أغلبية سكان العالم, و خصوصا مواطنو العالم العربي, ينظرون الى السعودية و السعوديين كدولة نفطية ثرية و شعب ثري من البدو, حيث اختفت البداوة في سترة التخلف تكسوها عباءة فولاذية من الدين. و من الطبيعي جدا أن تكون تلك النظرة تعني عدمية تأثير هذه الدولة وهذه الأمة على مجرى أحداث العالم..

الا أن الأحداث و منذ سايكس – بيكو و حتى تاريخ اليوم تؤكد أن السعودية هي حجر الزاوية في كل ما يجري في العالم من أحداث و انحرافات و كوارث, بالذات تلك الأمور التي تمس أمريكا و الامبريالية العالمية بسوء..

سنة 79 وصل شاب وسيم في الثمانين من عمره مطار طهران عاصمة ايران بعد هروب الشاه و بعض من أهله الى خارج البلاد. هذا الشاب يدعى الخميني الذي قام بثورة دينية شيعية ضد الشاه و اعتلى عرش فارس مهددا الدول المحيطة بثورات تطهيرية لأردان الرجعية الامريكية الاقطاعية التي نهبت ثروات المنطقة من بترول و معادن و نقود. الا أن المشروع الخميني انتهى باعدام صدام ووصول العم سام الى بغداد كدولة محتلة. و كأن الخميني سعى في ثورته الى تقريب الأمريكان نحو منابع النفط الخليجي بدلا من شفطها من بعد..

بعد ثلاثون عاما من ثورة الخميني أي ي هذه السنة 2009 هناك ثورة جديدة من الشرق أيضا. فالقائد أحمدي يهدد العالم بمفاعله النووي و ينوي مسح اسرائيل من الوجودى و تحرير الأرض المقدسة من القردة و الخنازير لتعود الى أصحابها الأصليين (الفلسطينيين).

لكن الكلام في الشرق الأوسط دوما ينتهي بعد آخر استكانة شاي من السموار الايراني. فأمريكا التي أحتلت قطر بأكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط منذ بضع سنين في مواجهة شرسة لايران و القاعدة الفرنسية التي شيدت في الامارات لاسترداد الجزر المسلوبة سابقا أبان حكم الشاه و تلك المناورات العسكرية الاسرائيلية على الأرض و الحو, و حركة الاصلاحيين في ايران ذاتها و من رحم الخميني ذاته, يجعل من لحم طهران عرضة للالتهام في أقرب وقت في المستقبل المنظور, الذي قد لا يتجاوز الأسابيع أو الأشهر على أبعد احتمال..

سقوط ايران وهذا قادم لا محال, يعني سقوط سوريا و اعدام الأسد وأعوانه, وهذا أمر لا غبار عليه, بل و كانني أراه اللحظة, وبسقوط هؤلاء فان السيد (نصو) الله سيكون أحد سكان الكهوف القريبة من جعيتا, اي لن يكون هناك أي يسار عربي أو شرق أوسطي, و ستصبح دول الشرق الأوسط من طنجة الى طهران سداح مداح في جيب أمريكا العظمى..

حين نتساءل عن السبب, سنجد أن السبب الرئيسي وراء انبطاحنا الشديد و عجزنا عن المقاومة, هو الاسلام. فقد لعبت السعودية (اقصد أمريكا) دورا رائعا في تحقيق مآرب أمريكا كاملة. فايران 79 "شيعت" المنطقة لتواجهها السعودية "بوهابيتها" لتلحق بها مصر و باقي الدول العربية في صد التشيع الايراني اليساري.

شيء ما يضحكني كلما شاهدت على التلفزيون أحد شيوح المنسر (الفقهاء) يجعرون للعامة و البسطاء من الأمة عن ثبات الاسلام و مدى فاعليته و قوته و عزمه و بأسه. و كأن الفقهاء هؤلاء يتكلمون بلسان حال الامبريالية العالمية. فكل ما حصدته الامبريالية العالمية من الشرق الأوسط كان بسبب قوة الاسلام و بأسه و عزيمته, فلولا الاسلام لما كان هناك عاملا مؤثرا على شعوب المنطقة لالتفاف حول الكعبة تاركين خلف مؤخراتهم أقوى و أعتى مواردهم (الطاقة) نهبا للامبريالية..

