تقرير إخباري : حماس تطلق حملة (نعم للفضيلة) لفرض التعاليم الإسلامية في قطاع غزة
2009:07:27.11:18
ظهر أربعة شبان ملتحون يرتدون جلابيب بيضاء فجأة في مقر شركة جوال للاتصالات الفلسطينية وسط مدينة غزة يوم الأحد / 26 يوليو الحالى / 2009 وأخذوا يحثون ويدعون العملاء المتواجدين في الشركة للتمسك بالأخلاق والشريعة الإسلامية.
وأثارت هذه الخطوة انتباه الموظفين وحراس الشركة لكنهم فشلوا في وقفهم حينما بدأ أحدهم بالحديث بكل جرأة وبصوت مرتفع للمتواجدين الذين التفوا من حوله يطلب منهم التخلي عن السلوكيات والتصرفات التي تتنافي مع الأخلاق والدين الاسلامي.
وتعتبر هذه الخطوة جزء من حملة (نعم للفضيلة) التي شرعت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بتنفيذها لوقف المظاهر التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية في قطاع غزة.
وهي أول خطوة علنية من الحركة الإسلامية لفرض تعاليم الإسلام بصرامة بعد ان كانت تنفذها في السابق على استحياء خشية انتقادات دولية.
وعرض الرجل ذو الوجه المبتسم ملصق عليه صورة لشيطان وهو يهمس في أذن فتاة ترتدي ملابس عادة ما ترتديها كثير من فتيات غزة وهي عبارة عن حجاب على الرأس وقميص يغطي جسدها العلوي وسروال ضيق.
وقال الرجل إن مثل هذه الملابس "شيطانية مائة بالمائة" وتتنافى مع الدين، مضيفا أن "الشيطان وسوس للفتاة بأن هذا لباس شرعي إسلامي".
ودعا الرجل الفتاة الفلسطينية إلى الإلتزام بالحجاب الشرعي وهو عبارة عن جلباب فضفاض مع حجاب على الرأس يغطي جميع أجزاء جسدها بما في ذلك الرقبة.
وقال صلاح أبو صقر المشرف العام على تنفيذ الحملة، إن الحملة التي بدأت وزارة الأوقاف تنفيذها بالتعاون مع الإدارة العامة للوعظ والإرشاد جاءت لحث المجتمع علي الأخلاق الحسنة.
وطالب أبو صقر الفتيات بارتداء الحجاب وعدم الظهور متبرجات أو بشعورهن، مشيرا إلى أن الإسلام حافظ علي حقوق المرأة وعليها أن تحافظ على أخلاقها.
وأشار إلى أن الحملة لن تستخدم فيها القوة، وستقتصر بداية على الإرشاد والموعظة والتركيز على النصيحة لكنه أعلن أن وزارته تسعى للحصول على قوانين للمراقبة والمحاسبة لفرضها بالمستقبل.
وقام موظفو الوزارة بالتنقل من محل إلى أخر في سوق الزاوية وشارع عمر المختار الرئيسي في غزة مظهرين ملصقات ملونة عالية الجودة تم صناعتها في مصر وأحضرت عبر الأنفاق بينما قام موظفون آخرين بلصق بوسترات داخل محلات لبيع الملابس خصوصا تلك التي تعرض صورا ونماذج لمشاهير من الغرب تدعو إلى الإلتزام بالدين والاخلاق.
وطلب وعاظ وملتحون من أصحاب المحلات بإزالة الهياكل البلاستيكية لجسم المرأة (مانيكان) التي يتم استخدامها لعرض الملابس كما طالبوا بنزع صور العارضات من على المنتجات وحتى الملابس الداخلية للنساء المعروضة على واجهة المحلات.
وقال باسل المدهون أحد الوعاظ القائمين على الحملة نحن ننشر الفضيلة للناس حسب الشريعة وسنقوم بزيارات ميدانية إلي عدة أماكن عامة للتوعية، نافيا أن تكون الحملة انتهاك للحريات العامة.
وقال سامي عجور صاحب محل لبيع الملابس الداخلية النسائية إنه غير راضي عن حملة حماس، مضيفا أن عناصر الحملة أتوا إليه من قبل وأجبروه على إزالة الملابس الداخلية والمانيكان المعروضة في واجهة المحل وداخله.
وأضاف هذا مصدر رزقتنا الوحيد يعني لو رفعنا المعروضات فكيف ستعرف الناس أن هذا محل لبيع الملابس الداخلية، هذا أسلوب إجبار ولا نقاش فيه، وأنا لا أعرف ماذا افعل؟.
لكن محمد الجاعوني الذي يبيع الزي الإسلامي للنساء أشاد بهذه الحملة، وقال أنا إلتزمت بهذه الحملة وبدأت بتنفيذها ووضع ملابس فضفاضة على المانيكان مع تغطية الوجه، مشيرا إلي أن الشاب الذي يرى المانيكان في ملابس مغرية وضيقة تثير شهوته الجنسية وهذا لا يجوز.
ويظهر أحد الملصقات التي وزعها أفراد الحملة على السكان سبع قنوات فضائية تشجع حركة حماس الأسر الفلسطينية لمشاهدتها من بينها قناة الأقصى التابعة للحركة فيما تتضمن بعض الملصقات الأخرى صور تحذر الناس من صديق السوء والمخدرات والتدخين والمواقع الإباحية.
وتوزع الحملة منشورات أصغر حجما مكتوب عليها باللون الأسود تنبيه للناس للكلمات التي تكتب على ملابس الأطفال باللغة الانجليزية وقاموا بشرح معاني هذه الكلمات بالعربية .
وتحمل وثيقة أخرى وزعت بختم الوزارة بأنها ستعمل على وقف كافة المظاهر اللاأخلاقية في المجتمع خصوصا الاختلاط في الصالات العامة والأفراح والسهرات الليلية والرحلات الطلابية التي تجمع البنات والشباب والرقابة على مقاهي الانترنت ومنع المواد الإباحية.
كما تستهدف الحملة تناول حبوب الترامال والعلكة المثيرة للجنس وعدم الاختلاط في الجامعات، والانحلال في بعض المواقع والملابس الفاضحه على شاطئ البحر.
وقال جميل سرحان مدير الهيئة المستقلة لحقوق المواطن "إن الهيئة تتابع بقلق هذه الحملة ونرفض أن يرغم أي إنسان على اعتناق أي فكر لا يرغب به أو لا يريده".
وأضاف أن القانون الأساسي الفلسطيني يشدد على الحقوق وضمان واحترام الحريات الشخصية واحترام حقوق الإنسان وعدم المساس بكرامته وبشخصه أو حتى بكل ما يحتاجه المجتمع .
وقال سرحان إن رئيس مجلس العدل في غزة أصدر قرارا بوجوب ارتداء المحاميات في محاكم غزة لباس الحجاب الإسلامي وهذا مخالف للقانون، وتابع قائلا "ونحن من جانبنا أكدنا على رفضه ونسعى من أجل إلغاء هذا القرار".
وتأتي هذه الحملة بعد يوم واحد من نفي الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس اتخاذها إجراءات للحد من الحريات العامة في قطاع غزة.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة في بيان صحفي تلقت (شينخوا) لا يوجد أي قرار جديد مخالف لما هو موجود من قوانين لكن الحكومة حريصة كل الحرص على حماية الآداب العامة ودعوتها الدائمة للأخلاق الحميدة المستمدة من الشرع الكريم.
(شينخوا)
المصدر
دور السينما في غزة تبحث عن "ضمانات" لدى حماس لتفتح أبوابها من جديد
شبكة اخباريات(وكالة انباء شينخوا الصينية): ينهمك عدنان ابو بيض (57 عاما) في عرض حبات البطيخ والبصل في دكانه الصغير في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في انتظار زبائنه، إلا انه لا زال يفكر في "ضمانات" تتيحها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لممارسة عمله القديم، المتمثل في إعادة فتح وإدارة "سينما النصر" أكبر دار عرض للأفلام السينمائية في قطاع غزة .
فقبل حوالي 15 عاما كان زبائن ابو بيض مختلفين تماما عن زبائن اليوم، حيث كان يدير "سينما النصر"، و لا يزال يمتلك أضخم أرشيف لأفلام السينما من نوع (35 م) في غزة، والذي يقدر ثمنه بحوالي مليون والنصف دولار أمريكي، يحتفظ به في سدة دكانه الصغير بجانب البصل والبطيخ.
وقال ابو بيض في حديث مع وكالة أنباء (شينخوا) "إنه مع انتشار "المد الديني" في غزة هناك تخوف من إعادة فتح دور السينما، مضيفا "من يضمن لنا عدم تخريبها وحرقها"، موضحا أن إعادة فتح دور العرض يحتاج إلى موقف موحد واستثمار كبير، والأهم من ذلك ضمانات بعدم استهدافها.
ويتذكر ابو بيض ما حدث لسينماه في الماضي، قائلا إن الأرشيف هو ما تبقى بعد أن تعرضت السينما للحرق والتدمير على يد متشددين غاضبين اثر مواجهات اندلعت بين نشطاء من حركة حماس والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في عام 1996 عرفت حينها بأحداث مسجد فلسطين.
وأضاف انه منذ ذلك اليوم تحول من مورد كبير لأفلام السينما، لتاجر يبيع البطيخ والبصل!! .
وشهدت الفترة من عام 1965 وحتى عام 1990، عصرا ذهبيا لدور العرض والمسارح في قطاع غزة.
وتابع ابو بيض "كنا نحضر آخر الإنتاج السينمائي في العالم خصوصا من مصر والصين والهند وإسرائيل وأمريكا ودول عربية، وكانت الأمور جيدة جدا".
وكانت معظم دور السينما وصالات العرض قد اضطرت لإغلاق أبوابها، عام 1987 بعد أن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبروز التيارات الإسلامية، حيث أصبح الناس يخافون ارتيادها، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وعند قيام السلطة الفلسطينية عام 1994 أعيد افتتاح داري عرض في غزة، لكنهما سرعان ما أغلقتا أبوابهما عام 1996 عند اندلاع مواجهات بين نشطاء من حماس والأمن الفلسطيني، وحتى نهاية عام 1994 كانت هناك تسع دور عرض للسينما في قطاع غزة هي: النصر، عامر، السامر، الجلاء، في مدينة غزة، والخضراء، الحمراء، في خانيونس، بالإضافة لثلاث دور عرض في رفح جنوب القطاع أشهرها دار سينما السلام.
وتحولت مواقع السينما التي ما زالت قائمة حتى الآن لمكب للنفايات، ومساكن للحيوانات الضالة والفئران، وباتت أماكن صامتة وفارغة بعد أن كانت في الماضي تعج بالأصوات والحركة النشطة.
وأغلقت سينما عامر التي ما زالت ملصقات الأفلام القديمة معلقة على جدرانها المتسخة الداخلية أبوابها بالحجارة والاسمنت، بينما نمت الأعشاب والحشائش الضارة في مدرجاتها وبين الكراسي المحطمة التي لم يبق منها سوى حديدها الصدئ.
وسد شباك التذاكر الذي كان يقف الزبائن وعشاق السينما أمامه طوابير بالحديد المسلح واللحام .
وينظر محافظون فلسطينيون إلى السينما بأنها روجت لعادات منافية للدين وتقاليد المجتمع الفلسطيني.
ويدحض ابو بيض هذه الاتهامات، قائلا "هذا كذب نحن كنا نتفقد الأفلام قبل عرضها وكانت الناس كلها موجودة وتشاهد وتعبر عن فرحتها".
وأوضح أن "هناك جهلا كبيرا بدور السينما وما يمكن ان تسهم فيه وتقدمه من ثقافة للمجتمع، وفي الآونة الأخيرة برزت دعوات عدة من قبل فنانين ومسرحيين فلسطينيين لإعادة افتتاح دور العرض السينمائية لعرض إنتاجهم الفني، حيث يعرض هؤلاء إنتاجهم في مراكز ومواقع غير مؤهلة".
وأعرب ابو بيض عن استعداده لإعادة بناء السينما وإعادة الاستثمار فيها مجددا، لكنه في المقابل يخشى على حرقها وتدميرها من جديد.
وشن متشددون في الآونة الأخيرة عدة تفجيرات استهدفت المقاهي، ومقاهي الانترنت وأماكن ترفيهية في أماكن مختلفة في قطاع غزة بدعوى أنها أماكن للاختلاط واللهو.
وكانت حركة حماس قد أنتجت مؤخرا فيلما سينمائيا هو الأول من نوعه، والذي يروي نبذة عن تاريخ حياة عماد عقل، قائد كتائب عز الدين القسام الذي اغتالته إسرائيل عام 1993، ولأنه لا يوجد أماكن عرض سينمائية بغزة اضطر القائمون على الفيلم لعرضه في مقر الجامعة الإسلامية.
وقال ابو بيض إنه مستعد لإعادة فتح دار العرض التي يديرها إذا طلبت الحكومة التي تديرها حماس في غزة منه ذلك، لكنهم غير معنيين على ما يبدو.
واشترط أسامة العيسوي وزير الثقافة في حكومة حماس المقالة في مقابلة مع (شينخوا) الموافقة على إعادة فتح دور العرض السينمائية في غزة بالتزامها بأعراف وتقاليد المجتمع الدينية، نافيا أن يكون الانتشار الديني هو السبب الرئيسي وراء إغلاق دور العرض .
وقال إن وجود مشاكل اقتصادية لدى أصحابها لعدم إقبال الناس عليها هو سبب اغلاق دور السينما، مضيفا انه في عام 1996 كانت هناك هبه جماهيرية ضد السينما لعرضها أفلام تتنافى مع قيم المجتمع وأخلاقه ودينه وبالتالي قام الناس بمواجهتها ورفضها.
وأكد "أننا مع الفن الهادف الذي يحترم عادات وتقاليد وأعراف المجتمع وتعزيز ثقافته الدينية والأخلاقية ودعم المقاومة وخدمة القضية الفلسطينية.
وأضاف العيسوي " أن السينما هي مؤسسات خاصة وفي حال تقدم أصحابها بطلب للوزارة لإعطائهم التراخيص اللازمة فنحن سنتعامل مع الأمر بكل ايجابية إذا التزموا بهذه الشروط".
المصدر