أنا منذ فترة أردت أن أسألك إن كنت لا تؤمن بالإله فلماذا كل هذا الغضب والحنق منه، ولكنك وضحت دون سؤال

ولكن لندع الإله جانباً وإسمح لي أن أطرح عليك سؤالاً:
هل تشعر أن الإنسان مخير أو حر في حياته، أم أنه مسير والله وضع له برنامج لا يستطيع أن يحيد عنه؟
لا أريد أن أدخلك في مساءل عقدية وفلسفية، هل تشعر أنت نفسك أنك مخير أم مسير.

أمر آخر أخ حميد:
يقال في التصوف التخلية قبل التحلية، أي إذا أردت أن تملأ قارورة قذرة بالعطر، فعليك أولاً تنظيفها مما فيها ومن ثم تعمل على ملئها
فنصيحتي لك أن تلقي وراءك موضوع السخافات الإسلامية وكل الجانب المظلم، فما دام عقلك مشغول بهذه الترهات كيف يمكن له أن يفكر في الجمال والأمل والمستقبل
لا تعاقب حالك أكثر من ذلك وأخرج من دور ضحية الدين والمجتمع والعائلة والعادات.
وآسف إن كنت تدخلت فيما لا يعنيني

لا يوجد أحد حر 100% كلنا محكومون بظروف وسياقات تاريخية واجتماعية وثقافية، ولكن أيضاً لدينا حرية وإرادة، وهنا تكمن مسؤوليتنا، فالأمر لا يتعلق بالفرد وإنما بالفرد في مجمل علاقاته الاجتماعية، جارك تصرف بحرية وإرادة تامة وقام بعمل يجب أن يحاسب عليه، وكذلك رجال الشرطة، يوجد خلل في المجتمع بالتأكيد يوجد، هل الله هو المسؤول عنه؟ لا أعرف، ولكن هذا الخلل غير موجود في بعض الدول المتقدمة مع أن الإله ذاته، فأين المشكلة؟
هل تظن أن الإله في العهد القديم تغير عن الإله في الإسلام عن الإله في أوربا العصور الوسطى عن الإله في أوربا الحديثة أو العالم العربي أو مجاهل أفريقيا؟

أنا لا ألومك لأنك كنت ضحية، ولكن سألومك إن بقيت ضحية بإرادتك.

هل يمكنني أن أقترح لك كتاباً بعنوان "مفهوم التغيير" للأستاذ جودت سعيد، وهو من منشورات دار الفكر ولديهم أكثر من موزع في حلب والكتاب أظنه بحدود 100 ليرة.

اقتباس:ولكن هذا الخلل غير موجود في بعض الدول المتقدمة مع أن الإله ذاته، فأين المشكلة؟

المشكلة ان هذا الاله ، الذي هو ذاته، ارسل للغرب كتابا " الهامي" في حين اصر على ان يرسل لنا كتابه المحفوظ، الذي الفه شخصيا، فوقعنا في مأساة الحرفية وثبات النص والابهام والالتباس، بما فيه الذي يؤدي الى التفويض والفرض وإلغاء الفرد والفردية وإقامة الوصاية وإستلاب حق تقرير المصير العلني والحر

(12-26-2009, 05:48 AM)طريف سردست كتب:  

اقتباس:ولكن هذا الخلل غير موجود في بعض الدول المتقدمة مع أن الإله ذاته، فأين المشكلة؟

المشكلة ان هذا الاله ، الذي هو ذاته، ارسل للغرب كتابا " الهامي" في حين اصر على ان يرسل لنا كتابه المحفوظ، الذي الفه شخصيا، فوقعنا في مأساة الحرفية وثبات النص والابهام والالتباس، بما فيه الذي يؤدي الى التفويض والفرض وإلغاء الفرد والفردية وإقامة الوصاية وإستلاب حق تقرير المصير العلني والحر

هذه مغالطة
الكتاب الإلهامي ذاته انتج أسوأ أنواع الديكتاتوريات وانتج السلطات الكهنوتية التي وزعت صكوك الغفران والجنة والنار، ومحاكم التفتيش والحرق لكل فكر مخالف. ومع ذلك فإن النص تقريباً شبه ثابت منذ مئات السنيين وما يتغير بعض الكلمات التي يرى أنها من الممكن أن تترجم بشكل أفضل، فما الذي قدمته إلهامية هذا النص؟
والكتاب المحفوظ أنت تاريخياً العشرات من الفرق والطوائف والتفاسير، أنتج المعتزلة كما أنتج الصوفية، لم يكن النص المحفوظ يوماً هو المشكلة، المشكلة في العقول التي تتعامل مع النص. المشكلة في عقل يرى في التنوع والتعدد تشتتاً وفرقعه ويرفضه وآخر يراه غنى وثراء.

فالتفويض والفرض وإلغاء الفرد والفردية وإقامة الوصاية وإستلاب حق تقرير المصير العلني والحر نتجت عن فهم أتباع كلا الكتابين، والتطور الذي حدث في أوربا هو الذي قاد للحرية والفردية وإحترام حقوق الإنسان وليس الكتاب الإلهامي.

هل أفهم من كلامك أنك تؤمن بوجود إله .. و لكنه برايك إله شرير ؟؟

بمعنى اخر انت مؤمن ساخط .... أو باللغة المحكية " قرفان من دينك "

فالملحد يستند لأفكار فلسفية و علمية و اخلاقية لدحض الاديان و فكرة وجود الالهة ... أما انت فأرى عندك اسباب نفسية أو نتيجة التعرض للقهر و الظلم و الظروف السيئة أو بالاحرى الحظ السيء !!

(12-26-2009, 11:04 AM)((الراعي)) كتب:  

(12-26-2009, 05:48 AM)طريف سردست كتب:  

اقتباس:ولكن هذا الخلل غير موجود في بعض الدول المتقدمة مع أن الإله ذاته، فأين المشكلة؟

المشكلة ان هذا الاله ، الذي هو ذاته، ارسل للغرب كتابا " الهامي" في حين اصر على ان يرسل لنا كتابه المحفوظ، الذي الفه شخصيا، فوقعنا في مأساة الحرفية وثبات النص والابهام والالتباس، بما فيه الذي يؤدي الى التفويض والفرض وإلغاء الفرد والفردية وإقامة الوصاية وإستلاب حق تقرير المصير العلني والحر

هذه مغالطة
الكتاب الإلهامي ذاته انتج أسوأ أنواع الديكتاتوريات وانتج السلطات الكهنوتية التي وزعت صكوك الغفران والجنة والنار، ومحاكم التفتيش والحرق لكل فكر مخالف. ومع ذلك فإن النص تقريباً شبه ثابت منذ مئات السنيين وما يتغير بعض الكلمات التي يرى أنها من الممكن أن تترجم بشكل أفضل، فما الذي قدمته إلهامية هذا النص؟
والكتاب المحفوظ أنت تاريخياً العشرات من الفرق والطوائف والتفاسير، أنتج المعتزلة كما أنتج الصوفية، لم يكن النص المحفوظ يوماً هو المشكلة، المشكلة في العقول التي تتعامل مع النص. المشكلة في عقل يرى في التنوع والتعدد تشتتاً وفرقعه ويرفضه وآخر يراه غنى وثراء.

فالتفويض والفرض وإلغاء الفرد والفردية وإقامة الوصاية وإستلاب حق تقرير المصير العلني والحر نتجت عن فهم أتباع كلا الكتابين، والتطور الذي حدث في أوربا هو الذي قاد للحرية والفردية وإحترام حقوق الإنسان وليس الكتاب الإلهامي.

قد تكون مغالطة وقد تكون قد ضللت عن فهم مقصودها، تماما كما ضل البلايين في فهم النص الثابت حسب وجهة نظرك.

بالتأكيد يمكن القول ان الكتاب الالهامي قد انتج ديكتاتوريات دينية، ولكن هذه الديكتاتوريات لم تجد في الكتاب الالهامي ماتتمكن من استخدامه لتبرير وترسيخ هيمنتها الى الابد، على على العكس مما هو " موجود" في الكتاب النصي. لهذا السبب فإن قوى السيطرة والتحكم في العالم الاسلامي قادرة على انتاج " فكرها" وتجديده بلغة الهية، الامر الذي تفتقده ذات القوى في الغرب. وهذا خلاف جوهري.

نعم، نتج التفويض والفرض والالغاء عن اتباع كلا الطرفين، غير ان الطرف الاخر فقد سيطرته في عهد التنوير الثقافي والعلمي في حين استردها طرفنا بالذات في عهد " انتشار التعليم والقراءة". وبفضل التمسك بالنص نجح النصين في القضاء على المعتزلة وبقية الفرق الاخر واستصالها، بما يدل ان النص خدم ولازال يخدم اتباع الاسئصال والوصاية والفرض، في حين ان الالهام ليس " بقادر" على ذلك اصلا.

ان هذا الفرق جوهري وسبب المشكلة