طبعا الموضوع ليس له علاقة بالنصوص الدينية كثيراً يعني لا يهمني كثيراً الآن تفسير فلان وعلان.
ولهذا لم اطرحه في الحوار الديني
ولكن أنا أعتقد بأن هناك من زملائنا في المنتدى هنا، وهناك الكثيرين في العالم من المسلمين ، من يعتقدون بأن هناك مرحلة معينة في العلاقة بين الرجل والمرأة، إذا وصل إليها الأمر ، فإنه يحق للرجل ضرب المرأة.
دعونا نريح أنفسنا من بضعة أشياء قبل أن نبدأ الحوار.
ليس هناك داع لإثارة قضية : أن الضرب ليس خياراً بين ثلاث، بل هو حل أخير بعد حلين يسبقانه هما الوعظ والهجر في المضاجع.
فهمنا هذه النقطة جيدا من خلال مئات الحوارات من قبل.
ليس هناك داع لإثارة قضية : الضرب غير المبرح.
فهمناها والله العظيم. فهمت أنا على الأقل أن الضرب سيكون غير مبرح ولن يكون على الوجه.
ليس هناك داع لإثارة قضية : لن يضرب خياركم.
مفهومة تماماً ، أن أفضل الناس وأعلاهم مكانة في الجنة لن يضربوا.
وهذا مثل: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
فالمحسنون هم أرفع درجة في الثلاثة، ولكن رقم 1 و 2 لا زال الله راض عنهما وعن تصرفهما، اللي هو كظم الغيظ وكفى في الحالة رقم 1، والعافين عن الناس بعد كظم الغيظ في حالة رقم 2.
خلاص موضوع أن خياركم لن يضربوا مفهوم.
الآن أريد أن أفهم، لكل من يؤمن بأن هناك ضرب ، بعد أن فهمنا جيداً النقاط السابقة واستوعبناها تماماً.
أنت ليه مؤمن أو أنت ليه مؤمنة أن هناك حق للرجل بأن يضرب المرأة؟
أنا لا أريد أن ندخل في نقاشات من نوعية : أنتم أيها الملاحدة مش عارف ايه وخربتم الدنيا.
ويأتي رد على هذا بالقول: أنتم أيها الوهابية المتطرفون بهدلتهم الدنيا
وأنتم أيها الرافضة خربتم حال المرأة واهنتوها
وأنتم أيها الناصبة نصبتم على البشر كلهم وقشطتوهم
خلاص كل ده فات وانتهى ونبدأ صفحة جديدة ونبوس راس بعض ونتصالح
أنا عايز أفهم من كل شخص يؤمن بأن للرجل حق في ضرب المرأة ، لماذا تؤمن بهذا؟
أنا مدرك بان هناك ملايين وملايين المسلمين ممن يؤمنون بهذا فقط لأن هذه آية مكتوبة في القرآن.
مع أن الكثير من الرجال لا يقدرون على تطبيق هذا "التصريح" دعونا نسميه هكذا، على أساس أنه تصريح أو حل أخير في حالة نفذ كل شيء آخر ولم يتبق سوى هذا.
ومدرك بأن الكثيرين يؤمنون بهذا "نظرياً" فقط ، ولا يمكن أن يفعلوها لأنهم لا يقدرون أن يتطاولوا على جسد امرأة بأذى.
ولو فعلوها ومدوا أيديهم على امرأة فسوف تظل هذه الأيدي تؤلمهم ما تبقى لهم من عمر تحسراً على فعلة كهذه. أرجع وأقول : رغم الإيمان "النظري" بحقهم في هذا عند توفر الشروط، التي هي نفاذ الخيارات الأخرى كلها .
شوفوا أنا عمال أعيد وأزيد في نقطة ( كحل أخير ) و ( بعد نفاذ كل الحلول الأخرى ) مرة واتنين حتى تفهموا أننا فهمنا هذا الأمر واستوعبناه ودين النبي فهمناه
وبعد ما فهمنا كل ده : أنا عايز أفهم لماذا تؤمنون بهذا الحق؟
والذي هو "سلطة" ، طبعا لا أظن أننا سنختلف على هذا.. بأن ضرب الرجل للمرأة وقت توفر الشروط هو سلطة للرجل على المرأة.
طيب ليه الرجل له هذه السلطة على المرأة؟
هل لمجرد أن القرآن أعطاها وكفى، بلا حاجة لأي أبحاث علمية أو علماء نفس أو أي شيء؟ يعني هو كذا خبط لزق وان كان عاجب؟
أم تعتمدون في هذا على تلك الأبحاث والدراسات ؟
أنا أريد السنة والشيعة والوهابية والإسماعيلية والصوفية وكله أن يجيب
حتى لو فيه ملحد هنا يعتقد بأن هذا أمر عادي، فأرجو أن يدخل يقول لنا لماذا؟
ممكن يبقى فيه ملحد معتقد بأن الرجل من حقه أن يتسلط على المرأة ويضربها في مرحلة معينة من العلاقة.
ايه المانع؟
أنا أعلم أن كل إنسان منكم يحب الكرامة، والإحترام، وتقدير الذات، ولا شك بأن كلمة إنسان هذه تشمل الذكور والإناث منكم.
فكل ما أنا مستغرب له، هو أن يوجد الإنسان المحب للكرامة والإحترام وتقدير الذات، ويقبل أن يضرب امرأته على أساس أنها أدنى منه بشكل أو بآخر ، حتى لو كانت هذه الدونية "مرحلية" فقط في وقت وصول النزاع إلى تلك النقطة، وليست دونية مستمرة.
لا وعلى فكرة، المسلمات أيضاً يؤمن بحق الرجل في ضربهن عند وصول العلاقة مرحلة معينة.
ماشي؟ هذه نقطة لا بد من فهمها جيدا...فلا بد لهن كإناث من الإيمان بهذا الحق والتسليم به. برضه عايز أسمع رأي المسلمات.
فهنّ يحببن الكرامة وتقدير الذات والإحترام أيضاً، فلا بد من سماع كيف يؤمن بمثل ذلك الحق.
ولكن هو أمر لا شك فيه أن توجد تلك الدونية للمرأة في لحظة الضرب، أو التصريح بالضرب،
عايز أفهم كيف تؤمنون بهذا؟
على فكرة أنا قد لا أتدخل نهائيا في الحوار، فانا بالأساس أريد سماع الآراء الحرة، أركز على كلمة الحرة هذه، يعني لا أريد لشخص أن يتكلم وهو آخذ سلاحه ومترقب لمن يضربه برد ما.
الردود الإنشائية في هذا الموضوع كثيرة وقد مللت شخصياً منها.
الآن أريد أن أفهم بشكل بسيط وواضح ومنطقي، لماذا؟
معذرة لو كنت قلت كلمة "لماذا" ألف مرة في هذه المشاركة، ولكن السؤال يتردد في عقلي بعدد هذه المرات كلما قرات خبراً عن إهانة المرأة بدعوى السلطة التي منحها الله للرجل.
هو يتردد في ذهني آلاف المرات كل يوم، تحديداً حول آية "واضربوهنّ" هذه.
أعتقد بأن القرآن دون هذه الآية كان سيصبح قرآناً أفضل بكثير مع وجود هذه الآية فيه.
لن أسألكم السؤال مرة أخرى حتى لا تضربوني أنا هذه المرة.
ولكنه يتردد بالفعل الآن مرة أخرى في عقلي.
سأضغط على زر إضافة المشاركة بسرعة قبل أن تزل يدي وتكتب السؤال للمرة الألف والواحدة في هذه المداخلة.