{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 3.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سعادة
fares غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,103
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #1
Wink  سعادة
جالستين في محطة السكة الحديد ننتظر ديزل الثامنة صباحا المتجه للإسكندرية، و بينما نحن ننتظر، انبثقت أمامنا فجأة من العدم أسرة صعيدية ريفية، رجل ضخم الجثة معمم و زوجته و أطفالهما. كانت المرأة الشابة سمراء صارمة الملامح تطلّ من عينيها نظرة لامعة منتبهة يزين الوشم ذقنها، تدفع بأطفالها الصغار أمامها الذين لا يختلفون عنها كثيراً في الملامح و المظهر الرّث، تأملناها بلا اتفاق مسبّق، و فجأة قالت صديقتي: ” كيف تحيا هذه الكائنات المتخلفة الجاهلة كالسائمة بلا وعي و لا معرفة؟ يستحيل أن أتخيل أن هذه المرأة كالحة الوجه تستمتع بالجنس على سبيل المثال مثلنا!” فضحكت و قلت: “يالك من حمقاء تماما! بالطبع هي تعاني الفقر لكن من الواضح أنها سعيدة، أنظري إلى نظرة عينيها اللامعة و الاسترخاء في قسماتها و حركاتها رغم ملامحها الكالحة، هي بالتأكيد أكثر سعادة مني و منك”! فنظرت لي بعينيها الخضراوين الواسعتين و قالت مستنكرة:” كلا بالطبع، الجنس فعل حميم عقلي بالأساس، و الثقافة أحد أهم مكوناته”، فقلت لها بسخرية: “هذا هو الوعي المستعار الذي تتحدثين عنه، استعارة وعي الآخرين المقولب و محاولة أقلمة حياتنا الحميمة و الخاصة عليه، الجنس غريزة قد تهذبها المعرفة، لكنها تظل غريزة، عاطفة بالأساس، و الحضارة التي هذبت الإنسان بنوع من المعرفة التراتبية قد خربت وعيه على جوانب أخرى، فطرية و غريزية بالأساس”.. صمت قليلا، ثم استطردت: “هل مثلا تتخيلين أننا بعد كل هذا التعليم الطويل و الثقافة العالية قد تحررنا؟ كلا يا عزيزتي لقد تكبلنا، صحيح أن المعرفة حررتنا على جوانب، لكنها كبّلتنا على جوانب أخرى، أصبحنا أكثر انتقائية، أصبحنا نضع الشروط و المزيد من الشروط للحصول على شريك، أصبحت لنا مطالب ماديّة، تعقدت مسارات العاطفة الحقيقية في أعماقنا، حين نلتقي بشخص رائع و تحاول الشرارة أن تندلع، فإنها تصطدم بالمعرفة الملفّقة و بالوعي المكتسب فتختنق حتى تخمد و تموت. هذه المرأة كالحة الوجه التي تسخرين منها ربما تستمتع بالحب و الجنس بشكل صادق تماما و بوعي حقيقي ربما يفوق الوعي المستعار الذي ترزح تحت وطأته بنات المدارس المتعلّمات، فتيات الطبقى الوسطى و العليا، و قد خربت وعيهن تفاهات الثقافة المسلوقة و أفلام البورن، فتمارس كل منهن الجنس مع شريكها وهما يتبادلان الدردشة بالانجليزية على غرار”أوه ياه بيبي فك مي هاردر”.. أو “ذات وازا جود نايس فك” و يغرقان في تمثيلية طويلة من تلفيقات لطافات الرومانس و فداحات البروتال سكس، بوحي من الأفلام و الروايات التي شكلت تصورهما الزائف و وعيهما المجتلب عن العاطفة و الحب و الجنس. يمكننا أن نتحدث طويلاً عن مدرسة “باندورا” في علم النفس للتعلّم بالملاحظة، أن الإنسان حيوان يميل إلى التقليد. بينما هذه المرأة الفلاحة مثلاً، التي تحيا حياة وضيعة و متواضعة تماما، ربما تنتف إبطيها و عانتها بالحلوى، ثم تستحم بصابونة نابلسي، و تضع بضع قطرات من كولونيا خمس خمسات، و تحل ضفائرها لترتدي قميصها الأحمر، ثم تقول لزوجها بدلال، و بالعامية طبعا:”تعال انكحني يا أبا فلان” فيأتي أبو فلان رائق المزاج بتأثير الحشيش و ينكحها بعنفوان و قوّة، هكذا بساطة و بشكل حقيقي، هي أثناء المضاجعة لا تفكر في صورتها في رأسه، لا تفكر في أفلام البورن و لا في الصورة العليا المثالية للحياة، و بالتأكيد هي لا تفكّر في سبائك الذهب. إن كل سبائك الذهب في العالم لا يمكن أن تعوّض امرأة عن لحظة حقيقية واحدة من السعادة تستكين فيها بين ذراعي رجل يحبها و يغمرها في صدره، و بينما نرى حولنا غانيات الليالي الملطّخات بالأصباغ الباحثات عن الذهب بحذق في الرجال يغرقن في تعاسة التمثيل و التلفيق و الوعي المجتلب قسراً إلى حياتهن اللامعة، أو نساء المكاتب العصابيات ذوات الإنجازات رجالية الطابع اللاتي تتدلى السيجارة من بين شفاههن طوال الوقت يعانين اللهاث من أجل المزيد من الإنجازات، فإن هؤلاء النسوة البسيطات هن وحدهن من يعرفن السعادة الحقيقية.


