http://www.facebook.com/pages/almdhyt-nw...2440569361
تطمح لتقديم لقاءات مع زعماء العالم.. نوران سلام لـ"الشرق":
الجزيرة وضعت العالم العربي على خريطة الإعلام العالمي لأول مرة
2010-09-04
حوار-لبنى شعلان:
يتميز مشوارها الاعلامي بالخبرة والثراء، نتيجة تنقلها بين كافة فروع الاعلام من المطبوع الى المسموع الى المرئي، بدءا من صحيفة العالم اليوم، ومرورا باذاعة وتليفزيون الـ بي بي سي.
ورغم ان ظهورها على شاشة قناة الجزيرة الاخبارية لم يتجاوز الشهر،فإنها استطاعت خلال تلك الفترة وبهدوئها المعهود ان توجد لها مكانها المرموق بين الكبار. ويرجع ذلك لما تتميز به المذيعة المصرية الشابة نوران سلام من المهنية العالية، والبساطة، والالتزام، نتيجة ايمانها الشديد بسمو عملها، واعدادها الجيد لكل ما تقدمه على الشاشة. ولا تكتفي المذيعة الشابة بذلك، بل تتطلع الى تقديم كل برامج الجزيرة التي طالما ارتبطت بمشاهدتها، ولكن في الوقت المناسب الى جانب سلسلة لقاءات مع زعماء العالم. الشرق تلتقي المذيعة المصرية نوران سلام في اول حوار صحفي عقب انضمامها لقناة الجزيرة الاخبارية بعد استقالتها من تليفزيون الـ بي بي سي، لتتعرف على شخصيتها عن قرب، وتجربتها الجديدة، وآرائها في العديد من القضايا الاعلامية.. فكان الحوار التالي:
*عرفينا بنفسك اكثر؟
- انا حاصلة على ليسانس ألسن من جامعة عين شمس المصرية وتخصصي الانجليزية بشقيها اللغوي والادبي، كما كانت الفرنسية تخصصي الثانوي، أما الايطالية فدرستها خارج الجامعة ولكن في اثناء الدراسة الجامعية.
وبلغت اجادتي لها درجة تفوق اجادتي للفرنسية بكثير. كان المدرس الذي يعلمنا في المعهد الايطالي يقول نوران تفاجئني بطلاقتها في الايطالية التي لا تتاح الا لمن عاش في روما وتعامل مع ساكنيها في الشوارع والازقة.
*ومن أين اتتك هذه المعرفة الجيدة بالايطالية إذن؟
- هو مثال عملي على صحة النظرية القائلة إن من يحب شيئا يجيده وانا لم اكن احب الفرنسية كثيرا لكن اختيارها جاء منطقيا لان درجاتي بها كانت عالية في المدرسة. بالصدفة كان كثير ممن صادقتهم في الجامعة يدرسون الايطالية وكانت ادارة الجامعة ترسلهم في بعثات لروما طوال اشهر الصيف لتفوقهم وكانوا بالتالي معتادين على التحدث معا بالايطالية وهكذا اكتسبتها واثرت اندهاش استاذي!
*متى بدأ مشوارك الاعلامي.. وما اهم المحطات التي مررت بها؟
- البداية كانت اثناء دراستي الجامعية، حيث كنت في شهور الصيف أتدرب في صحيفة العالم اليوم وهي صحيفة اقتصادية يومية. بالمناسبة كثيرون عملوا في العالم اليوم والى اليوم قد اقابل زميلا او زميلة في مكان اعلامي ثم يتبين لكلينا اننا عملنا معا في العالم اليوم. اما المحطات فكثيرة ولكن اهمها على الاطلاق الـ بي بي سي التي انتقلت بفضلها من الصحافة المطبوعة إلى المسموعة وفي ما بعد المرئية.
من المحطات المهمة ايضا ولو انني لم اعمل بها في النهاية الامم المتحدة التي نجحت في اختبارها وجاء ترتيبي التاسعة من بين من اجتازوا الامتحان في العالم. عقد الامتحان في القاهرة وبيروت وجنيف في نفس الوقت. وسعدت جدا بأنني سأحقق حلمي في الحياة في اميركا من خلال العمل في نيويورك في مقر الجمعية العامة. لكن المفارقة أن الامم المتحدة لم ترسل لي للانتقال الى نيويورك الا بعد ان طال انتظاري وقبلت الانتقال الى الـ بي بي سي في لندن. والعاصمة البريطانية مدينة لم افكر يوما ان اعيش بها وكانت مرتبطة في ذهني بالسياحة والشوبينج وربما الملكة والاميرة ديانا! طبعا الامر اختلف الآن والمقربون مني يعرفون كم اشعر بالحنين إلى بريطانيا منذ غادرتها.
