ربما لأول مرة أكشف عن جانب شخصي، وأسأل سؤالاً يعبر عن إحدى أكبر نقاط الضعف لدي.

هو أبي، واحد فقط ، فليس لدي غيره ، أزمتى معه ناتجه عن عدة عوامل، لكن يمكن إيجازها في إختلاف النظرة للحياة عموماً (والحقيقة أنا المختلف عن الناس وليس هو )، وتقليديته الشديد التي تجعله يعتقد في حقه في فرض ما يراه على إبنه، فحسب فهمه هو أدرى بمصلحته منه (أنا يعني في الموقف المهبب ده) (ملحوظة ربما أفادت في تحليل الموقف : أنا الولد الأكبر وبعدي فتاتين).

وأنا ما أنا عليه، من حزب أعداء النجاح الشهير، أما هو فمن الحزب الأخضر القابع في الساحة المجاورة

دائماً ما أتعرض معه لشي من اثنين، إما الضغط المادي، وقد ذهبت تلك المرحلة تقريباً بانتظامي في العمل، أو الابتزاز المعنوي، كما يحدث كثيراً، فتأتيك الأم (العميل رقم 17 ) لتقول لك : "أبوك قلبه وجعه منك، أبوك تعب امبارح بسببك، أبوك ضغطه على (إرتفع) امبارح منك" وإلخ إلخ إلخ ........

الحقيقة أن أبي هذا أصبح أكبر نقطة ضعف لدي، وأخشي أن المواجهة القادمة ربما كانت الفاصلة، التي أحسم فيها الموقف وأخسره للأبد، فقد مللت التدخل السخيف في شئوني، وفي نفس الوقت أنا أخشي عليه.

فمن رأيكم ومن خبراتكم، كيف يمكن التعامل مع مثل هذا الأب، بحيث يحتفظ المرء باستقلاليته، ولا يخسره؟؟

ومن أولها : مش عايز حد يقولي إسمع كلام أبوك ومتسمعش كلام أمك والكلام الفاضي ده، أنا كل سؤالي : إزاي أعمل إلا أنا عايزه من غير ما اخسر الراجل ده ولا أضره؟؟

وبس، منتظركم، عشان الموضوع يهمني فعلاً

عزيزي مجدي نصر:

من الجميل جدًا أنك أنجزت أعظم إنجاز في حياتك وهو الاستقلال المادي. من المهم كذلك أن تستقل عنه وعن والدتك بقدر المستطاع. الأبوين في الشرق يستخدمان كل الحيل للسلوك وكأنهما يملكان أطفالهم ويتحكمان في مصائرهما. والدي أراد أن يشتري لي الذهب ويجهز البيت وفعلا جهز وعمل وسوى.... وإذ بي أقول له ببساطة إني لي خطط أخرى في الحياة. هو لم يجهز كل هذا لأنه يحبني ولكنه كان يعد العدة ليستعملني كبقرة يحلب منها اللبن وقتما شاء ولمصالحه الشخصية. هاجرت لأميركا وهذا أفادني حيث كل واحد عرف حده وفي حين هم أباء وأمهات إلا أن كل واحد فيهم له حده. مما يجب أن تعرفه أننا كشرقيين عندنا الأباء والأمهات متخصصين في عدة مصطلحات يمكن تلخيصها في الآتي:
guilt trips

manipulation

أي فتن تحميلك الشعور بالذنب وبالتالي التحايل عليك وجعلك تفعل ما هم يريدون. هم يستخدمون لذلك كل ما أوتوا من أسلحة فتاكة وعلى رأسها الدموع وكل هذا الكلام. عليك أن تكون صلب ولا ترضخ لمثل هذه الأسلحة الرخيصة وتكون صاحب شخصية تمزج ما بين الرقة والصلاة والحزم أحيانا. واللي مش عاجبه يشرب من البحر. هكذا تعاملت ولا زلت أتعامل مع أسرتي بمصر وأقترح عليك أن تفعل مثلي. لا تسمح لأحد أن يبتزك عاطفياً/ نفسيًا تحت أي اسم من المسميات. لو لم تنتبه لحالك لوجدتهم يحشرون أنفوهم كعادة الشرقيين في كل صغيرة وكبيرة ....بما في ذلك حياتك الجنسية! تعلم أن ترد بابتسامة وباقتضاب معهم وبهدوء وبرود وبدون فلتان أعصابك. احترس من والدتك تحديدًا فهي سوف تكون نقطة ضعفك وسوف يتم استخدامها بكل الطرق للتحايل عليك وابتزازك نفسيًا. ببساطة ابتسم وكأنك لم تسمع شيء.

ما أتمناه كذلك هو أن تدافع عن إخواتك البنات كذلك حتى ما يتنفسن الهواء النقي مثلك ولا يتم ابتزازهن ولكن ينعمن بأكبر مساحة من الحرية ممكنة مثلك وتصبح لهن طموحات وأحلام وكل هذه الأمور الجميلة.

حاول أن تتزوج إن أمكن وتستقل في السكن. استقلالك في السكن سيفيد كثيرًا.

أتمنى أنك تكون صلب في كل هذه الأمور واللي مش عاجبه يشرب من البحر وأعلى ما في خيل خيلهم يركبوه. وأحدثك من خبرتي الشخصي وهذا ما أفعله. لا للابتزاز الأسريّ!!

بالانكليزية نقول:
They need to back off!

وبالفلاحي المصري نقول: كل واحد فيهم يتاخر ويكسكس لورا.

وبالفلسطيني يقولون: يحلوا عن سمانا يا زلمة.

العزيز أستاذ إبراهيم

شكراً لردك وتجاوبك

الحق يا عزيزي أنك أكدت لي صحة ما أنتوي فعله، فهذا هو الحل الغالب والأخير، إذ لم يعد لدي غيره فعلاً، خاصة بعد تأثيرهم التخريبي في حياتي، والذي يكاد يقضي على كافة طموحاتي، بل وأضاعوا علي الكثير من الوقت فعلاً، نتيجة مهاتراتهم التي لا تنتهي، لا أفشيك سراً يا عزيزي، لو قلت لك أنه قد تكون لدي تجاههم موقفاً شديد العدائية، رغم أني طبعاً لا أكرههم.

وأنا فعلاً إنتويت الاستقلال التام بالسكن، لو لم أصل معهم لحل مرضي (فلا بأس بمحاولة أخيرة).

وإن كنت لا زلت أحب أن أسمع آراء باقي الزملاء (خصوصاُ كبار السن والتجربة)، ربما كانت لديهم تكتيكات مفيدة؛ لتخفيض الآثار الجانبية للموقعة القادمة، فمحسوبكم صدامي الطابع فيما يعتبره غير منطقي أو عادل.

وشكراً لك أستاذ إبراهيم ، ولكل من يشارك

إسمع كلام أبوك

اعتقد ان هذا ليس هو الاسلوب المناسب لحل المشكلة او اي مشكلة اجتماعية اخري ، من ناحية انت لم تذكر اي تفاصيل تسمح بصياغة رد مناسب مع جسامة ما تود مناقشته (علاقتك الاسرية ) ومن ناحية اخري سقطت في فخ الwishful hearing بمعني انك تريد ان تسمع ما تريد ان تسمعه (لاحظ صياغتك للمداخله الاولي حيث تقول لا اريد احد ان يقول لي كذا وكذ).
الاستقلال امر جميل بالطبع لكن اهم ما فيه ان يكون حقيقيا ، وتلقائيا ، عادة ما يتراجع الاباء عن دورهم التنفيذي بمجرد الشعور "بحقيقية" هذا الاستقلال الذي قد يكون نفسيا كما يحدث في المراهقة او ماديا بعد التخرج ، ويقتصر دورهم علي النصيحة ، والنصيحة لاتتعارض مع الاستقلال فالابوان علي اغلب الظن يملكان خبرة جيدة بالحياة ولا تستقل بها (انا اخذ نصائح حتي من اخس الناس ان شعرت ان لديه خبرة اكثر مني بما فيه مصلحتي و مهما كان هذا الشخص حتي لو كان عامل النظافة) اعتقد تاخر الاستقلال النفسي او المادي اكثر من ذلك هو غير طبيعي ونعم قد يكون من المناسب رسم بعض الحدود بما لا يتعارض مع ثقافة المجتمع وعادياته ، ان تفرض استقلال غير حقيقي هو ليس استقلالا ولكنه حصار ستفرضه علي نفسك.
ومرة اخري اعتقد ان السؤال لم يصغ بالطريقة المناسبة لجسامة الشئ الذي يتناوله.

(06-14-2010, 11:40 PM)jafar_ali60 كتب:  إسمع كلام أبوك

إشمعنى؟؟؟

(06-14-2010, 11:54 PM)طنطاوي كتب:  اعتقد ان هذا ليس هو الاسلوب المناسب لحل المشكلة او اي مشكلة اجتماعية اخري ، من ناحية انت لم تذكر اي تفاصيل تسمح بصياغة رد مناسب مع جسامة ما تود مناقشته (علاقتك الاسرية ) ومن ناحية اخري سقطت في فخ الwishful hearing بمعني انك تريد ان تسمع ما تريد ان تسمعه (لاحظ صياغتك للمداخله الاولي حيث تقول لا اريد احد ان يقول لي كذا وكذ).
الاستقلال امر جميل بالطبع لكن اهم ما فيه ان يكون حقيقيا ، وتلقائيا ، عادة ما يتراجع الاباء عن دورهم التنفيذي بمجرد الشعور "بحقيقية" هذا الاستقلال الذي قد يكون نفسيا كما يحدث في المراهقة او ماديا بعد التخرج ، ويقتصر دورهم علي النصيحة ، والنصيحة لاتتعارض مع الاستقلال فالابوان علي اغلب الظن يملكان خبرة جيدة بالحياة ولا تستقل بها (انا اخذ نصائح حتي من اخس الناس ان شعرت ان لديه خبرة اكثر مني بما فيه مصلحتي و مهما كان هذا الشخص حتي لو كان عامل النظافة) اعتقد تاخر الاستقلال النفسي او المادي اكثر من ذلك هو غير طبيعي ونعم قد يكون من المناسب رسم بعض الحدود بما لا يتعارض مع ثقافة المجتمع وعادياته ، ان تفرض استقلال غير حقيقي هو ليس استقلالا ولكنه حصار ستفرضه علي نفسك.
ومرة اخري اعتقد ان السؤال لم يصغ بالطريقة المناسبة لجسامة الشئ الذي يتناوله.

مرحباً زميل طنطاوي

كيف حالك؟؟ غبت طويلاً يا عزيزي، فحمداً لله على السلامة

الحقيقة يا عزيزي، ربما كان ما تقوله صحيحاً من ناحية سوء الصياغة، فأنا شخص كتوم في غالب الأحيان، ولم أعتد يوماً الفضفضة بسهولة، فالأمر جديد على.

عموماً بفرض أن لدي طريقان للحياة، وانا أرفض أحدهما، ولا يعجبني، وأرغب في الآخر، فهل يحق لأي شخص أياً كان ان يفرض علي طريقة حياتي وأهدافها مثلاً؟؟

بفرض أني أرغب في تغيير مسار حياتي، بتغيير تخصصي العلمي والعودة للدراسة مثلاً، مع اعتمادي الكامل على نفسي، وتحمل كامل النتائج، أيبقى هناك شيئاً يعطي أحدهم أياً كان الحق في التدخل بحجة صعوبة الطريق الذي ترغبه، او بحجة أنه يراه طريقاً لا جدوى من وراءه، بينما رأيه في نهاية هو وجهة نظر ليس إلا، فلا يحق له بالتالي فرضها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشخص آخر ذي كينونة مستقلة، حتى لو كان إبنه؟؟

الأهم، وهى النقطة الأساس، بفرض أني لي أهداف مختلفة، وأولويات مختلفة؟

او لو جلبنا المسألة على (بلاطة)، أنا أضع النقود في المرتبة الثانية من اهتماماتي - ولا يمنع هذا السعي في سبيل حياة معقولة، ولكن ليست النقود غاية أملي في الحياة - وأهتم أكثر بالناحية العلمية والأكاديمية (والأمر لها ارتباطات إيديولوجية) ومعهما أيضاً الوضع الوظيفي، بحيث أضعها في المرتبة الأولى من اهتماماتي وأولوياتي، بينما يرى والدي النقود والعمل الذي يجلبها أهم، بغض النظر عن إشباع مثل هذا العمل لاهتماماتي ورغباتي وطموحاتي.

عزيزي الوضع فعلاً خطير، فهو يضعني بين خيارين، إما أهدافي من الحياة نفسها (فأنا لا أؤمن بأجاثا كريستي التي تحب من تتزوح ولا تتزوج من تحب)، وإما هم؟؟

ومن ناحية أخرى أنا لا أرفض النصيحة، فياليت المسألة تتوقف على مجرد النصح، فلو أن هذا هو الوضع؛ لما وُجدت مشكلة أساساً، المشكلة الحقيقية في الابتزاز العاطفي بالذات، وإشعارك بأنك قد تكون سبباً في موت أبيك بإصرارك على مواقفك ؛ لإجبارك على تغييرها

أرجو ان أكون قد أوضحت المسألة أكثر

وشكراً لاهتمامك

عزيزى مجدى

اسمح لى ان اقول لك ما قاله الزميل طنطاوى ، فإنى أرى رأيه صحيح

ولكن الشئ الذى اقوله لك ،
هل شعرت يوما بأن أباك يفضلك عن نفسه ؟
هل فكرت فى اخوتك من لهم بعد أباك أطال الله عمره؟
هل فكرت فى ابنك وانت فى شيخوختك ماذا تنتظر منه ؟

عزيزى مجدى ، لو فكرت فى الاستقلال عن اسرتك فى المعيشة لتعيش لنفسك وليس لتكوين اسرة جديدة ، فستغرس سكينا فى قلب أبيك وارجوك لا تفعلها.

وبالنسبة لما ذكرته كنبذة عن الاسباب فهى ايضا غير واضحة ، فهل انت تضمن ان تحقق ما تهدف له لو غيرت مسار حياتك، هذه حالة قليلة جدا فى الحياة التى تنجح ، ونصيحتى لك العمر يمر وإن لم تفعل ما احببت فأحب ما تفعل ، فالنجاح ممكن فى كل مجال وانظر الى مقوماتك بالنسبة لما تريد وانظر لمقومات غيرك فى المجال المرجو ، وراجع تاريخ حياتك ، هل فعلا استطعت ان تصمد متقد الذهن والعزيمة ام انك تعتقد انك لو غيرت حياتك فستكون هكذا.

وانا فى مثل عمرك كنت اعتقد اننى لو كنت هناك لكنت افضل ، واثبتت لى الايام انه لو لم اكن افضل هنا فلن اكون افضل هناك.

معيارك الحقيقى فى القادم هو ماضيك ، وأنت ادرى منا بنفسك.

وقد تكون انت اكثر خبرة بالحياة من والدك.

والله معك.

اشكرك يا عزيزي علي مشاعرك الطيبة ومشاعر بقية الزملاء الذين افتقدوني وعبروا عن ذلك.
هل تعرف قصة سيدنا سليمان عندما اتاه رجل ب99 نعجة ورجل بنعجة واحدة؟

عزيزي مجدي
ربما اجاب عزيزنا طنطاوي برده وهو من انك تريد جواب يوافق ما تريد انت

وجاء جوابي ليعاكس ما تريد

حيايتنا هي مجموعة من القرارات الصائبة والخاطئة ، فليس هناك شخص قراراته دائما صح ولا تقبل الخطأ وايضا ليس هناك اخر قراراته خاطئة دوما

انا لن اخوض بخصوصياتك ـ ولا احد هنا يستطيع الخوض فيها ـ لأنه دوما فيها تفاصيل صغيرة نحن لن ندركها ، وحكمنا هنا ربما فقط على العناوين

انا ابن لأب واب للأبناء ، وأبنائي ربما بعضهم اكبر منك سنا ، وعندما استعرض شريط الحياة ، أجد احيانا انني كنت مخطئاً لعدم قبول نصائح والدي واجد نفسي احيانا مصيبا لأنني لم أخذ بنصائحه ، ايضا ما ينطبق على ابنائي اجد لو انهم اخذوا ببعض نصائحي لكانوا افضل وايضا اجد ايضا في احاينا اخرى لو انهم لم يأخذوا بها لكانوا افضل

ما يسترعي الانتباه بموضوعك هو " الاب المستبد" ، يعني الذي يفرض اراؤه فرضا ، الاستبداد هنا هو الذي بحاجة لحل وليس صحة او خطأ اراؤه

متمنيا لك الطريق السليم