Egyptian Humanist
ملحد إنساني مصري
المشاركات: 84
الانضمام: Oct 2009
|
الله أصغر و الإنسان أكبر
يتردد في اليوم الواحد نداء “الله أكبر” خمس مرات في كل أنحاء الأرض تقريبا, في أي مكان نجد فيه مسلمين مجتمعين في دار عبادة يجب أن نسمع صوت المؤذن يخبر كل الناس أنهم أقل شانا من الله و إن الله أكبر من كل كبير في البشر و إنه قادر على إكتساح و سحق الإنسانية كلها لو أراد.
لكن في تصوري أن الله لو كان موجودا فإن من قدرته تعالى على كل شيء أنه إستطاع خلق كائنا اعظم منه سماه الإنسان, و جعله أكبر و اعظم منه ثم صار خداما عند الناس يحقق طلباتهم بالصلاة و ينظم حياتهم بقوانينه.نعم, أنا أعتقد أن الله ليس أكبر بل الإنسان هو الأكبر و الأعظم و ليس لان الله معدوم و الجو خالي أمام الإنسان لكي يعتلي عرش الطبيعة و الكون كله و إنما أيضا هو الأعظم و الاكبر في حالة وجود الله و بفرض أنه يتصف بكل الصفات الجبارة التي يحكي عنها من يؤمنون بوجوده. تلك هي الحقيقة بينما كل ما يتردد عن تفوق الله على الإنسان إنما هو خرافات و محض اوهام.
طبعا أنا لا انكر أن الله معدوم و هكذا فإن الحديث عن كبره و صغره هو بلا معنى طالما لم أؤمن بوجوده. و مع إنني بالفعل لا أؤمن بوجود الله أو أي إله آخر إلا أنني لم استطع منع نفسي من التأمل مفترضا وجوده لكي أفكر و أتدبر في معنى إلحادي.
الله بالنسبة لي و بالنسبة لكل ملحد هو أسطورة أو خرافة دينية سيئة السمعة, و لا أصل لها او سند. لكن تلك الأسطورة و هذا الكائن الإفتراضي له سمات و خصائص معينة على قدر قلتها و غموضها إلا أنها هي التي تضطرني للقول أنه ضعيف و مسكين و أقل شانا من الإنسان. و هكذا فإنه بفرض وجوده لا تصح عبادته و لا يستقيم للإنسان إحناء راسه لمثل هذا الكائن الضعيف.
اما عن الأسباب التي دفعتني للقول بان الله أصغر و أقل شانا من الإنسان فهي كالتالي :
(1) الله مجهول و الإنسان معلوم
أول شكل من أشكال التفوق على الله هو إنه مجهول بينما الإنسان معروف و معلوم . فالله هو كائن غريب و مغمور لا أحد يعرف عنه أي شيء, مجهول الهوية و الذات بطريقة تجعله في حكم المعدوم بإفتراض وجوده.
إن المعرفة هي ما يجعل الكائن موجود عمليا او معدوم عمليا فلو كانت هناك كائنات تعيش على سطح المريخ مثلا و لا نعرف عنها شيئا تكون في حكم المعدومة اما الديناصورات فلأننا نعرف عنها بعض الأشياء ( هل تعرف إذا كان الديناصور يلد أم يبيض ؟ ) فإن لها حضور ما رغم إنقراضها و موتها.
المعلومات التي نعلمها عن الإنسان (كذات و كنوع) هي ما يعطينا التفوق على كائن يفترض وجوده مثل الله. بل إن التفاصيل التي نعلمها حتى عن الاموات من احباءنا و أصدقاءنا هي ما تجعلهم موجودين في ذاكرتنا و أحاسيسنا رغم فناءهم بالموت. بينما الناس الأحياء المجهولين بالنسبة لنا فيعتبروا معدومين بالرغم من حقيقة وجودهم في عالم الواقع. و هكذا الله فسواء كان موجودا او معدوما فهو مجهول بالنسبة لنا و هذا يعطينا نقطة تفوق على هذا اللاه و يجعله أقرب للعدم منه إلي الوجود.
أما الإنسان, سيد الحيوانات الثديية و الزاحفة و العائمة و نجم القردة العليا فمعلوماتنا عنه تزيد بشكل مستمر, بل إن مانعرفه عن أنفسنا يتضاعف كل يوم بينما الله في دنيا النسيان و العدم. على الأقل نحن نعرف عن الإنسان باكثر مما نعرف عن الله و هذا يجعلنا الاعظم و الاكبر و ليس الله. أما من يقول أن الله أكبر فأساله :
هل تعلم عنه أي شيء لكي تقيس و تحكم ؟
هل تعرف شيئا عن ماهيته أو ذاته ؟
بل هل تعرف ما هو حجمه لكي يكون أكبر او أصغر من أي شيء ؟
و حتى لو كان اطول من الإنسان او أعرض فهل يكون في حجم الفيل أو الديناصور ؟
و هل يكون أكبر من الحوت الأزرق اكبر كائن حي معروف على وجه الأرض ؟
إن الجهل بالله يجعلني أفترض ان الله ما هو إلا قزم قبيح و بالتالي فهو أصغر من الإنسان الواحد و بالقطع أصغر من كل البشر مجتمعين.
(2) الله واحد و الإنسان جماعة
لا أعرف كيف يكون الله أكبر و هو واحد احد فرد صمد, كائن وحيد و مسكين بهذا الشكل لا أصدقاء و لا أنداد و لا أب و لا ام و لا زوجة تؤنس وحدته و لا أطفال يملؤوا عليه الدنيا و يعطوا لحياته معنى … يا حرام.
هل خلقنا لكي نسلي وحدته ؟
كيف يعيش هذا الكائن دون ان يشعر بحب كائنات مساوية له ؟
كيف يتحمل حياته دون أن يشعر بالإهتمام و التعاطف من اصدقاء و خلان ؟
كيف يحيا تلك الحياة الموحشة الباردة وحيدا بليدا في دنياه ؟
بل لماذا يعيش اصلا و من أجل من ؟
حتى من يدعي حبه من الناس يكذب ..
إن من يقول أنه يحب الله إنما يقول ذلك لكي يدخل جنته او لكي لا يبطش به أو لأنه الله ذو السلطان و الجاه. لكن كيف يحبه احد لشخصه و هو لا يعرفه أصلا ؟ بل ما هو معنى الحب اساسا طالما ان الإنسان ليس مساويا لله ؟ إن الحب هو إختيار حر بين أنداد متساويين و ليس بين فيل و نملة.
الله – هذا الكائن المتفرد الوحيد الغامض – سيظل محروما من مشاعر الحب الحقيقية المماثلة لحب الام لإبنها او حب الأب لإبنته أو الزوج لزوجته. حب الند للند, حب الإنسان للإنسان و ليس خوف العبد من سيده المسمى الله.
انا لا أفهم بصراحة لماذا إخترع الناس اليهود و العرب كائن متوحد لكي يصير جبارا و عظيما. كل أمم الأرض إخترعت مجتمعات إلهية مثل الأغريق و المصريين و الهنود و غيرهم. لكن إله واحد لوحده يصعب أن يكون عظيما او سعيدا مثل لو كان إله يعيش في مجتمع إلهي.
فاي عظمة في التفرد و الوحشة, مثل إنسان مقطوع من شجرة, ماتت كل عائلته و ناسه و لم يتبقى له احد, ياللحزن !!
أنا اتصور ان الله هو فكرة حزينة لا اكثر. فكرة تعبر عن مجتمع محروم من الفردانية لدرجة إختراع إله وحداني مثل الله, إن الآلهة كانت دائما هي المثل الاعلى للإنسان و من يخترع مثلا أعلى وحداني بهذا الشكل فواضح أنه يعاني من مشكلة عامة مع التفرد, يعني لو كان المجتمع حر و متسامح مع الفردانية لما إضطر الناس لإختراع إله واحد بل كانوا إخترعوا مجتمع للآلهة يعبر عن حياتهم المرتاحين فيها. لكن إله القبيلة هذا الذي لا يجد إلا نفسه هو إله مريض و مجنون مثل سجين محبوس حبس إنفرادي أو بحار وجد نفسه في جزيرة معزولة, لأن وحدانية الله تلك لعنة عليه, لعنة لا يستطيع ان يتحملها كائن حي.
يعني لو عرفنا أن الإتحاد قوة و الوحدانية ضعف فإن كمال و تفوق الإنسانية يكمن في تكتل البشر و تعاونهم مع بعضهم البعض, في إجتماعهم و حسن تنظيمهم. من المهم جدا ان نحب بعضنا و نشعر بقيمة إخوتنا و تجمعنا لكي لا يصير أي واحد فينا وحيدا و حزينا مثل الله.
فليكن الله عبرة لمن يعتبر و مثالا لمن يريد ان يتدبر في الفرق بين الوحدانية و الإجتماع.
(3) الله متبلد و الإنسان حساس
الله منزه عن المشاعر الإنسانية. الله لا يشعر بالألم او اللذة, بالحزن او السعادة, بالحب أو الكره ..
الله لا يشعر باي مشاعر من تلك التي نحسها لانه إله عظيم منزه عن المشاعر. و لكني لا أعرف ما هو وجه العظمة في أن يكون المرء إلها متبلد الحس. هناك مثل مصري يقول أن الإحساس نعمة.
في الواقع أنا اعتقد أن تبلد الحس هو احد أوجه القصور الشنيعة في الألوهية. يعني أنا لا أفهم كيف يكون الله أعظم من أي إنسان رغم انه لا يشعر باللذة التي يشعر بها من يمارس الجنس مثلا او بالسعادة التي يشعر بها كل عاشق يحب معشوقه. كيف يكون الله عظيما و هو منزه عن الشعور بالراحة لانه لا يشعر بالتعب أصلا ؟!!
بهذا المعنى فالله ليس إنسانا و لكن لأنه بلا أي نوع من المشاعر فهو أقل من الحيوان الذي يشعر باللذة و الألم على الأقل و إن كان لا يملك المشاعر الإنسانية السامية. إن الإله المنزه عن الشعور و الإحساس لهو مثل الجماد, مثل قطعة حجارة ملقاة على قارعة الطريق أو كرسي متروك بإهمال, فأحاسيسنا هي ما يعطي لحياتنا طعم و معنى و مشاعرنا هي التي تشعرنا بمرور الأيام.
حتى الجنة التي خلقت خصيصا لكي يشعر الأتقياء فيها باللذة و السعادة بعد الموت, فسواء كانت حديقة كبيرة ملآنة بالنساء الجميلات و الخمر أم كانت ملكوت روحاني فإن مشاعر اللذة و السعادة هي العناصر الأساسية للوجود في تلك الاماكن المباركة و على النقيض قمة الألم و الحزن في جهنم. لكن أين الله من كل هذا ؟ كيف يعرف معنى السعادة أو الحزن, اللذة او الألم إن لم يكن قادرا على الشعور أصلا ؟
كيف يستطيع الله ان يعد الإنسان بالسعادة و هو لا يشعر بها هو نفسه ؟ اليس فاقد الشيء لا يعطيه ؟
ألهذا يريد ان يحرم الناس من السعادة في الدنيا لأنه إله حاقد غيور ؟ لا, حتى تلك المشاعر لا يشعر بها.
ياللسخرية, إن الله المحروم من السعادة يعد الناس بالسعادة مع إنه متبلد الحس مثل الأصنام التي يضطهدها و يامر بتحطيمها, لذلك فهو بالتأكيد أقل شأنا من الإنسان الحر السعيد.
(4) الله ارستقراطي و الإنسان عصامي
منذ الازل و الله كائن جبار خارق قادر على كل شيء و لا يستعصى عليه أمر. نستطيع ان نعبر عن حال الله انه مولود و في فمه ملعقة من ذهب. فهو مرفه و مرتاح لا يتعب في الحصول على شيء, مدلل لاقصى حد, حوله الملائكة و الخدم و الحشم و العبيد ينافقونه و يخدمونه و يرفهون عنه, شخص تافه لا يعمل بل يحيا على أملاكه و بقدراته الخارقة, يامر فيجاب, يتمنى فيتحقق.
أما الإنسان المجتهد فيسعى في الأرض من اجل لقمة العيش, يحفر في الصخر لكي يعيش يوما آخر, يكد و يتعب في بيئة قاسية (خلقها إله مرفه لا يعرف معنى التعب) بل إنه كذلك يصلي و يصوم و يحاول إرضاء هذا الإله المدلل عن طريق طقوس غبية بلا معنى و يسعى لتخطي التجارب و الألعاب القاسية التي يضعها الله للإنسان في حياته.
و فوق كل ذلك فإن الإنسان بكفاحه و نضاله في الحياة إستطاع ان يحسن من أحواله المعيشية ليكون مرفها أكثر و مرتاحا اكثر عن اجداده الذين عاشوا في العصور القديمة, فلقد راكم الثروات و أبدع الكثير من التقنيات التي تسهل حياته و تزيد من قدراته بل لقد إستطاع أن يطيل من متوسط عمره بضع سنوات. يعني صحيح ان الله قوي و قادر, و لا يطلب شيئا إلا و حصل عليه دون تعب كأي طفل مدلل فاسد التربية, إلا أن الإنسان بتعبه و ذكاؤه و إجتهاده إستطاع ان يصنع نفسه بنفسه و أن يطور من حاله و يغير حياته و معيشته نحو الأفضل.
يعني انا واثق أن هذا الإله الأرستقراطي الناعم, الحي بلا عمل أو هدف, لا يستطيع أن يحيا يوم واحد كأي إنسان عادي بدون قدراته الخارقة و ملائكته التي تخدمه. فهو كائن أرستقراطي مدلل لا يستطيع أن يعمل بيديه طالما انه قد إعتاد ان يامر فيطاع و على راي المثل المصري : الفاضي يعمل قاضي.
أما الإنسان فهو الاجدر بالألوهية و الأحق بالعظمة لأنه عصامي و ناجح يبني نفسه بنفسه و يطور من حياته كل يوم, هو افضل من الله و اعظم لانه يتعب و يكافح و يحقق أمانيه بيديه.
(5) الله ثابت و الإنسان متطور
لأن الله كامل و لانه لا يحتاج شيئا و لا ينقصه شيء و لأنه منزه عن الشعور و الإحساس فهو ثابت دائما لا يتغير و لا يتبدل سواء للأسوا أو للأفضل لانه كامل كمال مطلق. طبعا و بغض النظر عن كل عيوب الكمال التي يعاني منها الله فإن من أسوا مشاكله انه ممنوع من التطور او التغير من حال إلي حال.
فالله لا يتعلم أبدا لانه يعلم كل شيء و بذلك هو محروم من خبرة التعلم و متعته و من فخر الترقي في الحياة. و الله كذلك لا يخترع أي شيء لأنه لا يحتاج أي شيء فالحاجة هي أم الإختراع, و هو لا يبدع و لا يتفاعل و لا ينفعل و لا أي شيء بل هو ثابت مثل الجبل لا يحرك ساكنا.
هذا هو الله ؟!! مسخ لكنه كامل و معصوم من الخطأ, إنه حتى لا يخطئ أبدا. لا يجرب و لا يتعلم, أي إله هذا ؟!
أما الإنسان, يا عيني عليه !! صعد سلم التطور من بدايته منذ ان كان كائن وحيد الخلية يمرح في المياة إلي أن غزا القمر و إكتشف قاع المحيطات و أصبح سلطان البر و البحر و الجو و البقية تاتي.
يعني ربما يكون الله كامل لكن الإنسان بتطوره المستمر قادر على الوصول إلي الكمال و تخطيه, إن الكائن المتطور أفضل من الكائن الكامل لان الكائن المتطور يحيا على أمل العبور إلي اللانهائية و ما بعدها يوما ما. أما الكامل فهو ثابت و رتيب و ممل و ليس لديه أي أمل في أن يكون أفضل حالا في يوم من الأيام و الزمن يعبر عليه دون أي إلتفات لانه ببساطة ثابت.
إن الكمال الإلهي هو سجن فولاذي من الثبات و الديمومة يرزح فيه الله و يتلوى. سجن لا يستطيع أن يخرج منه أبدا إلا بتخليه عن كماله و الوقوع في الأخطاء, هكذا يصير كائنا حيا ينمو و يكبر و يتطور مع الزمن, هكذا يصير الزمن له معنى. لكن كمال الله لا يجعله كائنا حيا وفقا لاي تعريف لان كل كائن حي ينمو و يكبر و يموت اما ما لا يموت فهو ليس حيا و لذلك فالكمال المطلق لا يمكن ان يكون كائنا حيا.
لكل هذا لا يمكن ان يكون الكمال و الثبات اللذان يتصف بهما الله يشكلان اي ميزة يفخر بها لان الكائن الأكثر تطورا هو الأفضل بالتأكيد.
(6) الله عبث و الإنسان معنى
هناك مقولة إقتصادية شهيرة تقول ان الندرة أساس القيمة ..
و هي تعني أن أي شيء في الوجود لا يكتسب قيمة إلا إذا كان نادرا, فكما في السوق مثلا كلما شحت البضاعة كلما غلا ثمنها و كلما توفرت في السوق كلما رخصت و قل ثمنها, الهواء مثلا هو بلا قيمة إقتصادية لانه متوفر لكل الناس بينما يكتسب قيمة في الأماكن التي يشح فيها الهواء مثل أعماق البحار و أعالي الجبال و خارج المجال الجوي. و هذا تقريبا ينطبق على كل شيء حتى القيم المعنوية مثل الحب و الصداقة و الوفاء و الذكاء فتلك الأشياء كلما شحت كلما أصبحت أكثر قيمة.
و هكذا الله, فلان عمره لا ينتهي تصبح حياته بلا قيمة بينما العمر المحدود قيمته كبيرة.
أقول إن أحد أوجه عظمة الإنسان بالمقارنة مع الله هو إن حياة الله بلا معنى و هو نفسه بلا معنى بينما الإنسان له و لحياته معاني كثيرة عظيمة .. لماذا ؟
أولا : حياة الله بلا معنى لانها مديدة لا تنتهي بينما حياة الإنسان لها قيمة لانها محدودة, فالندرة هي أساس القيمة و لان حياة الإنسان بضاعة نادرة لذلك هو يسعى إليها و يتمنى لو عاش أكثر اما العيش للأبد فهو كالسجن المؤبد بلا نوافذ او مهرب, إن الله لا يستطيع الهرب من الحياة و لا يقوى على الفكاك منها, فالخلود لعنة اخرى يعاني منها الله ..
ثانيا : حياة الله بلا قيمة و لا معنى لانه وحيد و وحداني و ليس جماعة و بالتالي فهو لا يعيش من أجل احد و لا أحد يعيش من أجله بينما الناس تعيش من أجل بعضها البعض و تتشارك و تحب و هذا يعطي معاني لحياتها.
ثالثا : الله بلا معنى لانه لا يتغير و لا يتطور فهو ملعون بالكمال و الكمال لعنة لانه يعصم الله من التغير و التطور فيكون كائن بليد و ممل و بلا قيمة ..
رابعا : الله منزه عن المشاعر البشرية و من ضمنها السعادة و بالتالي فهو لا يسعى للشعور بالسعادة, فلا سبب لوجوده في الحياة و إلا فلماذا يعيش ؟ يعني إذا كان الله محروم من أن ياكل طعاما شهيا او أن يمارس جنسا رائعا مع فتاة بارعة الجمال إذن فلماذا هو إله بل و ما اهمية وجوده أصلا ؟
إن الله بتلك الطريقة هو بلا هدف في الحياة فهو لا يحتاج شيئا و لا يشعر بشيء و بالتالي هو لا يعيش من أجل تحقيق هدف ما فهو كائن تافه عديم الهدف بلا معنى أما الإنسان فلأن له إحتياجات كثيرة فكذلك له اهداف كثيرة و حياته تكتسب معنى من نجاحه في تحقيق تلك الاهداف.
فأي سبب من الأسباب السابقة كافي لوحده لكي يثبت أن حياة الله بلا معنى و لا قيمة و هكذا فإن الله يعيش عمرا مديدا في حياة فارغة تافهة موحشة بينما الإنسان اعظم منه بالتأكيد لانه لا يعاني من نقائص الإله و مشكلاته و لا من إفتقاره إلي المعنى.
(7) الله فاسد و الإنسان اخلاقي
هناك عبارة مشهورة تقول : إن السلطة مفسدة, و السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ..
طبعا تلك العبارة لم يكن المعني بها هو الله مع انه الوحيد صاحب السلطة المطلقة في الكون و الذي تنطبق عليه العبارة, لكنها نشات كمقولة عامة فحواها أن الأخلاق تحتاج لكي تدعم بالرقابة لكي لا ينفرد صاحب السلطة بالنفوذ و يستغل السلطة بطريقة لا أخلاقية. فأي ديكتاتور يملك سلطة مطلقة في بلده يصعب عليه ألا ينحرف أو تغريه السلطة. و أي إله يملك سلطه مطلقة لن يجد ما يمنعه ان يفعل ما بدا له و هو الحادث فعلا.
فالله يبدو أنه فوق أي معايير أخلاقية, يعني هو مثلا يامر الأنبياء بالقتل و القتال للناس الكفار :
{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون } (التوبة:29)
{ فالآن اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة, طفلا و رضيعا, بقرا و غنما, جملا و حمارا } (صموئيل الأول : 15)
بل حتى انه أمر إبراهيم بذبح إبنه دون ذنب كما انه يهلك الكثير من الناس بسبب و بدون سبب. ثم انه يمنع الناس من فعل الزنى بينما يزني هو مع مريم العذراء دون زواج لكي ياتي بالمسيح. إن الله من الناحية الاخلاقية لا يردعه رادع فهو يتجسس على الناس و يقتلهم و يوزع الأرزاق على محاسيبه و اتباعه دون وازع من ضمير. بإختصار إن الله لا يمسك عن فعل أي شيء بدوافع اخلاقية فهو يفعل ما بدا له طالما انه يستطيع, و لانه قادر على كل شيء فهو يقوم بكل شيء و لو أنه كان على خلق لإمتنع عن بعض السلوكيات بإرادته الحرة لكي يضرب للناس مثلا و يصير لهم قدوة صالحة.
إن اي كائن أخلاقي هو رقيب على نفسه قبل ان يكون الآخرين رقباء عليه فهو يرفض السرقة حتى لو أتيحت له الفرصة و يمسك عن إيذاء الناس و لو حتى كان سيفلت دون عقاب و هذا ما يفعله فعلا الكثير من الناس لان الإنسان كائن أخلاقي بطبيعته يرفض الشر و يسعى للخير فيما عدا بعض الحالات الشاذة التي لا تكسر القاعدة. أما الله فهو غير أخلاقي لان السلطة أفسدته فهو لا يرتدع و لا يهتم باي قيم أو معايير قادر على إبادة مدن باكملها أو إرسال طوفان كبير يفني فيه كل الناس, بل إنه يفعل ما بدا له ثم يبرر لنفسه ما يفعل في كتبه المدعوة مقدسة.
ثم يقولون ان الله سيحاسب الإنسان على خطاياه في يوم الحساب مع إن الإنسان صالح و أخلاقي أكثر من الله.
(8) الله مسير و الإنسان مخير
حين يجري النمر خلف الغزالة بالمشوار لكي يصطادها و ياكلها لا يكون شريرا او طيبا و إنما هو يتصرف تبعا لطبيعته و غرائزه. لكن الإنسان هو الذي يمتنع عن قتل الحيوان حين يستطيع فهو يتصرف تبعا لإرادته و الخير الساكن فيه. إننا لا نجد أبدا حيوان يمتنع عن قتل فريسته من باب الشفقة لكن الإنسان يفعلها كما يفعل الكثير من الأشياء الطيبة الأخرى. و هذا لا يجعل الإنسان أخلاقي بينما الحيوان لا اخلاقي فقط بل أيضا يجعل الإنسان مخير بينما الحيوان مسير.
أما الله فهو لا يختلف عن الحيوان في شيء فهو أيضا لاأخلاقي لانه لا يمتنع عن الإيذاء حين يقدر عليه بالإضافة إلي أنه محكوم بطبيعته الإلهية الكاملة التي تجعله يتصرف وفقا لها.
إن طبيعة الله الكاملة هي التي تحدد له سلوكياته و أفعاله فهو لا يخطئ أبدا و لا يستطيع أن يخطئ لأنه كامل معصوم من الخطأ, طبيعته الكاملة تسيره كما تسير الطبيعة الحيوان. و هكذا فإن الله لا يختار أفعاله أو ردود أفعاله بل هو يتصرف كما لو كان مبرمج تبعا لكماله و عصمته من الخطأ. و دليلي على ذلك هو ان الله لا يخطئ أبدا, أليس كذلك ؟ إذن هو مسير. لأن من يختار الخير او الشر يصيب أحيانا و يخطئ أحيانا كالإنسان مثلا فهو مخير و يميل لفعل الخير اما الله فهو مسير كالحيوان على تصرفات لاأخلاقية و بالتالي هو يفعلها دون وعي. نعم, الله المسير هو بلا وعي لانه لا يخطئ أبدا. تلقائي كالحيوان, كالنمر الذي يجري خلف الغزالة دون ان يدري لماذا يفعل ذلك أو يفكر هل لديه إختيارات أخرى ام لا.
إن الله كائن لا يعرف الطريق لحرية الإختيار بين الخطأ و الصواب لانه مفطور على فعل الصواب لذلك فهو مسير و بلا وعي. فطرته هي الكمال و لهذا هو يدفع الإنسان لكي يكون مبرمج مثله على تصرفات معينة يفعلها دون وعي فلا يتدبر في تصرفاته و لا يتعلم من أخطاؤه. لكن الإنسان الحر العظيم يابى إلا أن يختار و يريد و يحارب من أجل خياراته فيخطئ أحيانا و يصيب احيانا. فهو ليس مسيرا بل مخير و مريد, و بالعزيمة و القوة ستنفذ إرادة الإنسان فوق كل الآلهة.
الخاتمة :
====
في النهاية تصير عبارة “الله اكبر” تلك بلا معنى و بلا داعي لتكرارها, بل من الاولى لو قلنا ( الإنسان أكبر .. الإنسان اعظم ).
فالله هذا الغامض الوحداني, الارستقراطي العابث, الثابت المتبلد, الفاسد المسير تبعا لطبيعته الفاسدة لا يمكن ان يكون ندا للإنسان الغني عن التعريف, الإجتماعي العصامي المتطور الحساس الأخلاقي المخير.
كائنين غير متساويين بالمرة و يكفي أن الله لا معنى و لا لزوم له او لوجوده بينما الإنسان يحيا لاهداف و معاني كثيرة في حياته. يكفي أن الإنسان يشعر بالحب و السعادة بينما الله منزه عن الشعور بتلك الأشياء و محروم منها. ثم ياتي بعد ذلك من يقول أن الله اكبر مع انه اصغر و أقل شانا من النملة التي تسعى و لها أهداف في حياتها.
الحقيقة أن الله وهم كبير و لا وجود له أصلا لكن لان الله هو عزة المؤمن و كبرياؤه فلقد رايت أن أفضل ما يمكن فعله هو أن أحاول تفكيك هذا الكبرياء من الداخل لا من الخارج عن طريق التسليم بوجود الله و قبول صفاته و ليس التشكيك في وجوده بالعقل و العلم. فإصطنعت الإيمان إصطناعا و سلمت جدلا بوجود الله لكي أكشفه على حقيقته و أكسر هذا الكبرياء الفاسد الأثيم.
إن الإنسان يخطئ حين يفخر بإلهه, يخطئ في حق نفسه و حق عقله و حق إنسانيته, إنما يجب على كل إنسان أن يرفع راسه عاليا و يفخر بذاته و بإنسانيته, فقط لانه إنسان.
نحن لسنا بحاجة إلي آلهة لكي نفخر بها و نتطلع إليها لأننا نملك عظمة كامنة فينا و إنجازات لا تعد و لا تحصى. إن الإنسان, هذا الكائن العظيم, إنما يبخس نفسه حقها حين يستعين باسباب خارجية للفخر و العظمة فيخترع إلها و يسميه الله و يخلع عليه كل أسباب العظمة التي يراها الإنسان العادي ضعفا في نفسه, لكن الصورة الصحيحة هي الصورة السالبة, هي إنعكاس الله أكبر في المرآة, هي أن الإنسان أعظم و اكبر من أي إله.
و المجد للإنسان المتطور العظيم.
|
|
12-26-2009, 08:09 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
مناضل
عضو فعّال
المشاركات: 128
الانضمام: Dec 2008
|
RE: الله أصغر و الإنسان أكبر
اقتباس:يتردد في اليوم الواحد نداء “الله أكبر” خمس مرات في كل أنحاء الأرض تقريبا, في أي مكان نجد فيه مسلمين مجتمعين في دار عبادة يجب أن نسمع صوت المؤذن يخبر كل الناس أنهم أقل شانا من الله و إن الله أكبر من كل كبير في البشر و إنه قادر على إكتساح و سحق الإنسانية كلها لو أراد.
لكن في تصوري أن الله لو كان موجودا فإن من قدرته تعالى على كل شيء أنه إستطاع خلق كائنا اعظم منه سماه الإنسان, و جعله أكبر و اعظم منه ثم صار خداما عند الناس يحقق طلباتهم بالصلاة و ينظم حياتهم بقوانينه.نعم, أنا أعتقد أن الله ليس أكبر بل الإنسان هو الأكبر و الأعظم و ليس لان الله معدوم و الجو خالي أمام الإنسان لكي يعتلي عرش الطبيعة و الكون كله و إنما أيضا هو الأعظم و الاكبر في حالة وجود الله و بفرض أنه يتصف بكل الصفات الجبارة التي يحكي عنها من يؤمنون بوجوده. تلك هي الحقيقة بينما كل ما يتردد عن تفوق الله على الإنسان إنما هو خرافات و محض اوهام.
مجرد ايمان الانسان بأن الله متفوق عليه هذا تفوق لله
علما ان تفوقه مشاهد في كل شيء فانت سوف تموت يوما كما ان مرضك شيء لا جدال فيه وزوالك من الوجود يوما من الايام شيء لا يمكن انكاره وعدم ذكر اسمك او تذكرك اطلاقا شيء اكيد ولكن الله متفوق عليك انه يعيش منذ الازل حسب ايماني وفي اذهن البشر حسب ايمانك اذن
هو خالد وانت فاني
الله خلق الكون كله حسب ما اؤمن به والطبيعه خلقت الكون حسب ايمانك والطبيعه خلقها الله حسب ما اؤمن وبالحالتين هو المتفوق علي وعليك .
فكرة الله جمعت البشر واحتاجوها منذ الازل والدليل على هذا محاولات التوحيد المعروفه منذ غابر الزمان وهذا شيء يتفوق به الله على البشر فمهما كانت صورته ان كان ساكن في السماء او في قرص الشمس او باطن الارض او يحيط بنا فهو في كل الاحوال تجسدات لقدره عليا احتاجها البشر وامنوا بها منذ الازل وبهذا تفوق علينا
اقتباس: الله مجهول و الإنسان معلوم
أول شكل من أشكال التفوق على الله هو إنه مجهول بينما الإنسان معروف و معلوم . فالله هو كائن غريب و مغمور لا أحد يعرف عنه أي شيء, مجهول الهوية و الذات بطريقة تجعله في حكم المعدوم بإفتراض وجوده.
إن المعرفة هي ما يجعل الكائن موجود عمليا او معدوم عمليا فلو كانت هناك كائنات تعيش على سطح المريخ مثلا و لا نعرف عنها شيئا تكون في حكم المعدومة اما الديناصورات فلأننا نعرف عنها بعض الأشياء ( هل تعرف إذا كان الديناصور يلد أم يبيض ؟ ) فإن لها حضور ما رغم إنقراضها و موتها.
المعلومات التي نعلمها عن الإنسان (كذات و كنوع) هي ما يعطينا التفوق على كائن يفترض وجوده مثل الله. بل إن التفاصيل التي نعلمها حتى عن الاموات من احباءنا و أصدقاءنا هي ما تجعلهم موجودين في ذاكرتنا و أحاسيسنا رغم فناءهم بالموت. بينما الناس الأحياء المجهولين بالنسبة لنا فيعتبروا معدومين بالرغم من حقيقة وجودهم في عالم الواقع. و هكذا الله فسواء كان موجودا او معدوما فهو مجهول بالنسبة لنا و هذا يعطينا نقطة تفوق على هذا اللاه و يجعله أقرب للعدم منه إلي الوجود.
أما الإنسان, سيد الحيوانات الثديية و الزاحفة و العائمة و نجم القردة العليا فمعلوماتنا عنه تزيد بشكل مستمر, بل إن مانعرفه عن أنفسنا يتضاعف كل يوم بينما الله في دنيا النسيان و العدم. على الأقل نحن نعرف عن الإنسان باكثر مما نعرف عن الله و هذا يجعلنا الاعظم و الاكبر و ليس الله. أما من يقول أن الله أكبر فأساله :
الله مجهول
شيء غريب
ان كنت تعتقد ان الله هو شخص يشابه البشر وهو شاب اشعث الراس فانا اؤمن معك انه معدوم ولا وجود له
ولكن ان كنت تقصد ان الله هي القوة الكونيه التي اوجدت الكون وهي مدبره له فهذا هو الامر الذي استغربت منه .
لا هذه القوة نراها في كل الاشياء التي تحطينا فمن انشىء هذا الابداع ومن احدث الانفجار الاعظم ومن دبر هذا الكون بدقته التي يمكن دراستها ولو كان عشوائي لما امكن دراسته .
اعتقد يا زميل ان الله اظهر منك انت شخصيا فانت تكتب هنا ولا نعرف عنك شيء لا صفاتك ولا قدرتك ولا شكلك ولا جسمك ولا شيء ابدا عنك .
بينما نعرف عن الله انه
احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو احد ونعرف عنه ايضا
لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يوصف بالبعد والمكان ولا الوقت والزمان ، ولا بالحركة والسكون، ولا بالقيام والقعود ، ولا بجيئة وذهاب، ولا بختفاء وغياب .
هو في الأشياء على غير ممازجة. خارج منها على غير مباينة، فوق كل شيء فلا شيء فوقه ، وأمام كل شيء فلا شىء أمامه، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج.
وهو (ليس كمثله شيء)
فمن هو الاظهر والاوضح انا وانت الذي لا يعرف عنا جزء بسيط من هذه الصفات التي نعرفها عن الله ام الله بكل ما فيه من صفات يعرفها 6 مليارات شخص او اكثر في هذه اللحظة فقط .
اقتباس:هل تعلم عنه أي شيء لكي تقيس و تحكم ؟
هل تعرف شيئا عن ماهيته أو ذاته ؟
بل هل تعرف ما هو حجمه لكي يكون أكبر او أصغر من أي شيء ؟
و حتى لو كان اطول من الإنسان او أعرض فهل يكون في حجم الفيل أو الديناصور ؟
و هل يكون أكبر من الحوت الأزرق اكبر كائن حي معروف على وجه الأرض ؟
إن الجهل بالله يجعلني أفترض ان الله ما هو إلا قزم قبيح و بالتالي فهو أصغر من الإنسان الواحد و بالقطع أصغر من كل البشر مجتمعين.
اعلم انه خلق الكون ومن خلق شيء يجب ان يكون اعظم منه وبهذا قسمت وحكمت فلا يمكن ان يخلق شخص شيء اعظم منه .
وربما اورد بعض المعاندين امثله كصنع البشر للابراج او اشياء اكبر منه حجما وهذا ليس العظم الذي اقصده فالاعظم ليس الاكبر كما هو معروفة .
اما ماهيته وذاته فهو
لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يوصف بالبعد والمكان ولا الوقت والزمان ، ولا بالحركة والسكون، ولا بالقيام والقعود ، ولا بجيئة وذهاب، ولا بختفاء وغياب .
هو في الأشياء على غير ممازجة. خارج منها على غير مباينة، فوق كل شيء فلا شيء فوقه ، وأمام كل شيء فلا شىء أمامه، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج.
وهو (ليس كمثله شيء)
كما قلنا سابقا
وبالنسبة للحجم فهذا يكون من القياس
فبما انه ليس كمثله شيء اذن لا حجم له كما نعرفه نحن عن الحجوم فهل يمكنك مثلا ان تقول لي ما حجم الجاذبيه ؟
او حجم الهيدروجين في الكون ؟
علما انها من مخلوقات الله حسب اعتقادنا
اذن الحجم هو من الفكر المحدود للبشر وليس اساس يعتمد عليه .
ومن الغريب ان تحكم على شيء تجهله فهل تعتقد ان هذا شيء منطقي ؟
فبما اني اجهل شكلك هل يمكن ان افترض انك قزم قبيح لا شكل متناسب لك ؟
فهل هذا شيء منطقي حسب رايك ؟
(2) الله واحد و الإنسان جماعة
اقتباس:لا أعرف كيف يكون الله أكبر و هو واحد احد فرد صمد, كائن وحيد و مسكين بهذا الشكل لا أصدقاء و لا أنداد و لا أب و لا ام و لا زوجة تؤنس وحدته و لا أطفال يملؤوا عليه الدنيا و يعطوا لحياته معنى … يا حرام.
هل خلقنا لكي نسلي وحدته ؟
استغرب هذا التفكير ممن يجعل نفسه ند فما انتجه الفكر الانساني كله ( حسب اعتقاد الملحدين ) فأن اردت ان تناقش شيء يجب ان تكون بمستواه والا لا تقدم عليه .
هل تقيس الله وهو خالق الكون بما فيه من انظمه متعدده بهذا المقياس البسيط عن سعادتك انت وحياتك انت ؟
هل هذا شيء منطقي حسب قولك ؟
ومن قال لك ان النظام البشري في السعادة هو الاكمل وهو الافضل وهو ما يجب ان يكون عليه خالق البشر ؟
اقتباس:كيف يعيش هذا الكائن دون ان يشعر بحب كائنات مساوية له ؟
كيف يتحمل حياته دون أن يشعر بالإهتمام و التعاطف من اصدقاء و خلان ؟
كيف يحيا تلك الحياة الموحشة الباردة وحيدا بليدا في دنياه ؟
بل لماذا يعيش اصلا و من أجل من ؟
حتى من يدعي حبه من الناس يكذب ..
قياس بشري لشيء ليس بشري وبهذا ينتفي الامر تماما ، فانت تقيس على حياتك كما قلنا والله ان كان انسان يمكن ان نورد حججك ونأخذ بها .
علما اننا نرى ان النظام البشري غير سائد بين المخلوقات فما تقول عنه لا يعرفه الكثير من المخلوقات ومع ذلك ربما كانوا اسعد كثيرا من الانسان بما يحمله من مصائب ومآسي .
اقتباس:إن من يقول أنه يحب الله إنما يقول ذلك لكي يدخل جنته او لكي لا يبطش به أو لأنه الله ذو السلطان و الجاه. لكن كيف يحبه احد لشخصه و هو لا يعرفه أصلا ؟ بل ما هو معنى الحب اساسا طالما ان الإنسان ليس مساويا لله ؟ إن الحب هو إختيار حر بين أنداد متساويين و ليس بين فيل و نملة.
قياس خاطىء ايضا وبشكل واقعي
الم ترى حب بين انسان وحيوان ابدا ؟
ام لم ترى حب بين اصناف من الحيوانات والحب هو الحاجه لشخص اخر ومحاولة الاقتراب منه دائما وهذا ما نراه كائن بين مختلف الاجناس .
اقتباس:الله – هذا الكائن المتفرد الوحيد الغامض – سيظل محروما من مشاعر الحب الحقيقية المماثلة لحب الام لإبنها او حب الأب لإبنته أو الزوج لزوجته. حب الند للند, حب الإنسان للإنسان و ليس خوف العبد من سيده المسمى الله.
انا لا أفهم بصراحة لماذا إخترع الناس اليهود و العرب كائن متوحد لكي يصير جبارا و عظيما. كل أمم الأرض إخترعت مجتمعات إلهية مثل الأغريق و المصريين و الهنود و غيرهم. لكن إله واحد لوحده يصعب أن يكون عظيما او سعيدا مثل لو كان إله يعيش في مجتمع إلهي.
فاي عظمة في التفرد و الوحشة, مثل إنسان مقطوع من شجرة, ماتت كل عائلته و ناسه و لم يتبقى له احد, ياللحزن !!
كما قلت سابقا
ان تقيس بمقياس بشري على شيء ليس بشري وبهذا يتضح ضعف حجتك
فالوحده التي تقال عن الله هي توحد وليست وحده والتوحد هو عدم وجود ند مساوي له بكل ماهيته وصفاته فهو الخالق لكل شيء ولا خالق غيره وبما انه لا خالق غيره فلا يوجد له ولد ولا والد حسب مقياسنا البشري القاصر فحتى صفات الله هذه هي حسب ما نفهمه نحن ولا يشترط ان تكون كلها صحيحه فالله يقول عن نفسه
( ليس كمثله شيء ) وبهذا حتى التوحد الذي نقول عنه ونعتقده ربما كان بصورة لا نفهمها اطلاقا ولكن هذه قدره العقل البشر على الفهم .
