السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كلام منطقي وجميل اخي وان لم اكن اخاك في الاسلام فنحن اخوان في الانسانيه ..
اقتباس :المنهج الديني أسطوري فهو لا يقدم الدليل بقدر ما يطالب فقط بتصديق نصوصه بشكل مطلق دون ادنى مجال للشك ... و في ذلك تحقير لعقل الانسان
للأسف دائما ما تربطون الاسلام بالخرافات .. وانا اسأل ما علاقه الاسلام بالخرافات واي خرافات التي تتحدث عنها !!
وكيف يقلل الاسلام من عقل الانسان وهو دين العلم ويأمر الانسان بالتفكير .. ويحاسب الانسان على علمه وكيف استخدم علمه وفيما استخدمه, بل كانت أول آية نزلت في كتاب الله الخالد هي : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) سورة العلق .
ولقد تكرر لفظ العلم في القرآن الكريم 765 مرة, كما حثنا المولي الكريم علي النظر والتدبر في كتاب الكون العظيم, في ملكوت السموات الأرض , وجعل- سبحانه- ذلك وسيلة من وسائل المعرفة والتعليم , وحينما تحدث الرسول – صلي الله عليه وسلم – عن العلم جعل حديثه أمراً عاماً وشاملاً, فقال – صلي الله عليه وسلم – " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.أخرجه أحمد 5/196(22059) و"الدرامي" 342 و"ابن ماجة"223 .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ ، لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا ، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يَعْنِى رِيحَهَا.أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 8/543(26118) و"أحمد" 2/338(8438) .
ولقد استجاب المسلمون الأوائل لهذه الدعوة الكريمة فسلكوا كل سبيل موصل إلي العلم حتى أنهم في فتوحاتهم كانوا إذا نزلوا بلداً أقاموا به حلقات العلم, وأنشأوا المدارس يفقهون الناس في أمور دينهم ودنياهم, وكلما ازدادت الفتوحات الإسلامية زادت الرغبة من سكان البلاد المفتوحة في تعلم اللغة العربية وبذلك زاد علماء الإسلام وزادت تخصصاتهم في كافة العلوم والفنون ولم يقتصر نبوغهم علي فن دون سواه.
ففي الكيمياء وجدنا نبغاء من أمثال: جابر بن حيان الذي أرسي قواعد وبحوث تعتبر الأولي من نوعها في هذا العلم, وهناك كذلك عز الدين الجلدكي صاحب قانون تفاعل المواد وأبو القاسم المجريطي الذي قاد أكبر حركة كيمائية في الأندلس في القرن التاسع الميلادي .
وهناك في الطب نجد الرازي, الطبيب المسلم الذي نجد الآن أجمل أبنية جامعة" برنستون" الأمريكية تحمل اسمه, بل وتحتل صورته الكبيرة مكان الصدارة في كنيستها, ذلك الرجل الذي وضع في الطب حوالي 229 كتابا وترجمت كتبه إلي معظم اللغات , وهناك ابن سينا الذي اكتشف الدورة الدموية في الإنسان قبل" وليم ها رفي " بستمائة سنة, وكذا العالم الطبيب والفقيه ابن رشد الذي ألف " الكليات" في الطب كما آلف " بداية المجتهد" في الفقه المقارن .
وفي علم النفس نجد نبوغ العلماء المسلمين الذين وضعوا أهم نظريات علم النفس الحديث من أمثال : أبي حامد الغزالي الذي تحدث في الإحياء والمستصفي عن حقائق علمية مهمة في أصول علم النفس لم يصل إليها العلم إلا أخيرا مثل نظرية " الإيحاء والأفعال المنعكسة المشروطة".
وفي الطبيعة نجد ابن الهيثم الذي ألف 200 كتاب منها 47 في الطبيعة والرياضيات و58 في الهندسة وهو الذي خطأ " إقليدس" في نظرية شعاع الضوء وكتابة " المناظر" يعد من أهم المراجع في علم الضوء , وفي الطبيعة ألف البيروني الآثار الباقية كما ألف العمري " مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" .
وفي علم الزراعة والنباتات نجد البغداوي وابن البيطار وغيرهم.
وفي الرياضة والفلك نجد الخوارزمي صاحب الجبر والمقابلة وكذا ثابت بن قرة والكاشي .
وفي التاريخ الجغرافيا نجد ياقوت الحموي صاحب " معجم البلدان" والسمعاني صاحب " الأنساب", والإدريسي صاحب " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " ونجد كذلك الاصطخري واليعقوبي. وفي الرحلات والاستكشافات نجد الرحالة المعروف ابن بطوطة الذي ظل ثمانية وعشرين عاما يجوب العالم ويصفه بكل أمانة ودقة كما نجد كذلك في هذا المجال: المقدسي صاحب " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " .
وليس في هذه المجالات فقط نبغ العلماء المسلمون إنما كان نبوغهم في كل مجال وكل ذلك شاهد علي حضارة الإسلام الخالدة والتي بناها الأجداد والآباء علي أساس متين وقويم وهو العلم
يقول العلامة هورتن:
((في الاسلام وحده تجد اتحاد الدين والعلم. فهو الدين الوحيد الذي يوحد بينهما. فتجد فيه الدين ماثلاً متمكناً في دائرة العلم. وترى وجهة الفلسفة ووجهة العلم متعانقتين، فهما واحدة لا اثنتان)).
ويقول اتيان دينيه: ((إن العقيدة الاسلامية لا تقف عقبة في سبيل الفكر، فقد يكون المرء صحيح الاسلام، وفي الوقت نفسه حر الفكر، ولا تقتضي حرية الفكر أن يكون المرء منكراً لله. لقد رفع (محمد) قدر العلم إلى أعظم الدرجات، وجعله من أول واجبات المسلم.
مشكلة التعارض بين الدين والعلم وأين نشأت؟
وإذا كان هذا موقف الاسلام من العلم، فمن أين نشأت مشكلة التعارض بين العلم والدين؟
الحقيقة كما يقول الدكتور عبدالحليم محمود:
((إن مشكلة التعارض بين الدين والعلم، إنما نشأت في أوروبا بعيدة عن الجو الاسلامي. إنها تصور نزاعاً في بيئة بعيدة كل البعد عن الروح الاسلامية، التي حثت الانسانية على التعليم والتعلم، والتي نشأت المنهج العلمي ـ الذي يعتبرونه حديثاً ـ بين ربوعها. قديماً بقدمها، والتي أنشأت على أساس من هذا المنهج حضارة ضخمة، لا تزال تكشف كل يوم الكثير من أنحائها العميقة.
وما من شك في أن الحضارة الاسلامية هي ـ كما يقول الأستاذ بريفولت ـ التي قدمت إلى الحضارة الغربية الحديثة المنهج العلمي وأصول العلم نفسه، أي الحقائق المكتشفة في المجالات المختلفة.
((والأمر العام الذي نريد أن ننبه عليه، هو: أن مسألة التعارض بين الدين والعلم، إنما هي مسألة وهمية إذا نظرنا إلى حقيقة الأمر)).
اقتباس: لا يوجد شيء اسمه تفاصيل حياة الملحد فالملحد ليس له منهاج محدد و كتاب مقدس يسير عليه ....... و يختلف الامر من شخص لاخر. و برأيي هناك نوعين من البشر في تعاملهم للحياة ، نوع يريد ان يعيش حياة استهلاكية حتى يفارقها و نوع يريد ان يكون لحياته معنى و يترك أثرا و لا علاقة للإلحاد باختيار من اي نوع تكون
جميل يعني لا يوجد منهج محدد يتبعه الملحد .. يعني كل ملحد يختار المنهج الذي يوافق عقله ويراه مناسبا له حتى يستمر في هذه الحياه .. لكن السؤال يا عزيزي ما هي العوامل التي تجعل الملحد يتخار المنهج المناسب له ! لا وجود لكتاب مقدس ولا ضوابط ! هل الاب والام لهم الدور الكبير في تهيأت الملحد ام الاصحاب والاقارب ام الخوال والاعمام .. ام المجتمع الذي حوله .
ماذا لو كانت هذه احد العوامل .. لو كان الاب انسان قاسي لا يحترم احد ,سفيه يقلل من شأن المرأه , هل تتبعه في ذالك .. ماذا لو كان الاصحاب والاقارب نماذج فاشله .. هل تتبعهم في ذالك .. ماذا لو كان الشخص يعيش في مجتمع اناني في مجتمع جاهل .. هل يتبعهم في ذالك !!
ماذا لو قلت لك عيش في هذه الغابه لمده 10 سنين هل ستعود لي بلبس طرزان !! والله لا اقصد الاستهزاء.
اقتباس: شخصيا بالنسبة للخمر و الزنا.
الخمر مضر للصحة ... و هذا أمر معروف و لا نحتاج للدين حتى نعرف ذلك ،حتى لغويا اسمها "خمر " لأنها تحجب التفكير ، مثلما الخمار يغطي الوجه ... نفس الشيء ينطبق على التدخين ، فأنا لا ادخن لأني أرى التدخين مضرا ، و لن اتعاطى أي مخدرات و منشطات لنفس السبب.
اذا خوفك على صحتك هو السبب الوحيد الذي يجعلك تبتعد عن هذه الاشياء .. طيب لو كانت الصحه هي السبب الوحيد .. عزيزي لا تشرب المشروبات الغازيه وتأكل الوجبات السريعه ولا تخرج من البيت قد تصاب بعدوى وداء لا يوجد له دواء .
زميلي كنعان لماذا نهى الله الخمر والمخدرات والدخان !! ما الحكمه !! تقول انك لا تحتاج لدين حتى تتركها .. جميل انا معك .. ولكن لماذا نهى الدين عنها !! هل هي اسباب اقتصاديه او سياسيه او صحيه !
اقتباس :أما الزنا ، فمن ناحية شخصية أميل للاستقرار أكثر بكثير من اللعب ، لا امانع من إقامة علاقة جنسية و لكن مع فتاة تكون صديقة (Girlfriend ) و بيننا مشاعر حب متبادلة قد تتطور لاحقا لعلاقة زواج مستقرة و أطفال، حتى اللحظة ما صار نصيب ، لاني حاطط مواصفات عالية شوي ، إذا ما لقيتها بفضل أبقى عازب
جميل .. لكن سؤالي لك يا اخي .. لماذا لا تمارس الجنس مع اختك !! وانا والله لا اقصد الاهانه .. دعني اوضح لك
ما الفرق بين هذه البنت التي ستختارها واختك ..
هي انثى واختك انثى .. وكلمه الاخت ليست الا اسم تنادي به هذا الشخص .. بدون هذا الاسم فهي انثى مثلها مثل غيرها فيها جميع مؤهلات الانوثه.
لو كان جوابك لأنك تحترمها (وهو جواب كثير من زملائنا الملاحده) اذا في هذه اللحظه انت تثبت انك شخص اناني بحيث جعلت من اختك كائن محترم والبنت التي تبحث عنها كائن غير محترم .
ياخي لماذا تتعب نفسك لماذا لا تشارك اباك في امك .. ما السبب لعدم المشاركه !! لا دستور ولا دين يرفض ذالك .. واذا كان من باب الاحترام فأنت تهين الباقين .
اقتباس :ففي الاحياء مثلا نرى الداروينية تفسر كل شيء محيط بنا تقريبا باستخدام ادلة ساطعة مثل تسلسل ال DNA و سجلات الاحافير ، بينما نرى الدين يتحدث عن قصة زوجين اكلوا ثمرة محرمة لتفسير أصل البشرية !!!
معليش يا عزيري .. وضحلي اكثر ما المقصود بأن الـDNA يفسر كل شي محيط بنا !!
الـDNA عضمه في حلق جميع انصار التطور بحيث ان الـDNA ينفي نظريه الصدفه والخلق من الصدفه .. تلك الصدفه التي خنقتوها ولعبتوا فيها لعب وماهي الا مصطلح .. جعلتوا من هذا المصطلح مبدأ تكون منه الخلق.
الـDNA ياعزيزي كان السبب في تراجع البروفسور انطوني فلو . من هو انطوني !
البروفيسور البريطاني في علم الفلسفه ،فلو، البالغ من العمر واحد وثمانون عاماً قد أختار طريق الألحاد عندما كان في الخامسه عشر من العمر. وكان أول ما عرف به في المجال الأكاديمي مقال نشر في عام 1950. وأستمر أربعة وخمسون عاماً بعدها يدافع عن الفكر الألحادي وذلك عندما كان يعمل أستاذاً في جامعات أكسفورد وأبيردين وكيلي وريدينغ وفي كثيرمن الجامعات الأمريكيه والكنديه التي قام بها بزيارتها وذلك من خلال المناظرات والكتب والمقالات وقاعات المحاضرات. إلا أن فلو عاد في الأونه الأخيره ليعلن أنه قد تراجع عن الخطأ الذي وقع فيه وتخلى عن أفكاره الخاطأه وأنه يعترف ويقر بأن العالم مخلوق له خالق ولم يوجد من العدم.
وتعتبر الأدله الواضحه والمحدده والتي كشف العلم النقاب عنها في الأونه الأخيره فيما يتعلق بقضية الخلق هي العامل الحاسم في ذلك التغيير الجذري في موقف فلو . وقد أدرك فلو في مواجهة تعقيدات فكرة الحياة المرتكزه على معلومات معينه: ان المنشأ الحقيقي للحياه يكمن في وجود قوه بارعه، وأن الفكر الألحادي الذي أعتنقه لمدة ستتة وستون عاماً ما هو إلا فلسفه عاريه من الصحه.
وقد أعلن فلو الأسباب العلمية التي كانت وراء هذا التحول الذي طرأ على معتقدأته وذلك في العبارات التالية:
"لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي، مع التعقيدات شبه المستحيله المتعلقه بالترتيبات اللازمه لإيجاد (الحياة) أثبتت أنه لابد حتماً من وجود قوة خارقة وراءها." (1)
" لقد أصبح من الصعوبه البالغه مجرد البدء في التفكير في إيجاد نظريه تنادي بالمذهب الطبيعي لعملية نمو أو تطور ذلك الكائن الحي المبني على مبدأ التوالد والتكاثر."2
" لقد أصبحت على قناعة تامه بأنه من البديهي جداً أن أول كائن حي قد نشأ من العدم ثم تطور وتحول إلى مخلوق معقد الخلق للغايه".(3)
إن الأبحاث الخاصه بالحمض النووي الوراثي التي أستشهد بها فلو بإعتبارها السبب الرئيسي والأساسي في تغيير رأيه الإلحادي قد كشفت النقاب بالفعل عن حقائق مذهله متعلقه بعملية الخلق، حيث أن كلاً من الشكل الحلزوني لجزيئات الحمض النووي (التي تحمل خصائص جينيه، والخيوط النوويه التي تخص فكرة المصادفه المحضه، والكم الهائل من مخزون المعلومات الشامله التي تتسع لعمل موسوعه إلى جانب العديد من الإكتشافات المذهله) كل ذلك قد كشف النقاب عن حقيقة تركيب ووظائف هذا الجزيءقد نُظمت لإيجاد حياه ذات تصميم خاص. وتجدر الإشاره إلى أن تعليقات العلماء المعنيه بأبحاث الحمض النووي تحمل شهادات تثبت تلك الحقيقه.
فعلى سبيل المثال فقد أعترف فرانسيس كريك وهو أحد العلماء الذي كشف عن الشكل الحلزوني لجزيء للحمض النووي- أعترف أمام المكتشفات والنتائج التي توصل إليها بأن الحمض النووي- بأن هناك معجزه وراء حقيقة أصل الحياة.
إن أي شخص أمين مسلح بكل ما هو متوفر لدينا الآن من فنون المعرفه هو وحده الذي بمقدوره أن يعلن بأن أصل الحياه يبدو بشكل أو بأخر في الوقت الحاضر شبه معجزه ، وأن هناك الكثير جداً من الشروط التي لابد من الوفاء بها حتى ندفعها للإستمرار.(4)
واستنادا إلى النتائج التي توصل إليهما ليد أدلمان من جامعة ساوث كاليفورينا في لوس انجلوس أعلن أديلمان بان جراماً واحداً من الحمض النووي يمكن أن يخزن من ورائه قدراً من المعلومات يكفي لتريليون من الديسكات المضغوطه (5)
وصرح جين ويرز وهو عالم عمل موظفاً في مشروع التكاثر الإنساني، صرح بالتالي في أعقاب ما أطلع عليه من ترتيبات إعجازيه. شاهدها رأي العين:
(إن ما أذهلني حقاً هو كيفية بناء أو نشأة الحياه فنظام نشأة الحياه أمر بالغ التعقيد، فهو مستمر على ما هو عليه على نحو متواصل أي أن هناك قوه خارقه وراء نشأة هذه الحياه) (6)
إن من أكثر الحقائق الخاصه بالحمض النووي لفتاً للنظر حقيقة إنه لا يمكن مطلقاً شرح كينونة المعلومات الجينيه المصاغه في رموز شفريه بعبارات ملموسه أو من خلال قوانين الطاقه والقوانين الطبيعيه. وفيما يلي ما صرح به الدكتور ويرنر جيت وهو استاذ في المعهد الفدرالي الألماني للفيزياء والتكنولوجيا في هذا الموضوع:-
دائماً ما يكون النظام الشفري نتيجة لعمليه عقليه ولابد من التأكيد على أن هذا النمط من الأمور غير قادر على صياغة أي رموز شفريه. وتشير جميع التجارب والخبرات إلى ان أي مفكر يمارس طوعاً إرادته الحره لابد ان تكون لديه المعرفه والإدراك والإبداع ...فليس هناك أي قانون طبيعي معروف يمكن من خلاله أن تتمخض الأمور عن ظهور معلومات، وينطبق الأمر نفسه على أي عمليه فيزيائيه أو أي ظاهره ماديه معروفه. (7)
وقد لعب عدد من العلماء المبدعين والفلاسفه دوراً مهماً في قبول فلو بوجود نموذج ونظام عقلاني والذي دعم بجميع تلك النتائج والإكتشافات .و قد شارك فلو في الأونة الأخيرة في مناظرات مع عدد من العلماء والفلاسفة من أنصار ومؤيدي قضية الخلق وتبادل معهم الأفكار وكانت نقطة التحول النهائية في حياته من خلال مناقشة نظامها في معهد تغير الأبحاث العلمية في تكساس في مايو 2003
وقد شارك فلو مع الكاتب روي إبراهيم فرغيس الفيزيائي الإسرائيلي والبيلوجي في علم الجزيئات جيرالد سكرود والفيلسوف الكاثولكي الروماني جون هالدن .وقد تأثر فلو كثيرا بالأدلة العلمية الكثيرة والمهمة التي تؤيد فكرة الخلق وبالأسلوب المقنع الدي تتسم به مناظرات ومناقشات معارضيه و من ثم فقد تخلى عن الفكر الإلحادي في الفترة التى تلت تلك المناقشات .وقد اثنى فلو في خطاب كتبه في المطبعة أو العدد الصادر في أغسطس-سبتمبر2003م من المجلة البريطانية(الفلسفة في الوقت الحاضر)أثنى على كتاب فارقيس ((العالم الرائع)) (8)
وخلال مقابلة مع استاد الفلسفة واللاهوت جاري آر هابرمس الذي لعب أيضاً دوراً رئيسياً في تغيير رأيه (9).
وكذلك في شريط فيديو بعنوان "هل العلم اكتشف وجود الله؟" صرح فلو علانية ببراعة الخلق الإلهي.
"التفكيرالبارع يسود العالم ...وانهيار الفكر الإلحادي"
حيال جميع التطورات العلميه التي تم توضيحها أنفاً فإن قبول وموافقه فلو على وجود قوه خالقه بارعه وهو الذي أشتهر بدفاعه عن فكرة الإلحاد لسنوات عديدة يعكس مشهدا نهائيا في عملية الإنهيار التي مر بها الفكر الإلحادي . حيث كشف العلم الحديث النقاب عن وجود ((قوة بارعة تسود العالم )) وهكذا فقد ثبت بطلان الفكر الإلحادي .
وفي كتابه ((الوجه الخفي للإله )) كتب أحد العلماء الإبداعيين الذين تأثر بهم فلو يقول :ـ
((إن العالم يطغى عليه شعور و إدراك واحد زحكمة شاملة ))إن الإكتشافات العلمية 'خصوصا تلك التي تبحث في أصغر مقدار من طبيعة الجسيمات الأصغر من الذرة قد دفعتنا إلى شفير نوع من الإدراك المروع
إن كل هذا الوجود ما هو إلى تعبير عن هذه الحكمة . ففي داخل المعامل والمختبرات نمارس الأمر على أنه مجرد معلومات توضح فيزيائيا على أنها طاقة ثم يتم تلخيصها وتحويلها لتأخذ شكل حدث .ويبدو أن كل جسيم وكل كائن من الذرة إلى الإنسان يمثل مستوى من المعلومات المتعلقة بالحكمة )).
اقتباس :ما دليلك مثلا على ان مريم ام يسوع كانت عذراء قبل ان تلده حسب القصة التاريخية ؟؟ ما دليلك ان يونس نام في بطن حوت ؟؟ ما دليلك أن موسى كلم الله في طور سيناء و هو حافي و اخذ ألواحا عليها الوصايا العشر ؟؟ أسئلة كثيرة من الممكن ان اطرحها عن الاساطير الابراهيمية ، كلها لن تأتيني بأي إجابة فيها ذرة صغيرة من الوضوح.
يا اخي .. انت تتكلم بالاجماع .. تقول الاساطير الابراهيميه .. وهي الديانات السماويه الثلاث .. حدد اسألني في الخرافات التي تجدها في القران .
ياخي صدقنا الرسول في مساكن قوم عاد ووجدنا مساكنهم
http://www.quran-m.com/firas/arabic/?page=show_det&id=1913&select_page=1
وصدقناه في قوم لوط ووجدنا مساكنهم وعرفنا عذابهم
http://quran-m.com/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=2188&select_page=1
صدقنا الرسول في قصه سفينه نوح وانها استود على الجودي ووجدناها على الجودي
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=164000
صدقنا الرسول انه ستظهر جماعه تأمن بالقران وتنكر الحديث وظهرت هذه الجماعه
يا اخي هذه القصص مذكور في الديانات القديمه وما الدين عند الله الا الاسلام .. ولكن جاء القران ليصحح الاخطاء التي وقعدت في هذه القصص .. هي قصص واقعيه ولكن الناس قاموا يتحويلها لأساطير..
ومسأل الاقتباس ليست دليلا على ضعف القران .. لو كان القران مقتبس من الديانات القديمه .. اذا ياخي من اين جاءت هذه الديانات بهذه القصص والله يذكر لنا ان اول دين على وجه الارض جاء على يد ابونا ادم ! في هذه الحاله نضع الديانات القديمه في كرسي الاتهام بأقتباسها من الدين الاول .
مسأله الاقتباس سأقوم بالرد عليها بشكل اوسع لأبين لك ان ما جاء به الرسول ما هو الا تصحيح للأخطاء التي ادخلها اليهود والنصارى والديانات القديمه في كتبهم . وانا اطلب منك ان تذكر لي اسم هذا الرجل البابلي المحترم الذي جلس مع الرسول وبدأ الرسول مراجعه القصص معه واخذ الرسول ما يعجبه وترك الباقي له .
وسأعود لك في مسائل الخلق والسموات السبع والاراضين السبع .. هذه المسأل لا تؤخذ على استعجال .
اقتباس: السؤال الاول لا يعرف إجابته أحد فما زالت المعرفة البشرية قليلة نسبيا في الكون .... لكني أرجح أنه ازلي و هناك نظريات كثيرة جدا مثل الفقاعات الكونية المتوازية، و النبضات الكونية إلخ .... كلها مجرد سيناريوهات و نظريات و لكن حتى اللحظة غير مثبتة.
لا يا عزيزي الكون ليس ازلي وانت قمت بتجاهل اقوى النظريات التي تثبت ان للكون بدايه .
نظريه الانفجار العظيم
في حلتها القياسية، تفترض نظرية الانفجار الكبير أن كل أجزاء الكون بدأت بالتمدد آنياً، ولكن كيف استطاعت كل الأجزاء المختلفة للكون أن تتواقت في بداية تمددها ؟ من الذي أعطى ذلك الأمر ؟
قبل قرن مضى كان خلق الكون مفهوماً غامضاً ومهملاً لدى الفلكيين، والسبب في ذلك هو القبول العام لفكرة أن الكون أزلي في القدم وموجود منذ زمن لا نهائي وبفحص الكون افترض العلماء أنه كان مزيجاً من مادة ما ويظن أنها لم تكن ذات بداية، كما أنه لا توجد لحظة خلق . تلك اللحظة التي أتى فيها الكون وكل شيء للوجود.
تتلاءم هذه الفكرة وهي " سرمدية الوجود " تماماً مع الأفكار الأوربية المقتبسة من الفلسفة المادية، وهذه الفلسفة نمت وتقدمت أصلاً في العالم الإغريقي القديم .
و تضمنت أن المادة كانت الشيء الوحيد الموجود في الكون، وأن الكون وجد في الزمن اللانهائي، وسوف يبقى إلى الأبد.
هذه الفلسفة عاشت في أشكال مختلفة خلال الأزمنة الرومانية، لكن في فترة الإمبراطورية الرومانية القريبة والعصور الوسطى صارت المادية تنحدر نتيجة تأثير الكنيسة الكاثوليكية والفلسفة المسيحية علي يد رينايسانس ثم بدأت تجد قبولاً واسعاً بين علماء أوروبا ومثقفيها، وكان سبب ذلك الاتساع هو الحب الشديد للفلسفة الإغريقية القديمة .
ثم ما لبث الفيلسوف ( إيمانويل كانت ) في عصر النهضة الأوربية أن أعاد مزاعم المادية ودافع عنها، وأعلن ( كانت ) أن الكون موجود في كل الأزمان، وأن كل احتمالية ( إن كانت موجودة ) فسوف ينظر إليها على أنها ممكنة .
و استمر أتباع ( كانت ) في الدفاع عن فكرته في أن الكون لا نهائي ومتماشٍ مع النظرية المادية، ومع بداية القرن التاسع عشر صارت فكرة أزلية الكون وعدم وجود لحظة لبدايته مقبولة بشكل واسع، وتم نقل تلك الفكرة إلى القرن العشرين من خلال أعمال الماديين الجدليين من أمثال ( كارل ماركس) و( فريدريك أنجلز ) .
تتلاءم هذه الفكرة عن الكون اللامتناهي تماماً مع الإلحاد، وليس من الصعب معرفة السبب لأن فكرة أن للكون بداية تقتضي أنه مخلوق، وطبعاً هذا يتطلب الإقرار بوجود خالق وهو الله، لذلك كان من المريح جداً وأكثر سلامة بأن يدار العرض بطريقة خادعة فتوضع أولاً فكرة أن " الكون موجود سرمدي " حتى ولو لم يكن هناك قاعدة علمية ولو كانت ضعيفة لتأكيد تلك الفكرة .
أعتنق ( جورج بوليتزر ) تلك الفكرة ودافع عنها في كتبة المنشورة في أوائل القرن العشرين، وكان النصير الغيور لكلا النظريتين الماركسية والمادية، وآمن بفكرة الكون اللامتناهي وعارض بولتزر فكرة الخلق في كتابه " المبادئ الأساسية في الفلسفة " حيث كتب :
" الكون ليس شيئاً مخلوقاً، فإذا كان كذلك فهذا يقتضي أنه خلق في لحظة ما من قبل إله، وبالتالي ظهر إلى الوجود من لا شيء، ولقبول الخلق يجب على الإنسان أن يقبل في المقام الأول أنه كانت توجد لحظة لم يكن فيها الكون موجوداً، ثم انبثق شيء من العدم، وهذا أمر لا يمكن للعلم أن يقبل به" .
كان بوليتزر يتصور أن العلم يقف إلى جانبه في رفضه لفكرة الخلق ودفاعه عن فكرة الكون السرمدي، بيد أنه لم يمض زمن طويل حتى أثبت العلم الحقيقة التي افترضها بوليتزر بقوله " .. وإذا كان الأمر كذلك فإنه ينبغي القبول بفكرة الخالق .." بمعنى أنه أثبت حقيقة أن للكون بداية .
تمدد الكون واكتشاف الانفجار الكبير
كانت الأعوام التي تلت 1920هامة في تطور علم الفلك الحديث، ففي عام 1922 كشف الفيزيائي الروسي ألكسندر فريدمان حسابات بين فيها أن تركيب الكون ليس ساكناً . حتى أن أصغر اندفاع فيه ربما كان كافياً ليسبب تمدد التركيب بأكمله أو لتقلصه وذلك طبقاً لنظرية أينشتاين في النسبية .
وكان جروج لوميتر أول من أدرك أهمية الأعمال التي كان فريدمان يقوم بها وبناء على تلك الحسابات أعلن الفلكي البلجيكي لوميتر أن للكون بداية، وأنه في تمدد متواصل، وصرح أيضاً أن معدل الإشعاع يمكن استخدامه كمقياس عقب حدوث ذلك الشيء .
لم تحض التأملات النظرية لهذين العالمين في تلك الفترة باهتمام يذكر، غير أن الأدلة التي نتجت عن الملاحظات العلمية في عام 1929كان لها وقع الصاعقة في دنيا العلم، ففي ذلك العام توصل الفكي الأمريكي الذي يعمل في مرصد جبل ويلسون في كاليفورنيا إلى واحد من أعظم الاكتشافات في تاريخ علم الفلك .
فمن رصد لعدد من النجوم من خلال تلسكوبه العملاق اكتشف أن ضوءها كان منحرفاً نحو الطرف الأحمر من الطيف وبشكل حاسم، وأن ذلك الانحراف كان مرتبطاً مباشرة مع بعد النجوم عن الأرض، وهذا الاكتشاف هز قواعد المفهوم الذي كان شائعاً للكون .
وفق القوانين الفيزيائية المميّزة إن أطياف الحزم الضوئية المسافرة نحو نقطة الرصد تميل نحو الطرف البنفسجي من الطيف، بينما أطياف حزم الضوء المسافرة بعيداً عن نقطة الرصد تميل نحو الأحمر، تماماً مثل صوت صفارة القطار أثناء حركته بعيداً عن الرصد فإن ذلك الصوت يكون خشناً غليظاً أما إذا كان القطار مقترباً فإن الصوت المسموع يكون حاداً ورفيعاً .
و قد أظهرت أرصاد هابل وفق هذا المبدأ أن الأجرام السماوية تتحرك بعيداً عنا، وبعد فترة وجيزة توصل هابل إلى اكتشاف آخر مهم، وهو أن النجوم لم تكن تتباعد عن الأرض بل كانت تتباعد عن بعضها البعض أيضاً، والاستنتاج الوحيد لتلك الظاهرة هو أن كل شيء في الكون يتحرك بعيداً عن كل شيء فيه، وبالتالي فالكون يتمدد بانتظام وتؤدة .
و جد هابل دليلاً رصدياً لشيء ما كان جورج لوميتر تنبأ به قبل فترة قصيرة من الزمن، وأحد أعظم عقول عصرنا كان قد ميز ذلك الأمر قبل خمس عشرة سنة بعده، ففي عام 1915 استنتج العالم ألبرت أنشتاين أن الكون لا يمكن أن يكون ساكناً لأن حساباته المبنية على نظريته المكتشفة حديثاً وهي النسبية تشير إلى ذلك …
( وهكذا تحققت استنتاجات فريدمان ولوميتر) ولقد صدم أنيشتاين ذاته باكتشافاته فأضاف ثابتاً كونياً لمعادلاته لكي يجعل إجاباتها الناتجة عنها صحيحة، لأن الفلكيين أكدوا له أن الكون ثابت وأنه لا توجد طريقة أخرى لجعل معادلاته تتطابق مع مثل ذلك النموذج، وبعد سنوات اعترف أنيشتاين أن ذلك الثابت الكوني الذي أضافه كان أكبر خطأ ارتكبه في أعماله .
لقد قاد اكتشاف هابل لحقيقة الكون المتمدد لانبثاق نموذج آخر كان ضرورياً لكي لا يكون هناك عبث، ولكي يجعل نتائج معادلاته صحيحة، فإذا كان الكون يتضخم ويكبر مع مرور الوقت فهذا يعني أن العودة إلى الخلف تقودنا نحو كون أصغر، ثم إذا عدنا إلى الخلف أكثر ( لمدى بعيد )، فإن كل شيء سوف ينكمش ويتقارب نحو نقطة واحدة، والنتيجة الممكن التوصل إليها من ذلك هو أنه في وقت ما كانت كل مادة الكون مضغوطة في كتلة نقطية واحدة لها حجم صفر بسبب قوة النقطية ذات الحجم الصفر، وهذا الانفجار الذي وقع سمي بالانفجار الكبير .
توجد حقيقة أخرى مهمة تكشفها نظرية الانفجار الكبير، فلكي نقول أن شيئاً ما له حجم صفر فهذا يكافئ القول بأنه لم يكن هناك شيء، وأن كل الكون خلق من ذلك اللاشيء، والأكثر من ذلك أن للكون بداية وهذا عكس ما ذهبت إليه المادية من أن الكون لا أول له ولا آخر .
فرضية الحالة الثابتة :
سرعان ما اكتسبت نظرية الانفجار الكبير قبولاً واسعاً في الأوساط العلمية بسبب الدليل الواضح القاطع لها، ومع ذلك فإن الفلكيين الذين فضوا المادية وتشيعوا لفكرة الكون اللامتناهي والتي يبدو أن المادية تقر بها، صاروا يحملون على الانفجار الكبير ويناضلون ضدها ليدعموا العقيدة الأساسية لمذهبهم الفكرية ( الإيديولوجية ) .
و السبب أوضحه الفلكي الإنكليزي آرثر أدينغتون الذي قال : " فلسفياً : إن فكرة البداية المفاجئة ( المكتشفة ) في النظام الحالي للطبيعة هي بغيضة لي "
فلكي آخر عارض نظرية الانفجار الكبير هو فريد هويل، ففي منتصف القرن العشرين أتى هذا الفلكي ينموذج جديد ودعاه بالحالة الثابتة، وكان امتداداً لفكرة المتضمن أن الكون يتمدد، فافترض هويل وفق هذا النموذج أن الكون كان لامتناه في البعد والزمن، وأثناء التمدد تنبثق فيه مادة جديدة باستمرار من تلقاء نفسها بكمية مضبوطة تجعل الكون في حالة ثابتة . وواضح أن هدفه كان دعم عقيدة وجود المادة في زمن لامتناه والتي هي أساس فلسفة الماديين، وهذه النظرية كانت على خلاف كلي مع نظرية الانفجار الكبير، والتي تدافع عن أن للكون بداية، والذين دعموا نظرية هويل في ثبات الحالة ظلوا يعارضون بصلابة الانفجار الكبير لسنوات عديدة، ومع ذلك فالعلم كان يعمل ضدهم .
انتصار الانفجار الكبير :
في عام 1948 طور العالم جورج كاموف حسابات جورج لوميتر عدة مراحل لأمام وتوصل إلى فكرة جديدة تتعلق بالانفجار الكبير، مفادها أنه إذا كان الكون قد تشكل فجأة فإن الانفجار كان عظيماً ويفترض أن تكون هناك كمية قليلة محددة من الإشعاع تخلفت عن هذا الانفجار والأكثر من ذلك يجب أن يكون متجانساً عبر الكون كله .
خلال عقدين من الزمن كان هناك برهان رصدي قريب لحدس عاموف، ففي عام 1965 قام باحثان هما آرنوبنزياس وروبرت ويلسون بإجراء تجربة تتعلق بالاتصال اللاسلكي وبالصدفة عثر على نوع من الإشعاع لم يلاحظه أحد قبل ذلك وحتى الآن، وسمي ذلك بالإشعاع الخلفي الكوني، وهو لا يشبه أي شيء ويأتي من كل مكان من الكون وتلك صفة غريبة لا طبيعية، فهو لم يكن موجوداً في مكان محدد.
و بدلاً من ذلك كان متوزعاً بالتساوي في كل مكان، وعرف فيما بعد أن ذلك الإشعاع هو صدى الانفجار الكبير، والذي مازال يتردد منذ اللحظات الأولى لذلك الانفجار الكبير .
و بحث غاموف عن تردد ذلك الإشعاع فوجد أنه قريب وله القمية نفسها التي تنبأ بها العلماء، ومنح بنزياس وويلسون جائزة نوبل لاكتشافهم هذا .
في عام 1989 أرسل جورج سموت وفريق عمله في ناسا تابعاً اصطناعياً للفضاء، وسموه مستكشف الإشعاع الخلفي الكوني (cobe) وكانت ثمانية دقائق كافية للتأكد من النتائج التي توصل إليها ك لمن بنزياس وويلسون، وتلك النتائج النهائية الحاسمة قررت وجود شيء ما له شكل كثيف وساخن بقي من الانفجار الذي أتى منه الكون إلى الوجود، وقد قرر العلماء أن ذلك التابع استطاع التقاط وأسر بقايا الانفجار الكبير بنجاح .
و إلى جانب نظرية الانفجار الكبير فثمة دليل آخر مهم يتمثل في كمية غازي الهيدروجين والهليوم في الكون . فقد أشارت الأرصاد أن مزج هذين العنصرين في الكون أتى مطابقاً للحسابات النظرية لما يمكن أن يكون قد بقي منهما بعد الانفجار الكبير، مما أدى لدق إسفين قي قلب نظرية الحالة الثابتة، لأن إذا كان الكون موجوداً وخالداً ولم يكن له بداية فمعنى ذلك أن كل غاز الهيدروجين يجب أن يكون قد احترق وتحول إلى غاز الهليوم .
و بفضل جميع هذه الأدلة كسبت نظرية الانفجار الكبير القبول شبه الكامل من قبل الأوساط العلمية . وفي مقالة صدرت في عام ( 1994) في مجلة ( الأمريكية العلمية ) ذكر أن نموذج الانفجار الكبير هو الوحيد القادر على تعليل تمدد الكون بانتظام، كما أنه يفسر النتائج المشاهدة .
كان دفاع (دنيس سياما) عن نظرية الحالة الثابتة طويلاً مؤيداً في ذلك فريد هويل لكنه عندما واجه دليل الانفجار الكبير وصف ذلك المأزق بقوله : " في البداية كان لي موقف مع هويل لكن عندما بدأ الدليل بالتعاظم كان يجب عليّ أن أقبل بأن المباراة انتهت وأن نظرية الحالة الثابتة يجب أن تلغي "
من الذي خلق الكون من لا شيء :
بانتصار الانفجار الكبير فإن دعوى الكون اللامتناهي الذي يشكل أساس العقيدة المادية أصبحت في مهب الريح، لكن الماديين أثاروا سؤالين اثنين وكانا غير ملائمين وهما ماذا كان يوجد قبل الانفجار الكبير ؟ وما هي القوة التي سببت الانفجار الأعظم الذي وقع في الكون ولم تكن موجودة قبلاً؟
ماديون آخرون مثل آرثر أدنيغتون أدركوا أن الإجابات على مثل تلك الأسئلة تشير إلى وجود خالق أسمى وهم لا يحبون ذلك . وقد علق الفيلسوف الملحد ( أنطوني فلو) على تلك النقطة بقوله :
" الاعتراض جيد للروح وهذا قول مشهور لذلك سأبدأ بالاعتراف بأنه على الملحد مهما كانت طبقته أن يرتبك من هذا التوافق العلمي الكوني المعاصر، لأنه على ما يبدو أن علماء الكون اليوم يقدمون برهاناً علمياً لما ناضل من أجله ( السيرتوماس ) ولم يستطع البرهان عليه فلسفياً، وبالتحديد الاسمى هو أن للكون بداية، وطالماً أن الفكرية مريحة في عدم وجود بداية أو نهاية للكون .
فيبقى هذا الأمر بشكله الوحشي أسهل للمناقشة، ومهما كانت مظاهر الأساسية فيجب قبولها على أنها قمة التفسيرات، ومع اعتقادي بأن فكرة أن للكون بداية ستبقى صحيحة مع ذلك فهي ليست سهلة ولا مريحة، ونحن بالتأكيد سنحافظ على موقفنا في مواجهة قصة الانفجار الكبير " 6
كثيرون هم العلماء الذين لا يجبرون أنفسهم على أن يقبلوا وجود خالق له قدرة لا نهائية فمثلاً عالم الفيزياء الفلكي الأمريكي (هيوج روس ) يفترض وجود خالق للكون، وهذا الخالق هو فوق كل الأبعاد الفيزيائية وهنا يقول (روس ) مايلي :
" بالتعريف : الزمن هو البعد الذي تحدث فيه ظواهر السبب والتأثير، وأنه بدون زمن لا يوجد سبب وتأثير، وإذا كانت بداية الكون كما تقول نظرية الفضاء والزمن عندئذ يكون سبب الكون هو كينونة عملت في بعد زمني مستقل تماماً ويسبق وجود هذا البعد الزمني للكون .. وهذا يخبرنا بأن بالخالق متعال وخلف نطاق الخبرة والمعرفة، ويعمل من خلف الحدود البعيدة للكون، كما يخبرنا أن الله ليس هو الكون ذاته ولا هو محتوى ضمن الكون "
الاعتراضات على الخلق وفشلها :
من الواضح والمؤكد أن الانفجار الكبير تعني أن خلق الكون كان من لاشيء، وهذا بالتأكيد دليل الخلق المقصود، ومع الأخذ بالحسبان هذه الحقيقة فإن بعض الفلكيين الماديين والفيزيائيين حاول تقديم تفسيرات بديلة ليعارضها، وقد صيغ قول عن نظرية الحالة الثابتة ليدل على صلابتها وتماسكها، وكان ذلك من قبل هؤلاء الذين لم يكونوا مرتاحين لفكرة الخلق من العدم، وهذا القول يتضمن كل الأدلة المناقضة وذلك في محاولة لدعم فلسفتهم المادية .
يوجد عدد من النماذج الأخرى طورها ماديون قبلوا بنظرية الانفجار الكبير، لكنهم حاولوا إبعادها من فكرة الخلق، وأحد تلك النماذج هو "الكون ذو النموذج الكوانتي "، ولنتفحص هذه النظريات ولنفهم لماذا هي غير صالحة ؟.
نموذج الكون الهزاز : طور هذا النموذج من قبل الفلكيين الذين لم تعجبهم فكرة أن الانفجار الكبير كانت بداية الكون، ويقضي ذلك النموذج بأن التمدد الحالي للكون سوف ينعكس أخيراً عند نقطة معينة ويبدأ بالانكماش والتقلص . وهذا الانكماش سوف يسبب انهيار واندماجاً لكل شيء في نقطة واحدة ،ومن ثم تعود تلك النقطة لتنفجر ثانية مستهلة جولة جديدة من التمدد، وكما يقولون فهذه العلمية تتكرر بشكل لا محدود مع الزمن، ويفترض هذا النموذج أن الكون عانى لغاية الآن هذا التحول عدداً لا نهائياَ من المرات، وأن تلك العملية سوف تستمر إلى الأبد، وبكلمة أخرى سيقى الكون سرمدياً خالداً رغم أنه يتمدد وينهار خلال فواصل زمنية مختلفة مع حدوث انفجار هائل يختم كل دورة، والكون الذي نحن فيه هو واحد فقط من هذه الأكوان اللانهائية والتي تمر عبر الدورة نفسها .
هذا لا شيء لكنه محاولة واهنة غير مجدية كي يجعلوا حقيقة الانفجار الكبير تتلاءم مع أفكارهم حول الكون اللامتناهي، وهذا السيناريوا المقترح من قبلهم لم يتم دعمه بنتائج الأبحاث العلمية التي جرت خلال الـ15 ـ 20 مضت والتي تشير إلى أنه ليس من الممكن لفكرة الكون الهزاز أن تظهر للوجود، والأبعد من ذلك هو أن قوانين الفيزياء لا تقدم أي سبب معقول يدعو لانفجار الكون المتقلص ثانية بعد انهياره في نقطة واحدة ؟ ولماذا لا يجب أن يبقى على ما هو عليه بالضبط بعد الانهيار ؟ كما أنهم لم يقدموا أي تفسير أو سبب يوضح لماذا يجب على الكون أن يبدأ بالتقلص في المكان نفسه .
حتى إذا قبلنا بذلك فإنه يوجد بعض من الآليات والتي تقوم بعملها خلال دورة الانكماش والانفجار والتمدد وهي غير واضحة في هذا النموذج والنقطة الحاسمة في تلك الدورة هو أنها لا تستطيع الاستمرار إلى الأبد كما يتطلبه هذا النموذج، فقد بينت الحسابات وفقه بأن الكون بأسره سوف ينقل كمية من الأنتروبي إلى وريثه، وبكلمات أخرى فأن كمية الطاقة المفيدة ستصبح أقل من كل مرة، وسيكون كل فتح تالٍ للكون ( الانفجار) أكثر بطأً ومن نقطة أكبر قطراً، وهذا سيولد كوناً أصغر ثم تبدأ المرحلة التالية ... وهكذا، وأخيراً يتلاشى في اللاشيء وحتى لو كانت الأكوان المفتوحة أو المغلقة تستطيع أن تكون موجودة، فإنهم غير قادرين على التحمل حتى يصلوا إلى الخلود والسرمدية، وعند نقطة ما يصبح من الضرورة أن يخلق الشيء من لا شيء 9و هكذا يمكننا القول باختصار ما يلي : إن نموذج الكون الهزاز هو مجرد خيال جامح لا أمل فيه، وحقيقته الفيزيائية غير ممكنة .
النموذج الكوانتي للكون :
هو محاولة أخرى لتنظيف الانفجار الكبير من متطلبات التخلقية وتخليصها من حقيقة الخلق، وقد بنى الداعمون لهذا النموذج محاولتهم تلك على المشاهدات الكوانتية للفيزياء ما دون الذرية، ففي الفيزياء الكوانتية تمت مشاهدة جسيمات ما دون ذرية وهي تظهر وتختفي تلقائياً في الخلاء، وتعليل تلك المشاهدة هو أن المادة تنشأ عند سوية كوانتية مميزة تخص المادة وتلائمها، وقد حاول بعض الفيزيائيين تفسير أصل المادة من العدم خلال خلق الكون بطريقة مماثلة وعلى أنها حالة مميزة وتخص المادة، وتمثيلها على أنها جزء من قوانين الطبيعة ،ووفق هذا النموذج يفسر كوننا على أنه جسيم ما دون ذري لكنه أكبر حجماً على كل حال هذا القياس المنطقي بالتحديد هو خارج موضوع السؤال، وفي أية حالة لم ينجح هذا النموذج في تفسير كيف أتى الكون إلى الوجود، والكاتب ( وليام كرايج ) مؤلف كتاب " الانفجار الكبير، الإيمان والإلحاد " (The big bang:Theism and Atheism) يفسر ذلك بقوله :
" الخلاء الكوانتي الميكانيكي والذي يقصد به الخلاء الذي يتم فيه توليد الجسيمات المادية هو معنى بعيد عن الفكرة العادية للخلاء ( والذي يعني هنا اللاشيء ) . والأغلب أن الخلاء الكوانتي هو بحر لتشكل وانحلال مستمر للجسيمات والتي تستعير بدورها طاقة منه لتنجز وجودها الكوني المختصر، وطبعاً هذا ليس ( لا شيء ) وبالتالي فالجسيمات المادية لا تأتي إلى الوجود من لا شيء .
إذن في الفيزياء الكوانتية لا توجد المادة إذا لم تكن موجودة قبلاً، وما يحدث هو أن طاقة مختفية تصبح فجأة مادة وكما اختفت تلك الطاقة فجأة تعود طاقة ثانية وهكذا، وباختصار لا يوجد شرط " للوجود من العدم " كما هو مطلوب وفق هذا النموذج.
قال تعالى : (َأولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30) .
قال تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر:46) .
يتبــــــــــع..