حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ألغاز ميلاد يسوع المسيح (1/2)
Gkhawam غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 331
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
ألغاز ميلاد يسوع المسيح (1/2)
بقلم فراس السواح

بعد مضيّ ألفين من السنين على ميلاد يسوع، ما زلنا لا نملك أيّ وثيقة تاريخية عن حياة هذه الشخصية الاستثنائية في التاريخ الروحيّ للإنسانية. وما زالت الأناجيل الأربعة التي اعتمدتها الكنيسة تقف شاهداً وحيداً على ميلاده ومسيرة حياته التبشيرية وصلبه. وعلى الرغم من أنّ الكنيسة قد أقرّت في صُلب عقائدها أنّ الأناجيل الأربعة قد كتبت بإلهام إلهيّ، إلا أنّها لم تفلح في تقديم تفسير منطقيّ للتناقضات الواقعة بين هذه الأناجيل، والتي من شأنها نفي عقيدة الإلهام الإلهيّ نفسها. وفي الحقيقة، فإنّ مشكلة التناقض بين هذه الوثائق التي تقف دون سند خارجيّ، لن تجد حلاً لها سواء بالنسبة إلى المؤمن المسيحيّ أم بالنسبة إلى الباحث عن الحقيقة التاريخية، إلا إذا نحن استغنينا عن فكرة الإلهام الإلهيّ ونظرنا إلى مؤلّفي الأناجيل باعتبارهم حَمَلة رسالة دينية لا باعتبارهم مؤرّخين يعملون على تقصّي الحقائق وفق مناهجنا البحثية الحديثة .
لقد دُوّن أوّل الأناجيل وهو إنجيل مرقس نحو عام 70م، أي بعد أربعين سنة على وفاة يسوع وسبعين سنة على ميلاده؛ ودُوّن آخرها وهو إنجيل يوحنّا بين عام 100 وعام 110م، أي بعض مضيّ نحو سبعين سنة على وفاة يسوع ونحو قرن كامل على ميلاده. هذا يعني أنّ مؤلّفي الأناجيل كانوا في حالة انقطاع تامّ عن الأحداث التي يروونها، وأنّ كلاً منهم قد تقصّى وقائعه على طريقته الخاصّة، واختار منها ما يتلاءم مع طبيعته الشخصية وثقافته وطبيعة المستمعين الذين يتوجّه إليهم برسالته. وبالنظر إلى أنّ اللاهوت المسيحيّ كان ينمو ويتطوّر خلال هذه الفترة الفاصلة بين الحدث وزمن تدوينه، فإنّ المفاهيم اللاهوتية المستحدثة كان لا بدّ لها من أن تفرض نفسها على تفسير ذلك الحدث. وفي ظلّ غياب السلطة الدينية المركزية وعدم استقرار اللاهوت المسيحيّ في ذلك الوقت المبكّر، فقد كان على كلّ مؤلّف إنجيليّ، سواء فيما يتعلّق باختياره لروايته أم في تفسيره لها، أن يصدر عن موقف شخصيّ ورؤية خاصّة به. وهذا ما نستطيع ملاحظته ابتداءً من الأخبار المتعلّقة بأسرة يسوع وميلاده .
1 – الأسرة :
يلفت نظرنا في الأناجيل شحّ المعلومات المتعلقة بأسرة يسوع. فنحن لا نعرف شيئاً عن أسرة مريم وحياتها قبل بشارتها من قبل الملاك بالحمل العذريّ، ولا نعرف شيئاً عن يوسف الذي قدّم له متّى ولوقا سلسلتي نسب لا تفيداننا بشيء بسبب تعارضهما. كما أنّ الوالدين يغيبان تقريباً عن أحداث الإنجيل بعد قصّة الميلاد. فإنجيل مرقس الذي تجاهل قصّة الميلاد لا يأتي على ذكر مريم بالاسم إلا مرّة واحدة عندما قال أهل الناصرة عن يسوع: " أليس هذا النجّار ابن مريم؟ " (مرقس 6: 3). أمّا يوسف فقد تجاهله مرقس تماماً ولم يأت على ذكره لا من قريب ولا من بعيد. وفي إنجيل متى أشار المؤلف إلى مريم بالاسم مرّة واحدة وأشار إلى يوسف بصفته النجّار دون ذكر اسمه، عندما أعاد صياغة قول أهل الناصرة بخصوص يسوع ليغدو على الشكل التالي: " أليس هذا ابن النجّار؟ أليست أمّه تدعى مريم؟ " (متى 13: 55). وفي إنجيل لوقا يرد ذكر يوسف ومريم بعد قصّة الميلاد مرّة واحدة فقط ولكن دون ذكر اسميهما، وذلك في قصته عن زيارة أسرة يسوع إلى أورشليم عندما كان في سنّ الثانية عشر، وكيف افتقده أبواه ليجداه في الهيكل يناقش الشيوخ (لوقا 4: 16-22). وبعد ذلك تغيب مريم تماماً، أمّا يوسف فيرد ذكره مرّة واحدة عندما قال أهل الناصرة عن يسوع: " أليس هذا ابن يوسف؟ " (لوقا 4: 23). وكما نلاحظ هنا فإنّ لوقا قد تجاهل مريم حتى عندما جاء إلى التعريف بأبوي يسوع.
وفي إنجيل يوحنا وهو الإنجيل الثاني بعد مرقس الذي تجاهل قصّة الميلاد، يرد ذكر يوسف بالاسم مرّتين في معرض الإشارة إلى يسوع على أنّه ابن يوسف ولكن دون أيّ معلومات أخرى عن هذه الشخصية الغامضة . (يوحنا 1: 45 و6: 48). أمّا مريم فلم يرد ذكرها بالاسم، وإنّما بصيغة " أمّ يسوع " وذلك في موضعين فقط. فقد ورد ذكرها في مطلع الإنجيل في قصة تحويل يسوع الماء إلى خمر في بلدة قانا الجليل: " وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أمّ يسوع هناك، ودُعي يسوع وتلاميذه إلى العرس، ولمّا فرغت الخمر قالت أمّ يسوع له ليس لهم خمر. فقال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة؟ لم تأت ساعتي بعد. فقالت أمّ يسوع للخدم: مهما قال لكم فافعلوه. " (يوحنا 2: 1-5).
في هذا الحوار الذي قدّمه لنا يوحنا، لدينا دليل على الدفء المفقود بين يسوع وأمّه، وذلك في قوله لها: " مالي ولك يا امرأة ". وهذا ما نلاحظه أيضاً في مشاهد لاحقة: " فبينما هو يكلّم الجموع إذا أمّه وإخوته خارجاً طالبين أن يكلموه، فقال له واحد: هو ذا أمّك وأخوتك واقفون خارجاَ يطلبون أن يكلّموك.فقال له: من هي أمّي ومن هم إخوتي؟ ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال: ها أمّي وها إخوتي، لأنّ من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمّي. " (متى 12: 46-50). ولعلّ في هذا التعليق من قبل يسوع إشارة خفيّة إلى أنّ أسرته لم تكن بين من يصنع مشيئة الله، ولم تكن قد آمنت به بعد. ويؤكّد لنا هذا ما أورده إنجيل مرقس من أنّ أسرة يسوع جاءت للقبض عليه لأنهم اعتبروه فاقد الرشد: "ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختلّ." (مرقس 3: 21). وبعد بضع فقرات من الإصحاح نفسه يقول لنا مرقس: " فحينئذ جاء إخوته وأمّه ووقفوا خارجاً يطلبونه… الخ ممّا ورد عند متّى في المقتبس السابق ." (مرقس 3: 31-35) . ونحن لا نستطيع هنا إلا أن نربط بين الخبر الأوّل وهذا الخبر الثاني. فأسرة يسوع قد خرجت أوّلاً للقبض عليه، وعندما عرفوا مكانه جاءوا ووقفوا خارج البيت يطلبونه. كما نلاحظ الدفء المفقود بين يسوع وأسرته في مشهد آخر صدر فيه عن يسوع تعليق مشابه لتعليقه آنف الذكر: " وفيما هو يتكلّم بهذا، رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما. أما هو فقال: بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه. " (لوقا 11: 27-28) .
بعد عرس قانا لا تظهر مريم في إنجيل يوحنا إلا في مشهد الصلب: "وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمّه، وأخت أمّه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. " (يوحنا 19: 25). فأين كانت مريم خلال مدّة السنتين اللتين استغرقتهما حياة يسوع التبشيرية في إنجيل يوحنا؟ ولماذا لم تكن بين النسوة اللواتي تبعن يسوع من الجليل ورافقنه في حلّه وترحاله ؟
في بقية أسفار العهد الجديد البالغ عددها سبعة وعشرين سفراً، لا يرد ذكر يوسف النجار، بينما يرد ذكر مريم مرّة واحدة في سفر أعمال الرسل حيث يقول لنا المؤلّف في الإصحاح الأوّل بأنّ التلاميذ في أورشليم بعد صعود يسوع: "كانوا يواظبون على الصلاة مع النساء ومريم أمّ يسوع ومع إخوته." (الأعمال 1: 14). وعلى الأرجح فإنّ هذا الخبر هو إضافة لاحقة على النص الأصليّ، لأنّ مؤلّف سفر الأعمال هو لوقا نفسه الذي تجاهل في إنجيله وجود مريم إلى جانب يسوع خلال حياته التبشيرية، فهي لم تكن بين النسوة اللواتي تبعنه، ولم تكن موجودة عند القبض عليه ولا عند محاكمته ولا في مشهد الصلب، كما لم يرد ذكرها بين الذين شهدوا ظهورات يسوع بعد قيامته. من هنا فإننا نستبعد أن يكون لوقا هو الذي جاء بمريم فجأة إلى مسرح الحدث، ثمّ جعلها تختفي ثانية بالطريقة التي ظهرت بها .
2 – النسب :
هذا المأزق المتعلّق بنقص المعلومات عن حياة يسوع قبل ظهوره العلنيّ بعد اعتماده بماء الأردن على يد يوحنّا المعمدان وهو في نحو الثلاثين من عمره، هو الذي دفع متّى ولوقا إلى ابتكار سلسلة نسب ليسوع تربطه بالملك داود، وإيرادهما لقصّة ميلاد لا تحتاج إلى الوثائق لأنّها تستخدم لغة ميثولوجية من أجل التعبير عن حقائق إيمانية لا عن حقائق تاريخية .
يستهل متّى إنجيله بمقدمة عن نسب يسوع من ناحية يوسف النجار، فيعرض لنا سلسلة تبتدئ بإبراهيم الأب الأوّل للشعب العبرانيّ، وفي الوسط تمرّ بالملك داود، ثمّ تنتهي بيوسف: " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم: إبراهيم وَلَدَ إسحاق، وإسحاق وَلَد يعقوب، ويعقوب وَلَد يهوذا وإخوته … الخ … وأليغازر وَلَد متان، ومتان وَلَد يعقوب، ويعقوب وَلَد يوسف رجل مريم التي وُلِدَ منها يسوع الذي يدعى المسيح. " (متى 1: 1-26). أمّا لوقا فلم يستهلّ إنجيله بسلسلة نسب يسوع وإنما أطلعنا عليها بعد ابتداء يسوع بكرازته، وذلك في الإصحاح الثالث حيث نقرأ: " ولمّا ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة. وهو على ما كان يُظنّ: ابن يوسف، بن هالي، بن متثات بن لاوي بن ملكي …الخ .. " (لوقا 3: 23-24). وبمقارنة بداية سلسلة لوقا مع نهاية سلسلة متّى نجد أنّ يوسف النجّار عند لوقا هو: بن عالي بن متثات بن لاوي. أمّا عند متّى فهو: بن يعقوب بن متان بن عازر. أي إنّ متّى ولوقا لم يتّفقا من حيث البداية على اسم الجدّ المباشر ليسوع، ولا على أسماء أصوله الأقربين، ثمّ يتابع لوقا بعد ذلك سلسلته في خطّ مختلف تماماً عن متّى، حتى لكأنّنا أمام سلسلتي نسب لشخصيتين مختلفتين تماماً، وذلك وصولاً إلى الملك داود حيث تعود السلستان إلى الاتّفاق وتصلان إلى إبراهيم، لأنّ كلا المؤلفين يعتمدان هنا سلسلة الأنساب التوراتية المعروفة. وعند إبراهيم تنتهي سلسلة متّى بينما يتابع لوقا منفرداً وصولاً إلى آدم: " بن إبراهيم، بن تارح، بن ناحور … الخ .. بن شيت بن آدم، ابن الله ". وبذلك فإنّ سلسلة لوقا تقوّض نفسها بنفسها لأنّها ابتدأت بالقول: " وهو على ما كان يُظنّ ابن يوسف بن هالي"، وانتهت بالقول: " بن شيت بن آدم ابن الله؟ . وذلك مثلما تقوّض سلسلة متّى نفسها أيضاً عندما انتهت بالقول: " ومتان ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع "، ولم تقل: " ومتان وَلَد يوسف، ويوسف وَلَد يسوع ". والسلسلتان لا معنى لهما أصلاً لأنّهما لا تعترفان بأبوّة يوسف ليسوع .
فإذا جئنا إلى رواية الحبل العذريّ والميلاد عند كلّ من متّى ولوقا، وجدنا أنفسنا أمام قصّتين مختلفتين تماماً على ما تبيّنه المقارنة التالية .
3 – الحبل العذري :
رواية متّى: " أمّا ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمّه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا، وُجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان بارّاً ولم يشأ أن يُشَهِّرها أراد تخليتها سرّاً. ولكن فيما هو متفكّر في هذه الأمور، إذا ملاك الربّ قد ظهر له في حلم قائلاً : يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأنّ الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم، وهذا كلّه كان لكي يتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: هو ذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. فلمّا استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره الملاك وأخذ امرأته، ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. " ( متى 1: 18-25) .
رواية لوقا : يبتدئ لوقا روايته بقصّة الكاهن زكريا وكيف حملت زوجته أليصابات قريبة مريم بشكل إعجازيّ وهما في سنّ الشيخوخة بيوحنا المعمدان. ثمّ يقطع روايته وأليصابات في شهرها السادس ليقصّ لنا عن الحبل العذريّ لمريم :
" وفي الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: سلام لك أيتها المُنْعَمُ عليها، الربّ معك، مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكّرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنّك قد وجدتِ نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العليّ يدعى، ويعطيه الربّ الإله كرسيّ داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يَحُلُّ عليك وقوّة العليّ تظلّلك، فلذلك أيضاً القدّوس المولود منك يدعى ابن الله. وهو ذا نسيبتك أليصابات هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقراً، لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فقالت مريم: هو ذا أنا أَمَة الربّ، ليكن لي كقولك. فمضى من عندها الملاك. فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (= أورشليم)، ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلمّا سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ؟ … الخ ." (لوقا 1: 26-44) . بعد ذلك تمكث مريم عند زكريا وأليصابات نحو ثلاثة أشهر ثم تعود إلى بيتها .
من مقارنة هاتين الروايتين نخرج بالملاحظات التالية :
1 – يحيط الغموض التامّ بالشخصيتين الرئيسيتين يوسف ومريم. ويبدو أنّ المؤلفين لا يعرفان عنهما سوى الاسم فقط، ولا شيء آخر عن الأسرة والوالدين والوضع الاجتماعي. وعلى عكس الرأي الشائع بأنّ يوسف كان يعمل نجّاراً، فإنّ المعطيات النصية غير واضحة بهذا الخصوص. فروايتا الميلاد لا تذكران شيئاً عن مهنة يوسف رجل مريم. أمّا المواضع الأخرى التي جرى التعويل عليها لوصف يوسف بالنجّار فمتضاربة بهذا الخصوص. فمرقس الذي تجاهل وجود يوسف تماماً قد وصف يسوع نفسه بالنجّار عندما قال على لسان أهل الناصرة: "أما هو النجار ابن مريم ؟ " (6 :3) أمّا متّى فقال : " أما هو ابن النجار ؟ " (13: 55)، بينما قال لوقا: " أما هو ابن يوسف؟ " (4: 23) وكذلك فعل يوحنا الذي وصف يسوع مرتين بابن يوسف دون أن يأتي على ذكر النجار (يوحنا 1: 45، و6: 42) . وبذلك تقف شهادة متّى عن يوسف بأنه نجار وحيدة ومن دون مؤيّد من بقية الأناجيل. وقد ناقش بعض الباحثين بأنّ كلمة tekon الواردة في النصّ اليوناني للأناجيل هي المعادل للكلمة الآرامية " ن ج ا ر" في لغة فلسطين المحكية في ذلك الزمان، والتي تعني كما في العربية من يمتهن النجارة. ولكنّ هذه الكلمة الآرامية قد وردت أكثر من مرّة في أدبيات التلمود في معرض الإشارة إلى الشخص المتعلّم والمثقّف. وعلى ذلك فربّما لم يكن يوسف نجاراً على الإطلاق، ولا يسوع كذلك (1) .
2 – الموطن الأصليّ لكلّ من يوسف ومريم هو الجليل عند لوقا، أمّا عند متّى فهو بيت لحم في مقاطعة اليهودية قرب أورشليم. وسوف نرى فيما بعد كيف جاء لوقا بيوسف ومريم إلى بيت لحم من أجل إتمام النبوءة التوراتية بخصوص ميلاد المسيح المنتظر.
3 – يلعب يوسف الدور الرئيسيّ في قصّة متّى التي تقدّمه كرجل حكيم عاقل تصرّف بهدوء عندما اكتشف أنّ خطيبته مريم حبلى. وعلى عكس المتوقّع فإنّ الملاك جبرائيل يظهر له في الحلم لا لمريم، ويبشّره بالمولود ويطلب منه الاحتفاظ بخطيبته لأنّ الذي تحمله هو من الروح القدس، وأنّ عليه أن يسمّيه يسوع. أمّا عند لوقا فإنّ الدور الرئيسيّ تلعبه مريم، والملاك يظهر لها في اليقظة لا في المنام، ويدخل عليها كأيّ زائر عاديّ فيلقي السلام ويبشّرها بالمولود الذي ستحبل به من الروح القدس. بعد ذلك نجد مريم تعيش حياتها بحرية؛ فبعد سماعها خبر حمل قريبتها أليصابات، تترك مدينتها في الجليل وتسافر وحيدة لزيارة أليصابات في مقاطعة اليهودية قاطعة مسافات طويلة ووعرة وشاقة، حيث مكثت عندها ثلاثة أشهر ثمّ عادت إلى الناصرة. وخلال كلّ هذه الأحداث لا نعثر ليوسف على أثر، ولا نعرف كيف عرف بخبر الحمل ولا عن ردّة فعله تجاه ذلك. ثمّ نجدهما بعد ذلك قادمين إلى بيت لحم حيث وضعت مريم مولودها .
4 – في بشارة الملاك ليوسف في إنجيل متّى يوصف يسوع بأنّه الذي "يخلّص شعبه من خطاياهم" . أمّا عند لوقا فيوصف بأنّه الذي " يعطيه الربّ الإله كرسيّ داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد" . أي إنّ متّى يبشّر بمسيح روحانيّ، أمّا لوقا فيبشّر بمسيح سياسيّ .
5 – يقتبس متّى من سفر إشعيا التوراتي 7: 14 عندما يقول: " لكي يتمّ ما قيل بالنبيّ القائل: هو ذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل" . ثمّ يضيف من عنده : " الذي تفسيره الله معنا " . ومتَّى هنا شأنه شأن بقية مؤلّفي الأناجيل يعتمد على الترجمة اليونانية للتوراة والمعروفة باسم " السبعينية ". وهذه الترجمة، كما يُقرّ الآن جميع علماء التوراة، قد أخطأت بإيجاد المعادل اليوناني لكلمة almah التي استخدمها مؤلف سفر إشعيا والتي تعني بالعبرية فتاة صغيرة، وقالت parthenus أي فتاة عذراء. وعليه فإنّ الآية إياها في الأصل العبريّ ينبغي أن تقرأ على الشكل التالي : " هو ذا الفتاة الصغيرة (= ألمه) تحبل وتلد ابناً … الخ ". وهذا يعني أنّ شهادة سفر إشعيا عن ولادة المسيح من عذراء لا أساس لها في النصّ العبريّ لسفر إشعيا، ولا في بقيّة ترجمات التوراة إلى اللغة اليونانية، واللاحقة على السبعينية، والتي استخدمت في الواقع كلمة neanis أي فتاة صغيرة باليونانية، مقابل parthenus أي عذراء (2) .
6 – يقول متّى إنّ يوسف قد أخذ مريم كما أمره الملاك بعد أن كان عازماً على تخليتها، " ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع ". وكلمة "يعرفها" هنا تدلّ على الخلوة الجنسية، وبما أنّ المعنى المباشر لهذه الآية يدلّ على أنّ يوسف لم يختل بمريم قبل الولادة، ولكنه ربما اختلى بها بعد الولادة، فإنّ القائمين على الترجمة الكاثوليكية الجديدة إلى العربية (منشورات المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1969)، قد عمدوا إلى إعادة صياغة جملة " ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" ، وقالوا: " على أنّه لم يعرفها. فولدت ابناً فسمّاه يسوع". وهذا يعطينا شاهداً معاصراً لنا على مدى سطوة الإيديولوجيا الدينية على النصّ المقدس.
الحلقة الثانية من هذه الدراسة سنفردها لقصّة الميلاد نفسها .
الهوامش :
1 – Geza Vermes, Jesus the Jew, London, 1973,p.21 .
2 – Geza Vermes, The Changing faces of Jesus, Penguin Compass,
2002, pp. 226 – 228 .
08-02-2009, 04:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  يسوع والنساء... لغز مريم المجدلية / بقلم فراس السواح علي هلال 0 2,750 12-25-2010, 07:11 PM
آخر رد: علي هلال
  ألغاز ميلاد يسوع 2-3 Gkhawam 0 1,030 08-12-2009, 07:21 AM
آخر رد: Gkhawam
  حينما يستنجد المحافظون الجدد بخدمات يسوع Hajer 1 592 09-23-2006, 11:45 AM
آخر رد: Hajer
  الكريسماس وأعياد ميلاد أخرى muslimah 1 787 12-26-2005, 10:23 AM
آخر رد: muslimah

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS