ذهبت إلى بائع الفروج وقلت له: أريد فروجاً بحدود 2 كيلو غرام، فقال لي: لقد ارتفع سعر الفروج اليوم 50%.
ـ بسيطة. أعطني فروجاً يتناسب وزنه مع السعر الجديد.
ـ تقصد أن أنقص الوزن بنسبة ارتفاع السعر؟
ـ أجل، هذا ما أقصده بالضبط.
ـ كم أنت مدبر ماهر، تعرف كيف تتأقلم مع ارتفاع الأسعار!
ـ أنا يا سيدي يا بائع الفروج، أحمل شهادة عالية في الاقتصاد، وإذا لم أوظف معلوماتي لتدبير أموري المعيشية في التأقلم مع ارتفاع الأسعار، فلا كانت الشهادة ولا كان علم الاقتصاد!
ـ ولماذا لا تعمل إذن خبيراً لدى الدولة؟
ـ ومن قال لك إنني لم أعمل؟ لقد عملت يا سيدي ثلاثين سنة في هيئة تخطيط الدولة، ساهمت خلالها، مع زملاء آخرين، في وضع ست خطط خمسية لتنمية الاقتصاد الوطني، وقد باءت كلها بالفشل. وبعد أن اكتملت خبرتي، وأصبحت كما أنا عليه الآن، أحلت على التقاعد.
ـ وهل هذه هي الطريقة المثلى للتأقلم مع ارتفاع الأسعار؟
ـ في الواقع هناك طريقتان. الأولى، كما أفعل الآن. وهي أن أشتري كمية من السلع أقل، بحيث تتناسب مع السعر الجديد. والثانية، أن أباعد في أزمان المشتريات.
ـ كيف تباعد في أزمان المشتريات؟
ـ سأضرب لك مثلاً. أنا أشتري 200 غرام لحماً كل ثلاثة أيام. وعندما يرتفع السعر أبقى أشتري الكمية ذاتها، ولكن كل خمسة أيام.
ـ فعلاً أنت مخطط اقتصادي ماهر، ولكنك أناني، تخطط لنفسك وتحرم المواطنين من مواهبك التقنينية!
ـ المواطنون يا سيدي جهلاء ومتحاملون، يضعون مسؤولية ارتفاع الأسعار على الحكومة.
ـ على من تقع المسؤولية إذن؟
ـ على الموطن الذي يجهل ما تقوم به الحكومة!
ـ وما هو الذي تقوم به الحكومة و يجهله المواطن؟
ـ الحكومة الآن تتصدى لجميع المؤامرات الإمبريالية والصهيونية، وتهتم بأمن المواطن والوطن، وليس لديها الوقت الكافي للاهتمام بالأمور الأخرى مثل ارتفاع الأسعار وتدهور مستوى المعيشة وانقطاع الماء والكهرباء وأزمة المواصلات..إلخ. فلماذا نحملها ما لا طاقة لها به؟ وهل يرضيك لو أن الحكومة تغاضت عن مهامها الاستراتيجية، فتسللت إحدى المؤامرات الإمبريالية؟ هل يكون هذا في مصلحة الوطن؟
سأضرب لك مثلاً يا سيدي يا بائع الفروج. أنت تعرف أن الكهرباء تقطع يومياً عن الأحياء (الآن الكهرباء مقطوعة عندي في المحل وأخشى إذا طال الانقطاع أن يفسد الفروج ـ قال البائع) والمواطنون يحملون وزارة الكهرباء المسؤولية، وأنت أيضاً تشكو، ولكن لم يخطر على بالك ولا على بال المواطنين أن سبب انقطاع الكهرباء ليس بسبب تقصير الوزارة...
ـ من المسؤول إذن؟
ـ ألم تقرأ الصحف؟ لقد نشرت جميعها أن سبب انقطاع الكهرباء هو مؤامرة إمبريالية.
ـ الحمد لله أنك نورتني (أقصد معلوماتياً) وإلا لكنت جنيت على وزارة الكهرباء بتحميلها المسؤولية.
ـ يا سيدي! ألم تقرأ ما جاء في القرآن الكريم؟
ـ ماذا جاء؟
ـ (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
صدق الله العظيم.

بقلم: عبد الكريم أبا زيد

http://www.an-nour.com/index.php?option=com_content&task=view&id=3256&Itemid=44

مرحبآ بالزميلة
هالة



إن الحكومات العربية لا تؤرقها قضية غير المحافظة على كرسي الحكم .

حتى أن نظام الحكم في بعض الدول قد يتحول من جمهوري الى وراثي.

كل حاكم عربي مستعد لأن ينفق بليارات الدولارات من اجل اطالة عمر جلوسه على الكرسي.