هل تعرفين؟ أحيانا أحلم بيوتوبيا من نوع خاص، حيث يصنعون من الذهب أعمدة مصابيح الطرقات و حدوات حوافر الجياد، بأفلام والت ديزني وقد تمثلت في الواقع، حيث تقع الجميلة في حب الوحش، و تهرب الأميرة ياسمين من قصرها الذهبي لتقع في غرام الصعلوك علاء الدين، حيث الثروة بلا حدود، و الفقر لا يمنع السعادة، حيث تدهسك السيارة فتتحول إلى سجادة ثم لا تلبث أن تنتفخ لتواصل القتال، حيث الخير مطلق، و الشر شرّ سيس، شر مروّض، و في التهاية ينتصر الخير على الشر ويعمّ السلام مدينة البط، و تخبز ميني الكثير من كعكات التفاح ليأكلها ميكي بحب، هكذا تقع الفتاة المتمرّدة في غرام رجل الظلّ، في حب آخر شخص متوقّع: بتروشيو. هؤلاء النسوة سعيدات، سعيدات أكثر مني و منك بطبقات، و هن يشفقن علينا في أعماقهن من معاركنا الدونكيشوتيّة التي لا تنتهي، و بينما ينمن هن بعد ليلة عنفوانيّة نوماً هادئاً عميقاً في ختام شقاء اليوم و كفاحهن المستديم، نحيا نحن حياة برومثيوسيّة الجوهر بالكامل و كلّ ليلة يأتي الرّخ ليأكل من أكبادنا قطعاً صغيرة. نعم يا عزيزتي، هؤلاء النسوة سعيدات”. فنظرت لي في تحدّ بعينيها الخضراوين الكبيرتين و صاحت بعصبيّة: “إذن هل تقبلين التضحية بكل ما برأسك من معرفة و كل تصوّرك عن العالم و الحياة المثالية و الرجل المثالي في مقابل أن تعيشي حياة سعيدة متواضعة مثل هذه المرأة؟!” رمقتها بنظرة طويلة صامتة، و شردت ببصري في الفراغ


أميرة طاهر

[صورة: safeimaget.jpg]
09-11-2010, 05:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
RE: سعادة
نص جميل .. وجريء وواقعي جداً، يذكرني بحكاية شهدتها منذ مدة !!!

فلقد قال لي - قبل فترة طويلة -أحد أبناء عمي، من الذين خبروا النساء والجنس بكثرة في شبابهم، أن أجمل لياليه قضاها مع امرأة ريفية في العشرينيات من عمرها، مات عنها زوجها ولم تسمح لها الظروف العائلية و"العشائرية" بالزواج مرة ثانية رغم جمالها ورغبتها "بظل راجل" في البيت.
قال لي أن حسنها كان "غير مجلوب بتطرية" (كما يقول المتنبي)، حسن طبيعي مثل ماء "وادي القرن" وهواء "الجليل"، وجسد جميل ذو رائحة طيبة خفيفة اكتسبتها بشرتها من "صابون الغار" الذي تصنعه هي نفسها بعدما تجمع له من أوراق هذه الشجرة المباركة الزاد والعتاد. قال لي أنه عرف نساء كثيرات قبلها، ولكن دخول السرير مع هذه الفلاحة الريفية كان رحلة بعيدة في كل لقاء، يعود منها وقد ولد من جديد، وعلى فمه بسمة سعادة وارتياح وقناعة لا يعرف مثلها ولو قليلا.
قلت وأنا أتعجب غير مقتنع: أوووووووف ...لماذا؟
قال: لن أدخل في التفاصيل يا "ولد عمي" ولكن هذه المرأة لم تقرأ شيئاً عن "الماركيز دي ساد" ولا عن "عشيق الليدي شاترلي"، ولم تشاهد ولو فيلم "سوفت سكس" واحد، وبالتأكيد لا تعرف عن اسم "كاما سوترا" أي شيء يذكر، ولكن جسدها مثل سمفونية "بيتهوفن" الخامسة، حسن عميق دائم متجدد مع كل تفصيل وتفصيل. وهو عندما يلامسك بمفاتنه فإنه يصبح مثل "موسيقى فاجنر"؛ لا خيار لك أمامه إلا أن تقوم و"تغزو بولندا"!!!

علمت بعد فترة أن "ابن عمي" هذا، كان قد سعى طويلاً للزواج من هذه "الأرملة" الجميلة إلا أنه لم يوفق في مسعاه. وهو ما زال حتى اليوم أعزبا رغم بلوغه الأربعين.

واسلموا لي
العلماني
09-12-2010, 12:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: سعادة
مررت بتجربة ابن عمك وكما قال فمن لم يمر بتجربة مثل هذه بحياته فكأنه لم يمر بهذه الحياة ....الصدفة والحظ فقط يجعلك تقابل هكذا إمرأة ....تكون جاهزة وراغبة أن تمارس معك جميع أنواع فانتازياتكم ...مشكلة ابن عمك بأنه سيقارن مستقبلا أي إمرأة يتزوجها مع هذه الأرملة وطالما وصل معها للقمة فلن يجد من تعادلها
09-12-2010, 03:23 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كارثة كبرى قد تفضى الى سعادة أكبر ... قولوا انشالله .. جادمون 24 3,929 01-18-2005, 10:44 PM
آخر رد: جادمون

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS