الاخ رحمة
قام احد اعضاء منتدى اللادينين العرب
بتلخيص الكتاب بغرض عرضه ومناقشته
وانني انقل ما كتبه مع الرابط
ا
ملا ان يعطيك فكرة لحين حصولك على الكتاب
وكما يقول المثل العب بالمقصص تا يجيك الطيار
مع تحياتي
المقدمة:-
يعد هذا الكتاب من أهم و أبرز الكتب العربية و الأجنبية التي قدمت في مجال الأساس الفلسفي للعلمانية حسب اطلاعي، و لكن ما يجعل هذا الكتاب غير متداول، وغير مشهور كشهرة كتب د. الجابري أو محمد أركون أو غيرهم أنه مكتوب بلغة تقنية عالية، كما انه مجهد في قراءته نظراً لكونه تحليلات متتالية، وأسباب ونتائج متسلسلة ، فالكتاب مثل السلسلة الطويلة و فصوله كالحلقات فقدك لصفحة من صفحاته تقطع سلسلة الحوار الفلسفي في ثناياه، لذا فمن يقرأه لابد أن يكون حاضراً مع أسطره دائماً و إلا اضطر لإعادة القراءة، لذا لن أحاول هنا أن أعرض الكتب بصورة تلخيصية، ولكني سأحاول أن أقدم شرح له و توضيح ما أمكنني ذلك، و عليه بعض ما سأكتب سيكون مقتطع من الكتاب و أحيانا أخرى وهي الكثيرة هو من عندي، إضافات من وحي قراءتي للكتاب و اطلاعي الخارجي المتعلق بالكتاب، وفقاً لذلك من نافلة القول الإشارة أنه لا يتحمل كاتب الكتاب أي مسؤولية جراء فهمي و شرحي للكتاب .
رسالة الكتاب:-
أنا أعتقد أن الرسالة التي يقدمها هذا الكتاب تطال ما قصرت عنه الكثير من المؤلفات ، فالكتاب يتناول العلمانية كموقف لا مفر منه للإنسان المفكر سواء كان هذا الإنسان ديني أو لاديني.
يهدف الكتاب إلى التأكيد على أن الموقف العلماني موقف لا مفر منه عقلياً، و أن التدبر و التأمل الفلسفي و علم المعرفة"الأبستمولوجيا" يفرض مثل هذه النظرة على الإنسان المفكر لذا فإن مفهوم الدولة الدينية مرفوض من حيث المبدأ وفقاً لأسس و اعتبارات فلسفية خالصة.
مصطلحات مهمة:-
المعرفة الدينية: و يقصد بها جميع المعرفة المتعلقة بطبيعة الخالق و أوامره و نواهيه،و كيفية الاتصال به ، أو اتصاله بنا.
المعرفة العملية: و يقصد به جميع المعرفة المتعلقة بأساليب تدبير المجتمع و تنظيمه سياسياً و اجتماعياً و اقتصادياً، أي أساليب إدارة الدولة و الاقتصاد، والترتيبات الاجتماعية.
القضايا: و يقصد بها الجملة الخبرية التي يمكن وصفها بالصدق أو الكذب كمثال على هذا : قولنا : أحمد ذهب إلى السوق، أو المعادن تتمدد بالحرارة. والقضايا تقع في تقابل مع التعبيرات الإنشائية التي لا يمكن وصفها بالكذب أو الصدق كقولنا ما أجمل السماء أو غيرها، وما يجب الالتفات له أن المعرفة أي معرفة سواء كانت العلمية أو الدينية أو العملية أو غيرها مكونة من مجموعة من القضايا نصفها بالصدق أو الكذب.
الافتراضات الأساسية للكتاب:-
1)المعرفة الدينية ممكنة: يفترض الكتاب أن المعرفة الدينية ممكنة بمعنى أنه بإمكان الإنسان أن يتحقق من صدق أو كذب أي قضية دينية بأداة معرفية معينة كالعقل أو الحدس أو الإشراق أو الوحي أو غيرها،و عليه فأنه هنالك قضايا صادقة في مجال الدين يمكن الاعتماد عليه و التحقق منه،و الحصول عليها، وهذا الافتراض هو افتراض للتوافق مع الطرف الإسلامي،و إلزامه بما يلزم به نفسه.
2) المعرفة العملية ممكنة: بمعنى أنه يمكن التحقق من صدق أو كذب القضايا المتعلقة بتنظيم المجتمع وتدبيره،و عليه فإن الإنسان بإمكانه الآن أو مستقبلاً أن يصل إلى معرفة صادقة من هذا النوع.
الأطروحات الأساسية التي يعالجها الكتاب:-
يضع الكتاب الأطروحة الأساسية للتيار الإسلامي على المحك، وهو الافتراض الآتي:-
"الإسلام دين و دولة، إذ أن الإسلام يحوي في ماهيته العقدية على الدين و السياسة مما يحتم بناء الدولة على أسس إسلامية"
و لتبرير ذلك يضع الإسلامويون عدداً من الإدعاءات لتسويغ الفرضية السابقة، يطلق الكاتب على هذه الإدعاءات أسم أطروحات، و سنقسم هذه الأطروحات لقسمين كالآتي :-
أ)الأطروحات العقلية:-
و هي الإدعاءات القائمة على تسليم أصحابها بأنه لا يمكن الوصول للمعرفة الدينية بدون العقل، أي أن العقل هو أساس المعرفة الدينية،و الوحي مساند للعقل، و مكمل للمعرفة الدينية . فهنالك العديد من الإسلاميين الذين تبنوا فكرة أن إثبات وجود الله يتم بالعقل و ريما صفاته أو غيرها و منهج الأختيار بين الأديان يتم بالعقل. فإثبات وجود الله و صفاته و الخطوط العامة للرسالة و الرسول يأتي بالعقل حتى يمكننا ان نختار بين عدة أديان، نفاضل بينها، أما التفاصيل الأخرى كالقصص الدينية و الأمور العقائدية و الشريعة فهي مختصة بالنقل أو الوحي لذا فأساس المعرفة الدينية هو أساس عقلي، هي معرفة عقلية صرفة في المقام الأول،و الوحي يعطي التفاصيل، و المعارف التفصيلة لا أكثر، و حتى ما يأتي بالوحي لا يقع في تناقض مع العقل أي لا يكون الدين متناقض القضايا فيثبت الشيء و عدمه في آن واحد. و ربما يمثل هذا التيار الشيعة و بعض فلول المعتزلة إن بقى منهم باقية و جزء من الأشاعرة و الماتريدية، و لا أعتقد أن السلفيين من هؤلاء،و إنما يشملهم القسم الآخر،و هؤلاء سوف يتبنون الأطروحات الآتي:-
1) المعرفة العملية تجد أساسها الأخير في الدين: و يقصد بها أننا لو حللنا المعرفة العلمية و بحثنا في قضاياه و رجعنا للقضايا الأساسية في هذه المعرفة لوجدنا أن هذه القضايا الأساسية مصدرها المعرفة الدينية، لذا فإن أي معرفة عملية مستقاة من المعرفة الدينية، فالمعرفة الدينية أسبق منطقياً على المعرفة العملية، لذا فلا يمكن الحصول على معرفة عملية صادقة بدون اللجوء للدين، فطبيعة المعرفة العلمية تفرض علينا ذلك. و عليه فلا يمكن بناء معرفة عملية بدون اللجوء الدين، و منها الدولة لابد أن ترتكز على دعائم النص الديني. سنجد أن الكاتب ينقض هذه الأطروحة،و للعلم فإن القليل من الأسلاميين من يتبنى الطرح بهذه الطريقة حسب علمي ،و ذلك لقصور معرفتهم في هذا المجال، ولكن الكاتب يوردها من باب انه أحد الاحتمالات التي ممكن أن يلجأ لها في باب تسويغ الدولة الدينية. عندما ينقض الكاتب هذه الأطروحة يتجه للأطروحة الثانية،و هي الأطروحة الأكثر رواجاً بين الإسلامويين ،و كثيراً ما تقرؤونها هنا في المنتدى.
2) الإنسان غير قادر على تحصيل المعرفة العملية بدون توجيه ألهي لنقص في الأنسان: الأطروحة هنا لا تسوغ الدولة الدينية و فكرة أن الإسلام دين و دولة من منطلق أن طبيعة المعرفة العملية تفرض ذلك بل ترى أن طبيعة الإنسان تفرض ذلك فالإنسان لنقص في طبيعته لا يستطيع أن يصل إلى معرفة عملية بدون أن يحصل على توجيه من الوحي الإلهي كمثال على هذا الإدعاء إدعاء وحيد خان في كتاب الإسلام يتحدى الذي يرى أن عدم قدرة الإنسان عن التجرد من مصالحه تفقده القدرة على الموضوعية في لوصول لمعرفة صادقة في أمور إدارة الدولة و المجتمع لذا تأتي الحاجة للخالق ليقدم المعرفة الصادقة في مجال تنظيم المجتمع. و عليه فإن نقص في طبيعة الإنسان كضغط مصالحه أو غيرها يجعل المعرفة العملية غير ممكنة إلا بواسطة الخالق. ينجح الكاتب في نقض هذه الأطروحة، و يتجه للأطروحة التي بعدها، و هي الأوسع انتشارا الآن في عالمنا الإسلامي.
3) طبيعة العلاقة بين المخلوق، و الخالق تفرض الارتباط الضروري بين الإسلام و السياسة: فكوننا مخلوقين لابد أن ندين بالطاعة للخالق من وجهة نظر أخلاقية، فإذا أمر الخالق بأن تقام الدولة على أسس دينية فيجب أن يطاع. هذه الحجة هي الحجة أوسع انتشارا من بين جميع الأطروحات، و سيقوم الكاتب أيضاً بنقضها، مما سيقودنا مباشرة للحجة التي تليها.
4) أطروحة اختصار الوقت:لأن الخلاق كلي الخير فكل أوامره هي خير لذا يجب إتباع أوامر الخالق، و نواهيه في مجال تنظيم الدولة، و المجتمع ليس لأن الإنسان غير قادر على الحصول على المعرفة العملية و لكن إتباع هذه الأوامر الحاضرة أمامنا يمثل أاختصاراً للوقت و الجهد بدل من استخدام العقل و الوصول لنفس النتيجة بعد إخفاقات طويلة للإنسان، و لنلحظ أن هذه الأطروحة تعترف للإنسان بقدراته على الوصول للمعرفة العملية، و تعترف بأسبقة المعرفة الأخلاقية على الدين لكنها ترى أن الدين أسلم و أسرع طريق للوصول للمعرفة العملية. و هذه أيضاً سيتم نقضها من قبل الكاتب.
تعتمد أساليب نقض الأطروحات السابقة على قضية جوهرية يثبتها الكاتب، و هذه القضية مفادها أن ألأشخاص الذين يعتقدون بأن المعرفة الدينية ممكنة بالعقل فقط، أي أن وجود العقل شرط ضروري للحصول على معرفة دينية يقينة و صادقة، لا مفر لديهم بأن يعتقدوا أن المعرفة الأخلاقية أسبق منطقياً على المعرفة الدينية، من هنا كما سنرى لاحقاً يقوم الكاتب بتفنيد كل الأطروحات السابقة،و لذا لا مفر لهؤلاء إلا أن يتنكروا للعقل،و يؤكدوا على الأطروحة الأخيرة.
ب) أطروحات النقل:-
الإدعاء القائم على أن المعرفة الدينية هي معرفة بالنقل،و لا للعقل فيها أي دور في الحصول عليها، و أرى أن أفضل أمثلة على هؤلاء هم السلفيين و الأمام أحمد بن تيمة ، فهو ينكرون دور العقل، و نعرض الأطروحة، و نوضحها كالآتي:-
5) أطروحة أسبقية النقل على العقل: ترى هذه الأطروحة أن الوصول للمعرفة الدينية لا يتم تحت مظلة العقل، فالخالق يرسل إلى الرسول وحيه بصورة مكاشفة و إشراق، و اتصال مباشر، والرسول يوصل هذه المعرفة للناس بصورة مباشرة، ولا دخل للعقل ابدأ في ذلك ، لذلك إمكان المعرفة الدينية هنا لا يقوم على العقل و إنما على النقل و الوحي و عليه لا جدوى من الاعتماد على قضية مثل أن الأخلاق كمكون عقلي أسبق على المعرفة الدينية في نقض وجود علاقة عقدية بين الإسلام و تنظيم المجتمع كما في الأطروحات السابقة. سيقوم الكاتب بمناقشة هذه الأطروحة و نقضها كما سنعرض لاحقاً.
ملخص الأطروحات:-
قبل أن أجول في الكاتب و أحمل رحل عقلي بين سطوره أفضل أن أعرض هذه الأطروحات التي سيتم شرحها مرة أخرى أثناء رحلتنا من فصل لآخر، وأقدم هنا صورة ملخصة للأطروحات الآنف ذكرها.
يطلق الكاتب على الأطروحتين الأوليتين أسم الأطروحة الأبستمولوجية الأولى ،و الثانية، وذلك لكون كلا هاتان الأطروحتان تتعلقان بعلم المعرفة و حدود معرفة الإنسان، وأساليب حصوله على المعرفة، و أما الأطروحة الثالثة فسنشير لها باسم أطروحة طبيعة العلاقة بين المخلوق و الخالق أما الرابعة فسنسميها أطروحة اختصار الوقت و الجهد،و الأطروحة الأخيرة هي أيضاً أطروحة إبستمولوجية لكننا سنطلق عليها أسم أطروحة أسبقية النقل على العقل. و هكذا ستصبح مسميات الأطروحات كالآتي:-
1. الأطروحة الأبستمولوجية الأولى.
2. الأطروحة الأبستمولوجية الثانية.
3. أطروحة طبيعة الخالق بالمخلوق.
4. أطروحة اختصار الوقت.
5. أطروحة أسبقية العقل على النقل.
خارطة الكتاب:-
نعرض الآن ما سنناقشه في كل فصل من الفصول:-
الفصل الأول: يتعلق بالأسئلة المركزية لذا ما ذكرنها الآن سيحل محل هذا الفصل.
الفصل الثاني : وهو ما سنبدأ به في الحلقة القادمة و يناقش فيه الكاتب مفهوم العلمانية،و يحاول أن يتجاوز المفهوم المتداول لها، ثم ينتقل لنقاش وجهة النظر المعارضة للموقف العلماني، ويبدأ بتوضيح كيف أن الموقف المعارض للعلمانية يقود للأطروحتين الأبستمولوجيتين الأولى، والثانية، ثم يقوم بشرح الأطروحة الأبستمولوجية الأولى.
الفصل الثالث: يواصل الكاتب مناقشة الأطروحة الأبستمولوجية الأولى فيذكر أن تماسك الأطروحة منطقياً يعتمد على طبيعة المعرفة الدينية و العملية لذا يبدأ بتحليل المعرفة الدينية ليقف على طبيعة قضايا المعرفة الدينية حيث يستنتج أن القضايا الدينية هي قضايا ضرورية.
الفصل الرابع: يواصل الكاتب في مناقشة نفس الأطروحة فيحلل المعرفة العملية، ويستنتج أنها مكونة من قضايا علمية تطبيقية و نظرية، و قضايا معيارية.
الفصل الخامس: يتناول طبيعة قضايا المعرفة العملية فيستنتج أنها ذات طبيعة جائزة، ولأنه من المستحيل استنتاج القضايا الجائزة من الضرورية لذا من المستحيل استنتاج المعرفة العملية من الدينية.
الفصل السادس: في هذا الفصل يناقش الكاتب احتمالات يمكن أن يلجأ لها الأسلامويون للتشبث بالأطروحة منها نفي أن كل القضايا الدينية ضرورية، أو نفي أن كل القضايا العملية ممكنة"جائزة"، و يناقش ما سيترتب على هذا من تناقضات أو تعارضات مع الفكر الديني.
الفصل السابع: يمسك الكاتب هنا آخر احتمال للتشبث بهذه الأطروحة، وهو الاقتراح الذي مفاده النظر إلى أوامر الخالق سبحانه و تعالي و أوامره على أنها المعيار النهائي للأخلاق، بمعنى أن الخير و الشر هو كذلك لأن الخالق سبحانه و تعالي أمر به أو نهى عنه، ويستنتج من ذلك التعارضات والتناقضات التي يمكن أن تنتج عن مثل هذا الفرض، وعند ذلك يكون الكاتب انتهى تماماً من الأطروحة الأولى.
الفصل الثامن: يناقش هذا الفصل الأطروحة الأبستمولوجية الثانية و التي تنص على أن المعرفة العملية غير ممكنة بدون توجيه ألهي لنقص في طبيعة الإنسان، و ينتهي منها إلى تناقض يستوجب رفضها.
الفصل التاسع: يناقش الكاتب أطروحة طبيعة المخلوق و الخالق، و ينتهي إلى نتائج غير ملائمة للفكر الديني أو متناقضة، مما يستدعي رفضها أيضاً، و منها ينتقل للأطروحة اختصار الزمن، ويفندها أيضاً.
الفصل العاشر: ينتقل بعدها الكاتب لآخر أطروحة، و هي التي تنادي بأسبقة الوحي(النقل) على العقل، و يتحقق من عدم تماسكها المنطقي، مما يستلزم رفضها.
الفصل الحادي عشر: يستثمر الكاتب كل ما توصل عليه من خلال النقاش السابق ليجيب عن السؤال المحوري: هل يمكن استنتاج سياسة من نوع ما من الماهية العقدية للإسلام؟
الفصل الثاني عشر و الأخير: يحاول الكاتب تسويغ استقلالية الإنسان من خلال استقلالية العقل الأخلاقي و المعياري عن الدين، فيؤسس الكاتب لاستقلالية الإنسان وفق اعتبارات عقلانية و أخلاقية و إبستمولوجية، ومنها يحاول تحديد التعارض بين مفهوم الاستقلالية و الموقف المناهض للعلمانية.
http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=50&t=12483