خلال عدة ردود ونقاشات مع الزميل علي نور الله، خرج لنا بتعريفات غريبة للثورة، أنا غير مقتنع بها، ولذلك أريد من الجميع بما فيهم الزميل علي وبقية الزملاء أن يعرفوا لنا ماهية الثورة:
أسبابهأ، أدواتها، نتائجها، والمعايير التي تجعلنا نعتبرها ثورة.
بالإضافة لذكر أمثلة من التاريخ عن الحراكات التي تتصف بصفات الثورة.

رؤيتي أن الثورة هي : حراك شعبي وجماهيري قادر على تغييير نظام الحكم في بلد ما ، وبمعنى آخر تغيير جذري من الأسفل للأعلى ، تغيير من القاعدة الشعبية للطبقة الحاكمة.
ومثاله الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال التغير الذي حصل للنظام الملكي بإيران ، ويخرج منه كل ما حدث ببعض الدول العربية من تغيير للنظام من خلال انقلابات عسكرية بالعراق ومصر وسوريا والسوادان واليمن وليبيا.

كما أود أن أشير إلى أن الثورة لا تتحقق إلا بقادة وفكر شعبي وجماهيري يملك مقومات الدفع نحو هذا التغيير الجذري.

مشكور عزيزي طارق لطرح هذا الموضوع فإنا مهتم به وأتمنى الحصول على دراسات وأبحاث وكتب حوله.

ولي عودة

ابداء الاحتجاج علي نظام سياسي بدولة ما من قبل طبقة معينة بشعب هذه الدولة باحتجاجات تخرج في وسائلها عن النظام نفسه وبحيث تكون كبيرة بحجمها لدرجة ايصال الامور لنقطة ما من التوتر الذي قد يكلل بتغيير في النظام السياسي (او فيم استدعي الاحتجاج ) او لا .
اعجبني وقتها ما قلته انه لا يوجد حقيقة ما يسمي بالثورة وان الامر وما فيه عقول تعرف ما تفعله تهيج الشعب والدهماء باستخدام شعارات معينة .
وماذكرته انت عن الثورة الفرنسية من انها كانت من طبقة البرجوازيين بسبب فساد النظام الفرنسي الذي لم يكن يرقي لتطلعات تلك الطبقة ، وتجلي الامر في انهيار اسهم شركة المسيسيبي في البورصة وفضيحة جون لو الاسكتلندي الذي خرب الخزنة الملكية الفرنسية (هذا لم تقله انت لكن قرأته انا بعدها بأيام).
بانتظار رأيك يا طارق.

في كتابها الجميل "في الثورة" تسبر حنة أرندت عمق أعماق الثورات، وتحاول معرفة "الروح الثورية"..

لابد آن نميز أولا من عدد من عمليات "استبدال الحكم" و"الهيجان الشعب":
١- هناك حركة انفصالية، وهي عندما تقوم مجموعة من الشعب، او اقليم من اقاليم البلاد بالانفصال عن السلطة المركزية. مثل انفصال بنجلاديش عن باكستان.
٢- هناك التمرد، او العصيان، والذي يبدأ من العصيان السلمي إلى العصيان المسلح، وهو اعتراض مجموعة من الشعب- كبيرة او صغيرة - على "عدم تطبيق القانون"، لا على وجود الدولة نفسه. مثل ما حدث في الهند وجنوب افريقيا.
٣- هناك الانقلاب. وهو تغيير المجموعة المتحكمة بالسلطة بأخرى غيرها. مثل ما حدث في العراق عندما انقلب البعثيين على الشيوعيين.
٤- هناك الاصلاح، وهو قد يأتي من السلطة نفسها، او من ضغوط المجتمع المدني... مثل التغييرات التي حدثت في الاردن والمغرب واوروبا الشرقية جراء حركة التضامن.

كل هذه ليست ثورات.
معيار الثورة ليس الجماهيرية ولا الشعبوية.
سأعود لأتحدث أكثر...

اقتباس:معيار الثورة ليس الجماهيرية ولا الشعبوية.
سأعود لأتحدث أكثر...

في انتظار عودتك ..

بعد التحية للاخ طارق و جميع الاخوة المشاركين
تعريفى للثورة :
حالة من الهيجان الشعبى الايجابى الموجه و المنظم لرفض و تغيير واقع فاسد مفروض عليه.

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

الثورة حسب لينين، هو عندما "لا ترغب الطبقات الدنيا في العيش بالطريقة القديمة في حين ان الطبقات العليا لم تعد قادرة على العيش بالطريقة القديمة".
وبشكل عام، يمكن القول ان الثورة تحدث عندما يستنفذ النظام الحالي قدراته على اقناع الغالبية او قوى حاسمة بالبقاء تحت مظلته، ويصبح اختيار التبديل العنيف لابديل عنه في ظل انعدام طرق اخرى للتبديل، او فقدان الثقة بالنظام والطرق التي يتيحها، لإدامة سلطته.

والثورة يمكن ان تنطلق عن قسم من الشعب، وبالتالي ليست بالضرورة الاكثرية، وانما فقط الفئة التي فقدت ثقتها بالنظام، ولم يعد يعبر عن مصالحها او تمنياتها، وليس فيه طريقة شرعية او عقد اجتماعي، لحماية مصالح الاقليات، او للتعبير عن مصالح جميع ابناء الشعب الواحد، وبالتالي لايمثل الا قسم من الشعب..

لذلك من الممكن القول ان الاضطرابات الاخيرة في ايران هي ايضا ثورة نصف الشعب الايراني الامر الذي يرفع التفويض الازلي لوكيل الله على الارض، عن نصف الشعب الايراني على الاقل.. وحقوقيا يرفع وصايته بالكامل

كلكم تعرفون ان النحاة قالوا في الثورة انها مؤنث ثور، وكانت الانظمة الملكية ايام الانقلابات العسكرية المسماة "ثورات" ترتعد فرائصها من العرفاء والرقباء من عسكر الارياف
ونجح العسكريون في مصر لان الملك من اصول قيل انها البانية "يعني مالهوش عزوة"
ونجح العريف قدافي واطاح بالسنوسي لانه من اصول قيل انها جزائرية هو راخر مالوش عزوة
وملوك العراق ليسوا عراقيين كما هو معروف


ع العموم اليكم هذه الفذلكة من ارشيف النادي
http://archive.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=5845

رمضان كريم

الزميل طريف سردست :
اوافقك فى معظم ما تفضلت به , و الثورة ليس بالضرورة ان تضم كل الشعب او اغلبيته بل فئة منه و لا مانع ان تكون فئة قليلة جدا جدا
و لكن عندما تكون الفئة الثائرة قليلة فالثورة ليست شعبية عزيزى .
ما حدث فى ايران ليس ثورة بالرغم من ان البعض من المحافظين يسميها ثورة مخملية
ما حدث فى ايران هو احتجاجات و لم تصل الى نصف الشعب و لا ربعه و لا عشره .
احتجاجات فى طهران باعداد لا تشكل اى نسبة فى الشعب الايرانى .
الثورة هدفها تغيير النظام , و المحتجين لم يكن هدفهم تغيير النظام فى ايران .
الحمد لله الان ظهرت الاعترافات من وراء هذه المشاغبات
و ها هى الان الجمهورية وحدت صفوفها و تبين ان الامر زوبعة فى فنجان لا كما حاول الغرب و السعودية تصوير الوقائع .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار