الزميل ابراهيم عرفات:
كلفت نفسك شرح بيت شعر قاله ابن العربى رضى الله عنه
مع كل احترامى
شرحك هذا ليس فيه موضوعية و متكلف و محاولة لتطبيق كلان ابن عربى على عقيدتك.
اولا : ترجمان الاشواق تكلم فيها ابن العربى و قد بين انه يمدح فيها عالمة ولية صالحة ابنة احد العلماء الاولياء الصالحين مع تضمن الابيات لمعانى الهية عرفانية
ثانيا: ابن عربى من رموز الصوفية الذين يقولون الاشعار المجازية و لا يقصدون بذلك الواقع
فهم يذكرون شرب الخمر و النبيذ و وصال المحبوب و اطلالة الفاتنة من خمارها و هكذا كمصطلحات مجازية فقط , فحديثه عن التثليث لا يتطرق لاى قارئ مسلم ان يفهم بانه تثليث اخواننا المسيحيين الواقعى فى عقيدتهم بل يفهمون منه المجاز لمعنى التجلى الربانى و هو مصطلح قرانى لا يتنافى مع التوحيد.
ثالثا: انت تكلف نفسك تفسير و شرح ما اراد ابن العربى ان يقوله بالرغم من ان الرجل رضى الله عنه قد شرح بنفسه ما اراد من هذا البيت فهل انت تعلم ما يقصد ابن عربى اكثر منه شخصيا ؟؟؟؟؟

ابن عربى رضى الله عنه قد قدم شرحا وافيا مفصلا لديوانه (ترجمان الاشواق) فى كتابه (ذخائر الاعلاق)
فيقول عن هذا البيت :
العدد لا يولد كثرة فى العين كما تقول النصارى فى الاقانيم الثلاث ثم تقول الاله واحد كما تقول باسم الاب و الابن و روح القدس اله واحدا و فى شرعنا المنزل علينا قوله تعالى :
قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى
و تتبعنا القران العزيز فوجدناه يدور على ثلاثة اسماء امهات اليها تضاف القصص و الامور المذكورة بعدها و هى : الله و الرب و الرحمن
و معلوم ان المراد اله واحد و باقى الاسماء اجريت مجرى النعوت لهذه الاسماء و لا سيما الاسم الله فمن ذلك النفس هو ما ذكرناه فى هذه الابيات.
بالنسبة للحب و المحبة فهى اصل عقيدة الاسلام و ابن عربى لم يات بما هو جديد
قال تعالى :
(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
(فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
(إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
(لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
(فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
هذا ما يحضرنى فى عجالة فقط من الايات و هى تتكلم عن حب الله , فكيف تدعى ان الحب هو اختراع ابن عربى و لا اصل له فى الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما الروايات من اقوال اهل البيت و الرسول الاعظم فحدث و لا حرج و ان اردت احضرت لك بعض الروايات و لكنى اكتفى بهذا النص من دعاء لامير المؤمنين على بن ابى طالب علمه لاحد اصحابه و هو كميل بن زياد رضى الله عنه :
فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ مَعَ اَعْدائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ اَهْلِ بَلائِكَ وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ اَحِبّائِكَ وَاَوْليائِكَ، فَهَبْني يا اِلـهى وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْني (يا اِلـهي) صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ اِلى كَرامَتِكَ اَمْ كَيْفَ اَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لاَِضِجَّنَّ اِلَيْكَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الاْمِلينَ (الاْلِمينَ) وَلاَصْرُخَنَّ اِلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، وَلاَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلاَنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، وَيا اِلهَ الْعالَمين.
كما يقول فى مقطع اخر:
وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجَاً وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ.
ملاحظة : هذه مقاطع من دعاء علمه الامام على عليه السلام لصاحبه كميل , و قد تعلمه الامام على عليه السلام من الرسول الاعظم
و هذا الدعاء تدعو به الشيعة الامامية كل ليلة جمعة
تحية طيبة
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار