دمشق .. شام برس من خلدون عليا
فخر بلدي .. كلمتان تعنيان أشياء كثيرة وشيء واحد بنفس الوقت ، فالفخر له معان عديدة ، وبلدي له معنى ً واحد في قلوب كل المواطنين السوريين .. هو سورية المحبة والعطاء .. سورية الثقافة والفن والرسالة الإنسانية التي تجذرت في أرض أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ .. من هنا من هذه الأرض المباركة انطلقت جوقة الفرح لتنشر رسالة الثقافة والفن والحضارة والإنسانية في كل أنحاء الوطن .. ولتنطلق فوق الغيوم عابرة المحيطات لتصل إلى البعيد .. لتقول كلمتها من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد من قلب عاصمتها واشنطن .. أننا دعاة الحرية والمحبة والسلام ، أننا أول من يعترف بإنسانية الإنسان وبأهميته ودوره في بناء وطنه ، مهما صغُر أو علا شأنه ....
إذا إنها جوقة الفرح .. عدد كبير من أطفال سورية المتطوعين قدموا أجمل اللوحات في مهرجان العالم العربي في مركز جون كينيدي في واشنطن ، ... أكثر من 120 طفلا ً ومتطوعا ً غادروا إلى هناك مع ملهمهم ومؤسس جوقتهم الأب الياس زحلاوي ، أنشدوا ، غنوا .. حاملين معهم رسالة واضحة .. سورية .. لوحة فسيفسائية نادرة في العالم وعصية على التقليد .. لم يكتفوا بذلك بل جابوا بقاع الوطن ليؤكدوا أن المواطن السوري ، متطوع بالفطرة لخدمة بلده الذي رباه ورعاه .
كل هذا بالتأكيد لم يكن بعيدا ً عن اهتمامات السيدة أسماء الأسد التي كانت دائما ً معهم .. حضرت حفلاتهم .. جلست معهم .. شجعتهم .. أعطتهم المعنويات .. حاورتهم .. تعلموا منها ، أن الوطن للجميع وكل منا يساهم في بناء هذا الوطن ( طبيب ، عامل ، موسيقي ، مؤرخ ، مهندس ، فنان .... الخ ) كلهم أياد ٍ بيضاء تتكاتف لتبني وطنا ً أذهل العالم بتنوعه وتماسكه .
السيدة أسماء الأسد التقت نموذجا ً من الجوقة وكرمتهم ، تحدثت عن الوطن ، الحب ، التطوع ، ثقافة المواطنة .. استمعت لهم واسمعتهم ..
السيدة أسماء الأسد التي آثرت تأخير التكريم لانتهاء الدراسة مقدرة كم أخذت الجولة من وقت الجوقة ليحققوا الانجازات التي حققوها ، أكدت أهمية ما قدمته الجوقة على مستوى الوطن من خلال تعبيرها عن التنوع الغني الذي تعيشه سورية ومن خلال ما تقوم به من نشر المحبة بين السوريين .
وقالت السيدة أسماء الأسد لأعضاء الجوقة : " لقد كانت رحلتكم إلى واشنطن محطة هامة جدا ً ، من رحلة مستمرة منذ 37 عاما ً ، فهي تعبير عن الحوار والمحبة والتنوع الموجودين في سورية " . واضافت : " كنا نفتخر بالمحبة الموجودة في سورية والتنوع والأخوة.. لكن اليوم لا يكفي الفرد أن يكون فخوراً بذلك.. وأضافت: لماذا لا يكفي.. لأننا بحاجة لنشر هذه الثقافة الموجودة لدينا في العالم كله.. علينا نشر المحبة بدل نشر الكره والتعصب وهذا ما قمتم أنتم به، من خلال الرحلة التي قمتم بها وتواصلتم مع الجميع في تلك المنطقة " .
و شددت السيدة أسماء الأسد على أهمية مشاركة الجوقة في مهرجان جون كينيدي مؤكدة أن سورية أرسلت إلى واشنطن أغلى ما تملك وهم (أولادها وشبابها والمواطن السوري) واعتبرت السيدة أسماء أن أطفال الجوقة لم يكونوا سفراء لبلدهم فحسب وإنما كانوا سفراء للمحبة وسفراء للعطاء عرّفوا المواطن الأميركي على بلدنا سورية .
وأشادت السيدة أسماء بالجوقة وقالت : نجحتم أكثر من أي سفير عادي، بالسياسة يستطيعون تشويه صورتنا ويقدرون على معارضة أفكارنا.. لكن بالفن والموسيقا جعلتموهم يصمتون ليسمعوا كلمات المحبة الواضحة التي كانت تخرج منكم ، وأشارت السيدة أسماء إلى الشهادات العديدة التي سمعتها من مغتربين نقلوا من خلالها ما سمعوه ودهشوا به بعد أمسيات عديدة قدمها أطفال جوقة الفرح في ثلاث ولايات أميركية .
ورأت السيدة أسماء أن هذا النجاح تمييز أكثر لكون الفرقة هم من المتطوعين وأن للجميع مشاغلهم ومسؤولياتهم وواجباتهم في مجتمعهم ومحيطهم. وأن ما انجزوه كمتطوعين هو تكريس لقناعة أكيدة بمحبتهم وانتمائهم الكبير لبلدهم سورية .
وأوضحت السيدة أسماء الأسد أن الإرادة قادرة على صنع المعجزات وان هذا ما تميزت به الجوقة وشددت على أن بناء الوطن هو مسؤولية الجميع وأن كل مواطن سوري قادر على المساهمة في ذلك من خلال عمله الذي يقوم به بحيث يضع قطعة بناء واحدة من الموزاييك الغني الموجود بهذه اللوحة الفنية المتألقة دائماً بالانسان وهي لوحة (سورية).
ووصفت السيدة أسماء الأسد قائد ومؤسس جوقة الفرح بأنه أب العطاء والمحبة وأنه أثبت أن الإخلاص للوطن هو الأساس وأن الإيمان بالوطن هو مصدر إلهام وثقة وفخر لكل مواطن في هذا البلد .
السيدة أسماء الأسد رأت أن هذه الجوقة هي نتاج ما زرعه الأب زحلاوي منذ سنوات طويلة وقالت : " ما نراه اليوم من ورود هي نتاج البذار التي زرعها الأب زحلاوي ولا تقل أهميتها عن أهمية الوردة الدمشقية والياسمين والتي تفوح بعطرها ليس في دمشق فحسب بل بكل بلاد الشام عبر سورية.
واعتبرت السيدة أسماء أن البذرة التي زرعها وعطر المحبة الذي نشره سيبقى منتشراً من خلال الجوقة التي أسسها قائلة: سورية تفتخر بعراقة وحضارة ماضيها، وأنتم جميعاً بابداعكم وانجازاتكم أضفتم اليوم لوناً مهماً من ألوان الانجاز لسورية، ورأت السيدة أسماء أن المرء يحتار فيما يقدم ويعطي لشخص أعطى كل ما لديه ليس من خلال يوم أو نهار أو ساعة أو سنة بل من خلال الحياة كلها فلم أجد إلا قولاً بسيطاً (فخر بلدي) مقلدة هذه العبارة كوسام على صدر الأب إلياس زحلاوي.
بدوره الأب زحلاوي شكر للسيدة أسماء اهتمامها الكبير ورعايتها للجوقة واستعرض تاريخ تشكيل الجوقة و قال : هذه الجوقة التي انطلقت من دمشق ووصلت إلى واشنطن استطاعت أن تنقل صوت وصورة سورية الحضارة والتفاهم والمحبة والسلام .
واوضح الأب زحلاوي أن فكرة إنشاء الجوقة أتت عندما شاهد جوقة فرنسية تنشد في سينما الزهراء في ستينيات القرن الماضي وأنه ومنذ ذلك الوقت عمل على تأسيس جوقة سورية تجوب العالم وتقدم رسالة سورية الحضارية .
وأشار الأب زحلاوي إلى الجو التطوعي الجميل الذي تعيشه الجوقة مؤكدا ً انه لو تم الاعتماد على المال لكان دمر كل شيء .. وأضاف : اعتمدنا على محبتنا لبلدنا الذي هو بحاجة لجهودنا جميعا ً فواصلنا الطريق بكل محبة بعيدا ً عن المال الذي هو آخر اهتمامات الجوقة .
وأكد الأب زحلاوي على أن الحياة ليست سهلة وتابع : " ولأنها ليست سهلة فإننا مطالبون بالعطاء وهذا واجبنا تجاه بلدنا .. الله أعطانا سورية .. هذا البلد العريق الذي انطلقت منه الديانات السماوية الكبرى وانطلقت منه أعظم الحضارات في التاريخ .. وهذا ما يؤكد أهمية دور الجميع في بناء هذا الوطن " .
وفي نهاية حديثه قدم لوحة للسيدة أسماء الأسد هدية من كل جوقته تحمل رمزاً كبيراً (للسيدة العذراء.. أم الجميع) وأيقونة سائلاً الله أن يحفظ ويرعى الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء وعائلتهما ، وعائلتهما الكبيرة سورية، محملاً أطفال الجوقة رسالة بالتصميم على المتابعة وحمل الرسالة التي ليست بحجم سورية فحسب بل بحجم الوطن العربي .
بعد ذلك توقفت السيدة أسماء الأسد مع مجموعات المكرمين وأثنت على انجازاتهم وتطوعهم كل حسب دوره وموقعه سواء كانوا منشدين أو عازفين أو متطوعين. كما استمعت منهم عن عملهم وانطباعاتهم وشجعتهم على بذل الجهد كل حسب موقعه للمساهم في بناء ورفعة الوطن .
وعقب التكريم قال الأب الياس زحلاوي في تصريح للصحفيين: الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته يقدمان دعما ً كبيرا ً للجوقة وهذا ليس غريبا ً فهما يبديان اهتماما ً كبيرا ً بكل مافيه خدمة للوطن ويكونان أول المشاركين والمتطوعين فيه .
وأضاف الأب زحلاوي : أنا مواطن سوري وما قمت به هو خدمة لبلدي وبالتالي الجوقة هي جوقة سورية بامتياز ولا يجوز أن تنسب إلي كفرد لأن الجوقة من سورية ولسورية .
وفي معرض رده على سؤال شام برس حول الرسالة التي أرادت الجوقة إيصالها في واشنطن قال : قدمنا لهم وجه سورية الحقيقي .. التاريخ ، الحضارة ، العيش المشترك ، المحبة ، هذه الرسالة وصلت لكل الأمريكيين ومن قلب واشنطن وحتى الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بذلك في صحفهم .
وأضاف كل مواطن سوري سواء في سورية أو خارجها يستطيع المساهمة في بناء وطنه وهذا واجبنا جميعا ً .
السيدة كلوديا توما نخله قائدة جوقة الأطفال قالت في حديث لـ شام برس : كلام السيدة أسماء الأسد أعطانا دفعا ً كبيرا ً فحديثها عن لوحة الفسيفساء السورية ودور كل مواطن في بناء وطنه هو منهج عمل حقيقي ولقد كان لهذا التكريم دور كبير في إعطاء دفع كبير للجوقة كما انه حملنا مسؤولية كبيرة لبذل المزيد من الجهد والوقت لخدمة وطننا والمشاركة في بنائه .
وأضافت : عندما دعينا إلى مهرجان كيندي أردنا تقديم وجه سورية الحضاري وان سورية بلد الأحرار في العالم و كان هدفنا تسليط الضوء على أجواء الإخاء والمحبة والتسامح الذي نعيشه في كل بقعة من بقاع هذا الوطن الكبير .
أطفال الجوقة عبروا عن سعادتهم الكبيرة بهذا التكريم فبكل بساطة وعفوية ، وقالت الطفلة راية الريس 13 عاما ً إحدى أعضاء الجوقة : أنا سعيدة جدا ً .. السيدة أسماء الأسد رائعة .. انا فرحة جدا ً .. إنها تحب سورية ونحن نحب سورية .. سأتذكر هذا اليوم ولن انساه ما حييت . نحن نحب السلام والفرح نحب الجميع ونعمل من اجلهم .
الطفل روي السليم 15 عاما ً: استمعت من السيدة أسماء الأسد أثنا حديثها معنا إلى كلام جميل .. إنها تريد ان نساهم جميعا ً في بناء الوطن .. إنها تحب الوطن إلى أقصى الحدود وهذا ما يستوجب علينا ان نؤمن به .. إنها مثال رائع .. سأحتفظ بكلامها في ذاكرتي .. لن أنسى صورتها بيننا .. ستبقى صورة حية في خيالي ... وعن الرسالة التي قدمتها الجوقة في واشنطن قال : الرسالة هي المحبة والسلام هي وجه سورية الحقيقي الذي يعرفه الجميع ..
الدكتور سيرج حجير المغترب السوري في الولايات المتحدة قال : لقد كان اللقاء رائعا ً .. السيدة أسماء الأسد تؤمن بهذا الوطن إلى درجة لا يمكن وصفها ... تؤمن بقدرة كل إنسان فيه .. ترى أن لكل منا دوره الهام والذي لا يقل عن دور أي مواطن آخر ..
وبالنسبة لي فقد كنت مع الجوقة خلال رحلتها في الولايات المتحدة .. لقد استطاعت ان تنشر رسالة سورية بالتسامح والمحبة .. ان تظهر وجه سورية الحضاري والإنساني .. لقد استطاعت الجوقة أن تكشف الاكاذيب التي تروج هناك والتي تهدف للإساءة إلى سورية .. لقد علموا الأمريكيين معنى المحبة والحوار والحرية والسلام الحقيقيين .
ميس خطيب إحدى المتطوعات مع الجوقة قالت : أنا كنت مغتربة في الولايات المتحدة ولما علمت أن الجوقة ستقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة ساهمت بدور تطوعي بسيط من أجل خدمة هذه الجوقة إيمانا ً بأهمية الرسالة التي ستنقلها عن وجه سورية الحضاري .
يشار إلى أن (جوقة الفرح ) هي جوقة كنيسة سيدة دمشق ، في دمشق . بدأت الجوقة عام 1977 بخمسة و خمسين طفلا من كلا الجنسين ، ومن جميع الطوائف المسيحية .و كانت خدمتها الأولى ليلة عيد الميلاد من نفس العام .انتسب للجوقة عدد جديد من الأطفال و الشبان و الشابات ، و هي تعدّ اليوم حوالي 500 منشد تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و 75 سنة .
وتهدف الجوقة إلى المساهمة في بناء الإنسان المسيحي في كل عضو من أعضائها و إحياء الطقوس الكنسية البيزنطية و المحافظة عليها و نشر ترانيمها . وإحياء ترانيم دينية عربية عامة تخاطب كل مؤمن بالله و إحياء التراث الموسيقي العربي و إنشاء خط يتبنى قضايا الإنسان عامة و الإنسان العربي خاصة بإنشاد ما يعود له من حقّ في الحياة و الكرامة و الحرية و الفرح .
و تضم الجوقة حاليا خمس جوقات يشرف عليها فنياً و إدارياً شبان و شابات من الجوقة ذاتها وهي :
الجوقة الأولى ( التحضيرية ) : و تضم أطفالا من الصفوف الابتدائية الثاني و الثالث و الرابع.
الجوقة الثانية ( الابتدائية و الإعدادية ) : تضم من الصفوف الابتدائية الخامس و السادس و الصفوف الإعدادية .
الجوقة الثالثة ( الثانوية ) : تضم شبانا و شابات من الصفوف الثانوية .
الجوقة الرابعة ( الجامعية ) : تضم شبانا و شابات جامعيين .
الجوقة الخامسة ( الكبرى ) : تضم الخريجين و بعض السيدات و الرجال .
و تدير الجوقة لجنة تسمى اللجنة العليا و التي تخطط لنشاط الجوقة و تشرف عليه و تقيّمه تضم الأب المؤسس و المسؤولين الإداريين و الفنيين عن كل جوقة ، إضافة لمسؤول مالي وعضوين منتخبين كما ان العمل في الجوقة طوعي و مجاني .
ويذكر أن الكاهن المؤسس لجوقة الفرح هو الأب الياس زحلاوي من مواليد دمشق ، دَرَسَ الفلسفة و اللاهوت في القدس ، وسمي كاهنا في عام 1959 ، و في العام 1962 انتقل إلى دمشق و انصرف لخدمة الشبيبة .
و من خلال اهتمامه بالشبيبة أسس و بتكليف رسمي من السلطة الكنسية في العام 1968 ، أسرة الرعيّة الجامعيّة في كنيسة سيدة دمشق ، و أسّس كذلك مع المخرج المرحوم سمير سلمون في العام 1968 فرقة " هواة المسرح العشرون " .كما أسّس عام 1977 ، في نفس الكنيسة ، جوقة الفرح .
و هو يواصل العمل في مختلف هذه النشاطات بالإضافة إلى عمله ككاهن رعيّة في كنيسة سيدة دمشق ، و قد عُيّن فيها منذ العام 1977 .
درَّسَ الأب الياس زحلاوي اللغة اللاتينية و الترجمة في جامعة دمشق بين العام 1975 و 1980 ، و درّسَ تاريخ المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في العامين 1978 و 1979 ، و هو أيضا عضو في اتحاد الكتّاب العرب منذ العام 1973 .
و قد اختير عضوا في اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة منذ تأسيسها في شهر أيار 2001 وكتب في شؤون كثيرة ، منها الشأن الفلسطيني .
الأحد 12-07-2009




http://www.youtube.com/watch?v=cmzE45ebzFU&feature=related