المضحك أكثر, ان أمريكا و لمجرد أن ران لها النصر بدأت تطلب من حكام المنطقة (تهوين) الاسلام على شعوبها, و يبدو أن أمريكا قد أمرت هؤلاء الحكام بأنه في كل خطوة موفقة تخطوها نحو الهدف, يقابلها خطوة أبعد عن الاسلام..!!

مجرد مثال سريع جدا. قبل أيام أفتتح الملك عبد الله جامعة باسمه, دعا فيها كبار فلاسفة العالم و علمائها. و هي الجامعة الأولى في السعودية التي تبيح اختلاط الجنسين..ويمنع فيها تعليم الدين.!!

مبروك لليمين للمرة العاشرة.
مبروك للدولار و اليورو و الاسترليني..
مبروك لعلماء الأنثروبولوجي الذين اكتشفوا قبل هدم سور برلين أن العملات الصعبة أقوى من كل الأيدولجيات..!!

تحياتي للجميع

حسام راغب..

الاسلام برئ من هذه الانظمه العميله
التي استغلت الدين ونصبت جهلاء للفتوى المعلبه والبيع باعلى سعر
السياسيه بالدولار والاجتماعيه الداخليه بالعمله العاديه لكل بلد
وسار دين دول ومناطق وخرافات وجنس وسحر وعين وتجاره
ومن ناحيه ان امريكا تفكر تغزو ايران وسوريا احتمال بعيد
فمازالت انظمتها تحت الولاء الامريكي يحصل شد وجذب بس وقت الجد تتنازل حبه
ولاننسى ايضا ان امريكا مثقله بسبب الحرب
ملاحظه اخيره للمعلوميه فقط امريكا لاتطلب من الحكام
ولكن الحكام يبادرون بالتنازلات رضاء للسيد
وتشكرات كثيرات ياحسام
[size=medium]

اقتباس:حتى تاريخ اليوم تؤكد أن السعودية هي حجر الزاوية في كل ما يجري في العالم

اقتباس:يجعل من لحم طهران عرضة للالتهام في أقرب وقت في المستقبل المنظور, الذي قد لا يتجاوز الأسابيع أو الأشهر على أبعد احتمال..

السعودية حجر الزاوية فهمنا, لكن لكل ما يجري في العالم؟؟؟؟؟
الثقة بالنفس جميلة, خصوصا عندما تصدر عن العاجزين....

اقتباس:سقوط ايران وهذا قادم لا محال, يعني سقوط سوريا و اعدام الأسد وأعوانه, وهذا أمر لا غبار عليه, بل و كانني أراه اللحظة

يطعمك الحجة و الناس راجعة..... مش انت بذاتك كنت تبشرنا بقصة (الاسابيع) منذ سنوات؟

بعدك الظاهر متعلق بعادة (التحليل الاستمنائي) الذي طالما اجاده صحافيي النفط منذ غزو العراق؟



عموما اطمئن فلا امريكا ستهاجم ايران, و نص(و) الله سيبقى قاعدا على قلبك و مدندلا رجليه كمان.... كان غيرك اشطر...
و خليك انت اهتم باسعار البورصة و موديلات الموبايل و اسماء البعير.... بدل التنطح لمواضيع لا تفهم فيها.....

بالمناسبة , بوش اليوم يرعى الخنازير في مزرعته في تكساس, اذا احس احد يوما بالحنين و اراد ان ينضم اليه....

..كيف الاسلام بريء هو الذي أصر على طاعة ولي الأمر..
و الاسلام هو الذي أحضر لنا خرافاته في أسفاره كالجن و ابليس و حور العين..
وهو الذي بتر عرى المحبة بين الذكر و الأنثى وجعلها "غريزية" تباع و تشترى..
و الاسلام هو الذي حث الأمة تلى قتل الأغيار من أي دين..
وهو أي الاسلام الذي ميز بين الأسود والأبيض..
و الاسلام هو الذي أقام اللا-مساواة بين الذكر و الأنثى..
و بين الحاكم و المحكوم..
وهو الذي قام بكل جرائم الحرب الابادية في خيبر و القينقاع و ما خفي أبشع,.

ألم يكن الاسلم خير شر يمتطيه مجرم في زي حاكم..؟؟!!

راغب..

حسام
طاعه ولي الامر جعلها الاسلام مقيده
اما باقي كلامك ونظرتك هكذا عن الاسلام
هذا شانك وانت حر
ومن ناحيه خيبر والقينقاع
ياليت المسلمين الحين يسون زيها
في العراق وفلسطين ويطردون المحتل الامريكي والاسرائيلي
واعتقد ان الامر هذا طبيعي لدى كل البشر
ان يدافعو عن انفسهم ويطردون المحتل

عزيزي الهوى غربي...

لا يوجد شيئ اسمه (الاسلام) ككائن افتراضي نستطيع تحميله مسؤولية أمر ما...

هناك مزيج هائل من العوامل الاجتماعية و التاريخية و الثقافية و السياسية و الدينية و الاقتصادية و البيئية تضفي على مجموعة بشرية ما خصائصها العامة.....
لذلك ترى مثلا الاندونيسيون المسلمون يختلفون اختلافا جذريا عن قبائل الجزيرة العربية المسلمون ايضا, مع ان دينهم واحد....
و كذلك الامر تجد مثلا ان متدينا شاميا قد يكون اقل تطرفا و اكثر سماحة و طيبة من ملحد ترعرع في بيئة بدوية أعرابية و يعيش في الصحراء تحت التكييف.....

يعني ما نحن عليه هو ليس حصرا بسبب معتقداتنا , بل لاسباب عديدة و هائلة أخرى... و محاولة حصر الامر بدين او معتقد معين هو تبسيط اختزالي مضحك يليق بتلاميذ الصفوف الابتدائية.....

ابو خليل كيف حالك يا رجل ؟
ياعزيزي بناء على كلامك فان الاسلام ايضا ليس له دور رئيسي في حسن الخلق , اي اننا لاناخذ اخلاقياتنا من الكتب المقدسة بل
من البيئة التي نعيش فيها ومن المجتمع اللذي تربينا على تقاليده ؟ انا فقط عممت كلامك على بقية الاحتمالات ..
بن لادن لو كان مسيحي لكان متطرفا على طريقة زكريا بطرس , اذا ابوخليل لو كان ملحدا فسوف يتمتع بنفس مستوى حسن
الخلق والدماثة التي نعرفه بها , اليس كلامي منطقي ؟

الهوى غربي

متى كانت الولاية مقيدة في الاسلام..؟ لو كانت مقيدة لما كتبنا شيئا عن الاسلام. ولن أطرح أدلة, فقد كتبنا آلاف المواضيع في شتى المنتديات الفكرية بهذا الصدد, و لكن يبدو أنك حديث عهد بالحوارات النتية, لذا سأجيبك يدليل واحد سريع و لزييز..

كيف يكون الوالي مقيدا و صاحب الرسالة نفسه (الحبيب) محمد لم يكن مقيدا بشيء. فقد غزا أركان الجزيرة العربية بالسيف ليركعوا له ساجدين مقرين أنه نبي الله, رغم أنه لم يقدم دليلا واحدا على نبوته, هذا قبل جاليليو, و بعد جاليليو تأكد لأنصاف العقلاء أنه لا يوجد سماء وأن تلك الزرقة ليست أكثر من لون للغلاف الجوي بعد اختراق أشعة الشمس له. فقد كان السومريون يعتقدون أن السماء هي سقف الأرض وأن الله يسكن فوقها, ثم أتى محمد بمشروع ليلي للسماء حين زينها رب العباد بمصابيح هدى للبدو و شهب تلقى على الشياطين الذين يسترقون السمع على الله الذي يجتمع ليلا مع ملائكته لبحث أمور الكوكب..!!

و في القانون المدني هناك عبارة تقول, اذا انتفى وجود الأصل موضوع القضية, فيصبح الفرع كأنه لم يكن. فاذا انتفى مشروع الله مكانا, فان ذلك يشير أن شيئا لم يصدر من ذات المكن موضوع الطرح..

طيب أنا لم يكن موضوعي ديني, لذا آمل أن تلاحظ ذلك..

نأتي الى أمنيتك لتطهير عرقي جديد لليهود. يعني أنت تطالب العامة بارتكاب جريمة ابادة حرمها و جرمها القانون الدولي و المحلي. فاذا كنا نرغب في تطهير اليهود من على الأرض فان ذلك يسمح لباقي سكان و شعوب العالم باجتثاثنا من على الأرض, و نحن الضعفاء, فهل توافق على ذلك..؟ أم أن الكيل بمكيالين ديدن كل مسلم يعيش على الأرض..؟؟

قتل الأبرياء في العراق ليس مقاومة. و قتل الاسرائيليين في فلسطين ليس مقاومة. المقاومة تكون ندية, وفي اعتقادي أننا لو قاومنا الجهل فان ذلك خيرا لنا..

راغب..

---

أبو خيل..

بدون تبسيط و سطحية. الاسلام هو الذي أضفى على "الهمجية" قدسية لا تزال تحلق على أفكار و عقل المسلمين. أنظر دقيقة واحدة على ماليزيا. ما أن تحولت من دولة اسلامية الى علمانية حتى تحولت الأمة هناك 180 درجة نحو الحياة و الحق و الجمال..

نعم الاسلام نبع من بيئة صحراوية, و المصيبة أنه قد شرع أمورا اعتبرها مقدسة لتقف حارسا على عقول الأمة لابطاء تطورها, وهذا ما حصل بالفعل. ثم اقتربت أمريكا نحونا لتثبت الدين في العقول تثبيتا فكان ما كان و حدث ما حدث..

الاسلام هو العلة..
و هو العلاج لكل مصائبنا..

راغب..

(10-20-2009, 01:22 PM)the special one كتب:  ابو خليل كيف حالك يا رجل ؟
ياعزيزي بناء على كلامك فان الاسلام ايضا ليس له دور رئيسي في حسن الخلق , اي اننا لاناخذ اخلاقياتنا من الكتب المقدسة بل
من البيئة التي نعيش فيها ومن المجتمع اللذي تربينا على تقاليده ؟ انا فقط عممت كلامك على بقية الاحتمالات ..
بن لادن لو كان مسيحي لكان متطرفا على طريقة زكريا بطرس , اذا ابوخليل لو كان ملحدا فسوف يتمتع بنفس مستوى حسن
الخلق والدماثة التي نعرفه بها , اليس كلامي منطقي ؟

اهلا عزيزي سبيشال,

نعم كلامك منطقي و اوافقك عليه تماما...

و ازيدك من الشعر بيتا هو ان ما تدعوه ب(مستوى حسن الخلق) هو امر نسبي يختلف بين بيئة و اخرى, و كذلك بين زمن و آخر مع ان التعاليم الدينية هي نفسها....

(10-20-2009, 01:22 PM)حسام راغب كتب:  الاسلام هو العلة..
و هو العلاج لكل مصائبنا..
راغب..

إن أصبت بتخميني أنك تقصد أن الإسلام هو العلة بتبنيه وأنه هو العلاج بنبذه
أليس كذلك؟
أخلافك بالحالتين لأن الدين كما أراه ظاهرة وجودية ( أنطلوجية)
وإذا كان الدين بالأنطلوجيا فهذا يعني أنه مكون وجودي وبالتالي مكون إنساني وبالتالي لا يمكن نزعه ، لأنك ستكون في مواجهة مع الإنسان وهذا لا يؤدي إلا إلى تقوية من يوظف الدين ويستثمره ويستغله وينتهك به لأنك صرت بحرب ليس مع الدين بل مع الإنسان نفسه.
والحل من وجهة نظري هو بالتعامل مع الظاهرة الدينية بـ (سلام) والدخول فيها كلاعب وليس كمقاتل فهذا هو الكفيل بالتأثير عليها من داخلها لأن المواجهة لها من الخارج سيفقدك أي تأثير عليها بلا سيفقدك السيطرة عليها.
لاحظ أني قلت الدين ظاهرة وجودية ولم أقل الإسلام لأني أعني بالدين أمرا واحدا يشمل الظاهرة الدينية في كل تجلياتها وصورها فما أعنية بالدين ليس طقوس الدين ولا أساطيره ولا تشريعاته فلا يعنيني أن تتكلم نملة أو هدهد ، أو أن يطاف بمكان مكعب ويرمى الشيطان بحبات صغيرة من الحصى ، ولا أن يحرم الخمر أو غيره ، فكل ما تقدم خاضع للشرط الإنساني ، ما يعنيني بالدين هو عالم الغيب الذي تخفى من خلال تجلي عالم الشهادة ، وبما أن الإنسان تمثل له هذا الغيب فلا يعنيني ما ملأه به من أسماء وأفكار لأن الكأس باق وعلي أن أشارك بسكب الأفكار فيه وليس تحطيمه!

تحيتي..