ونرى من تقدم العلوم وقصور العقل البشري عن استيعاب الكثير من الاشياء المكتشفه حديثا مقياس يمكن الاخذ به .
فان كان خلق الله لا يمكن تصوره احيانا او استيعابه فكيف بخالق هذا الشيء .؟
|
|
01-10-2010, 02:08 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
مناضل
عضو فعّال
المشاركات: 128
الانضمام: Dec 2008
|
RE: الله أصغر و الإنسان أكبر
اقتباس:أنا اتصور ان الله هو فكرة حزينة لا اكثر. فكرة تعبر عن مجتمع محروم من الفردانية لدرجة إختراع إله وحداني مثل الله, إن الآلهة كانت دائما هي المثل الاعلى للإنسان و من يخترع مثلا أعلى وحداني بهذا الشكل فواضح أنه يعاني من مشكلة عامة مع التفرد, يعني لو كان المجتمع حر و متسامح مع الفردانية لما إضطر الناس لإختراع إله واحد بل كانوا إخترعوا مجتمع للآلهة يعبر عن حياتهم المرتاحين فيها. لكن إله القبيلة هذا الذي لا يجد إلا نفسه هو إله مريض و مجنون مثل سجين محبوس حبس إنفرادي أو بحار وجد نفسه في جزيرة معزولة, لأن وحدانية الله تلك لعنة عليه, لعنة لا يستطيع ان يتحملها كائن حي.
يعني لو عرفنا أن الإتحاد قوة و الوحدانية ضعف فإن كمال و تفوق الإنسانية يكمن في تكتل البشر و تعاونهم مع بعضهم البعض, في إجتماعهم و حسن تنظيمهم. من المهم جدا ان نحب بعضنا و نشعر بقيمة إخوتنا و تجمعنا لكي لا يصير أي واحد فينا وحيدا و حزينا مثل الله.
فليكن الله عبرة لمن يعتبر و مثالا لمن يريد ان يتدبر في الفرق بين الوحدانية و الإجتماع.
تصورك هذا قديم وليس جديد فقد امن به الكثير من الهنود ووصل الى العرب حتى امن به ابن سبعين والكثير من المتصوفه العرب
ولكن الواقع يخالف رائيك فقد امن البشر لالاف السنين بالعديد من الالهه حسب رايك وكل اله له صفات مختلفه حتى كانوا يتشاجرون ويتسلون ويفعلون افعال البشر على جبل الاولب وعلى غيره ، ولكن كل هذه الافكار لم ترضي البشر وتقدم بهم الامر للتوحيد لانهم راوا انه الافضل ولو لم يروا ذلك لما كانت هذه الفكرة اي الاشهر والاوسع بين مختلف الاديان .
فهل تعرف ان كل الاديان وحتى التي تؤمن بعده الهه تؤمن ان هناك اله منها هو الخالق وهو الاساس لكل هذه الالهه .
اذن مسئله التوحيد موجوده حتى في تعدد الالهه وهذا شيء يشهد به الواقع والتاريخ ولا تحكم لنا به .
اقتباس: الله متبلد و الإنسان حساس
الله منزه عن المشاعر الإنسانية. الله لا يشعر بالألم او اللذة, بالحزن او السعادة, بالحب أو الكره ..
الله لا يشعر باي مشاعر من تلك التي نحسها لانه إله عظيم منزه عن المشاعر. و لكني لا أعرف ما هو وجه العظمة في أن يكون المرء إلها متبلد الحس. هناك مثل مصري يقول أن الإحساس نعمة.
في الواقع أنا اعتقد أن تبلد الحس هو احد أوجه القصور الشنيعة في الألوهية. يعني أنا لا أفهم كيف يكون الله أعظم من أي إنسان رغم انه لا يشعر باللذة التي يشعر بها من يمارس الجنس مثلا او بالسعادة التي يشعر بها كل عاشق يحب معشوقه. كيف يكون الله عظيما و هو منزه عن الشعور بالراحة لانه لا يشعر بالتعب أصلا ؟!!
بهذا المعنى فالله ليس إنسانا و لكن لأنه بلا أي نوع من المشاعر فهو أقل من الحيوان الذي يشعر باللذة و الألم على الأقل و إن كان لا يملك المشاعر الإنسانية السامية. إن الإله المنزه عن الشعور و الإحساس لهو مثل الجماد, مثل قطعة حجارة ملقاة على قارعة الطريق أو كرسي متروك بإهمال, فأحاسيسنا هي ما يعطي لحياتنا طعم و معنى و مشاعرنا هي التي تشعرنا بمرور الأيام.
قصور ذهني اخر
لماذا تقيس الله بمقاييسك انت ولماذا تريد منه ان يكون انسان وهل ترى الصفات البشريه مشتركه بين المخلوقات كلها لكي تطلب من خالق المخلوقات ان يشاركها به ؟
علما ان الكتب الدينيه تغص بمفردات تقول ان الله يفرح ويغضب الا انها من سبيل التمثيل فقط فان كان ليس كمثله شيء لا يمكن ان يكون مثل البشر .
وارى في بقيه حججك الطابع البشري التام الذي تريد ان تلبسه لله لذا لا موجب لاكمال الرد لانه سيكون مكرر
الله حسب الراي الديني هو القوة العليا التي خلقت الكون بكل ما فيه وتدبره الى الابد وكل ما يوجد لدى الكائنات هو من خلقه هو لذا لا يشترط ان يتصف هو بما خلقه فربما كانت له صفات لا نعرفها ولا نستطيع استيعابها ابدا .
|
|
01-10-2010, 02:22 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
الفكر الحر
عضو رائد
المشاركات: 2,191
الانضمام: Oct 2009
|
RE: الله أصغر و الإنسان أكبر
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-11-2010, 06:06 PM بواسطة الفكر الحر.)
|
|
01-11-2010, 06:06 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|