{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تعاسة العرب المعاصرين
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #1
تعاسة العرب المعاصرين
حافظ الشيخ صالح

الوطن العربي الحديث والمعاصر هو وطن جريح تثعب دماؤه من جروحه المزمنة من غير توقّف، تثعب في الليل والنهار، خفية وجهرة، في فصول العام الأربعة وفي كل المواسم، ويتحامل الانسان العربي المعاصر كثيراً كثيراً على نفسه حتى تلفت نظره وتسترعي انتباهه بارقة أمل خفيفة طفيفة في غياهب الأفق المعتم القاتم.

يلتحف الانسان العربي المعاصر بالأثقال في كلّ ليلة على أمل أنْ يصحو على فجر صادق ينثال منه النور وضياء النهضة المحبوسين، ولكنْ ما أنْ تنقضي الليلة الطويلة الليلاء حتى يكون المتكرّر الآتي فجراً كاذباً جديداً ينفطر من مرآه القلب بالحسرات، ويبطش في قساوة نادرة برأس الانسان العربي المعاصر، ويذكّره فقط بالاغريقيّ سيزيف الذي كلما هو حمل على ظهره العاري الصخرة الى رأس الجبل عادت هي فتدحرجتْ وهوت الى الحضيض، هكذا هو قدَرُ سيزيف المربوط به من المهد الى اللحد، ليست الصخرة تستقر ألبتة على أعالي الجبل، وليس ينفكّ مصير سيزيف معَلّقاً بها سرمداً وأبداً الى قيامة الساعة.

في بؤبؤ عين العربي المعاصر تتوالى أجيال من المفكّرين ومن نشطاء الاتجاهات الأيديولوجية، المتجانس منها وغير المتجانس، أجيال كثيرة منذ نصف القرن التاسع عشر تعاقبت في عيون الانسان العربي، ولكنّ الوطن العربي اليوم وفي الاستطرادات ليس هو مسرور ببقايا العلمانية المتعصبة والباطشة، علمانية ما بعد حملة نابليون على مصر، ولا هو أيضا بالحركات والجماعات الاسلامية الحديثة التي كانت قد شقّت دربها على عجلات وسكّة خطاب النهضة، إلا انها غدرتْ بالنهضة وبخطابها وبفكرها، وأظهرتْ غير قليل من الوجوه الظلامية، وتفاكير التكفير والتفسيق والاقصاء والنفي، وأفعال العنف والبطش.

يتراجع فكر النهضة ويضمحلّ ويتضاءل وتحلّ محله الثورة الاثنية المروعة تنفخ في المجتمعات العربية روح الكراهية وروح الحروب الأهلية.


اخبار الخليج
10-17-2009, 09:07 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #2
RE: تعاسة العرب المعاصرين
سقوط القضية فسقوط المفردة وسقوط المفردة فسقوط القضية

حافظ الشيخ صالح

حصل في الوطن العربي ضلال عظيم وحيرة هائلة وغرقٌ في الوحل عميقٌ، وزاغت الأبصار وانطمست البصائر، منذ أنْ تراجعتْ في الخطاب العربي مفردة "النهضة" وقضيتها المصيرية ذات الإلحاح الشديد الذي ليس يمكن تأجيله أو إرجاؤه، ومن غير اليسير، من غير استقصاء بليغ الدقّة، وضع الاصبع تماماً على تاريخ هذا التراجُع الكارثي في قضية النهضة ومفرداتها، ولكنْ ما أنْ حلّت حقبة السبعينيات من القرن الميلادي الماضي حتى بدأت تحتدم وتستحكم ما يقال لها "الصحوة الإسلامية"، وأمست هذه تناطح الأيديولوجيات العلمانية السالفة، وحدث منذئذ صخب عظيم يشق الأسماع واندلع نزاع شمل في هذه المرة جميع الوطن العربي، وقد كان النزاع من قبلُ محصوراً تقريباً في مصر وسورية الكبرى، وبالدرجة التالية العراق.

وصارت ساحات الوطن العربي في كل نواحيه ميادين مبارزة بالسيوف التي تقطر دماً من كل صوب بين العلمانوية المتراجعة والإسلاموية المتقدمة، واختلط كلّ حابل بكلّ نابل، وفشت المراءاة الرخيصة: مراءاة الجمهور والتزلف إليه، ومراءاة الجماعة بالطقوس والهيئات والملابس والمظاهر، والجميع يبحث له عن صنم أيديولوجي يتعبّده ويتقرّب إليه بالقرابين والنذور وفي الوقت نفسه يرائي عُبّاد الصنم وينافق أتباعه.