*ما الذي حدث إذن مع الامم المتحدة؟
- عندما اتصلوا بي من نيويورك بعد اسابيع قليلة من وصولي للندن شعرت بأن الانتقال اول مرة من القاهرة للندن كان صعبا بما فيه الكفاية واستخرت الله وانتهيت إلى ان الخيرة في ما اختاره الله لي.
*وما اهم الاعمال الناجحة في كل محطة؟
-
في وكالة الانباء الالمانية بدأت لاول مرة في تحرير مقالات بنفسي بعد ان كنت في السابق اكتفي بالترجمة وكتبت اكثر من مقال عن الموضوعات التي تهمني كموضوعات نقدية عن الادب الامريكي من خلال عرض لاعمال ستيفن كينج وبالاضافة الى موضوعات علمية عن الجينوم البشري.
*من الواضح انك تفضلين التنقل ما بين فروع الاعلام المختلفة من صحافة مطبوعة، واذاعة، وتليفزيون على عكس من يركزون على التخصص باحد الفروع.. بماذا تردين على هؤلاء؟
- لا بأس في التخصص في نهاية المطاف في مجال واحد ولكن الافضل ان يسبق هذا تنوع يثري التجربة الاعلامية ويكمل الصورة، انا بالمناسبة لم اتنقل فقط من الصحافة المطبوعة للمسموعة للمرئية بل في كل مجال من هذه عملت في كل المواقع. مثلا في البداية عملت كمحررة اخبار ومترجمة ومراسلة صحفية في وقت واحد. ثم في الاذاعة عملت كمحررة نشرة ومخرجة استوديو ورئيس تحرير ومقدمة برامج اخبارية. أنا اعتز كثيرا بكل موقع عملت فيه. في عالمنا اليوم أغلب نجوم الصف الاول في التلفزيون مثلا اتوا من خلفيات صحفية كحمدي قنديل وتشارلي بروكر وليز دوسيت وغيرهم.
* في بداية مشوارك بالجزيرة.. ما الفرق بينها وبين المحطات المختلفة التي مررت بها من قبل؟
- الوقت لا يزال مبكرا لاتعرف على الفرق من الداخل في نظام العمل مثلا فلم يمض على التحاقي بالجزيرة سوى شهر واحد. لكنها بطبيعة الحال مؤسسة ضخمة ومما شهدته حتى الآن يمكن ان اقول انها على اعلى درجات التنظيم.
* بحكم عملك السابق في قناة غربية ناطقة بالعربية.. ما رأيك في ظاهرة اطلاق الدول الغربية لقنوات عربية؟
- هي ظاهرة ليست بجديدة، فالبريطانيون اهتموا بالعالم العربي منذ اكثر من سبعين عاما عندما اطلقوا البث العربي الاذاعي عام ثمانية وثلاثين. اطلاق الفضائيات التلفزيونية الآن هو مجرد مواكبة لعصر التلفزيون. عندما كنا نعمل في الـ بي بي سي العربية كنا نتندر بان أول خمسة اخبار في نشرات الاقسام الاخرى من الـ بي بي سي أي في الخدمة الاسبانية مثلا او الصينية او الفرنسية غالبا تكون اخبارا عربية. اذا تابعت اية محطة اخبار في العالم عدا طبعا المحطات المحلية الطابع فستجدين نفس الظاهرة.
العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي دائما في بؤرة الاحداث. الملفات الاهم اخباريا اليوم وأمس وغدا هي الصراع العربي - الاسرائيلي، العراق، السودان، لبنان، أفغانستان، إيران. لذلك كان من الذكاء أن تسعى الدول الغربية لمخاطبة من يقطنون هذه البلدان بلغتهم وبثقافتهم.
*هل ترين ان تلك القنوات تركت اثرا او سدت فراغا في الساحة الاعلامية العربية؟
- المشاهد او المستمع العربي يعرف ما يريده من كل مصدر اخباري. اذا اردت قناة قريبة من قضاياك بمعالجة تتوغل في تفاصيل التفاصيل فعلى الارجح ستختار الجزيرة. اما اذا اردت متابعة من منظور غربي لنفس هذه القضايا فربما تلجأ للـ بي بي سي أو الحرة أو فرانس 24 إلخ. ستكون في هذه الحالة مدركا أن هذه محطة غربية وأنها تعالج الخبر من منظور غربي. لكن على الاغلب لن يفعل هذا إلا النخبة ممن يعتبرون ان متابعتهم للاحداث لا يجب ان تقتصر على مصدر واحد.
*وهل ترين ان تلك القنوات حققت تأثيرات متبادلة بين الشعوب العربية والغربية؟
- للاسف، لا اعتقد ذلك. المسافة بين الثقافتين لا تزال موجودة. على كل الكلمة الاخيرة هي لنسب المشاهدة. اذا كانت نسب المشاهدة للمحطات الغربية متدنية فقد يرجع هذا لاكثر من عامل مثلا ضعف التسويق، ولكن قد يكون من بين العوامل ايضا ازمة في ثقة المشاهد بالمحطة.
* لو انتقلنا للحديث حول صورة العرب في الاعلام الغربي.. هل ترين انها ما زالت كالسابق من حيث السلبية؟
-
صورة العرب في الاغلب الاهم هي سيئة في الاعلام الغربي اليميني وهو الاوسع انتشارا والاكثر شعبية لدى رجل الشارع العادي. يعني لن تجد سائق شاحنة في لندن يقرأ غير الصن مثلا. طبعا التعميم هنا لمجرد توضيح النقطة فهناك مثقفون يتقصون وجهة النظر الاخرى في كل الفئات.
* وبرأيك ما الدور الواجب على العرب القيام به في هذه الفترة لتكوين رأي عام غربي ايجابي تجاههم؟
- بالمناسبة هذه الصورة السلبية ليست دائما متعمدة. وأفضل لفظ يوضح ما اريد ان اقول هو لفظ (الاستسهال). فالصحفي البريطاني يقولب العرب في صورة الارهابي او الفظ او، او لان هذا هو النمط الشائع. أما افضل طريقة لمحاربة هذا هو محاولة مخاطبة الغرب بلغتهم. خير مثال على هذا هو اطلاق الجزيرة الانجليزية. فمنذ ان اتيحت هذه القناة للمشاهد البريطاني العادي مجانا عبر خدمة (فري فيو) ارتفعت نسبة مشاهدتها واتصل بي اصدقاء بريطانيون كثر يعربون عن استغرابهم للمستوى العالي من التغطية الصحفية الذي على ما يبدو لم يكونوا يتوقعونه!
* ولكن ما المطلوب من الجزيرة الانجليزية تقديمه خلال المرحلة القادمة لتنافس القنوات الغربية الكبرى؟
- في رأيي - وانا مدمنة لمشاهدتها بالمناسبة - مطلوب منها ان تكون اكثر شبابية فالغرب مفتون بالشباب ويتحرك اعلامه في هذا الاتجاه كل سنة أكثر من سابقتها. بأفكار أكثر جنونا ومخاطبة لجمهور أصغر سنا سترسخ الجزيرة الانجليزية اقدامها في فضاء الاعلام الاخباري في الغرب.
* بشكل عام ما ردود الفعل الغربية تجاه شبكة الجزيرة بشكل عام؟
- الجزيرة اسم يعلمه رجل الشارع العادي في الغرب وهذا انجاز في حد ذاته. في الفين وخمسة كان شعار الجزيرة خامس شعار على مستوى العالم في قائمة الشعارات المعروفة لدى الرجل العادي. سبقتها في القائمة اسماء ضخمة كأي بود وستاربكس وأيكيا. اذن فالجميع يعرفون ما تعني كلمة الجزيرة وهي - القناة - بهذا وضعت العالم العربي كله على خريطة جديدة لم يكن له موطئ قدم فيها. أما ردود الفعل فتختلف باختلاف درجة الثقافة والتعليم والتسامح ايضا. يعني شخص مثقف او يريد معرفة وجهة نظر (الآخر) بالتأكيد سيكون لديه افق واسع للتفكير في الجزيرة كمصدر موثوق او على الاقل سيمنح هذا المصدر فرصة اختبار. وعلى الجانب الآخر هناك من يرفض اصلا مجرد منح هذه الفرصة.
* وهل من برامج معينة تتمنين تقديمها على شاشة الجزيرة خلال الفترة القادمة؟
- كل برامج الجزيرة التي ارتبطت بها كمشاهدة على مدى الاعوام اتمنى ان اقدمها في الوقت المناسب. وعلى فكرة تقديم نشرة الاخبار في رأيي المتواضع هو رسالة سامية. مسألة (إخبار) الناس بكسر الألف هو أمر أؤمن به إيمانا مطلقا. لم يحدث مرة ان قدمت نشرة اخبار وشعرت بأنه شيء عادي أو روتيني رغم أنني أفعل هذا من عشرة أعوام. ففي كل مرة أكون مدركة أن هناك من يسمع هذا الخبر لاول مرة وأنه خبر يمس حياته بشكل ما. من طموحاتي في الجزيرة ان اقدم سلسلة لقاءات مع زعماء العالم.
* في رحلتك مع الاخبار قدمت الكثير من التغطيات الخاصة لاحداث مهمة كالحرب على العراق، وحرب اسرائيل وحزب الله.. كيف تعدين نفسك لهذا النوع من العمل؟
- الاعداد متنوع ولكن لو طلب مني ان احدد امرا واحدا فسيكون بالتأكيد الوقت. انا افضل ان آتي للعمل قبل الموعد لاقرأ واقرأ. وحتى في الظروف الاستثنائية التي لا يتاح فيها وقت للاعداد يساعدني مخزون قراءاتي السابقة ان استفيد من المخزون الذهني لدي.
مثلا في لندن كنت اخصص رحلتي الى العمل في القطار لقراءة الغارديان. وكنت اشعر بالضيق لو وصل القطار مبكرا عن موعده بدقائق لانني اعلم انها فرصة قد لا تعوض بسهولة في بقية اليوم. هنا في الدوحة نفس الشيء مع اختلاف اسلوب الحياة. اتوجه للعمل الآن بالسيارة وبدلا من القراءة استمع للجزيرة والـ بي بي سي على الراديو. استغلال الوقت لاقصى حد أمر في منتهى الاهمية.
* يبدو انك تتابعين الاخبار بكثرة؟
- لا أبالغ لو قلت انني فعلا مدمنة اخبار.
ففي وقت فراغي ليس غريبا ان تكون مواقع الغارديان وسكاي نيوز والجزيرة والـ بي بي سي مفتوحة كلها امامي على اللابتوب اتنقل من واحد لآخر في نفس الوقت الذي استرق فيه النظر على شاشة التلفزيون التي ايضا تكون مفتوحة على قناة اخبار، بل انني كثيرا ما اصل الى غرفة المعيشة وكلي تصميم على الخروج من دائرة العمل بمشاهدة فيلم مثلا او متابعة مسلسل درامي ثم اقول لنفسي. فقط سألقي نظرة على الجزيرة لاعرف العنوان الرئيسي. واذا بساعتين او ثلاث تمضي وانا جالسة اتابع النشرات على الجزيرة وغيرها. الاخبار بالنسبة لي ليست عملا. هي بالفعل موضوعات شيقة ولو انني متأكدة ان كثيرين قد لا يوافقون مع ذلك!
*ولكن اذا طلبت منك اجابة اكثر تحديدا لسؤالي السابق... كيف تستعدين ليوم من العمل في التلفزيون؟
- بطريقتين: احاول الحصول على قسط وافر من النوم في الليلة السابقة واحرص على الوصول قبل ظهوري على الشاشة بوقت طويل نسبيا
*كم مرة زرت الدوحة من قبل وما رأيك فيها؟
- لم اكن محظوظة بزيارة الدوحة من قبل الا وقت التعاقد مع الجزيرة وكانت زيارة خاطفة لكنها كانت كافية لاقناعي. فقد وجدت في الدوحة مدينة هادئة وحديثة في نفس الوقت وهذا بات امرا نادرا. فالتقدم والحداثة مرتبطان بالصخب في اكثر الاحيان. أتمنى أن تظل الدوحة على هدوئها!
*من هي الشخصية العامة التي تثير اعجابك؟
- نيلسون مانديلا. هذا الزعيم يجسد معاني كثيرة احترمها كثيرا. يكفي تضحياته من أجل ايمانه بحق مواطنيه في العيش الكريم
*وشخصية عامة تثير استياءك؟
- عادة لا افكر كثيرا فيمن يثيرون الاستياء ولكن المفارقة ان هذا السؤال تطرحينه وانا كنت قبل ايام قليلة فقط افكر - ربما بمناسبة انسحاب القوات القتالية الامريكية من العراق بعد سبع سنوات من الغزو. كنت افكر قبل يوم او يومين في ان
دونالد رمسفيلد وزير الدفاع الامريكي ابان الغزو من اكثر الساسة الذين اشعر بالغضب كلما فكرت في ما تسبب فيه للمنطقة وابنائها
*احكِ لنا سرا عنك أو أمرا خاصا لا يعلمه كثيرون؟
- عملت كمدرسة لمدة سنة دراسية واحدة وكنت ادرس الاطفال في سن الثامنة والتاسعة. ولدي الكثير والكثير من الذكريات الرائعة عن هذه السنة فضلا عن بضع ذكريات مؤلمة! اهمها حالة الارهاق المزمن التي لم تفارقني الا ايام الاجازة!! الله يكون في عون المدرسين والمدرسات!
2010 © Al Sharq . All Rights Reserved
لا تزال عزباء فعلى الزملاء المصريين التقدم بسرعة لطلب يدها