الله تعالى ملا الكون بالكائنات الحية
قال تعالى
.وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ
وكلمة دابة تعني كائنا حيا يمشي على الارض بخلاف الطير للتفريق بينهما في قوله تعالى
وما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم
فالاية تقول ان السماوات مليئة بالدواب و تدبر فعل
بث
والدواب تمشي على الارض
فدل هذا ان السماوات فيها ارض تمشي عليها الدواب اي كواكب اخرى مليئة بالحياة في ارجاء الكون الفيسح
اقتباس:هل يعقل ان كل هذه الميارات من النجوم التي تكون الشمس بالنسبة قزمة والثقوب السوداء والكواكب - فقط حتى يعرف اهل كوكب الأرض عظمة الله ؟!!!
الله تعالى حكيم و هو سبحانه يجلي صفاته الازلية في الكون
فهو خالق فخلق الكون
هادي هدى المخلوقات الجاهلة الى مصالحها
رحيم جعل اللبؤة المتوحشة ترحم صغارها
قهار جعل الاسد يقهر الغزال و قهر الاسد باسد اصغر نه يطرده من القبيلة و قهر هذا الاخير بالطفيليات و قهر الجميع بالموت ...
و من صفاته ايضا انه غفور و شديد العقاب و عادل
والمغفرة تاتي بعد الذنب
والذنب لا يكون ذنبا الا ان كان مرتكبه عاقلا مختارا غير مكره
والعقاب ياتي بعد الجرم
والجرم لا يكون جرما ان كان من يفعله غير عاقل واعي او مظطر
لتتجلى هذه الصفات واجبة الوجود خلق الله تعالى الجن و الانس و ربما مخلوقات اخرى و اعطاهم الخيار ليعبدوه بارادتهم
وركب فيهم الفجور و التقوى و طلب من الانسان الطاعة مع وجود الشهوات و الغرائز
قال تعالى
91.7.وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
91.8.فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
91.9.قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا
91.10.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
فمن اذنب و استغفر نال الغفران باذن الله و تجلت معه صفة المغفرة
ومن استكبر و اجرم و كذب و تولى تجلت معه صفات العقاب و الانتقام
وقد روي عن النبي عليه الصلاة و السلام
لو لم تذنبوالذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ...
وقال تعالى
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
11.119.إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ولانه عادل اعطى الناس الخيار رغم انه قادر ان يعذبهم دون اختبار
والخليفة بمعنى ان الانسان بقدرته على التفكير هو يتصرف في الارض والمخلوقات كالاخرى التي هي ملك الله تعالى
فاستخلفه الله تعالى على هذه الممتلكات للتجلى الصفات المذكورة اعلاه
قال تعالى
6.165.وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
والابتلاء اي الامتحان تتجلى كما قلت به الصفات المذكورة المغفرة و الهداية والرحمة والانتقام من المجرمين و العذاب
وفي الاية ايضا صفة ازلية اخرى و هي انه الرافع
فتتجلى بخلق وضيع يرفع
و لاتقل لماذا هو شديد العقاب و قهار و منتقم فدورنا هو البحث عن الله و ليس تاليف اله بصفات على اهوائنا
فما دام الاسد ياكل الغزال و يقهره و مادام الاسد مخلوقا فيه خلايا معقدة يستحيل تكونها لوحدها دل ذلك ان هناك خالق من صفاته القهر
وما دام البطريق يسير اشهرا الى مكان محدد ليتزاوج ثم يمضي الاب كل الشتاء واققفا يمسك البيضة بين ساقية كي لا تتلف ان لمست الارض و لا ياكل كي يعطى الطعام لولده
دل هذاان الله هادي رحيم قهار
فالله تعالى له صفات الكمال سبحانه
فالارض اذا جعل فيها الانسان للغرض الذي علمت
وصغر حجمها وكبره لا يعني شيئا لان الله منزه عن الزمان و المكان
وانت ترى البكتيريا صغيرة و الفيروس اصغر منها بالاف المرات
فهل منع هذا العلماء من دراسته
فالمعمل و المختبرات العملاقة بما فيها من اجهزة عملاقة تقام لدراسة مخلوق ضئيل هو الفيروس
ولنفترض ان الارض كانت اكبر من هذا بملايين المرات فما الذي سيتغر
فالله ليس كمثله شيء و هو دائما الكبير المتكبر
وقد روي عنه عليه الصلاة و السلام
مثل السماء الاولى في الثانية كمثل حلقة في فلات
فاذا علمت ان السماء الاولى هي الغلاف الجوي
و اذا علمت عظم حجم الملائكة الكرام
واذا علمت ان الارض ليست الكوكب الوحيد المليئ بالدواب
واذا علمت ان الله منزه عن المكان فهو عنده ليس كالذي عندك و اهميته عندك ليست كالتي عنده
اقتباس:ولاننسى عمر الكون او دعنا فقط في عمر الشمس وشوية الكم حجر الذي يدورون حولها الذي يقدر بالمليارات من السنين
بينما عمر البشر على هذه الأرض لايساوي شيئا مقارنة بعمر سمك القرش في الأرض او عمر الصراصير والذبا
ومن قال ان الانسان هو اول المخلوقات المكلفة على الارض او في الكون
و عمر الكون
يقول تعالى
تعرج الملائكة و الروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه
و هناك من علماء السلف من قال ان الخمسين الف سنة مدة الدنيا لا ندري كم ذهب منها
و اليوم عند الله كالف سنة مما نعد
فخمسون الف سنة ستكون عددا فيه الكثير من الاصفار على اليمين
50000*355* 1000= 17750000000 سنة هجرية والله اعلم
ومن قال ان الانسان هو اول المخلوقات المكلفة على الارض او في الكون
قال تعالى
2.30.وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
فعلم الملائكة الكرام بهتين الصفتين وذكرها بعد اعلامهم بخلق خليفة فيه دلالات كثيرة
-*-ان الملائكة لهم تجربة سابقة مع خليفة سابق
-*-انه تم اهلاك الخليفة السابق لانه لا يقال لمن يقول لك اني اريد ان اجعل في الغابات اسودا فتقول له اتجعل فيها من يفزع الناس و يفترسهم و انت تعلم ان في الغابة نمور
-*-ان هذا الخليفة عاقل لان الافساد لا يكون الا من عاقل فالحيوانات مسخرة لمشيئة الله و الله لا يفسد في الارض
-*-انه حيوان و ليسا جنيا لانه يسفك الدماء
كذلك قوله تعالى
واذا قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين
يدل ان الملائكة تعلم ما معنى بشر فدل ذلك على وجود البشر قبل ادم عليه السلام و ما ادم عليه السلام الا خليفة جديد خلقه الله تعالى
فاعلم اذا هداك الله ان الامر كله مرتبط بصفات الله تعالى الازلية و هي المفسيرة لكل ما يوجد في الكون
والكافر المجرم هو خاضع ايضا لله لان الله تعالى خلقة و يعلم منه الكفر فيعذبه دون ظلم
فهو خاضع للمشيئة الالهية شاء او ابى
قال تعالى
ولله يسجد من في السماوات والارض طوعاو كرها
والله تعالى اعلم