عاش الصابئة المندائيون ، منذ الآف السنين ، في مناطق العراق والشام وإيران ، وتعتبر ديانتهم من أقدم الديانات السماوية ، وتدعو هذه الديانة إلى الأيمان بالله عز وجل ووحدانيته ، ولهم طقوسهم الخاصة وصلواتهم وصيامهم ، وال كنزاربّه هو الكتاب المقدس لديهم ..
وقد تعرّض أبناء هذه الطائفة إلى حملات بشعة من القتل والتشريد والأضطهاد على مر التاريخ ..
العدد التقريبي لأفراد هذه الطائفة حوالي 600 ألف ، كان منهم ما يقارب ال 60 ألفاً في العراق ، لم يبق منهم الآن ، وبعد الهجرة القسرية التي اضطروا إليها مؤخراً ، سوى ستة إلى سبعة آلاف فقط ..
تتوزع مناطق سكناهم الآن ما بين جنوب العراق ، وإيران ، وسورية ، وبلاد المهجر كألمانيا وامريكا وأستراليا وغيرها ..
وهم أناس بمنتهى اللطف والطيبة ، مسالمين لدرجة لا حدود لها ، هم أبناء الماء والخضرة ، هم ال نَعم الوديعة ، هم حنين آدم لوطنه ، هم خطى يحيى مهيئأ ملكوت ربه ، هم دموع المسيح على صالبيه ، هم أنّة قلبَ محمدٍ رأفةً براجميه ، هم الأهوار والبردي ، هم للكحلاء كحلها ، وللبطحاء عذب نسيمها ، هم الفرات معانقا ، بِوَلهِ عاشقٍ ، دجلة ، هم العراق بنخله وشمسه وطيبته وفيىء ظلاله ، فلمَ يُقتلون ؟!
أظنني إبتعدتُ عن موضوع الكتاب ! فعذراً ...

كتاب الصابئة المندائيون تأليف المستشرقة الإنكليزية الليدي دراوور وترجمة المرحومين نعيم بدوي وغضبان الرومي وهما من الكواكب المندائية العظيمة .. والكتاب صادر عن دار المدى لعام 2006 وسبق لهذا الكتاب أن طبع عام 1969 ..
ويعتبر الكتاب من أهم وأشمل وأدق ما كتب عن أحبتنا الصابئة ، بقلم مستشرقة عاشت أكثر من أربعين عاما في أماكن تواجدهم في جنوب العراق وبغداد ..
ولدت المؤلفة سنة 1879 في لندن وتوفيت سنة 1972 عن عمر ناهز 92 عاما ، وقد دوّنت في مذكراتها عن طائفة الصابئة المندائيين :
( أن تتمكن طائفة غنوصية قديمة من البقاء حتى وقتنا الراهن ؛ هو أمر مثير للإعجاب .. وأن تصان الكثير من كتبهم وتعاليمهم السرية ودواوينهم الطقسية ؛ هو أقرب ما يكون للمعجزة .. إنّ هذه الطائفة تضمحل بسرعة ، رجال دينهم طاعنون في السن ، وأعداد المؤمنين منهم في تضاؤل سنة بعد أخرى .. إني أشعر بالفخر كوني عاصرت عن كثب دينا ربما سيندرس بعد حين ) ...
وقبل أن أدعكم مع هذا الكتاب الجميل ، أحببت أن أورد هنا قصيدة شعبية جميلة ومؤثرة ، لأحد الشعراء المبدعين من الأخوة الصابئة ، لم أتمالك نفسي من البكاء حين قرأتها ليلة أمس ، وعذرا للأخوة الأحبة ممن تصعب عليهم بعض مفردات اللهجة العراقية ، وخصوصا الجنوبية منها ، تلك العذبة الشفيفة كوجه الله ...

فهيم السليم

شكّد زرعنه .......... شكّد سكّينه
وْجينه نحصد مالكّينه
بس لكّينه
سنبل مطشر مُردْ روحه اليباسْ
وناس مشبوحه تظنهه ماهيْ ناسْ
ودجلة تبجي وفرفحتْ روح الفراتْ
والبقه منهم كره حتى الحياةْ
والمحطات البقتْ كلهه حزينه
شكد زرعنه شكد سكينه
شكد سهرنه .. شكد نطرنه ..
كّلنه يمكن تجي الأيام الرزينه
ومن أجتْ كلّ الشباب أتشلبهتْ فوكَ السفينه
بيهه طلعتْ للسطوحْ
وبيهه بطلتْ ما تنوحْ
كّالت الاحزان ولّتْ والجروحْ
كلهه يمكن تلتئم والناس تعرفنه ولدْ هذا الوطنْ
واحنه منهم وهمه منّه ومايبدلنه الزمنْ
وسفه لاجن طلع للصبخة سكينه
شكد زرعنه , شكد تنينه، وجينه نحصد مالكينه
جينه( نطمش) مالكينه
ماي جاري وماطمشنه ولا( صبغنه)
وضاع كل ذاكَ تعبنه
دجله أحمر مِنْ كثر دم العبادْ
والمجازر عمّت أرجاء البلاد
جا بعد ليش العمادْ
جا بعد وين العمادْ
والجتل عمّ المدينه
شكَد زرعنه , شكَد سِكَينه
شكَد صبرنه , شكَد مشينه
ردنه نوصل للجرف بلكيْ تِلكَفنه السفينه
ومِنْ وصلنه طلعوا الطيبين منهم منتهينْ
والبقوا منهم عكَارب من عذابا ت السنينْ
والبعض منهم نسوا طعم الحنينْ
ومن حجينه .. طلعْ السفّان مايدرك حجينه
وطلع الملاّح ما يعرفْ اسمْ حتى نبينه
إطلعنه غربه عن خشب هذي السفينه
طلعنه ُصُّبه النِكَس بينه
واليسلّم على يحيى
من يموت ويوم يولد , يوم يبعث عدلْ
يكفر يسلّم علينه !
يكره يسلّم علينه !
والمحطات المضت كلهه حزينه , والمحطات البقت كلهه حزينه ..... كلهه حزينه

الصابئة المندائيون الليدي دراوور

http://www.4shared.com/document/5qoXeWG7/___.html

الاخ الكريم احمد شكرا جزيلا لك

شكرا للعزيز ناجي البدري
إكمالا لما سبق عن الصابئة والليدي دراور ، أود ان اضيف فصلاً عن الصابئة كتبته المؤلفة في كتابها ( في بلاد الرافدين ) الصادر عام 1961 ، وتتحدث فيه بحوالي 20 صفحة عن أحوالهم وبعض عقائدهم وطقوسهم ، وذكرياتها معهم ، والكتاب بترجمة الأستاذ فؤاد جميل ....

ذكريات عن الصابئة الليدي دراور

http://www.4shared.com/document/dalh2UdO/____.html

للباحث الدكتور رشيد الخيون مبحث عن إخوتنا الصابئة ضمن كتابه الأديان والمذاهب في العراق ، يتناول فيه العقائد والطقوس ، وكذلك رأي الفقهاء المسلمين ، القدماء والمعاصرين ، بالنسبة للطائفة المندائية الكريمة ..

http://www.4shared.com/document/NASAjj3m/___online.html

كتب ثمينة جدًا. سبق أن طالعت كتاب الليدي دراور الدسم وقمت باستعارته لفترة وجيزة من السميناري وأعدته لهم وسعيد كثيرًا بوجوده في نسخة إلكترونية.

وأن تتحفنا بكتاب من كتب دار الجمل ولـ رشيد الخيون فهذه هدية عظيمة لا تقل في عظمتها عن هدايا الليدي دراور. على فكرة ليها بعض الكتب على موقع الجوجل للكتب لو تحب أنزلها وأرفعها هنا وتتحدث فيها عن رحلاتها. هناك ٣ كتب يسهل تحميلها:

http://www.google.com/search?tbs=bks:1&tbo=p&q=inauthor:Drower&num=10#q=inauthor:Drower&hl=en&tbs=bks:1,bkv:f&source=lnt&sa=X&ei=qYOSTNaAGMH58Aavlq3RBg&ved=0CAgQpwU&fp=1de331493393b8ab