وكما لم تكن العلمانوية المتشدّدة أحسن في استطرادات الشوط من الإسلاموية المتعصّبة فكذلك أثبتت البراهين الآن أنّ هذه ليست أحسن ولا أحكم ولا أرحم من تلك، فهذه كلها أغصان وفروع من الشجرة السقيمة جدا نفسها، وهذا غصن علمانوي وهذا فرع أصفر إسلاموي، كلاهما يأتي من الجذع الواحد ومن الجذر الواحد المدفون في التراب.

في هذه المعمعة العابثة، العظيمة العبث، ضاعت في الوحل الوبيء قضية النهضة وقاموسها، وملأت سوق الأيديولوجيات المتذابحة قواميس جديدة كثيرة، جميعها خال خلوا شنيعاً من "النهضة" وجذورها واشتقاقاتها، وجميعها صامت صمت القبور عن هذه القضية التي من دونها يسترسل ويتواصل التخلف العربي الكئيب والرهيب ولا يقوم العرب على قدم.

ربما من الأجدر العودة بالذهن والذاكرة إلى فكر المفكرين الرواد العرب ما بين سقوط الدولة العثمانية واندلاع الحرب العالمية الثانية، فيومئذ كانت قضية النهضة ليست تغيب عن بال.


اخبار الخليج
10-23-2009, 01:24 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الشهيد كسيلة غير متصل
Banned

المشاركات: 14
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #3
RE: تعاسة العرب المعاصرين
اقتباس:تثعب

من فضلك اشرح لي هذه الكلمة
اصلي انا ضعيف في العربي
2talk103
10-23-2009, 11:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #4
RE: تعاسة العرب المعاصرين
مسئوليات مصر القومية والتذرّع بحال مصر

حافظ الشيخ صالح

لا منازع ألبتة في أنّ مصر هي قائدة العرب في العصر الحديث، في الأقلّ منذ القرن الثامن عشر، وهي أعرقهم تاريخاً وأغزرهم سُكّاناً وأوفرهم في مقومات القيادة وأكثرهم من حيث حضور شروط القيادة والنهضة، ولقد حاولت منذ ستينيات القرن الميلادي الماضي غير دولة عربية أن تقتنص خلسة وجهاراً من مصر موقعها، ولكنّ المحاولات الصبيانية كانت عابثة وكانت عديمة الجدوى، حتى ومصر منكسرة تحت وطأة هزيمة صيف 1967، حتى ومصر واقعة بعد برهة تحت سطوة الإمبريالية الأمريكية والانقلاب الداخلي الرأسمالي وشبه الإقطاعي الجديد.

منذ الثورة الخمينية ومن فاتحة الثمانينيات جاء الدور على إيران لتنازع هي الأخرى مصر في ردائها القيادي في الوطن العربي، وعلى الرغم من افتتان بعض العرب بثورة الخميني، وبدولة الخميني، فإن حصيلة إيران من هذه المحاولات هي المضحكة، كانت ولاتزال في الغالب الأعم علقماً وحصرماً وقبض الريح، وما تزعزع ألبتة دور مصر وإنْ كان هو شاغراً حتى الآن قد غابت عنه مصر وأهملته.

لا إحصاء ممكناً لمسئوليات مصر القومية، التي هي معطّلة الآن وفي الوقت الراهن، ومن البديهي أنه من غير قيامة مصر فلا تقوم للأمة العربية قائمة، لولا أنّ هذه البديهية المسلّم بها يتخذها الآن عرب كثيرون في غير مصر ذريعة للكسل والنكوص عن العمل والاستنكاف عن فعل النهضة في اقطارهم، فهُم هاجعون مستلقون، كل في قُطره وبلده، ينتظرون فقط قيامة مصر، وتحرر مصر، وعودة مصر إلى دورها القيادي، حتى إذا حصل هذا في يوم من أيام الغيب بادروا آنذاك، وفقط آنذاك، للصحو من رقدتهم والقيام من هجعتهم واحتمال مسئولياتهم، على الأقل في حدود أقطارهم وديارهم المفرَدة.

إنها ذريعة انتظار قيامة مصر ثم يكون الكل لها تبعاً، في يوم مجهول من أيام الغيوب المحجوبة، هكذا حذوك النعل بالنعل.

لا أحد يملك جرأة الجزم بأنّ مصر سوف تنهض من جديد غداً أو بعد عشرين سنة أو بعد خمسة عقود، فالحال معقدة شديدة التعقيد، خاصة في مصر وما يخصّ مصر، ولكنّ هذه الحال ليست ذريعة ألبتة لانحطاط الأقطار العربية الأخرى ورداءتها وتردّيها وانهياراتها.


اخبار الخليج
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-27-2009, 04:32 PM بواسطة بوعائشة.)
10-27-2009, 04:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #5
RE: تعاسة العرب المعاصرين
لبنان: قوّتان قبليّتان عربيتان وقوّة كهنوتية أعجميّة

حافظ الشيخ صالح

في غياب مصر الكبرى والقائدة عن ساحة لبنان منذ وفاة جمال عبدالناصر، أو ربما بالتدريج منذ نكبة 1967، غدا لبنان الآن تتنازعه قوتان عربيتان ذواتا جذور قبليّة رجعية، وذواتا مكيّفات في الجوهر قبليّة، وذواتا غربة مُوحشة عن الـمُدُن وأهل الـمُدُن وروح الـمُدُن، تستلهمان سلوكهما من ضمير رديء جعلهما ذات يوم تناصران بالمال والعدة والعتاد أفواج "كتائب"، بيير الجْميّل وابنيه، تلكم "الكتائب" المتحالفة بدورها على نحو حميم آنذاك مع العدو الصهيوني، فكلتا القوتين هاتين نشاز في بيروت، مدينة الإلهام والاستلهام، وإيقاع بليغ الكآبة على أهل القُطْر اللبناني المتباهي بوفرته الفكرية وتنوّعه وحرياته.

كلما أتى عقد الثمانينيات، وفي ملفع تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني، كانت من بعيد، ثم من قريب، قوّة كهنوتية أعجمية، ظافرة لتوّها وظاهرة، تجرب خطواتها الأولى على أرض لبنان، بحثاً عن المكانة وعن النفوذ، فكأنما لبنان الجريح باستمرار لا تكفيه عدوانات الدولة الصهيونية، وليست تكفيه صراعات القوتين العربيتين القبليتَين على أرضه، وبدماء أبنائه وعلى أشلائهم الطاهرة، حتى تُقحم القوة الأعجمية الكهنوتية نفسها أيضاً في شأن لبنان الداخلي ممعنة في تجاوزاتها وفي جرمها المتكرّر المشهود.

بعد برهة، أيضاً في العقد الثمانيني، سوف تجدُ إحدى القوّتين العربيتين القبليتين حليفاً لها جاهزاً جدا في القوة الكهنوتية الأعجمية الجديدة البازغة، وسيقوم بينهما الحلف متيناً مكيناً، في ذريعة مواجهة الكيان الصهيوني، ولكن أيضاً وعمليا من أجل منازلة القوة العربية القبلية الأخرى.

أزمات لبنان سوف تطول وتسترسل الى أن ينحسر عنه ذات يوم من أيام الغيب النفوذ الصهيوني، والاقتحامات القبلية العربية الرجعية، والاقتحام الكهنوتي الأعجمي، ويومئذ يستعيد اللبنانيون استقلالهم وسيادتهم على أرضهم ومشيئتهم الوطنية ومستقبل أجيالهم الطالعة، هذه العناصر المحروم منها اللبنانيون مرحلة بعد مرحلة، وحُقبة من بعد حُقبة، من لدُن الامبراطورية التركية.


اخبار الخليج
10-29-2009, 04:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #6
RE: تعاسة العرب المعاصرين
السهل الآن المستحيل أبداً

حافظ الشيخ صالح

مطوّقة جدا بالامبريالية الإقليمية الصهيونية، وبالامبريالية الأمريكية، مخنوقة جدا في قبضة هاتين اليدين، وفي الوقت نفسه مستمرئة في اللحظة الراهنة استكانة الشعوب العربية، فإنّ أنظمة الأمر الراهن في البلاد العربية تستسهل كشربة ماء هنيء تجريع الشعب العربي، قطرة قطرة، التطبيع مع الكيان الصهيوني والتعامل والتعاون معه، تحت السطوح وعلى السطح، مؤمّلة أنْ يصبح هذا الوضع عاديا في العيون، لحركة الشمس في النهار وتقلبات القمر في الليل، من هلالٍ إلى عرجون قديم، وأن يغدو هذا الوضع المأمول مقبولاً في القلوب وفي الضمائر والوجدان، ليس تنطلق ضده المظاهرات ولا تحصل مع البوليس المصادمات ولا تُكتب ضده العرائض ولا يعزف عنه ويزهد فيه الجمهور، وإنما فقط السكون والسكوت.

مع الوضع العربي الراهن، المنهزم والمنحطم، يجوز لهذه الأنظمة الهزيلة إيجاد شيء من التفاؤل لأنفسها في إنجاز هذا الغرض وتحقيق هذه الغاية والحصول على هذا المأرب، فالشعب العربي يرسف في أغلال فقره، ومأسور في الديون، وعصا القمع فوق رأسه، يطاردونه في الليل والنهار، وهو لذلك في الوهلة الأولى مستعد لنسيان فلسطين وغضّ الطرف عن عدوانات الامبريالية الصهيونية، وهو مهيأ نفسيا ومزاجيا وروحيا لأيّ شيء توحيه إليه الأنظمة وتُنزله عليه من سماواتها العُلى، وعلى ذلك كشربة ماء هنيئة مريئة يرتشف فكرة أو مشروع التعايش أو العيش المشترك مع الكيان الصهيوني.

هذا في المدى المباشر وفي المدى القريب، فلهذه الأنظمة البائسة المؤيدة من الصهاينة والأمريكان أن تستغرق جدا في كأس تفاؤلها وتعبّ منه إلى ما بعد الثمالة والترنح، فهي قد غلبت الشعوب قسراً وقهراً و"بالتي هي أحسن"، إلا انه على المدى المتوسط، أو البعيد، لن تلامس قطرة من حبّ الدولة الصهيونية شغاف قلب إنسان عربي، ولن يضع شفتيه على حافة هذه الكأس المسمومة، وهو قد يقبل في كراهية أيّ شيء باستثناء أنْ يعيش عيشاً مشتركاً مع الدولة الصهيونية، فهذه خارجة على التاريخ، ومن التاريخ، ومصيرها التصفية النهائية الجازمة على أيدي أجيال جميلة، بالغة الجمال، لاتزال تندفع من الغيب، ولكنْ لا تحتمل أن تتخيلها المخيّلات البائسة الفقيرة لهذه الأنظمة البائسة المفلسة.


اخبار الخليج
10-30-2009, 09:24 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #7
RE: تعاسة العرب المعاصرين
نكبة كيانية كبيرة وشيكة في مصر والبلاد العربية

حافظ الشيخ صالح

على مضمار الجمهوريات العربية التي صارت وراثية، أو أوشكت أو توشك أن تصير، تسابقت سورية مع العراق السابق مع اليمن مع ليبيا، والحبل على الجرار، ولكنْ كل هذه الدول ليست في ثقل مصر القائدة وهي ذوات أهميّات ثانوية في تقرير مصير الوطن العربي من طريق أفعالها وسابقاتها وقدواتها، إلا أن مصر القائدة تختلف جدا فالجميع تَبعٌ لفعالها وسوابقها وقدواتها، وهي في الواقع المتحكّمة بالبوصلة القومية العربية وباختيار الجهات والاتجاهات، شاملة العرب كافة على مدى عقود مقبلة مديدة عديدة.

ولذلك فإذا صحّتْ بعد برهة الأقاويل، وصدقتْ المقدمات، وتحقّقتْ التسريبات، وجاء في مصر على رأس الحُكْم ابن رئيس الجمهورية الحاضر، فتلكم ولا ريب انقلابة رهيبة، وردّة مروّعة، وهي نكبة كبيرة توشك أنْ تضرب في ضراوة غير مسبوقة المراكب الاجتماعية والسياسية في مصر وفي البلاد العربية.

إنّ مصر هاهنا، إذا تحقّقتْ الأقوال، إنما تُرسي تقليداً في الحُكْم والسياسة بشعاً وقبيحاً وشنيعاً، وتفتح الأبواب الشرعية لهذا التقليد، وتقدّمه على طبق من ذهب إلى الجمهوريات العربية الأخرى، وتوحي لها به، وتقترحه عليها في قوّة وفي جسارة وبعين ليست تنكسر.

هذا التقليد الجديد إذا هو تحقق في مصر سوف يصنع مع الوقت موجاً هادراً هائلاً، وسوف يقارب بين مصر (وغيرها من الجمهوريات العربية) ولُجج الهياج وانعدام الاستقرار، يفاقم هذه الحال الأحزابُ الحاكمة في البلاد العربية وهي جميعها منخورة بالفساد الناغل العميق، ولا يُرجى لها صلاح أو إصلاح، هي هي الآن نافخة المزمار في القاهرة من أجل الولاية المورّثة، كما تنفخ المزمار من صوبها في صنعاء وفي طرابلس الغرب، كما نفخته ذات يوم كئيب في دمشق يوم مات حافظ أسد.
11-06-2009, 02:01 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
مجدي نصر غير متصل
بأرض العدم
*****

المشاركات: 795
الانضمام: May 2009
مشاركة: #8
RE: تعاسة العرب المعاصرين
من غير قيامة مصر فلا تقوم للأمة العربية قائمة[color=#FF6347]

2141521
11-12-2009, 04:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #9
RE: تعاسة العرب المعاصرين
معاونة اليمن بمشاريع صلبة

حافظ الشيخ صالح

حتى إذا انتهت الآن حرب الحوثيين الصفويين على أراضي المملكة العربية السعودية فإنّ الجرح سيبقى مفتوحاً دامياً في اليمن نفسه، ولقد كان في إمكان السعودية ودول التعاون الخليجي ان تدمله وتعالجه في أوقات باكرة، منذ عشرين سنة تقريباً، لو انها بادرت الى اعانة اليمن بمشاريع تنموية صلبة وشاملة، تكافح الفقر والجهل والأمية، وتقطع الطريق على الصفويين، وتنشر نور العلم وكرامة العيش، ولكن هؤلاء غضوا الطرف عمّا يحصل في بوابتهم الجنوبية، وتجاهلوا الجمر الذي تحت الرماد.

في الوقت نفسه فإن الفساد السياسي والمالي والاداري الفاشي فشوا وبائيا في اليمن حال دون اصلاح الاقتصاد السياسي والتقريب بين الطبقات الاجتماعية وتحسين اوضاع المعيشة ونشر التعليم.

لا تؤتَمَن الادارة السياسية والادارة العامة في اليمن على مساعدات نقدية، فالبئر تبلع ولا قعر لها، والذمم خربة والضمائر فاسدة.

ولكنْ يصار الى تقديم مشاريع تنموية صلبة، تديرها في اليمن وتجريها وتنفذها السعودية ودول التعاون، فعلى هذا النحو تكون الامور أسلم وتكون أضمن في نتائجها وأطمن للقلوب، فالعقلاء ليسوا يرمون فلوسهم في بئر ليس لها من قاع أو قعر ولا تشبع.

إنّ العامل الايديولوجي واضح جدا في الظاهرة الصفوية الحوثية في صعدة ولكنْ بقي الآن تسليط الضوء على البيئة الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية التي املت لهذه الظاهرة وأعطتها مقوماتها وسكبت عليها من صوب ايران الوقود.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-18-2009, 07:48 PM بواسطة بوعائشة.)
11-18-2009, 07:47 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #10
RE: تعاسة العرب المعاصرين
مجتمعات داخلها منخور

حافظ الشيخ صالح

المجتمعات العربية بأجمعها ومن غير استثناء واحد يتيم ليست في أحسن حالاتها، بل هي أسوأ من الأسوأ، وهذه حال طبيعية ومعهودة في كل تواريخ الكون البشري لمجتمعات هي منخورة في داخل مخها وعظامها، وقد فشلتْ في النهضة على الرغم من تجريبها مراراً، وقد أقعدها العجز على الأرض، وتوالت عليها هزائم ماحقة ساحقة من الداخل ومن الخارج، ولذلك لا وجه استنكار ألبتة في ان يتوارى قيام هذه المجتمعات خلف سُدُف من الغيب معتمة صفيقة تنطفئ معها بوارق النهضة والنماء والنصر، وتصبح الآمال بدداً، وتكثر خيبات الأمل، وتجثو بأثقالها على صدر الانسان العربي، ويغلبه التشاؤم اليومي والتاريخي البليغ فلا يستطيع حراكاً، ولا يبدر منه فعل تغيير لأشيائه المأساوية.

الفقر والجوع والمرض والحاجة والجهل والأمية والديون الشخصية المركومة والمعيشة المريرة والركون إلى الذين ظلموا وطاعتهم في الأمر هي كلها وجوه من وجوه النخر الساطي على الرأس والصدر، وما لم تغادر المجتمعات العربية بأسرها حال النخر فلن تتخلص من أسقامها وأكثر عيوبها ولكن بوارق الأمل ليست تبرق في الأفق ولا حتى هي تومض وميضاً خفيفاً خافتاً.

حتى ما يقال لها "الصحوة الاسلامية" تندرج الآن على العموم في مندرج الوهم وفي باب الفجر الكاذب، فهي أيضاً منخورة بالنخر المستشري العام، هذه الفروع من ذلكم الجذع ومن ذاك الجذر، بينما الجذع والجذر كلاهما منخور.


اخبار الخليج
11-20-2009, 12:44 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بعدما ابتزوا أوربا .. اليهود العرب بدأوا حملة لابتزاز العرب ... نسمه عطرة 10 2,629 10-28-2006, 07:40 PM
آخر رد: shahrazad
  صولون العرب (السنهوري باشا) عندما علم العرب القانـون وضاح رؤى 10 3,807 10-12-2006, 07:44 PM
آخر رد: Bilal Nabil

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS