[وهّاب is back!
كتب داني حداد
كان وئام وهّاب، حتى الأمس القريب، شخصيّة شبه مرذولة من المعارضة التي غيّبته عن لوائحها الإنتخابيّة، و"لزّمت" التفاوض مع النائب وليد جنبلاط الى الخصم الدرزي التاريخي طلال ارسلان. فعادت الساحة الدرزيّة الى تقاسم مسلّم به بين "البك" و"المير"، وأخرج منها "الطارئون" على الساحة الدرزيّة، وفي طليعتهم وئام وهّاب.
هذه الصورة كانت واضحة تماماً أمام المراقبين حتى أسابيع قليلة مضت. أمّا اليوم، فالصورة اختلفت كليّاً.
أصبح وئام وهّاب، بين ليلة وضحاها، الناطق باسم وليد جنبلاط والمعبّر عن رغبات النظام السوري حيال زعماء 14 آذار.
فجأة تحوّل وئام وهّاب الى الشخصيّة الرقم واحد في وسائل الإعلام اللبنانيّة التي تجاوز عدد لقاءاته الإعلاميّة فيها عدد اصابع اليدين في غضون أيّام قليلة، حتى بلغت لقاءاته صفحات جريدة "الشرق الأوسط" اللندنيّة، شبه الناطقة باسم النظام السعودي.
ليس سهلاً أبداً أن يلتقي وزير لبناني سابق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ثم يعود في اليوم الثاني ليلتقي وليد جنبلاط ويبلغه بطاقة دعوة سياسيّة الى سوريا، ثمّ يعلن رسميّاً عن زيارة قريبة لقيادات 14 آذار الى دمشق... وفي طليعتها سعد الحريري.
وليس سهلاً أبداً أن يعلن وئام وهّاب نفسه وسيطاً بين الرئيس أمين الجميّل ودمشق، من دون أن يعترض أيّ من الفريقين، ويجول مكرَّماً في أكثر من منطقة لبنانيّة، ويتحوّل الى مكرِّم للوزير الياس سكاف في ما يشبه الرسالة المعروفة المصدر أيضاً.
ليس وئام وهّاب شخصيّة سياسيّة لبنانيّة عاديّة، لا بل أنّ الرجل يكاد يشكّل ظاهرة لم تألفها الحياة السياسيّة اللبنانيّة، فهو تحوّل من صحافي غير معروف إلا في أوساطٍ محدودة الى مقرّب من عددٍ من السياسيّين، في طليعتهم وليد جنبلاط، قبل أن "يشبك" علاقات قريبة مع مسؤولين سوريّين وصولاً الى بلوغه منصب وزير، خارقاً الثنائيّة الدرزيّة التي عجز كثيرون عن خرقها.
وبعد أن تحوّل وهّاب، بعد حادث 14 شباط 2005، الى أحد رموز الحقبة السوريّة في لبنان لم يتخلّ عن موقعه كصديقٍ لسوريا، بل كان أوّل من توعّد بعودة سوريّة لا بدّ أن تحصل الى الفاعليّة السياسيّة في الداخل اللبناني. وعلى الرغم من ماضي الرجل غير المحبّب لدى المسيحيّين، نجح وهّاب في مخاطبة الشارع المسيحي واستقطاب فئة كبيرة منه أصبحت في طليعة مشاهديه في البرامج السياسيّة التي تستضيفه والتي لم تخلُ، سوى في الأسابيع القليلة الماضية، من حفلات الشتائم والسخرية من قادة 14 آذار وداعميهم، من جورج بوش الى جاك شيراك، مروراً بالملك السعودي والرئيس المصري.
ويبدو جليّاً أنّ مرحلة "صعود" وئام وهّاب مستمرّة، بل قد تكون في بداياتها بنظر البعض، خصوصاً إذا صدقت التوقّعات بفتح صفحة جديدة في العلاقة بين بعض خصوم سوريا في لبنان ونظام الرئيس الأسد، إذ يكاد يتحوّل وهّاب الى "ملتزم" للسياسيّين اللبنانيّين الراغبين بفتح مثل هذه الصفحة، خصوصاً بعد أن بدا قادراً أكثر من غيره، لأسبابٍ عدّة، على لعب هذا الدور.
يجمع وئام وهّاب في شخصه بين تناقضاتٍ كثيرة. فالرجل الذي يرفع في مكتبه صورتين للسيّد حسن نصرالله وللقائد الثوري تشي غيفارا، يعتبر صديقاً الى حدّ الإلتصاق بدمشق وقريباً من العماد ميشال عون الى درجة عدم ترك مناسبة إلا ويشيد فيها بـ "الجنرال"، ومحافظاً على شعرة معاوية في العلاقة بين عددٍ من شخصيّات 14 آذار، ومعارضاً واضحاً للوزير طلال ارسلان حتى يكاد يختصر في شخصه سائر السياسيّين الدروز الخارجين عن الثنائيّة الدرزيّة التقليديّة... ناهيك عن الأدوار الكثيرة التي يجيد وهّاب تأديتها من أقسى الشتائم الى الدور الدبلوماسي كلاماً وفعلاً.
غاب وهّاب... عاد وهّاب، فلكلّ زمنٍ رجال، ولعلّ الزمن الحالي يستحقّ أن يسمّى زمن وئام وهّاب!
[/size]
http://www.lebanonfiles.com/khas_desc.php?id=55
----------------------------------------
من الممتع احيانا الجلوس و الاستماع الى صراخ و عويل الخصوم, خصوصا اولئك الذين فلقوا طيز الوطن تبشيرا بقرب انبلاج فجر الحرية القادم على صهوة حمار بوش الى بلد الارز و القرنبيط....
باعهم الامريكي (للمرة الالف في تاريخ منطقتنا) بقشرة بصلة و استعملهم جسرا للعبور لسوريا, و تركهم ينوحون و يبكون, عل السوري يشفق عليهم و يصفح عنهم من جديد....