال إسبانيا لمحاربة الثوار المختبئين في الجبل ، وفي الطريق توقف كارمن الحامل عربتها لكي تستطيع التقيئ ، بينما تعثر أوفيليا على حجر بهيئة عين بالقرب من أحد التماثيل ، فتقوم بأعادة الحجر الناقص إلى التمثال ، الذي تخرج من فمه جنية على هيئة حشرة طائرة . بعد وصول كارمن إلى مقر زوجها فيدال يحدث الصدام ألاول بينه وبين إبنة زوجته أوفيليا ، التي تكتشف متاهة قديمة بالقرب من مقر زوج أمها .

في الليل تزور الجنية اوفيليا وتطلب منها أن تلحق بها إلى المتاهة ، حيث تتعرف هناك على أل (pan) ، مخلوق جزءه السفلي على شكل عنزة والعلوي على هيئة إنسان حسب المثولوجيا اليونانية . يقوم ال pan بتفحص أوفيليا بدهشة ويخبرها بأن روح ألاميرة موانا قد حلت في جسدها وبأن أباها ينتظرها في العالم السفلي على أحر من الجمر وذلك عندما يكتمل البدر في السماء ، ولكن عليها قبل ذلك أن تجتاز ثلاثة إختبارات كي يتأكد ال pan من أنها لم تمض وقتا طويلا بين البشر أنساها ماهيتها الروحية وجوهرها المختلف عنهم .




على الجانب ألاخر يقوم الجنرال فيدال بضرب المنتفضين بكل قسوة ويطاردهم في الجبال ويمنع عنهم الدواء والطعام ويقتل كل شخص يشك في أنه يساعدهم حتى وإن لم يكن متأكدا من ألامر ، فالعقاب يأتي عنده قبل التحقيق ، ويعذب ألاسرى بطرق بشعة .





مما تعلمته في درس الرياضيات وأنا صغير بأن الخطين المتوازيين
لا يلتقيان إلا أن لواقعية امريكا اللاتينية السحرية رأيا أخر.........

يسير الفلم في خطين متوازيين ، أولهما خيالي يتمثل بأوليفيا التي تعتقد بأنها ألاميرة موانا وتقوم بأجتياز إختبارات خطرة من أجل الوصول إلى مملكتها االجميلة ، التي تمثل لها عالما مثاليا خاليا من الكره وألالام والحروب ، عالم يعيش فيه الانسان والحيوان والمخلوقات السحرية بسلام وئام ، يخيل للمشاهد بأن اوليفيا تعيش حالة إنفصام تامة عمن حولها في إشارة الى طوباوية أحلامها.............

الخط الثاني واقعي ويتمثل بالحرب الدائرة بين قوات فيدال والثوار في الجبال بكل ما تمثله من موت وخراب ومجاعة ، هذا ويظهر لنا المخرج التحالف القائم بين المؤسسة الدينية والجهة الحاكمة متمثلا بالقس الذي يخاطب فيدال بأن الله قد أخذ أرواح هؤلاء الناس ، أما ما يحدث لأجسادهم فهو أمر غير مهم ، وذلك ردا على قول فيدال بأنه هنا من أجل أن يولد إبنه في اسبانيا نظيفة ، وأن هؤلاء الناس يظنون بأننا جميعا متساوون ولكنهم لايدركون بأن الحرب قد إنتهت وبأننا سنقتلهم حتى أخر رجل ، إنتهى .

يتقاطع خطا الواقع والخيال في عدة مواضع من الفلم ، فبعد أن ترمي ألام بنبات ال Alraune من عالم الخيال في النار ويقوم فيدال بقتل الطبيب فيريرو ، تفقد ألام وسائل مساعدتها من العالمين وتموت ، كذلك تنبت زهرة في أخر الفلم على جذع الشجرة الذي تركت عليه أوفيليا كنزتها خلال ألاختبار ألاول ، أما التقاطع ألاهم فيحدث في نهاية الفلم ساعة تنفيذ الاختبار ألاخير لأوفيليا وحضور فيدال في الحظة الحاسمة من أجل أن يأخذ إبنه من أخته غير الشقيقة.......ولكني لن أذكره كي لا أحرق الفلم على من لم يشاهده .

أن تفضل الموت على أن تقتل شخصا بريئا هو مفتاح الدخول إلى مملكة العدل

Pan's Labyrinth فلم للمخرج المكسيكي Guillermo del Toro أخرجه عام ٢٠٠٦ ونزل عام ٢٠٠٧ إلى صالات العرض ألاوربية ، تحفة فنية خلابة عن التسامح... التضحية ... الحب ... وألامل بغد أفضل فلا تفوتوه .

لو كان ألامر بيدي لأجبرت العراقيين حكومة وشعبا على مشاهدة الفلم مرة كل شهر عّلنا نتعلم شيئا جميلا ولو لمرة واحدة .

دمتم بحب

علي حداد