thunder75
عضو رائد
المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
|
الانتفاضة الروسية ضد الليبرالية الاقتصادية والعودة إلى نظام الرأسمالية الوطنية
المقال أدناه هو لكاتب يساري أردني لي ألف ملاحظة وملاحظة على توجهاته السياسية الإقليمية وتاريخه المتقلب باستمرار في العمل السياسي والذي لم يعرف الثوابت ، لكن من منطلق (ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا) أنقل مقاله أدناه الذي أعجبني كثيرا لأن في فيه كثير من النقاط التي أرى أنها تستحق التأمل ، رغم أنني أستطيع أجزم بصحة محتواه من عدمه
الانتفاضة الروسية ضد الليبرالية الاقتصادية أيضا
بقلم : ناهض حتر
31/8/2008
الانتفاضة الروسية ضد نظام القطب الأوحد, والاستعداد لخوض غمار حرب باردة جديدة , ليسا نابعين من قرار سياسي فوقي , بل من الاحتياجات العيانية لتطور الاقتصاد والمجتمع الروسيين. ولذلك, فإن القومية الروسية الصاعدة تحظى بإجماع الروس. وهي ليست مجرد مشاعر حماسية , بل هي تعبير عن ضرورة تاريخية.
أهم القرارات التصعيدية التي اتخذها الكرملين , ليس الحسم مع جورجيا أو الاعتراف باستقلال أوسيتيا وأبخازيا أو تسليح سورية وحماية إيران إلخ ولكن الأهم والجوهري هو قرار الحكومة الروسية, تعليق طلبها الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية, وتجميد الاتفاقات الموقعة بهذا الصدد خلال الخمسة عشر عاما الماضية.
وجهة النظر الروسية هنا هي عملية للغاية. فروسيا تحتاج إلى عقد كامل من أجل تطوير اقتصادها الوطني على أسس تنافسية . وخلال هذا العقد , فإن الصناعة والزراعة الروسيتين بحاجة إلى السيطرة على السوق المحلية كما على أسواق المدى السلافي الأرثوذكسي, في حين أن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية تطلب ويتطلب تقديم الكثير من التنازلات مثل خفض الرسوم الجمركية ورفع الدعم عن المنتجات الوطنية وتحرير التجارة . وهي كلها تنازلات من طرف واحد يفيد منها الرأسمال الأجنبي ووكيله الكمبرادور المحلي , بينما لا تستطيع روسيا الآن الإفادة منها في السوق العالمية.
لماذا? لأن صادرات روسيا ما تزال , بالأساس, تتركز في حقل الطاقة والمواد الخام. وأسعار هذه السلع حرة بغض النظر عن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية, كما بغض النظر عن اتباع سياسات الحماية الجمركية . أما بالنسبة لصادرات السلاح , فهي تتحدد في مضمار غير تجاري من خلال علاقات ثنائية.
وهكذا , وجدت روسيا أنها غير مستعدة بعد لتحرير التجارة . فهذا التحرير ألحق أضرارا هائلة بالاقتصاد الروسي لأنه يتم , واقعيا, من طرف واحد, هو الطرف الروسي , لحساب المنتجات والخدمات الأجنبية , وعلى حساب المنتجين الروس.
أنها ضربة موجعة لليبرالية الرأسمالية العالمية وللكمبرادور الروسي معا. وهي ستفتح الباب أمام المزيد من الانسحابات من اتفاقيات تحرير التجارة العالمية , والعودة إلى نظام الحماية الجمركية والسيطرة على السوق الوطنية ودعم الاستثمارات المحلية , أي العودة إلى نظام الرأسمالية الوطنية. وهو ما يستتبع سياسات اجتماعية تدعم هذا التوجه , وتؤلف تحالفا داخليا يستند إلى تصعيد الروح القومية من أجل زيادة الانتاجية وتفضيل السلع والخدمات المحلية وتحسينها وتعزيز قدرتها التنافسية.
وإذا كان بلد بضخامة روسيا وامكاناتها واقتصادها الذي يعد بين أكبر عشرة اقتصادات عالمية, قد انتهى إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن بناء البلد وتسريع نموه وتحسين قدراته الانتاجية في ظل تحرير التجارة , فلا بد للبلدان الصغيرة ضعيفة النمو والانتاجية, إذن, أن تتعلم الدرس. ففي ظل حرية التجارة والاستثمار الأجنبي وانسحاب الدولة من دورها الاقتصادي ¯ في دعم المنتجين المحليين ¯ والاجتماعي ¯ في إعادة توزيع الثروة ودعم الفئات الشعبية ¯ فإن ما يحصل عليه البلد المعني في النهاية هو ¯ 1 ¯ تدمير الآليات الانتاجية المحلية أمام المنافسة الأجنبية الضاغطة ¯ 2 ¯ منع تراكم الرأسمال المحلي لصالح تراكم الثروات العقارية والمالية غير المنتجة ¯ 3 ¯ إفقار الأغلبية الشعبية . ولن يفيد من هذه العملية , في الأخير, سوى الرأسمال الأجنبي والكمبرادور المحلي . هذا هو ما تتمرد عليه روسيا الآن. وهذا هو ما سيكون محور الصراع العالمي كله غدا.0
http://www.alarabalyawm.net/pages.php?articles_id=5605
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-31-2008, 02:10 PM بواسطة thunder75.)
|
|
08-31-2008, 02:08 PM |
|