مسودة وطن .. فرج فودة .. سيد القمني _ حسن اسماعيل
http://www.4shared.com/file/256346586/a0..._____.html
...
ناشط في مجال حقوق الإنسان أمين عام الإتحاد المصري لحقوق الإنسان الأيرو
عضو في حزب مصر الأم .. تحت التأسيس
مدير تحرير جريدة حقوق الإنسان نشرة غير دورية
لا أؤمن بهذا الوطن الذي إذا أحببته ودافعت عن قضاياه العادلة .. اتهمك بالخيانة
وإذ حاولت تقبيله قبلة الديمقراطية لكي ينهض ويحيا من جديد .. يتهمك بالعمالة للفرنجة
رغم أنه هو الذي يحيا بمعونتهم .. واستهلاك منتجاتهم .. وبعد كل ذلك أنت أيها المواطن الفقير
والمناضل .. والوطني .. أنت العميل!! لا أؤمن بهذا الوطن الذي يتخيل أنه مركز الكون
الشمس والكواكب تدور حوله .. وكل الأمم تتآمر عليه .. لتنهش كنوزه
التي سرقها لصوصه المحليين .. وتهرب آثاره التي كفر بها وتعامل معها كأصنام اللات والعزة
ومناة الثلاثة ولو كان لديه القدرة لأمر بهدمها كطالبان وتماثيل بوذا .
وجعل حجارة الأهرام المتناثرة مزار لحجيج المؤمنين ليروا أنه لا يعلو صوت فوق صوت الإيمان والتقوى .
. أقصد لا يعلو صوت فوق صوت المعركة !! " أي معركة يقصدون نحن بحق ..
خير أمة ! لا أؤمن بهذا الوطن الذي يفرج على عزام الجاسوس الاسرائيلي ..
وأبنائه لحمه ودمه وراء قضبانه الصدئة منذ سنين بلا تـُهم
وكل يوم يتشدق في التلفاز وأجهزته الموضوعة تحت المراقبة أنه ضد العدو الإسرائيلي ..
وأب رحيم على أبناء شعبه افك كله أفك لا أؤمن بهذا الوطن الذي يصرخ كل لحظة أنه وجدها كأرشميدس ..
مخبأة منذ قرون في النصوص وهو يعرف جيداً أنه غير قادر على الصناعة
ولا الزراعة ولا الاختراع ولا الإبداع الحـُر . هو يعرف أنه لا يتقن غير ..
الكذب !! لا أؤمن بهذا الوطن الذي لا يـُعلم أولاده القراءة والكتابة والبحث ويطلق لهم عنان الخيال ..
فيحلقوا في الواقع .. ويجسدوا الخيال لا أؤمن بهذا الوطن الذي لا يحترف غير اللغة العربية
ويتخيل أن الحياة يمكن أن يطورها الكلام الأجوف .. وأن النحو والصرف يمكن أن يـُصعد حتى كلب أو حمار للقمر ..
يتخيل التكرار يعلم الشـُطار .. أقصد يعلم الأغبياء الحرف إذ لم يصبح فعل خلاق ..
يموت موتاً أبدياً الحرف الذي لا يزرع ولا يصنع ولا ينقي الماء ولا يحافظ على البيئة ..
ولا يرتشي ولا يزّور إرادة الشعب .. حرف مـُضل حربائي .. لا أؤمن بهذا الوطن ..
الذي يضع شروط لا يمكن أن تنطبق إلا على الكلاب اللاهثة لسلطة ما ..
لعرش ما وأول هذه الشروط وآخرها : - لديه عربون وخبرة في الفساد -
لا يرى لا يسمع لا يتكلم غير التوجهات - يصلي ويصوم ويحج ولكن ليس لديه مخافة لله -
عينه على شعبه لكي يعرف من فيهم يفكر في التمرد أو من لديه النية لترك القطيع ..
يبتسم في وجوهنا ليخفي زنازينه التي تفوق سجن أبو غريب وجوانتانموا -
يحترف تجويع شعبه ليتبعه .. ويرعبه ليخرسه لا أؤمن بهذا الوطن ..
الذي لا يقرض الفقراء ألف أو عشرة آلاف جنيه مصري .. ولكن يقرض نوابه اللصوص من مليون إلى مليار .
. ويأخذ عمولته مسبقاً لا أؤمن بهذا الوطن الذي تكون عدالته معصوبة العينين ..
مرتعشة اليدين .. مقطوعة اللسان لا أؤمن بهذا الوطن الذي أعطانا منذ سنين ظهره ..
وتركنا في هذا الطل بلا سند لا أؤمن بهذا الوطن الذي يؤهلنا لنكون كائنات خرافية ..
نبهر السياح بالمشي على الحبال .. بسف التراب لا أؤمن بهذا الوطن .. الذي يخلط بين الحكومة والوطن ..
بين حكومة تتغير ووطن راسخ كالهرم .. حكومة تنتهكنا وتسرقنا وتسلبنا أبسط حقوقنا وأعقدها .
. ووطن يسكن فينا قبل أن نسكن فيه حكومة لم نختارها .. لم ننتخبها .. سقطت علينا من فوق الدبابات والمصفحات .
. ومن مائدة بيعة الحاشية المفسدة للكروم والأوطان ! الحكومة شيء ..
والوطن شيء آخر هل يستوي الخبيث بالطيب ؟! الديكتاتور .. بالحـُر ؟! الجراد ..
بقوس قزح ؟! لا أؤمن بهذا الوطن الذي أصابنا بالعقم .. والخلل فصرنا شحاذون الأبرة والصاروخ .
. وشتامون الغرب المتآمر .. وذابحي رقاب الكفار !! لا أؤمن بهذا الوطن .. الذي يسلبك روحك المبهجة فتصير خردة ..
زفيراً داخلاً .. زفيراً لا أؤمن بهذا الوطن الذي أفقدك صلاحيتك البشرية وأنهى تاريخ انتاجك منذ زمن
وأخذ منك كل ما يجعلك تـُصـَنعك من جديد .. وتلدك