السلام عليكم..
رغم سطحية الموضوع من وجهة نظري ، ورغم أنه لا يعنيني إطلاقاً على المستوى الشخصي لأنني لا أشرب الخمر - ولن أشربه أبداً في يوم من الأيام - فضلاً عن أن الفقه الإسلامي برمته ليس مقدساً أصلاً بالنسبة لي، إلا أنني أندهش دائماً من اهتمام التيارات الإسلامية بمسألة شرب الخمر و إعطائها كل هذا الثقل في أجنداتهم السياسية ، والتشنيع على اللادينيين - الأوغاد - الذين تركوا الأديان فقط من أجل التلذذ بشرب الخمر ومعافسة النساء ..

والحقيقة أن شرب الخمر ليس متفقاً على تحريمه أصلاً في الإسلام كما يظن العوام .. وهناك خلاف قديم جداً - وكبير جداً كذلك - حول هذه المسألة.. ومن يريد شرب الخمر فليس بحاجة لترك الإسلام فهو حلال ، كما أن من يريد معافسة النساء دون زواج "حقيقي" فليس بحاجة لترك الإسلام فزواج المتعة - عند السنة والشيعة - موجود..

المهم.. ربما لا يعلم البعض بأن الإمام أبا حنيفة - وهو أول الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي - كان يقول بحلية شرب الخمر طالما لم تصل لحد السكر ، وكان يستثني فقط خمر العنب (1) .. وعلى هذا التحليل كان سائر فقهاء العراق..

يقول الشيخ سيد سابق في كتابه الشهير "فقه السنة" والذي يندر أن يخلو منه منزل:

((( و لم يخالف في ذلك أحد – أي تحريم الخمر بجميع أنواعها – سوى فقهاء العراق ، و إبراهيم النخعي ، و سفيان الثوري ، و ابن أبي ليلى ، و شريك، و ابن شبرمة، و سائر فقهاء الكوفيين ، و أكثر علماء البصريين ، و أبي حنيفة, فإنهم قالوا: بتحريم القليل و الكثير من عصير العنب، أما ما كان من الأنبذة من غير العنب، فإنه يحرم الكثير المسكر منه ، أما القليل الذي لا يسكر، فإنه حلال ))).

ويقول الحافظ بن عبد البر:

((( واختلف الفقهاء في سائر الأنبذة المسكرة ، فقال العراقيون : إنما الحرام منها المسكر ، وهو فعل الشارب ، وأما النبيذ في نفسه ، فليس بحرام ، ولانجس ، لأن الخمر العنب . . .))) (3).

والسؤال هنا: ما وجه اعتراض الإسلاميين إذن وتذمرهم من وجود حانات وأماكن لبيع الخمور ؟؟
________________

(1) فقط لأسباب لغوية تتعلق بالمعنى العرفي لكلمة "خمر" في لغة العرب ، وقد خالفه غيره من فقهاء العراق بتحليل كل الأنواع حتى خمر العنب.
(2) فقه السنة - جــ 2 - صفحة 235.
(3) التمهيد في شرح الموطأ جـ1 صـ 245.

(10-10-2009, 06:38 PM)Solitude كتب:  [المهم.. ربما لا يعلم البعض بأن الإمام أبا حنيفة - وهو أول الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي - كان يقول بحلية شرب الخمر طالما لم تصل لحد السكر ، وكان يستثني فقط خمر العنب (1) .. وعلى هذا التحليل كان سائر فقهاء العراق..

ينبغي الإشارة إلى أن معنى حد السكر عند أبي حنيفة هو: عندما لا يميز الشارب بين الرجل والمرأة ، لأنه لا معنى لشربه إذا لم يكن مسكرا ، وعليه فالسكر الممنوع عنده ما بلغ هذا المبلغ أما دونه فمقبول ، وهذا يخالف مقولة: ما أسكر قليله فكثيره حرام.
بينما خص العنب بالمنع دون غيره لأن العنب هو المسمى خمراعنده ، فتحريمه لخمر العنب ليس لكون مسكرا بل لكونه خمرا ورد بالآية بالأمر بالاجتناب (إنما الخمر والميسر و ... رجس من عمل الشيطان فاجتمبوه...)
ولذلك رأى أن آية ( لا تقربوا الصلاة وأنت سكارى حتى تعلموا ما تقولون) أنها تعني إباحة السكر خارج الصلاة ، كما تم النهي بالحديث عن القدوم للمساجد للصلاة عند أكل بصل أو ثوم.
وبناء عليه فآية الاجتنباب لم تمنع العباس عم النبي من الاستمرار بشرب الخمر ومعرفة النبي بذلك وعدم نهيه عن شربه ما يمكن حمل الأمر بالأية على الندب وليس على الوجوب خاصة أن الآية لم ترتب مجازاة على ذلك دنيوية أو أخروية.

تحيتي

أنتم أعلم وأدرى وأعرف
الحمد لله والشكر

مشكلة أبو حنيفة هو القياس في النصوص .... النص لا يقبل الإجتهاد .

بالنسبة لمقولتك أن اللادينيين تركوا الإسلام لمجر التلذذ بالخمر و النساء ... ففيه الشئ الكثير من الصحة . حيث أن أغلب الشيوعيين البحرانيين و بالذات في فترتي السبعينيات و التسعينيات كان يجاهر بشرب الخمر و عندما تسأله لماذا قال لك أنه شيوعي .

عند أغلب فقهاء الشيعة .... عصير العنب مشكوك فيه و يفضل ترك شربه و ذلك لسهولة تخمره .و الله أعلم

(10-11-2009, 03:41 AM)انسانة كتب:  أنتم أعلم وأدرى وأعرف
الحمد لله والشكر

أعلم وأدرى وأعرف من من يا إنسانة؟

أما المحرم من المشروب والمأكول غير الحيوان فيمكن ضبطه ضمن قواعد كلية :

1 ـ كل مغصوب حرام .

2 ـ كل نجس حرام .

3 ـ كل مضر حرام .

4 ـ كل خبيث حرام .

وأعظم المحرمات من المائعات البول ، وأعظم منه الخمر وأخواتها من النبيذ ، والفقاع ، والعصير إذا غلا ، ولم يذهب ثلثاه .

ولحرمة الخمر ونجاستها عند الإمامية من الغلظه والشدة ما ليس عند فرقة من المسلمين ، فقد ورد في التحذير منها عن أئمتهم سلام الله عليهم أحاديث هائلة ، وزواجر دامغة ، تشيب لها النواصي ، ويرتجف منها أجرأ الناس على المعاصي ، وتكررت منهم لعنة الله على عاصرها ، وجابيها ، وبائعها ، وشاربها ، وتعرف في شرعنا بأم الخبائث (3) .

وفي بعض أحاديث أهل البيت عليهم السلام ما يظهر منه حرمة الجلوس على مائدة وضع فيها قدح خمر(4) ، ولعل السر شدة الحذر والتحرز من أن يتطاير بخار منها يمس الطعام فيفسده ، أو يدخل في جوف الآكل ذرة من جراثيمها الخبيثة وموادها الهالكة ولو بعد حين ، وقد اهتدى العلم الحديث بعد الجد والجهد في تحليلها الكيماوي ، وتمحيصها الطبي ، إلى مضارها التي أنبأ عنها الاسلام قبل ثلاثة عشر قرناً بدون كلفة ولا عناء ، فحرموا على أنفسهم ما يحرمه دينهم ، وتمنعه شريعتهم ، فلله شريعة الاسلام ما أشرفها ، وأنبلها ، وأدقها ، وأجلها ، وأفضلها ، وأكملها ، وخسرت صفقة المسلمين الذين أضاعوها فضاعوا ، واستهانوا بها فهانوا ، وعسى أن يحدث
الله بعد ذلك امراً.


التشريع تابع للمصالح والمفاسد

إنّ الأحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد، فلا واجب إلاّ لمصلحة في فعله، ولا حرام إلاّ لمفسدة في اقترافه وانّ التشريع الإسلامي بعيد عن الفوضى، ونصوص الكتاب والسنّة يشهدان على ذلك.

1. انّه سبحانه يعلِّل وجوب الاجتناب عن الخمر والميسر بأنّهما وسيلتان للعداوة والبغضاء والصدّ عن ذكر اللّه عموماً والصلاة خصوصاً يقول سبحانه: (إِنّما يُريدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْميْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون).(1)

كما أنّه يعلل وجوب الصلاة بأنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال سبحانه: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)(2) إلى غير ذلك من الآيات والروايات التي تشير إلى ملاكات التشريع في الذكر الحكيم.

وأكد الإمام علي بن موسى الرضاـ عليه السَّلام ـ ـ في كلماته ـ على ذلك و قال: «إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يبح أكلاً ولا شرباً إلاّ لما فيه المنفعة والصلاح، ولم يُحرّم إلاّ ما فيه

الضرر والتلف والفساد».

وقال ـ عليه السَّلام ـ : «في الدم انّه يُسيء الخُلْق، ويورث القسْوة للقلب، وقلّة الرأفةَ والرحمةَ ولا يؤمن أن يقتل ولده ووالده».(2)

وقال أبو جعفر الباقرـ عليه السَّلام ـ :«إنّ مدْمن الخمر كعابد الوثن، ويورثه الارتعاشُ ويهدم مروّته، ويحمله على التجسّر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا».(3)

إلى غير ذلك من النصوص المتضافرة عن أئمّة الدين.

اقتباس:وقد اهتدى العلم الحديث بعد الجد والجهد في تحليلها الكيماوي ، وتمحيصها الطبي ،

إلى مضارها التي أنبأ عنها الاسلام قبل ثلاثة عشر قرناً بدون كلفة ولا عناء ،

عجبتني هذه الفقرة

وهل لديك ما يدحض هذه المقولة بأن للخمر أضرار يا هذا وأن للإسلام السبق في التحذير من أضرارها ؟.

ألا يكفي هذا الحديث :

وقال أبو جعفر الباقرـ عليه السَّلام ـ :«إنّ مدْمن الخمر كعابد الوثن، ويورثه الارتعاشُ ويهدم مروّته، ويحمله على التجسّر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا».(3)

(10-14-2009, 07:09 PM)المنسي كتب:  وهل لديك ما يدحض هذه المقولة بأن للخمر أضرار يا هذا

والله يا ذاك لدي

حيث اثبت العلماء ان شرب كأس من الويسكي أو النبيذ يوميا مفيد للقلب والصحة

اقتباس:وأن للإسلام السبق في التحذير من أضرارها

وكان له السبق ايضا في تبيان منافعها

ألم يقل القران ان فيها منافع للناس

والا تعلم ان المسلمين استمروا في شرب الخمر حوالي 22سنة بعد ظهور الاسلام

ولم يتم اتخاذ قرار باجتنابها وليس تحريمها الا في السنة الاخيرة من حياة الرسول

اقتباس:وقال أبو جعفر الباقرـ عليه السَّلام ـ :«إنّ مدْمن الخمر كعابد ا

الوثن، ويورثه الارتعاشُ ويهدم مروّته، ويحمله على التجسّر على المحارم من سفك الدماء وركوب

الزنا».(3)

ابو جعفر الباقر عليه السلام يتكلم عن مدمن الخمر الذي لايستطيع تركها

وليس الشارب الذي يتلذذ بشربه

وانا في صف ابو جعفر عليه السلام في طرحه عن المدمن

أنت تتحدث عن النبيذ , ولم تتحدث عن الخمر كما أوضحت في عنوان الموضوع ...
هناك فرق بين النبيذ والخمر عند الفقهاء