العروبة لن تصلب مرتين... تساؤلات في العمق
بقلم : مناضل بعثي
في ذكرى ثورة يوليو يذهب الكثيرون الى استذكار الاحداث التي
تمخضت عن هذا التحول العظيم في تاريخنا المعاصر فيما ينصرف القسم الاكبر من الاسلامويين والليبراليين وبعض قوى اليسار ممن التحفوا تحت عوالم الدولار ، ينصرف هؤلاء الى المراجعة والنقد والوصف والدراسة والتلفيق والتزوير في محاولة لتهيئة الارض ومسرح العمليات الفكري للهجوم على العروبة والقومية والناصرية والوحدة العربية والشعور القومي .
يذهب البعض في النقد حدوداً تجعله يكشف عن مهجه وانتمائه البغيض
،يتحدثون عن الضحية ولاينبسون ببنت شفة ولا حتى ايماءة خجولة الى الخونة والدجالين ..
يتحدثون عن فشل التجربة الناصرية ويصفون العروبة والقومية في اطار اعتبارهما متهمين في نكسة الامة ، ولكنني لاأجد من يشير الى الاطراف التي تآمرت لاجهاض الوليد وقتل الامل والحلم ..
كتاب ممن يطلقون على انفسهم باحثين ومحللين ستراتيجيين ومفكرين ،ولكنهم في حقيقة الامر لايختلفون عن بعض ممن يقفون على ابواب المحاكم في عالمنا العربي كل صباح ليقدموا شهادة زور لمن يحتاجها بثمن زهيد . انهم يرتزقون ولكنهم يرتزقون بان يقسموا كل ساعة باغلظ الايمان زورا ليقبضوا بعضا مما يهبهم المجرمون ..
هكذا اصبح عالم العروبة يزدحم بكتاب فقدوا الصلة الا بعالم الدولار ممن استهانوا بالقلم فجعلوه بوقاً ينطق بفضائل السلاطين واعتدالهم وحكمتهم ، بينما ينطلق لتعزية الامة بفكرها القومي ورواده ومريدوه باعتبارهم جلبوا على العرب الويل والثبور وتسببوا في نكسات الامة وهزيمتها ..
يعقدون المحاكمات الرمزية لعبد الناصر وصدام حسين وفكر العروبة
ويعلقونهما على المشانق كل صباح على اعمدة الصحف الصادرة كل يوم ولكنهم لايشيرون الى اولئك الذين دفعوا المال لشراء الذمم ورشوة الحاكم الامريكي والمعتدي الصهيوني .
تعلق المشانق لكل من قال لا لاسرائيل , ونصلب كل من قال انا عربي ، ولكننا لانتذكر ولا نستذكر من خان ومن دفع ومن قبض ومن باع ومن تآمر ..
ومن معالم الخطر الجديد وما أخطره : هو ذلك النفر الضال المضلل من الكتاب الذين يحاولون الالتفاف مجددا لمصادرة ماتبقى لنا من وعي حين يقولون ان العروبة مهددة اليوم وهويتنا القومية مهددة ، فتعالوا يا ابناء العروبة نصطف الى جانب اسرائيل والحكام العرب المعتدلين كي ننقذ عروبتنا من المد الصفوي الايراني .
ونجد على الجانب الاخر من هو ضالع في الخيانة فيدعونا للوقوف ف جنبا الى جنب مع المشروع الطائفي الايراني بذريعة محاربة اسرائيل ونصرة قضية فلسطين ..
هكذا يجد العربي نفسه مشتتا بين خيانتين ,, فاما ان تخون عروبتك واما ان تخون اسلامك .
نقول وببساطة شديدة :: لو كانت مكة تنهض بواجبها في التحريض لنصرة العروبة لما امكن لاسرائيل ان تتلاعب بمقدرات العرب والمسلمين .
ولو نهضت مكة من سبات علماءها لما تمكن علماء قم وطهران ان ينشروا معتقداتهم واراءهم في ولاية الفقيه وتصدير ثورتهم الفارسية التي تلتحف بغطاء الدين .
لدينا الوثائق وفي الكونغرس ومكتبته وفي خزانات كل الدول الغربية المئات من الوثائق التي تشير الى ان مكة واموالها استخدمت لضرب حركة العروبة .
والجميع يعلم ان سلاطين وامراء العرب قد علموا بساعة الهجوم على العراق لغزوه قبل بعض كبار المسؤولين في الادارة الامريكية .
والجميع يعلم الرسالة التي بعثها الملك فيصل بن عبد العزيز الى الرئيس الامريكي جونسون يطالبه فيها بان تقوم اسرائيل بعدوانها على مصر وسوريا ,و ثم ياتي البعض ليتحدثوا عن اخطاء عبد الناصر ,..
ومن هنا فليس من الممكن ان يدعي احد العروبة والانتماء القومي فيطالبنا ان نقف كالبنيان المرصوص خلف العملاء لنمنحهم الشرعية مجددا ..
لقد سقطت ورقة التوت عن الجميع ولم يعد النتاريخ مجرد سطور يرويها النتصرون والاقوياء ,, بعد الذي دفعناه من دماء غالية غالية وزكية وتراب طاهر دنسه الغزاة , اقول لم يتبق لنا مانساوم عليه ولن نخسر شيئا سوى بقايا الشرف ان نحن تواطأنا وبايعنا الخونة على الولاء .
ان امريكا تلفظ انفاسها والامبراطورية الامريكية الى زوال ,, واسرائيل اصبحت عبئا على نفسها وعبئا اخلاقيا على اقرب حلفاءها ,, وايران الملالي قد انكشف زيفها وتلاعبها بعواطف البعض باسم التشيع ,
وهنا لم يتبق للعملاء العرب من سند امام التاريخ والشعوب , فليس من الممكن ان نلدغ من جحر مرتين فنبايع الخونة لنمنحهم صك الغفران والشرعية ,
ان المطلوب اليوم ان يعود المثقف الى رشده وان نستعيد الوعي القومي الاصيل فقد اقتربت لحظة الحسم فلا يجوز ان تضيع ثمرة تضحياتنا بين سطور واقلام المرتزقة ووعاظ السلاطين ولماء الحيض والنفاس ,
يجب ان نقول وبلا تردد ::::
زواج عتريس من فؤادة باطل